حرب العصابات

[فتح الجنوب]

حرب العصابات حرب ثورية، تجند السكان المدنيين أو جزء منهم ضد القوة العسكرية للسلطة الحاكمة القائمة محلياً.

وهي تشن على الأنظمة المراد إضعافها، وهز ثقة النطام بها، ثم الانقضاض والقضاء عليها؛ من قواعد تكمن في المناطق الجبلية والغابات وبعيداً عن المدن التي تسيطر عليها الحكومة سيطرة متكاملة. وعادةً ما تتطلب هذه النوعية من الحرب دعم أو تعاطف السكان المحليين (الريفيين)، وكذلك تحظى بتأييد ودعم إقليمي أو دولي. ومن ناحية التسليح، قوات حرب العصابات يخزنون أسلحتهم، في القواعد التي يسيطرون عليها. وكذلك عمليات تدريب محاربيها، تتم داخل معسكراتها.

وتتميز قيادة حرب العصابات بأحادية القيادة، حيث يجمع قياديوها عادةً، بين القيادة العسكرية والسياسية. وتعتمد حرب العصابات على الإعلام بشكل رئيسي، وذلك في تصوير ونشر العمليات العسكرية، قبل وأثناء وبعد أي عملية عسكرية. كما أن التركيز في استخدام الدعاية والحرب النفسية مهم بالنسبة لمحاربي حرب العصابات، وذلك لكسب المزيد من الأنصار والتبرعات بالأموال.

أشهر تكتيك عسكري يستخدم في حرب العصابات، هو اضرب واهرب hit and run، وهو ضرب المحاربين لأهدافهم، بسرعة ثم الانسحاب سريعاً، لمواقع قواعدهم وتحصينات.

قوات حرب العصابات لا يشنون حرباً على المدن، حتى لا يتهموا بالإرهاب والتخريب، فيفقدوا تعاطف أهل المدن معهم أو على الأقل ليبقوهم محايدين بقدر الإمكان، ولكن هدفهم بالطبع هو السيطرة على المدن، ولذلك فهم لا يشنون هجماتهم على المدن الإستراتيجية أو العاصمة إلا بعد أن يكونوا قد أتموا السيطرة على الأرياف والمناطق المحيطة بالمدن، ثم يحاصرون المدن وحينها ينقلون حربهم لداخلها، لكون السيطرة عليها، تتعلق بمسألة الوقت لا غير.

وتسمى ب (حرب البرغوث والكلب) ، فالبرغوث دائماً يلسع الكلب ويحدِث به جروحاً ويهرب ، فيقوم الكلب بعض نفسه وهرش جلده ، ثم يعود إليه البرغوث ويلسعه مرة أخرى ، وهكذا دواليك حتى يفقد توازنه وينهكه ويقتله.