لا أحد في الجنوب العربي من أقصاه إلى أقصاه ينكر الدور الرائد الذي لعبه تيار أزالة آثار الحرب وإصلاح مسار الوحده منذ تشكيله بعد الحرب الباغيه التي شنتها سلطة الجمهوريه العربيه اليمنيه على الجنوب وأحتلاله في عام 1994م . كان للأساتذه الكرام حسن أحمد باعوم ود, محمد حيدره مسدوس ود. عبد الرحمن الوالي شرف قيادة هذا التيار في أوقات عصيبه جدا وأستطاعوا بعون من الله وإيمانهم بقضيتهم من الأبقاء على القضيه الجنوبيه حيه طوال السنوات الماضيه ولم يتنازلوا عن حقوق ولم يمنحوا المستعمر شرعية أحتلال الجنوب . وهذا شرف سبقنا إليه تيار أزالة آثار الحرب وإصلاح مسار الوحده برجاله العظام .
لكن الملاحظ المستغرب هو أن تيار إصلاح مسار الوحده مثلما نسجل له عدم تفريطه بحقوق الجنوب إلا أننا نسجل له إيضا عدم التعاطي مع الحراك الجديد للشعب الجنوبي ولم ترتفع مطالبه لتتساوي مع مطالب الشارع الجنوبي العظيم . بل يكاد موقف تيار إصلاح مسار الوحده محنطا ومتيبسا وجامدا في نفس المكان الذي ولد فيه . فمثلا عندما كان التيار يطالب بإصلاح مسار الوحده يأتي الرد عليه من نفس حزبهم قبل رد السلطه بأن أصلاح الوحده قد تم في يوليو عام 1994م , كما أن تهمة الأنفصاليه كانت لهم بالمرصاد كلما تحدثوا عن هذا الأصلاح . واليوم وبفضل تحرك المواطن الجنوبي وأمساكه بزمام الأمور أصبح موقف ذات الحزب وشركاءه من الأحزاب اليمنيه قد وصل إلى مرحلة تبني لمطالب أصلاح المسار بهدف ليس حبا وأقتناعا بها ولا تعاطفا من الشعب الجنوبي أو إصلاح مسار الوحده . بل الهدف منه لجم مطالب الشعب الجنوبي الذي تجاوز الجميع ورفع سقفه إلى المطالبه بحقه في تقرير المصير والأستقلال الكامل وإعادة دولته الجنوبيه وخرج إلى الشارع فرادا وجماعات من أجل هذا الهدف فتبنت تلك الأحزاب مطالب تيار الأصلاح للألتفاف على مطالب الجماهير الهائجه . بينما بقي التيار على نفس طموحه القديم ولم يستطع مسايرة المتغيرات التي حدثت في الجنوب . ولذلك نجد إن هناك الكثير من التساؤلات تخطر ببالنا كمواطنين جنوبيين منها مثلا ,
1- يصر التيار على أن يبقى النضال السلمي الجنوبي مستمرا إلى إن تعترف السلطه بالقضيه الجنوبيه من دون تحديد سقف زمني لهذا الأنتظار . والسؤال هو ماذا لو لم تعترف السلطه بالقضيه الجنوبيه ؟ هل سنبقى ننتظر إعترافهم بنا وبقضيتنا إلى مالا نهايه ؟ وبذلك تبقى بلادنا محتله إلى مالا نهايه ؟
|