القرآن الكريم - الرئيسية - الناشر - دستور المنتدى - صبر للدراسات - صبر نيوز - صبرالقديم - صبرفي اليوتيوب - سجل الزوار - من نحن - الاتصال بنا - دليل المواقع - قناة عدن
عاجل |
الجزيرة مباشر | الجزيرة | العربية | روسيا اليوم | بي بي سي | الحرة | فرانس 24 | المياديين | العالم | سكاي نيوز | عدن لايف |
آخر المواضيع |
#1
|
|||
|
|||
على صالح تتويج أخير الى منفى الذاكرة
شاء أم أبى ، عليه أن يرحل ، لم يعد ثمة ما يستدعي بقاؤه. 31 عاما هي عمر جيل ابتلع وطغمته حياته ، وصادر أحلام الوطن ، وأباد كل أسباب وممكنات نهوضه وتقدمه ، على أنه ظل أيضا عائقا أمام قدرتنا على التفكير بما يمّكن الوطن من استعادة أمله في أن ينهض من كبواته المستدامة وعثاره المزمن. المهزلة التي أسداها إلينا وجوده : هي هذا الكم الهائل من البشر الخانع ، والكتل الآدمية المصلوبة على أوهام وعوده ، تماما كما هي صورته على أعمده الإنارة في شوارع التشرد، والبؤس . محور اهتمام القادة الحقيقيون في العالم هو : الإنسان ، الوطن ، التقدم ، ومحور اهتمام قائدنا الفذ ، صانع منجزات الشكل ، والمنارات الست على جامعه ، هو : العرش ونقله ميراثا لأجياله ، سيج البلاد بكل أسباب انتقاله ، ولغم معابر الوصول إليه بكل أشكال الفوضى ، وأبدع صناعة الملهاة ، وأجاد رسم ملامح الموت ، وخضّب الوطن بلون الدم ، وضمخه بأريج الجثث . صنع أمجاده على أشلائنا ، نغّم قراره بمزاج اللحظة ، والكيف ، ثم كيف ذاته مع القوى التي ساهمت في إدامته ، وراح في كل مناسبة وطنية يلوح بيديه ملقيا تحاياه التي يوزعها للمصفقين والمادحين والشعراء الذين تقرحت قرائحهم بأبيات النفاق والملق كي تقربهم منه زلفى . صالح ؟ أي إحساس لديك فيما نحن فيه ؟ وكيف رضيت بوجودك مستقويا ، فيما يرفضك حتى منافقوك ، من وزراء وساسة وعسس ، وباعة أوهام وأقلام ؟ أي بطانة وضعتها حولك ، تستبطن لك أسوأ نوايا السقوط ، وتصيغ تاريخك بأسلوب ينفي عنك ما تبقى من ذكرى يعتد بها ذويك بعد رحيلك؟ لو أفقت إلى خطورة ما تمارسه أجهزة القمع البوليسية ، لأدركت أن القمع ليس سوى تتويج أخير إلى منفى الذاكرة ، هناك حيث تُخزّن كوابيس المأساة ، وتسقط الأحزان والدموع . لم نكرهك ، لكنك أرغمتنا على كراهيتك ، وتجييش مشاعرنا ضدك ، أوغلت في إذلالنا حتى أجدبنا من الخوف وفي قعر نضوب الخوف ولدت فينا الشجاعة ، وبدا لنا الموت كما لو أنه أمنية صعبة المنال ، نستجديك أن تمنحنا إياها لكنك ترفض ، وكأنه شرف تمنحه لمن تشاء ولا نستحقه. التعديل الأخير تم بواسطة خالد عبدالله ; 02-17-2010 الساعة 12:58 PM |
«
الموضوع السابق
|
الموضوع التالي
»
أدوات الموضوع | |
طريقة عرض الموضوع | تقييم هذا الموضوع |
|
|
الساعة الآن 07:14 AM.