القرآن الكريم - الرئيسية - الناشر - دستور المنتدى - صبر للدراسات - صبر نيوز - صبرالقديم - صبرفي اليوتيوب - سجل الزوار - من نحن - الاتصال بنا - دليل المواقع - قناة عدن
عاجل |
الجزيرة مباشر | الجزيرة | العربية | روسيا اليوم | بي بي سي | الحرة | فرانس 24 | المياديين | العالم | سكاي نيوز | عدن لايف |
آخر المواضيع |
|
#1
|
|||
|
|||
كاتب عراقي : اليمن.. عندما تتوحد الارض ويتقاتل الناس بأي مقياس نقيس الوحدة ؟
اليمن.. عندما تتوحد الارض ويتقاتل الناس بأي مقياس نقيس الوحدة؟ من ردفان الى عيبان، وحتى تخوم نجران، حلم جميل حلمه كل احرار يمن السواحل والوديان، وحدة السيل من صعدة الى الحديدة الى لحج وعدن وابين وشبوة وحضرموت وإب والمهرة مرورا بشمسان، يمن واحد لا يمنان ! صنعاء وعدن وجهان متكاملان لا يتنافران، فدعتين من جنان، واحدة منارة واخرى فنارة ! بلقيس تسرح شعرها في شرفة قصرها وسط ازال القديمة وتتطلع الى الخارج بانتظار مرسال الزاجل القادم من ردفان، وسيف بن ذي يزن يدوزن الشعر بوصفها وهو يستحضرها امامه وكأنها حورية خرجت للتو من بحورعدن ومراسيها والخلجان ! السيف اليماني بلا حكمة يمانية، جحيم يفوق جحيم اصحاب الاخدود، فهل فهم اهل الحل والعقد ما المطلوب لعبور محنة الصدود وما هو الفرق بين الحد والحدود ؟ سيل ثورة 23 ايلول /سبتمبر يلاقي سيل 14 تشرين الأول /اكتوبر ويتلاقحان لقاح الروح بالجسد دون اخذ ورد ! كان الهاشمي وهو من اولياء الله الصالحين ومن حكماء القوم مضرب الامثال في حل العقد، وكان قدوة يحتذى بها لاستنباط الرأي السديد، حتى ان اغاني التراث الشعبي وخاصة الحضرمي احتوت على الكثير من الاشارات الواضحة لذكره كلازمة انشادية تنسب له رأس الحكمة المطلوبة وتوضع على لسانه، فالهاشمي يقول قولته عندما يتخبط الآخرون في اتخاذ ما يلزم خارج حدود الزمان والمكان ! الوحدة مطلب شعبي الوحدة اليمنية بالنسبة لطلابها هي ضمانة للاستقرار والتقدم والازدهار والرخاء والمنعة، هي تكامل لا بد منه لتجاوز حالة التخلف والفرقة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية، الوحدة ليست مطلباً نخبوياً انها مطلب شعبي جامع لا يزايد فيه شمالي على جنوبي ولا جنوبي على شمالي، الجنوب كان اكثر تنظيما في السير باتجاهها، فاحزاب التنظيم السياسي الجبهة القومية كانوا في الطليعة، وكانوا يغذون اقرانهم في الشمال من ناصريين ووحدويين واشتراكيين وبعثيين للضغط على الحكومات العسكرية في الشمال لانتهاج خط تصالحي ووحدوي مع الجنوب بعيدا عن المؤثرات الخارجية او التأثيرات الايديولوجية، الحزب الاشتراكي اليمني الوريث الحركي والشرعي للجبهة القومية كان يبذل المساعي باتجاه خطوات اجرائية تؤدي لقيام الوحدة، وليست مفارقة ابدا ان يكون مؤسس الحزب الاشتراكي اليمني الذي قاد النظام في الجنوب من اصل شمالي ـ عبد الفتاح اسماعيل ـ فالشماليون في الجنوب والجنوبيون في الشمال هو قدر هذه البلاد ـ كما جاء بواحدة من قصائد الشاعر اليمني الكبير عبد العزيز المقالح ! الوحدة الاندماجية لا يمكن لها ان تتواصل لتحقيق اهداف طلابها الا بالديمقراطية ودولة المؤسسات والا تصبح مجرد عملية ضم واحتواء، والسلطة اي سلطة كانت اذا لم تحكم بالديمقراطية الحقة هي سلطة استبداد، لا يستطيع كائن من كان انكار ان كل الاطر التي تزين النظام في اليمن هي بعيدة بمسافة طويلة عن الديمقراطية الحقة ـ تداول السلطة، وتكافؤ الفرص، ودولة المؤسسات، دولة المواطنة ـ كما لا يستطيع احد انكار ان المؤسسة العسكرية وحدها من يملك السلطة الفعلية الحاسمة في البلاد ومن يتمكن منها، يمكنه ان يتمكن من مجلس النواب ومجلس الاعيان ومن كل اطر السلطة الاخرى، المؤسسة القبلية تأتي بالمرتبة الثانية، ومؤسسات المجتمع المدني الاخرى جميعا تأتي ثالثا او رابعا في سلم الثقل السياسي والاجتماعي وربما الاقتصادي ايضا، اذا اخذنا بنظر الاعتبار فئة العسكر كرجال اعمال خارج الوظيفة ! الوحدة اذا قدمت الارض على الانسان فانها تنتج لنا معادلة تقول: كلما اتسعت ارض الوحدة كلما ازداد استبداد القائمين عليها لكثرة قمعهم لاضطرابات السكان الذين يريدونها وحدة مغايرة، وحدة في الخير والشر، وحدة بين الحاكم والمحكوم، وحدة للبناء والتقدم، وحدة لتحسين خيارات المصير وليس لتقفيصه وجعله اسير افق واحد ! لا تتفرد اليمن بما لديها من معضلات ومشاكل نوعية، فمن مراكش الى البحرين تعاني احشاء امتنا من التخمة لما فيها من كل عوامل الفرقة والتطير والتشوه والفساد والتبعية والاستبداد واهدار حقوق الانسان والبيئة وما فيها وعليها، وحتما سيجيء اليوم الذي تتقيأ فيه مجتمعاتنا ما في امعائها من مشاكل لا تهضم ولا يمكن تخزينها، وربما انها تفعل ذلك الان وبتقطع، الخوف كل الخوف ان عملية التقيؤ تلك لا تكون عبر غسل صحي وانما عبر نوبات من الثورات التدميرية والحروب الداخلية والفوضى غير الخلاقة، مخابرات الانظمة تتوجس النقمة وتتوجس الحراك ومازالت مضاداتها الحيوية هي هي منذ ان قامت وحتى الان ـ القمع والتخدير والتنفيس والالهاء والتعجيز ـ فالمخدرات وتهجيرالعقول واثارة المشاكل الجانبية كالطائفية والاقليمية والقبلية لابعاد الحراك الاجتماعي عن مقاصده الطبيعية والتي تخص الحقوق السياسية والاقتصادية والدستورية، ومطالبها بالشفافية ودولة القانون ! في دولنا السلطة ليست وظيفة وانما ملكية خاصة لا تتداول الا بحالتين اما الموت او الانتزاع، فيها كل رتوش الديمقراطية ـ انتخابات وصحف واحزاب وبرلمان ولجان نزاهة ورقابة وفيها حتى مراقبين دوليين على سير العمليات الانتخابية ـ ولا ينقصها شيء سوى الجوهر الديمقراطي ذاته، فيها الجيوش تحكم وتتاجر وتقمع وتورث الحكم ولا يغلبها غلاب في استعراض القوة على ابناء جلدتها اما امام من يغبن شعوبها حقوقها ومن لا يعاملها باحترام من الدول المتكبرة، فهم كالسعاة. هذه الصومال وذاك العراق وتلك هي السودان ووو والحبل على الجرار ! قالوا اليمن فقير لانه لا يستخرج نفطا، وعندما استخرج النفط منه لم تتغير الصورة الا في مظاهر الطبقة الحاكمة، البطالة في تزايد ولا عمل للخريجين والازمة الاقتصادية طاحنة، وشروط البنك الدولي لا ترحم، المواطن لا يجد ما يسد رمقه ومعدل النمو في انخفاض متسارع والهياكل الارتكازية في الاقتصاد اليمني تتهالك زراعيا ورعويا بسبب شحة المياه والجفاف وانعدام المشاريع التي تستوعب ظاهرة السيول، البلاد لا تزرع مايسد رمقها، ارض البن غطتها زراعة القات الذي اهلك اقتصاد الاسرة والمجتمع وجعله يتواكل على الريع من العمل بدول الخليج او الهجرة الى الغرب، الاستيراد المفتوح يساهم باضعاف منافسة المنتوج المحلي الزراعي والمحول ! مازالت الارياف تعاني من مشاكل الكهرباء والماء الصالح للشرب والضعف الشديد بالخدمات الصحية، وهذه الحالة مزمنة ! الجنوبيون يعانون يبدو ان الجيش واجهزة المخابرات والاجهزة الامنية الخاصة واعداد عناصرها تستنزف الثقل الاعظم من الميزانية ! بالتأكيد في هكذا حسابات ستكون اوضاع الجنوب قبل الوحدة هي افضل بكثير من اوضاعه الان خاصة وان الفساد في الجهاز الحكومي والعسكري كان اقل بكثير مما هو عليه الان، كما ان فئات واسعة من الجنوبيين قد سرحوا من القوات العسكرية بعد حرب 94 وجرى الاعتماد اساسا على توسعة القوات ذات الاصل الشمالي، واذا تجاوزنا موضوعة الجنوب وذهبنا الى صعدة واريافها الوعرة، حيث الحاضنة الطبيعية للحوثيين، لا نجد شيئا تحقق يخاف عليه المواطنون هناك، حياة قاسية لم تصلها المدنية بعد وكأنها كما كانت في عصر الامامة، اوضاع تنتظر فتيلا ما لتشتعل، نعم قد يكون للعوامل الخارجية دور محفز لمشكلة الحوثيين مثلا ولكن اذا لم تكن هناك استعدادات وارضية ممهدة سوف لن يكون للعامل الخارجي دورا حاسما في استمرار مثل هذه التمردات لانها عندما تجد لها شعبية في محيطها فان ذلك يعني فشل الدولة في استيعاب هؤلاء الاهالي وهمومهم المتكالبة والتي يمكنها ان تنفجر في اي لحظة، الاستيعاب الحقيقي المطلوب هنا ليس عسكريا وانما اقتصاديا وسياسيا وثقافيا وخدميا ! في مثل هذه الاجواء تتسرب القاعدة وغيرها من التنظيمات العابرة للحدود لا سيما وان المحيط موبوء بها وكل جار فيه يتمنى ان يحدث منخفض ما في نقطة من المحيط بعيدة عنه لتنحدر اليه هذه التنظيمات وتتجمع فيه ليتفادى هو عملياتها ومن ثم يسهل ضربها قبل انتقالها اليه ! بعد حرب 94 لم يظهر الحكم في اليمن مسؤولية كاملة لمعالجة الاثار الناجمة عنها ولم يتعب نفسه في مراجعة اسبابها بل جرى الاكتفاء بالنتائج العسكرية مع بعض الاجراءات شبه القبلية في احتواء رفاق درب الخارجين على خط الهيمنة والابقاء عليهم مقابل براءتهم من فعلة رفاق الامس، لم يجر التحسب لعملية الكظم والانحباس بسبب غياب اللغة النقدية الموضوعية التي تقلب وتدرس ما حصل لتمارس مع ذاتها نوعا من المحاسبة الذاتية لتحقيق التجاوز بروح موضوعية وليست ثأرية، لان اعتبارالذي حصل هو مجرد هزيمة عسكرية لاصحاب وجهة النظر المخالفة للفهم السائد للوحدة ودستورها وبرنامجها شيء وهزيمتهم السياسية والفكرية شيء اخر ! من كل الزوايا فان هناك مسؤولية تاريخية ووطنية واخلاقية تقع على عاتق الرئيس علي عبدالله صالح كونه يملك القرار ويملك القدرة الكافية على التأثير بالاوضاع ويملك ايضا حرصا على ان لا تكون الاهداف الكبرى كالوحدة اليمنية التي له شخصيا شرف المساهمة بانطلاقة مسيرتها ثم بتنفيذها، مجرد شعارات خاوية او فورات لاغراض سلطوية سرعان ما يجري التضحية بمعانيها السامية عندما تتطلب منه النظر للمستقبل وما يحمله من متغيرات قد تضر بكامل المسيرة واهدافها، لان الاصرار على اعتبار بقاء الارض موحدة وبالقوة هو هدف يستحق بذاته التضحية بشعب الوحدة سيطيح لاحقا بوحدة الارض والشعب معا وليس بين جنوب وشمال وفقط وانما ابعد من ذلك بكثير ! ان مراجعة الرئيس واصحاب الحل والعقد في القيادة اليمنية للتجربة الماضية واستخلاص الدروس من الاحداث الجارية يتطلب وقفة شجاعة تقفز على عقد الماضي لاصلاح ذات البين واجراء مصالحة وطنية شاملة، ببرنامج تحول ديمقراطي حقيقي، لا يغيب حتى لو غابت شخوصه، فالدماء الزكية التي تسفك في الجنوب او في صعدة هي دماء ينزفها الجسد اليمني ومن الخير لليمن الموحد حقا ان يحقنها ويجعلها مداد قوة من خلال اشاعة روح البناء والتجدد والعدالة بين كل ابناء اليمن ومناطقه ! القمع وكتم الاصوات واغلاق الصحف والتخوين كلها اساليب تصعد من الاحتقان حتى لو نجحت في كبح جماح الاحتجاجات والمواجهات الجارية، لذلك فلا حل وحدوي الا بالمصالحة الوطنية الحقيقية الشاملة والانفتاح الديمقراطي على الجميع. جمال محمد تقي كاتب عراقي [فقط الأعضاء المسجلين والمفعلين يمكنهم رؤية الوصلات . إضغط هنا للتسجيل] |
«
الموضوع السابق
|
الموضوع التالي
»
أدوات الموضوع | |
طريقة عرض الموضوع | تقييم هذا الموضوع |
|
|
الساعة الآن 07:39 AM.