هل تنفض القيادات الجنوبية من حول الرئيس؟

[فادي عدن]

نشرت صحيفة الأيام العدنية في عددها الأخير الصادر يوم الخميس 18/10/2007م
مقالاً للأخ ياسر اليماني وهو رجل أعمال ومؤتمري شهير
ولا أجد داعياً هنا لذكر المزيد عن شخصه لأن ما يعنينا هو رأيه وما يكتبه وليس شخصه

كتب اليماني مقالته التي جعل لها مقدمة وخاتمة وبينهما لب المقال وقلبه وموضوعه
جائت المقدمة مليئة بعبارات تثير الرثاء لكاتبها فهي تستدعي ماضي النظام السابق في الجنوب
وهي المادة الاثيرة عند كتبة السلطان لنيل رضاه فيذكر صنوفاً من المآسي بعضها حقيقي وبضها أضاف إليه من خياله الكثير وأخرجها في صورة مأساوية تليق بباكي حزين يرفعها أمام ولي نعمته
ليبرر لمن حوله بقائه في خدمته بالرغم من كل الحاضر المؤسف الذي يحيط به إحاطة السوار بالمعصم ....
وينهي مقالته بتقديم فروض الطاعة والولاء لولي نعمته وتاج رأسه معتبراً إياه بداية ونهاية التاريخ المجيد وجوداً ونعمةً ومن دونه الطوفان أو الضياع وأضفى على ولي النعمة من الأوصاف الكثير ولم يكتف به رمزاً له على المستوى المحلي بل حشر عبائته في دولاب عربي ودولي وذكر أنه صاحب إنجازات جبارة ونحمد الله أنه لم يعددها وإلا كنا متنا من شدة الضحك ....

نأـي للأهم وهو موضوع المقال الذي جائت المقدمة والخاتمة كضلفتي الشطيرة لتحتويانه
ولكنها شطيرة ضمت أمراً أصبح موضوع الساعة الذي يشغل تفكير رأس النظام
إنها نصيحة من أجير لرب نعمته يهمس بها في أذنه فتعالوا نستمع لما يهمس به :

"وهنا أهمس بكلمة للأخ الرئيس مفادها أن يحذر من ناكري الجميل ممن يتربعون على كراسي السلطة من بعض أبناء المحافظات الجنوبية، الذين يرون ما هو حاصل اليوم من احتقانات وتوترات في هذه المحافظات ويقفون موقف المتفرج البليد وكأنه لا يعنيهم في شيء، بل وقفوا صامتين ولا يحركون ساكناً ولا ترى لهم قلماً يتحرك ولا شفة تهتز، فأولئك يا سيادة الرئيس يجب عليك أن تحذرهم قبل غيرهم فهم يمسكون بالعصا من وسطها يميلون معها حيث مالت.. يميلون مع كل ريح، فهذه الاحتقانات والاعتصامات بقدر ما هي مسيئة للوطن بزعزعة أمنة واستقراره فهي يا سيادة الرئيس امتحان يظهر لك معادن الرجال ويبين لك الذهب من النحاس، فاحذرهم وخذ العبرة من أمثالهم ممن يدعون الزعامة وأنت تعرفهم حق المعرفة"

هكذا نرى أن الغضب الذي وصل إلى نفوس القيادات الجنوبية التي يعتمد عليها النظام في إبقاء شرعيته الزائفة في الجنوب قد بدأ في الخروج في صور مختلفة ....
كل ذي عقل وبصيرة يفهم أن نصيحة ياسر اليماني لن تأتي من فراغ فهناك تحرك ملموس وهناك مؤشرات واضحة لمن يريد أن يفهم وهناك رسائل تتبادل في الخفاء وهناك ترتيبات وتسريبات والدم الجنوبي لا يصبح ماء ابداً ولن أزيد ...
ياسر اليماني أفصح عما وصله من رسائل أو علم به من نوايا عند آخرين وعرف الكثير ولكنه كعادته أختار الجانب الخاطئ ليقف معه عند ذهابه إلى الجحيم ...

لمن يريد الإطلاع على المقال كاملاً أترك الرابط

[فقط الأعضاء المسجلين والمفعلين يمكنهم رؤية الوصلات . إضغط هنا للتسجيل]