القضية الجنوبية ... قضية جغرافيا وتاريخ وحضارة

[تاج عدن]

القضية الجنوبية ... قضية جغرافيا وتاريخ وحضارة

( توزيع أراضي الجنوب لغير أبناءه يعني تمزيق دولة الجنوب )



د. فاروق حمـــــــــــــــــــــــزه



لم تكن قضية الجنوب هي عبارة عن موضوع إقليم في إطار دولة يطالب في الحقوق، أو ومجرد في تحسين مستوى معيشي لسكان هكذا إقليم في إطار دولة، فالأمور هي ليست بهكذا فبركة، ووفقاً ولما يفبركها المحتل، بعد أن تم إحتلال بلادنا، دولة الجنوب، والواقع أنه وحتى في إطار هذا الإحتلال، والذي ولا محالة شاء أم أبى سينقشع، والذي أيضاً ولابد للناس، أي ولأهلنا في الجنوب، وأن تعيش في بلادها وبكرامتها، فهذه هي مسئولية الشرعية الدولية، في حماية الشعوب والقابعة تحت الإحتلال، أو وأن تلزم الإحتلال بذلك، ولحتى ينجلي هكذا إحتلال، بل ويغرب عن بلادنا دون رجعة، أما وأن يختار لنفسه هذا الإحتلال خيارات متنوعة، في غرض تمديد فترة بقاءه في بلادنا، يبدأها وأعمال طرد الناس بالأطنان، ومحاولة إصدار أوامر بمناسبات معين وبعودة فُتات منهم بالوقية، أو وأن تعلق قضاياهم، وترتبط قضايا مصير حياتهم المعيشية المعاشة، وليكون مصيرهم وبيد المحتل، وليقايض بها البشر في إحتلاله هذا لبلادنا، ولدرجة وإن المحتل ويوظف كل شئ، بما فيه والمطالبة بخروجه من بلادنا، هو وجيوشه وأتباعها وممن كدسهم في بلادنا وهم بالملايين، كما أنه وليحول وبشطارة مطالبة خروجه من بلادنا، وكأن العملية هي شوية مطالب، في إجراء للقليل، أو وحتى وللكثير ومن التلميعات ليس إلا، أو وليعلنها وكأنها ومطالب شخصية ولأفراد، وهذا هو وما مكلفة به، أجهزتهم الإعلامية وكلها المرئية والمسموعة والمقرؤة، والمعادية ولمجرد كلمة جنوب أو جنوبي، وهي الأخرى والعاملة في المغالطات الكبرى، وبكل أعمالها الكاذبة في التزوير، بل وفي الريادة في دفن القضية الجنوبية، وفي السلوك، ولإلغاء دولة الجنوب وإباده أهلها.



فلا وثم لا يا سادة، أنتم تعرفون أنفسكم وبأنكم مجرد محتلين لبلادنا، إحتلال إستيطاني عسقبلي متخلف، فلا شئ ولا من هكذا قبيل، مقبول لا لشعبنا، بل ولا ولأي شعب في العالم، وأن يرتضي لنفسه بهكذا إحتلال لبلاده من قبل أجانب آخرين، بل وبجيوشهم صاحبة الجنسية الأجنية في أراضي دولتنا، دولة الجنوب، فكل وما نقوله لكم، هو أنه ولمن المعيب حقاً بأن تحتلوا بلادنا، بل ويفترض عليكم، وأن تعتذروا لشعب الجنوب العظيم، ولما عملتموه فيهم وبدولتهم، فتاريخ الحروب والإحتلالات والذي وقد عفى عليها الزمن، لم ولتكن وقد عملت ولا ولمثقال ذرة، مما أنتم عملتموه فينا وبدولتنا، وهو وما كنا وقد أفتكرنا وبأن وكل العرب بل والمسلمين وسيستنكرون هكذا إحتلال قمتم به في بلادنا، في دولة الجنوب، والحمد لله، الآن، فيبدو لي أنه وقد حان الوقت ولهكذا موقف، خاصةً وبعد أن أنكشفتم، وبأنكم تحتلون دولة الجنوب، وتعملون وعلى إلغاءها وإبادة أهلها، بل وليست هناك أكذوبة ولما تسمى بوحدة ولا يحزنون.



كما يبدو أيضاً، وأنكم قد بدأتم في إخفاء البرتكول الصهيوني رقم 25 والمستخدم سابقاً في مغالطاتكم، بكلمة إع ادة تحقيق الوحدة، وذلك بعد أن أنكشفت العملية برمتها، وأنها كانت مجرد أكذوبة كبيرة، كذبتم بها على أنفسكم، كما أردتم وأن تمرروها وعلى التاريخ نفسه، والذي أردتم بها أيضاً وتزويره، لكننا بصراحة، وبغض النظر ولما جرى للبروتوكول رقم 25 من رمبص، نبقى بحيرة كبيرة، ومن هكذا عدم وإفصاحكم ورقم كم في برتكولات صهيون قد أعتمدتم عليه؟!، أم وإنكم وقد أظفتم بروتوكولا آخر برقم 26 كمرجعية ولأعمالكم هذه المبتكرة في الإبادة هذه؟! والتي قمتم بها في التعامل مع الجنوب بعد الحرب، باعتباره غنيمة حرب، لكم ولأهاليكم والتي ونقتبس منها القليل وفقط ولنستعرضها لكم للتذكير ليس إلا، بل وللرأي العام المحلي والدولي وعلى النحو التالي:



جرى تقسيم مساحة جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية ( الجنوب العربي ) إلى مناطق عسكرية وأمنية وعين عليها قادة عسكريون معينين، وتخضع كافة المحافظات والمديريات الواقعة في إطار هذه المناطق للسلطة المطلقة لهؤلاء القادة، كما جرى تقسيم المدن والأحياء السكنية والقرى إلى مربعات أمنية وتعين على كل منها مسؤول امني من المؤسسة الأمنية المعروفة في نظام الجمهورية العربية اليمنية، ثم جرى تعيين عقال الحارات لتكتمل السيطرة الأمنية على سكان الجنوب بشكل كامل.



نشر مئات من النقاط العسكرية الشمالية، في طول البلاد وعرضها، لمراقبة حركة السيارات وتفتيشها كما يجري تفتيش المواطنين، وضبط حركتهم من قرية إلى أخرى، كما من مركز إلى أخر، و تزداد إعداد هذه النقاط في المناطق الهامة اقتصاديا أو عسكريا .



اعتمد نظام الجمهورية العربية اليمنية خطة إفقار متعمد ضد أبناء الجنوب، بحيث تم إقصاء ما يقرب من نصف مليون إنسان من أعمالهم، وإحلال بديلا من أبناء الجمهورية العربية اليمنية، وشمل ذلك كل المجالات والتخصصات من العامل في المصنع أو المعمل إلى الكتبة والمعلمين إلى مدرسي الجامعات، ولم تستثنى السواقين و البوابين والفراشين، وهو أيضاً وما قد عكس نفسه سلباً في مفاهيم السكينة الأسرية، والترابط الأسري، بل وما قد أيضاً وجلب وللأسر أشر النتائج، والتي قد سببت والكثير من المآسي وللتماسك الأسري.



اتبع النظام اليمني سياسة تجهيل ضد أبناء الجنوب، بحرمانهم من التعليم الممنهج في مختلف المراحل، كما حرموا من الحصول على المنح الدراسية الجامعية في الداخل والخارج على السواء، وينطبق هذا الوضع على دخول الكليات والمعاهد العسكرية والأمنية .



وفي الأخير لابد لنا وأن نقف وقفة جادة، أمام وما يحصل ولأراضي الجنوب، فالأرض هي الوطن، وتوزيعها لغير أهاليها، معناه توزيع وطن لغير أهاليه، وبصورة أدق يعني ذلك بأنه تمزيق وطن، وهو ومالا ترضى به وكل الديانات السماوية مجتمعة، بل ولا العقل ولا المنطق أيضاً، بالرغم من أن القوانين الدولية مجتمعة وبالعالم أجمع تحرم على سلطات أي إحتلال في العالم المس أو التمادي وعلى ممتلكات الدولة الأخرى والرازحة تحت الإحتلال، إلا إن هؤلاء البشر قد أفتكروا بأنهم سيجلبون لأنفسهم هكذا شعارات كاذبة، وبشعاراتهم هذه الكاذبة، وهو وما قد خدعوا أنفسهم بها، كما وأرادوا وأن يخدعوا بها والعالم أيضاً، فتصرفوا وعلى اساس كل هذه الأكاذيب، وصاروا تجار كبار يملكون قدرا ومن الأملاك بل والعقارات في الخارج، وكله ومن ثروة الجنوب وأراضي الجنوب، وكل شئ بالجنوب، بل وتملكوا أيضاً ولكل شئ في الجنوب وبما فيه وأرقى الأماكن السياحية والجبلية والبرية، أي وقد تملكوا أخصب أراضي الجنوب وأجمل شواطئه، وما وأنهم وقد جعلوا أهل الجنوب أذلاء في وطنهم فقراء بسطاء عزل، ولا ينتظرون إلا والموت لهم، وعاشت الوحدة الكاذبة هذه ودمتم دخراً للوطن، ودقي يا مزيكة.



وأختتم مقالتي هذه ببيت شعر للشاعر الغنائي الكبير إبن عدن البار الأستاذ/ وديع أمان:

أنظر إلى بيتي ففيه مذلتي وفيه ضعفي يا أخي وخنوعي





د. فاروق حمـــــــــــــــــــــزه

عدن في يونيو 11 2007

[فقط الأعضاء المسجلين والمفعلين يمكنهم رؤية الوصلات . إضغط هنا للتسجيل]

[قلب الجنوب]

هذا الرجل يبذل من الجهد عشرات اضعاف ما يبذله الاخرون ويتميز بطاقة دائمة وقدرة على الكتابة والتواصل مع الاخرين ويقوم بعملية تعريف واسعة لقضية الجنوب ويراسل عشرات بل مئات المواقع والعناوين الاليكترونية... تحيه لهذا الرجل المناضل الصبور المثابر
ابن عدن الحبيبة الف الف تحية للدكتور فاروق حمزه