القرآن الكريم - الرئيسية - الناشر - دستور المنتدى - صبر للدراسات - صبر نيوز - صبرالقديم - صبرفي اليوتيوب - سجل الزوار - من نحن - الاتصال بنا - دليل المواقع - قناة عدن
عاجل |
الجزيرة مباشر | الجزيرة | العربية | روسيا اليوم | بي بي سي | الحرة | فرانس 24 | المياديين | العالم | سكاي نيوز | عدن لايف |
آخر المواضيع |
#121
|
||||
|
||||
العرب وسنغافورة.. علاقة بدأت مع التجار الحضارم واستمرت حتى اليوم? «الأيام» عن (المدينة) السعودية:
لا يمكن للقادم الى جزيرة الاحلام كما يصفها الجغرافيون ان يتجاوز بناظريه حدا بعيدا دون الانبهار بالدقة المتناهية التي يعمل بها السنغافوريون ويمكننا القول بأن الساعات التي نلبسها تؤشر نبضاتها بدقة هذا الشعب الذي لا يمل العمل، ففي كل الاتجاهات تدب الحياة، ويبدأ السنغافوري صباح يوم جديد دون النظر لما حققة بالأمس من ربح او خسارة فحياتهم اليومية لا تتوقف عند متابعة اسهم أو اللهاث خلف وظيفة اخرى على حساب العمل الاساسي وهو ما أوصلهم للعالمية وإلى مصاف الدول الصناعية المتقدمة وخرجوا من عباءة النماء الى ثوب التقدم. العرب ودخول الإسلام لا أحد يعرف تحديدا من اول الداخلين للجزيرة النائية الواقعة جنوب شرق آسيا والتي لا تبعد عن شمال خط الاستواء سوى 1,24 متر بيد ان الدلائل تشير الى ان تجار حضرموت أول من وصلوا إلى الجزيرة بعد ان تاهت سفينتهم بين تلك الامواج المتلاطمة وقذفت بهم الى جزيرة سنتوسا. ويقول السيد عبدالله هارون الجنيد إن من اوائل التجار الذين استقروا في الجزيرة هو عمر بن علي الجنيد وقد استطاع ان يجعل لنفسه مكانة حين بدأ يتاجر بالبهارات التي كانت في ذلك الوقت من الاشياء الثمينة، ثم قام ببناء أول مسجد في سنغافورة ويطلق عليه اليوم مسجد عمر وقد انجب ذريه لاتزال باقية حتى الآن. واستمر عمر الجنيد في تأسيس قاعدته التجارية عندما عاد ليواصل رحلته بين فلمبان في جاوة الى سنغافورة التي حط الرحال فيها واشتهر عند القادمين من بلاد الهند والسند بتجارته ثم استقطع لنفسه اراضي كثيرة وقام ببناء اول مدرسة اسلامية وجلب اليها المعلمين الذين ساعدوا السكان الاصليين على تعلم الدين الاسلامي وأصبحت الجزيرة خلال حقبة بسيطة تعج بأهل مندناو الذين دخلوا الاسلام . الحضارم ونشر الإسلام يبلغ عدد ابناء حضرموت حوالي عشرة آلاف نسمة ما بين نساء ورجال وأطفال وهم يتواصلون في حياتهم الاجتماعية بشكل دوري. ويؤكد السيد حسن محمد العطاس امام وخطيب مسجد الحبيب بسنغافورة ان الحياة لم تعد كما هي في السابق اذ خرج الجيل الجديد قليلا عن القواعد والاسس التي رسمها الآباء، ويستطرد العطاس قائلا لا أريد ان اقلل من جهد الابناء ولكن الحياة المدنية أخذتهم قليلا لدرجة أن اغلبهم لم يعودوا قادرين على التحدث باللغة العربية وهذا اوقعنا في حرج إذ أن اللغة الأم هي الأساس الذي يجب الحفاظ عليه. مركز لتعلم العربية خلال الخمسة اعوام الماضية اجتمع التجار الحضارم في سنغافورة وقرروا إنشاء مركز لتعلم اللغة العربية وذلك للحفاظ عليها وقد استطاع المركز الملحق في مدرسة جنيد أن يحقق نتائج طيبة ورغم زحمة مشاغل الحضارم السنغافوريين إلا انهم استطاعوا إعطاء المركز اهتمامهم حتى أصبح محط انظار منطقة مندناو بأسرها. ويقول نائب مدير مدرسة جنيد الاسلامية السيد محسن بتاو إن المركز يستوعب في مرحلته المسائية أكثر من 100 طالب وطالبة ونحن نحاول جادين توسعته بما يتلاءم وحجم الطلاب الذين هم في ازدياد مضطرد وتواجهنا بعض العوائق المادية كون المدرسة في الاساس اهلية ونأخذ رسوما رمزية على كافة المراحل الدراسية ففي المرحلة الابتدائية يدفع الطالب 50 دولارا والثانوية الأولية 60 دولارا اما في الثانوية العليا فيدفع الطالب 80 دولاراً سنغافورياً شهرياً وجميع هذه الرسوم لا تمثل سوى 20% من القيمة الفعلية للتكاليف وعادة ما نتلقى مساعدات محلية من قبل بعض التجار كما نقوم وبشكل دوري بعمل مناشط اجتماعية ومشاركات مثل البيع والشراء للأطعمة العربية يكون ريعها لصالح المدرسة. تجارة العود عيسى الحداد أحد تجار العود في منطقة جنوب شرق آسيا يقول إن تجارة العود لم تعد تجدي نفعا وأصبح هناك شبه ركود في عمليات البيع والشراء وهو ما دفع تجار العود إلى التنويع في الآونة الاخيرة لبيع بعض التحف والهدايا، ويشاطره الرأي السيد احمد بن هارون الجنيد الذي يؤكد ان المعاناة الحقيقية تكمن في الوصول الى غابات العود ورغم قصر المسافة بين سنغافورة وكمبوديا ومنيماور حيث تكثر غابات العود إلا أن المعاناة هي مع مافيا تجار العود، موضحا أن التجار يقومون دوما بالمخاطرة والمجازفة للوصول الى تلك الاماكن. قتل وتهريب ويؤكد أحمد الجنيد أن القتل والسلب عمليات اعتيادية يواجهها تجار العود يوميا مع أشرس العصابات التي تحمي مناطق العود، ويقول :رغم كل ذلك استطعنا ترويض العديد منهم وللمعلومية ان كل تجارة العود تأتي عبر التهريب من الحدود وتصل في محطتها الاولى الى سنغافورة ومن ثم تذهب الى بقية العالم. وفي سنغافورة تتم المزايدة ورفع الاسعار من تاجر الى آخر، السعر يرتفع ليس للجودة بل لما يعترض التاجر من مصاعب مع العصابات ومافيا العود والطريف حقاً أن تلك المافيات وسكان المناطق حيث تنتشر غابات العود لم يكونوا يعرفونه سابقا إلا عندما اكتشفوا حب العرب له وهم غالبا لا يستخدمونه |
#122
|
||||
|
||||
نيابة الحديدة تتسلم يمنيين زورا 795وثيقة سعودية، وسعودياً بوثيقة يمنية! كتب بتاريخ 2006 إبريل 11 - 11:56
رأي نيوز/ الحديدة: اعترف يمني بتزوير مئات الوثائق الرسمية السعودية مع شريك له، فيما ألقت أجهزة اليمنية الأمن القبض على سعودي يحمل هوية شخصية يمنية مزورة. قبل إحالتهم إلى النيابة العامة اليوم. وقال مصدر أمني في إدارة البحث الجنائي بالحديدة إن (ع.أ.م) الذي يعمل مديراً لمدرسة أهلية اعترف أثناء تحقيقات إدارة البحث بتزوير 671بطاقة شخصية سعودية إضافة إلى 110بطاقات عائلية سعودية وكذا 14رخصة قيادة سعودية أيضاً، كما اعترف بمحاولات تزوير عملة نقدية سعودية. وضبط رجال المباحث في منزل المتهم 42 قرصاً كمبيوترياً تحتوي على جميع الوثائق التي قام بتزويرها. وبحسب المصادر ذاتها فإن المتهم عمل مع شريك له منذ ثلاث سنوات على تزوير هذه الوثائق وبيعها ليمنيين يتسللون إلى الأراضي السعودية بحثاً عن فرص عمل مقابل مبالغ مالية كبيرة. وأشار المصدر إلى أن رجال البحث الجنائي عثروا عند تفتيش منزل الرجل ذي الأربعين عاماً على كافة الأدوات التي استخدمت في عمليات التزوير وهي جهاز كمبيوتر وآلة طابعة واسكانر وختم للأحوال المدنية بمدينة جيزان السعودية إلى جانب عدد من المواد المساعدة في التزوير. إلى ذلك ضبط رجال الأمن في محافظة الحديدة مواطنا سعودياً وهو يحمل بطاقة شخصية يمنية صادرة عن أحد فروع مكاتب الأحوال المدنية في إحدى المحافظات الشمالية الشرقية. ووفقاً للمصادر نفسها فإن الموقوف السعودي اعترف بحصوله على البطاقة الشخصية بواسطة بعض وجهاء تلك المنطقة. |
#123
|
||||
|
||||
أخبار: يدشن الحملة الانتخابية للرئيس بجمع مليون توقيع! الأربعاء 12 أبريل 2006
الحزب الحاكم يعد لمسيرة تطالب الرئيس بالبقاء في الحكم * «الوسط»- خاص: ذكرت مصادر مطلعة أن فرع جهاز الأمن السياسي في محافظة الحديدة يعد لتسيير مظاهرة كبيرة تطالب رئيس الجمهورية بالعدول عن قراره عدم الترشح في الانتخابات الرئاسية المقبلة ترافق العرض الكرنفالي الذي سيقام في 22 ما مايو المقبل احتفاءً بالذكرى السادسة عشرة لقيام الوحدة في مدينة الحديدة. وقالت المصادر لـ«الوسط» إن حملة الأمن السياسي تتزامن مع نشاطات أخرى لعقال الحارات ومدراء المدارس في المدينة،منها جمع عرائض تشمل توقيعات من المواطنين والمعلمين تطالب الرئيس بعدم التنحي عن السلطة. وسيكون على الموقعين المشاركة في المسيرة التي يريد حزب المؤتمر الشعبي العام الذي يتزعمه رئيس الجمهورية أن يقترب تعدادها من نصف المليون مشارك، يهتفون ببقاء الرئيس علي عبدالله صالح في الحكم. وكانت مبالغ مالية تتراوح بين 50 إلى 250 ألف ريال وزعت على مشائخ وعقال حارات ووجهاء في المحافظة مقابل اسهامهم في حمل المواطنين على تسجيل اسمائهم وامضاءاتهم في العرائض التي سترفع إلى الرئيس ومن ثم مشاركتهم في المسيرة المتوقعة. واضافت مصادر «الوسط» ان الأوبريت الغنائي الذي كان أعده بضعة شعراء من الحديدة، ليؤدى في احتفال ذكرى الوحدة قد جرى إقرار أوبريت آخر بديلا عنه ألف نصوصه «شاعر مقرب من الحكم». ويحث الأوبريت البديل رئيس الجمهورية على الاستمرار في حكم البلاد كما يشيد بـ«انجازاته» وخصاله. وتوقعت المصادر مشاركة مواطنين من المحافظات المجاورة للحديدة في المسيرة مثل محافظة حجة وريمة والمحويت. وكان محافظ محافظة حجة العميد الحرازي قال لصحيفة البلاغ الأسبوعية في عددها الصادر الاثنين الماضي إنه سيتنحى عن موقعه في حال اصر الرئيس على عدم إعادة ترشيح نفسه في انتخابات الرئاسة المقرر إجراؤها في أيلول سبتمبر المقبل. واعتبرت المصادر تصريح المحافظ الحرازي بأنه بداية لتصريحات مماثلة من مسؤولين تنفيذيين كبار تتبعها المسيرة الشعبية التي يرتب لها المؤتمر الشعبي العام الحاكم لتصوير الأمر على أنه ضغط شعبي عفوي. وتعرف محافظة الحديدة بولائها للحزب الحاكم الذي كسب معظم دوائرها الانتخابية البالغة 34 دائرة في الدورات الانتخابية الثلاث الماضية. يذكر أن رئيس الجمهورية كان أعلن في 17 يوليو 2005م نيته عدم ترشيح نفسه في الانتخابات الرئاسية المقبلة. وفي ذات السياق شرع المؤتمر الشعبي العام بتدشين الحملة الانتخابية للرئيس علي عبدالله صالح بجمع مليون توقيع من المواطنين تأييداً لترشحه لفترة رئاسية جديدة على أن تقدم هذه القوائم خلال المؤتمر العام الاستثنائي الذي سيعقده الحزب الحاكم في يونيو المقبل.. وعلمت (الوسط) من مصادر مطلعة أن الحملة التي بدأت في المدارس قد امتدت إلى الأحياء والمحلات التجارية في العاصمة وبعض المدن، حيث صممت استمارات خاصة بالتوقيعات وطلب إلى أصحاب المحلات التجارية والعاملين فيها التوقيع في تلك الاستمارات كما طلب من السكان أيضاً التوقيع عليها.. ذات المصادر أكدت أن قياديين في الحزب الحاكم مدعومين بالمسؤولية المحلية يقومون بتوصيف السكان وأصحاب المحلات التجارية والعاملين فيها وفقا لانتماءاتهم السياسية وبهدف اعداد احصائية لمعرفة الذين يساندون الحزب الحاكم من عدمه وإن كثيراً من الناس اضطروا للتوقيع على تلك الاستمارات خشية تعرضهم للمضايقات من قبل مكلفي الجهات الحكومية كالضرائب والإسكان وغيرها.. كما أن كثيراً من السكان قاموا بتسليم الاستمارات وجمع التوقيعات خوفا من أن يصنفوا كأنصار للمعارضة أو تقطع عنهم المساعدات التي يحصلون عليها من صندوق الرعاية الاجتماعية والمواد الغذائية التي توزعها مراكز الحزب الحاكم في الحواري والقرى ايضاً. واكدت مصادر سياسية أن هذه الخطوة هي ممهدة لاعلان الرئيس صالح استجابته لمطالب الجماهير والعدول عن قراره بعدم الترشح لولاية رئاسية جديدة ، وإن المخطط يقضي أيضا بإخراج عدة مظاهرات لطلاب المدارس والموظفين العموميين بالتزامن وانعقاد المؤتمر العام الاستثنائي للحزب الحاكم لمطالبة الرئيس بالعدول عن قرار عدم الترشح في الانتخابات القادمة وطبقا لهذه المصادر فإنه في حال وصول الحزب الحاكم إلى اتفاق بشأن تأجيل الانتخابات الرئاسية بهدف مناقشة المقترحات الخاصة بتعديل الدستور واحداث اصلاحات سياسية وتشريعية من بينها تغيير طبيعة نظام الحكم والنظام الانتخابي، سيتم تسمية الرئيس كمرشح للحزب الحاكم باعتبار ذلك قرارا حزبيا ملزما ولم يسع هو للحصول عليه. وكانت قيادات في الحزب الحاكم قد اعلنت عن تأسيس لجنة لجمع مليون توقيع من المواطنين تطالب الرئيس بالتراجع عن إعلانه عدم ترشيح نفسه في الانتخابات الرئاسية التي ستتم في سبتمبر القادم. وقالت إن الرئيس أعلن انه لن يرشح نفسه وذلك لا يعني اسقاط هذا الحق عن حق الحزب في اعادة ترشيحة مرة أخرى. |
#124
|
||||
|
||||
خارج الحدود: الدولة الريعية ومستقبل التنمية والديموقراطية في بلدان العالم العربي! الخميس 23 مارس 2006
هناك فرضيات ترقى إلى مرتبة المسلمات وهي أن الديموقراطية لا يمكن أن تنشأ وتعيش وتتطور إلا في محيط ليبرالي على المستويين السياسي والاقتصادي، كما أنها لا يمكن أن تنشأ إلا في محيط مجتمع حر منتج تعتاش الدولة من فائض إنتاجه، لا أن تنفق عليه، كما أن الاقتصاد الحر، الذي يمثل شرطا أساسيا لتطور الديموقراطية لابد وأن يكون متحررا من هيمنة مجال الدولة بدرجة كافية، بحيث تعمل آليات وقوانين إقتصاد السوق فيه بأقل قدر من تدخلات الدولة. د. محمد الميتمي حتى نتجنب أي خلط بين المفاهيم في دلالتها المضمونية، فان مفهوم الريع لا علاقة له البتة بمفهوم ريع الأرض أو ريع أشكال الملكية العقارية الاخرى. والريع الذي نعنيه هنا هو الدخل المالي الذي لا يرتبط بصلة بالعمل أو الاستثمار في السوق وإنما ينشأ عن التلاعب بالبيئة الاقتصادية والسياسية المحيطة بمصادر الدخل. تعتاش الدولة الريعية على دخل غير مكتسب بالعمل أوكما عبر (مور، 2001) تلك التي تتمول ماليا بأقل جهد سياسي وتنظيمي، وبالتحديد بأقل ما يمكن من الجهد في علاقتها مع مواطنيها. إن جميع أشكال الدولة، سواء كانت دولة مالية أو دولة ضريبية أو دولة مالكة لوسائل الانتاج، فهي جميعها تعتمد إلى حد كبير على دخل مكتسب بالعمل. وإذا ما نحينا جانبا أسبانيا القرن السادس عشر وروسيا المعاصرة فان تأريخ الدولة في أوروبا لم يعرف الدولة الريعية. فالمداخيل الريعية لم تكن يوما ذات شأن يذكر في تشكيل الدولة الأوروبية الحديثة، وهوعلى عكس ما حدث ويحدث مع بلدان العالم العربي الحديثة التأريخ. ومرجع ذلك أن هذه الدول ما هي إلا نتاج عرضي لتفاعل مجموعتين اساسيتين من العمليات التاريخية: 1) نشأة نظام عالمي ثنائي القطبية، عالم غني وآخر فقير، عالم صناعي وآخر زراعي أو خدمي، عالم منتج وآخر غير منتج، عالم متقدم وآخر متخلف. 2) انحسار الجغرافيا السياسية والاقتصادية، ثم الجغرافيا الثقافية بفعل عامل العولمة المتنامي على الدوام.إن تفاعل هذين العاملين ولد بيئة ملائمة ومطلوبة لاعادة إنتاج منظومة من الدول على أطراف النظام الرأسمالي تختلف كليا عن تلك الدولة السائدة في المركز. هذا التفاعل والتداخل بين المنظومتين وسع - من جانب - حيز التدخلات الخارجية للبلدان الغنية في الأطراف التي غدت بدورها مجالا حيويا للمصالح القومية لبلدان المركز. ومن جانب آخر، ولد الفرص الاستثنائية للمجوعات المحلية في الاطراف لكسب فائض إقتصادي كبير (على شكل ريع) وذلك من خلال السيطرة والرقابة على العلاقات السياسية والاقتصادية مع المركز. يكون هذا الريع - في الغالب -على شكلين: الأول هو ريع ناتج عن الموارد الطبيعية. فالفائدة هنا من هذه الموارد الطبيعية في كونها مهمة وحيوية اقتصاديا وسياسيا لبلدان المركز، وهو مايدعو الاخيرة هذه لاستغلالها بشتى الطرق والوسائل. وفي الواقع فان مصادر الموارد الطبيعة المتواجدة في الأطراف متنوعة من معادن، كالذهب والماس وخلافه، الغابات والمحاصيل الاستوائية، إلى النفط، وهو المصدر المولد للريع الاكثر أهمية وشيوعا اليوم. الثاني هو الريع الاستراتيجي: وهو الريع الذي تتحصل عليها الدولة الطرفية من أحد أو مجموعة دولة المركز لكونها تتمتع بموقع إستراتيجي بالنسبة لمصالح دول المركز. وتأريخيا يرتبط مفهوم الريع الاستراتيجي بتلك الدول التي تمتاز بوجود موانئ بحرية أو قنوات مائية حيوية جيوسياسيا أو تجاريا (المضائق المائية العربية وقناة بنما أو قناة السويس على سبيل المثال)، أو لكونها تمثل حليفا عسكريا وسياسيا مع أحد أو مجموع دول المركز في صراعات المصالح (كالاردن وقطر)، أو لكون الحفاظ عليها أمراً حيويا لانها على جوار مع دول طرفية أخرى تمثل مجالا حيويا للمصالح القومية لبلدان المركز (كاليمن). وبالتعبير النقدي، فان أهم اشكال الريع الاسترتيجي هو ذلك الذي يأخذ طابع المساعدات والمعونات والقروض الميسرة، ولكنه قد يأخذ أشكالا عينية من الدعم والمعونات، كالدعم التقني والعسكري والمعونات الغذائية والعينية الأخرى لتلك الدولة، وتارة يأخذ شكل الدعم اللوجستي والمعلوماتي والمعنوي الذي من دونه يكون النظام السياسي عاجزاً عن البقاء والاستمرار والمواجهة أوجميعها معا. أن مساعدات ومعونات التنمية من دول المركز أو المؤسسات الدولية الواقعة تحت إشرافها التي تنامت بشكل كبير في العقود الأخيرة، والتي تتم في المقام الاول والأخير بدوافع جيوسياسية تمثل مصدرا مهما لموازنات كثير من الدول الطرفية، وبخاصة الدول الفقيرة، التي تصل في بعضها إلى نصف موازنة الدولة، وفي المحصلة تطيل أمد الدولة الريعية وتخل بالتوازن السياسي بين الدولة والمجتمع المدني. وعلى الرغم من الحجم الضخم للمساعدات والقروض الدولية من الدول الصناعية إلى الدول الفقيرة التي تصل إلى ما يقارب نحو 100 مليار دولار سنويا فان الهدف المعلن منها لم يسعف أكثر الدول فقرا ومتلقيا للمساعدات كجمهورية الكنغو وهايتي وسيراليون وغينيا على سبيل المثال من الوصول إلى حالة الإفلاس، لان الهدف الحقيقي وآلية هذه المساعدات لم يكن بغرض أنتشال شعوب هذه البلدان من أوحال الفقر والظلم والإضطراب السياسي والاجتماعي. لم تكن يوما ما هذه المساعدات بريئة ولا مخلصة وواجب العطاء والمساعدة المزعوم يخفي معه دوما هدف الأخذ والهيمنة. أن معظم القروض والمساعدات التي تقدمها الدول المانحة للدول الفقيرة تنفق في الدول المانحة أو تعود إليها عبر عمليات تسديد الديون، وتهريب الاموال والارباح وشراء السلع والمعدات وغيرها. فعلى سبيل المثال عاد عام 2002 إلى البلدان المانحة أكثر من 140 مليار دورلار مقابل أقل من ثلاثين مليار دورلار أنفقته في هذه البلدان على شكل قروض ومساعدات. إن الفقراء هنا هم الذين يساعدون الأغنياء كما عبر عن ذلك بعبارة مكثفة كل من جورج سورس وجوزيف ستيجلتز. وفي الواقع تحولت هذه المساعدات الدولية إلى آله صناعية ضخمة ومتقنة لإطالة تلك الأمراض القاتلة في تلك المجتمعات التي يديرها وكيل محلي اسمه الدولة الريعية. هناك مصلحة حقيقة للدول الصناعية المتقدمة، مهما زعمت، لابقاء هذه الدولة كما هي عليه من فقر وبؤس وتخلف، وليس هناك من وكيل أفضل لأداء هذه المهمة أكثر من الدولة الريعية التي تحافظ على المصالح المتنوعة لدول المركز، إبتداء من المصالح الاقتصادية المباشرة المتمثلة باستغلال مواردها الطبيعية وأهمها النفط، إلى جعلها مجرد أسواق لمنتجاتها لا تجيد سوى الاستهلاك، وانتهاء بالمصالح السياسية والعسكرية والامنية. والدولة الريعية بوصفها وكيلاً مؤتماً تتلقى الريع باشكاله المختلفة، ويتلقى حكامها الرعاية والحماية، بالاضافة إلى ما يحققونه من ثروات طائلة. وينظر إلى النفط - كما نعرف - باعتبارة سلعة إستراتيجية يؤمن للعالم الصناعي تشغيل آلته الجبارة، ومن دونه ستتوقف عن العمل، ويتوقف معها كل الرخاء والاستقرار والازدهار الذي تنعم به مجتمعاته، و«... حيث هناك نفط هناك أناس يعملون لحسابنا». هكذا قال ذات يوم ومنذ وقت مبكر أحد أعضاء الكونجرس الأمريكي. ولهذا فهي لا تدخر أي وسيلة سياسية واقتصادية ودبلوماسية وعسكرية لضمان تدفق النفط من البلدان المنتجة له. وبسبب هذه الطبيعة الحساسة لهذه السلعة النفطية فان الدولة المنتجة لها، بالاضافة إلى الريع التي تتحصل عليه لقاء بيعها للنفط تحظى بدعم سياسي وأمني وعسكري من دول المركز مما يجعلها متفوقة في مصادر وممارسة القوة بفضاء واسع على المجتمع المدني التي تحكمه ومستقلة بدرجة كبيرة عن مواطنيها. تستخدم الدولة الريعية عوائد النفط لترسيخ مكانتها باساليب مختلفة تتنوع بين شراء الولاءت والاسترضاء وبين استخدام القوة والعنف. إن القدرة على الوصول إلى الريع النفطي يقدم لنا تفسيرا ملائما لاستقرار الأنظمة الريعية، واستمرارها استنادا على شخصيات مركزية قوية تمركز في يديها معظم السلطات وأدوات القوة والنفوذ. إن الدولة في العالم العربي شأنها شأن أي دولة أخرى في العالم تواجه وبصورة مستمرة التزامات مالية للانفاق على نفسها تفوق الموارد المالية المتاحة لديها، ولذا يتعين عليها أن تجاهد لتنمية إيراداتها. ان الحاجة لتنمية الايرادات يمثل السبب الرئيسي الذي يجعل من الدولة شديدة الاهتمام بالازدهار والنمو الاقتصادي للبلد التي تحكمه. ولابن خلدون مقولة في مقدمته الشهيرة تلخص هذه العلاقة الوثيقة بين حاجة الدولة لتنمية مواردها ورخاء وازدهار مجتمعها حيث يقول: «تدوم السلطة الملكية بواسطة الجيش، والجيش بالمال، والمال بالضرائب، والضرائب بالفلاحة، والفلاحة بالاستقرار». ولما كانت إيرادات النفط في الدولة الريعية العربية تمثل مابين 60-90 من إيرادات الدولة فان حاجة الدولة إلى تطوير الاقتصاد المحلي والاهتمام بالنمو الاقتصادي والتنمية تكاد تكون وهمية. المدير التنفيذي لمنتدى الديموقراطية في الشرق الأوسط -واشنطن دي سي |
#125
|
||||
|
||||
كتابات: من الزيدية والجنوبية.. إلى المعلمين والموترات.. نبيل الصوفي! الأربعاء 12 أبريل 2006
الزيدي الذي أعني به هنا، هو بعض أبناء اليمن المعنيين بالجذور التاريخية للاجتهادات الفقهية، وليس المنتمين للنطاق الجغرافي، إذ المذهبية في اليمن فقدت معناها لأنها تحولت لرموز جغرافية -ليس إلا. ولذا نشهد حاليا انتعاش للانتماء المذهبي، بما يشبه التصحيح، باعتبار المذاهب مساقاً تفكيرياً وليس انتماء مناطقياً، وباعتقادي أن من الواجب تشجيع هذا المنحى التجديدي، لأن جمود المذاهب لا انه تجاوزها ولا استفاد منها، حتى كادت تتحول إلى استحقاقات جغرافية، وعناوين سياسية أفسدت المذاهب ولم تصلح السياسة. والمذاهب اليوم لو أنها انتعشت، لفعًلت ممكنات واستغلت طاقات، ونقلت الاصطفافات إلى أفق إيجابي. دون أن يعني ذلك عودة لمصادرة المذهب مناطقيا أو سياسيا، ويمكن الإشارة هنا إلى زيدية آل الجنيد في تعز، وحنبلية مقبل بن هادي الوادعي في صعدة، وفق الله الأول ورحم الثاني رحمة واسعة. أما الجنوبية فالذي أقصده، هو ما بدأ هذا العنوان يكرس تمثيله له، كتيار سياسي عجز عن الاستفادة من إرث الحركة الوطنية سواء التاريخية أو الحالية للدفاع عن قضاياه العادلة، فراح يبحث عن رموز سياسية لم يسجل التاريخ اليمني مطلقا أنها كانت عناوين لحلول من أي نوع، حتى ولو قلنا أنها حلول سيئة. فاليمن رغم أنها شهدت صراعات طائفية (شافعية زيدية، شمالية جنوبية، قبلية قبلية) سواء بين محاور عدن أبين شبوة، أو تعز صنعاء. لكن أبدا لم يسجل الخطاب المناطقي أي نجاح تجاه المشكلات التي ينشأ للتعبير عنها. وهذا باعتقادي بسبب أن الجميع يبحث عن حلول للمشاكل القائمة، لا عن تأسيس حلول جزئية وخلق مشكلات جوهرية لن يكون أثرها السلبي فقط على اليمن بل وعلى المنطقة إن الجنوبية -أفريقيا، أو الشمالية خليجيا. لست في معرض تحليل نظري، ولكني أريد إثارة نقاش بين المنتمين الجدد للمربعين السالف ذكرهما (الزيدية، والجنوبية). فقد تمنيت على بعض قادة التجمع الجنوبي المعارض في الخارج -وهم مواطنون يمنيون من حقهم أن يفكروا بالطريقة التي يتوسمون من خلالها حل مشاكلهم، وسواء اتفقنا معهم أو اختلفنا، فإن اعتبارهم مجرد خونة، وعملاء تسطيح للحلول، واستثمار للمشاكل- أقول تمنيت عليهم (ومعهم من هنا الذين يحملون لواء الدفاع عن الزيدية سياسيا) أن يقارنوا تأثير أدائهم السياسي بأداء المعلمين وسائقي الموترات. صحيح حتى الآن لاتزال حركة المهنيين (معلمين، سائقين) مجرد حركة معارضة ولم تثمر قرارا إيجابيا من السلطة، ولكن ليس هذا مانناقشه. الذي نناقشه أن هذين العنوانين (معلم، سائق) تمكنا من إحضار القضايا على قاعدة إيجابية لم تستطع السلطة محاصرته اجتماعيا. لقد تنادى المعلم من صعدة وعدن والحديدة وتعز والمهرة ومن كل المحافظات بصوت واحد -يبحثون عن حل لمشكلة حقيقية وليس مجرد الاستجابة للعناوين القديمة التي تستغل اليوم خارج سياقها الطبيعي. وهذا التوحد لم يستطع التحالف الجنوبي خلقه حتى على مستوى محافظة واحدة، ولن يكون بمقدوره ذلك. والأمر ذاته للإخوة الذين يطوفون أنفسهم -من الطائفية- باعتبارهم «زيدية». بل إن العنوانين الأخيرين -عكس المعلمين مثلا- يفقدون أرضيتهم يوما بعد يوم. صحيح قد يصبح خطابهم أكثر حدة، وقد يتمكنون من إرهاق السلطة، ولكن في الحقيقة هم يرهقون المجتمع قبل ذلك وبعده. ليس ماينقصنا تطييف اليمن، ولا تقسيمه جغرافيا في الوعي العام. بل وليس هذا مايمكننا أن نتشارك فيه، لأنه مجرد فتح لأبواب مغلقة من المشاكل علينا وعلى المنطقة. إن عدن -مثلا- تفقد معناها وسط محيط جغرافي عدواني، وإن جر الإمام الهادي ليكون عنواناً طائفياً لن يحقق لا فكريا ولا سياسيا أي مصلحة لا للإمام الهادي ولا للمهديين الجدد. أنا هنا لا أدعو للتقية السياسية، لكني أعرف تماما أنه لا الزيدية الجددة ولا الجنوبيون الجدد أيضا، لديهم مصالح في مثل هذه التقسيمات، كما أنهم يعبرون عن مشاكل حقيقية شارك الكثيرون في صناعتها وحافظت عليها سلطة اليوم بوفاء نادر. ولذا أتمنى ان ينتبهوا أن مقارعة الأخطاء ليس بأن نكون صدى لها. بل بمشروع مناهض هو في جوهره ما أعلنته أحزاب اللقاء المشترك من مطالب بالإصلاح السياسي وإن اختلفنا بعد ذلك في التفاصيل. وعبر السلطة الحالية إن كان بقي بها عرق للفعل العام. التضليل من الصين هذه المرة بالنسبة لي فإن آسيا، مخزن للتجارب الإنسانية المختلفة جذريا عن التجربة الأوروبية. نعم أتفق والزميل العزيز منصور الحاج من أن رشدا إنسانيا وصلته أوروبا ليس له مكان -حتى الآن في آسيا-، غير أن في تجارب التغيير الآسيوية مايغري على التأمل. إن اليابان -مثلا، أو الصين اليوم، تقود ثورة حياتية هائلة، دون أن تعرف مايعرفه شرقنا من صراع بين التقاليد والتراث من جهة ، والحاضر من جهة أخرى. المرأة الآسيوية -مثلا، تعيش حالة من الضغط الاجتماعي، الذي لايزال رهنا لثقافة العبودية، ومع ذلك فإن مساهمتها في مجتمعها أفضل بكثير وبما لايقاس مع شرقنا المنحوس بإقصاء نصفه الراشد «المرأة». النظام السياسي هناك، رهن- أيضا -لذلك النظام القديم من العلاقات الرأسية التي تمنح بخصائص وراثية، أو بحكم الغلبة سواء المسلحة أو المادية، أو الأسرية. ومع ذلك فإن النظام السياسي يكاد يكون النقطة الأضعف في أداء المجتمع الكلي الذي يتقدم ماديا على المستوى العالمي. وتكاد تكون مدينة صغيرة كتايوان أو هونج كونج أو شنغهاي علامة فارقة في الحياة الحضارية لإنسان القرن العشرين ومابعده. هذه خواطر أثارتها لدي الأرقام المذهلة التي تتقاطر على إعلامنا منذ زيارة الرئيس علي عبدالله صالح للصين. وفيما يقول إعلام الصين أنها «قروض»، ومن ثم يعتبرها الصينيون إنجازات لآلتهم المالية الضخمة، تجاه بلد كاليمن يعرفونه منذ وقت مبكر -كبلد يسهل للعامل الصيني تنفيذ مشاريعه بيده- يقول إعلامنا أنها «هبات» و«مساعدات». ويحاول أيضا التباهي بها. وكأننا جمعية خيرية للمعاقين تعلن حجم المعونات التي يمدها بها المحسنون استدرارا لمحسنين آخرين. |
#126
|
||||
|
||||
كتابات: الشهيد الزبيري يهجو حكام اليمن الجمهوريين!.. الأربعاء 12 أبريل 2006 د/عبدالله الفقيه
لم يكن الشهيد محمد محمود الزبيري مجرد شاعر. كما لم يكن مجرد سياسي. ولم يكن الزبيري شاعرا بين الساسة وسياسيا بين الشعراء كما كان أو كما هو عليه اليوم حال بعض الشعراء وبعض السياسيين. لكن الزبيري كان أستاذا للشعراء وللسياسيين معا وأبا للأحرار والوطنيين. وقد جمع الزبيري في شعره بين حكمة السياسي وخيال الشاعر وبين العاطفة الوطنية الجياشة والرؤية السياسية الثاقبة. لا غرابة بعد ذلك أن يجد اليمنيون، وهم يقفون على عتبات القرن الواحد والعشرين في شعر الزبيري، وبعد مرور أربعين عاما على استشهاده، تعبيرا عن رؤاهم السياسية وبلورة لمشاعرهم الفياضة. والقارئ لبعض شعر الزبيري اليوم قد يشك في أن الزبيري قد مات بالفعل وربما خطر له أن الزبيري هو مسيح الشعر والسياسة في هذا العصر الذي خيل للناس انه قتل مع انه في الحقيقة لم يقتل. خطوات على الطريق شهد شمال اليمن منذ ثلاثينيات القرن العشرين العديد من الإرهاصات التي مهدت للإطاحة بحكم آل حميد الدين في الشمال وإخراج الاستعمار البريطاني من الجنوب. كان النظام ألإمامي الذي حكم اليمن لقرابة إحدى عشر قرنا يعيش خارج العصر وقد حول اليمن بفعل السياسات العنصرية والمتخلفة إلى مكان أشبه ما يكون بمقبرة. وقد أدرك اليمنيون الذين تمكنوا من الخروج من اليمن سواء بغرض الهجرة أو الدراسة حجم المأزق الذي وجدت فيه اليمن نفسها تحت حكم آل حميد الدين. وانطلاقا من ذلك الإدراك كان هناك عدة محاولات للتغيير بعضها انطلق من أوساط الناس والبعض الآخر من أوساط الأسرة الحاكمة نفسها. وكان الزبيري، بخياله الشعري والثوري الواسع، في طليعة أولئك الذي هالتهم الفجوة بين اليمن والعالم من جهة وبينها وبين الدول العربية الأخرى من جهة ثانية. ويدل شعر الزبيري المليئ بالقلق الثوري والفلسفي وبالرغبة الجامحة في التغيير والتخلص من الظلم والعنصرية والجهل والفقر والمرض على الحب الذي حمله الزبيري لبلده وشعبه وعلى الأسى والإحباط الذي شعر به عند كل خذلان شعر به. وكما كان الزبيري مجددا في الشعر كان أيضا مجددا في السياسة ورائدا من رواد الحركة الوطنية. أسس الزبيري، مع آخرين -وكان ما زال طالبا في مصر- كتيبة الشباب اليمني. ولعل إحساسه بمأساة «بلاد واق الواق» هو الذي جعله ينقطع عن الدراسة في مصر ويعود إلى اليمن في عام 1942 للقيام بأنشطة سياسية جعلت الإمام يحيى يلقي به في غياهب السجن. وعندما خرج من السجن استقر به الحال في عدن حيث أسس هناك مع احمد محمد نعمان حزب الأحرار في عام 1944م، وفي عام 1946 تغير اسم الحزب إلى «الجمعية اليمنية الكبرى». وبدأ الزبيري في اصدرا صحيفة صوت اليمن. وبعد فشل ثورة عام 1948 في شمال اليمن فر الزبيري إلى باكستان. وظل فيها إلى أن انتقل إلى مصر في عام 1952 وذلك بعد قيام الثورة المصرية. وفي مصر بدأ نشاطه النضالي من جديد. قيام الثورة وقد تكللت جهود اليمنيين، وبفضل الدعم المصري، بالإطاحة بالنظام الأمامي في 26 سبتمبر 1962، وعندها عاد الزبيري إلى صنعاء ليتولى حقيبة المعارف في الحكومة الجمهورية. لكن «الجمهورية العربية اليمنية» سرعان ما وجدت نفسها تعيش حالة حرب أهلية بين معسكرين: معسكر المناصرين للثورة والمدعوم بشكل رئيسي بالقوات العسكرية المصرية، ومعسكر الملكيين والمدعوم بشكل رئيسي من السعودية. كان الجمهوريون قد تقلدوا مفاصل السلطة في اليمن وكان بعض الناس على الأقل يتطلعون إلى تغيير جذري تأتي به الثورة ينقل اليمن من مملكة تعيش في القرون الوسطى إلى جمهورية تتفيأ ظلال القرن العشرين. وكان الوطنيون اليمنيون الذين قادوا حركة التغيير -وفي مقدمتهم الشهيد الزبيري- يريدون لبلادهم أن تلحق بركب البلدان الحديثة وان تتحول إلى قوة في جنوب شبه الجزيرة العربية تمثل امتدادا لنظام جمال عبد الناصر في مصر. كانوا يريدون أيضا طرد البريطانيين من جنوب اليمن كما طرد عبد الناصر البريطانيين من مصر. لكن الزبيري ورفيقه النعمان وعدد من ضباط الجيش الذين فجروا الثورة أصيبوا بخيبة أمل وهم يرون الثورة تسير في طريق غير الذي أرادوه لها. كانت سلطة المصريين وسيطرتهم على الشئون اليمنية تزداد يوما بعد آخر وكان هناك تيار جمهوري -ربما بحسن نية، وبدعم من المصريين- يحاول احتكار القرار السياسي ويصر على المضي قدما في حرب كان الزبيري ورفاقه يرون انه يمكن تجنبها. الكارثة مهد الزبيري للثورة بشعره ونشاطه السياسي. وعندما قامت الثورة كان طبيعيا أن يجد الزبيري نفسه في معسكر الجمهوريين. لكن الزبيري الوطني والشاعر الملهم والسياسي الناضج سرعان ما أدرك بان التغيير الذي كان يناضل من اجله قد انحرف عن مساره. وكان رد فعل الزبيري هو الاستقالة من منصبه الحكومي وتبني خطا يطالب بإصلاح مسار الثورة. وكانت قصيدة «الكارثة» التي يرى عمر بهاء الدين الأميري وهو احد رفاق الزبيري بأنها آخر ما كتبه الزبيري من الشعر، بمثابة تشخيص للخلل القائم يتجاوز الأسباب السطحية المباشرة إلى الأسباب العميقة لما رأى فيه الزبيري انحرافا بالثورة عن مقاصدها. يقول الزبيري في قصيدة «الكارثة» (والنص مأخوذ عن كتاب الدكتور رياض القرشي شعر الزبيري بين النقد الأدبي وأوهام التكريم): هذا هو السيف والميدان والفرس واليوم من أمسه الرجعي ينبجس والبدر في الجرف تحميه حماقتكم وانتم مثلما كنتم له حرس أحالت الحمل المسكين خطتكم ذئبا يزمجر في زهو ويفترس لولاكم لم يقم بدر ولا حسن ولم يعش لهما نبض ولا نفس ففي الأبيات السابقة يسجل الزبيري بحرقة شديدة ما يراه من تداخل بين الماضي والحاضر، بين الظالم والثائر، وبين الثورة والنظام الذي قامت الثورة ضده، وبين الضابط الجمهوري و«عكفي» الإمام. فزمن الثورة والتقدم هو في الواقع امتداد لزمن الرجعية والتخلف. والثوار في ممارستهم للبطش، من وجهة نظر الزبيري، لم يتجاوزوا تجربتهم كحراس للإمام. فهم يبطشون اليوم باسم الثورة بنفس الطريقة التي كانوا يبطشون بها بالأمس باسم الإمام. ويبلغ انتقاد الزبيري لأقطاب النظام الجديد ذروته عندما يقرر بان ظهور حكم آل حميد الدين واستمراره، ثم وقوفه على قدميه بعد سقوطه ومحاولته للعودة إلى الحكم من جديد ما كان ليحدث لولا وجود أولئك الأشخاص الذين يمثلون سبب نشوء الاستبداد واستمراره. ويتابع الزبيري قصيدته مؤكدا على أن رموز العهد الجديد هم نتاج الماضي وانعكاس أمين لشناعته. يقول الزبيري: هم الأولى غرسوكم محنة وأذى ياليتهم أخذوا للجرف ما غرسوا ما أشبه الليلة الشنعا ببارحة مرت، وأشنع من يهوي وينتكس كأن وجه الدجى مرآة كارثة يرتد فيها لنا الماضي وينعكس وكل من رام قهر الشعب متجه لها، يريد الهدى منها ويقتبس ويذهب الزبيري في قصيدته إلى إيراد الأدلة على أن الحاكمين الجدد مثلوا امتدادا للماضي وليس انفصالا عنه حيث يقول: يقلدون أفاعيل الإمام فلو رأوه يرفس من صرع به رفسوا هذي القوانين رؤياه تعاودهم قد البسوها نفاق العصر والتبسوا روح الإمامة يسري في مشاعرهم وان تغيرت الأشكال والأسس متى حكمتم بقانون وقد قتل الآلاف أو سحقوا كالدود أو كنسوا؟ فالممسكين بزمام الأمور بعد قيام الثورة، من وجهة نظر الزبيري، يقلدون الإمام في كل شيء. ولو أن الإمام بدأ يركل بقدمه بسبب إصابته بمرض «الصرع» لبدأ رموز العهد الجديد يركلون بإقدامهم بنفس الطريقة ظنا منهم أن الرفس هو من لزوميات الحكم. أما الطريقة التي يتم الحكم بها فلا تختلف في الواقع عن الطريقة التي حكم بها الإمام وان كان قد تم سن قوانين جديدة وتولية أشخاص جدد في الحكم. ومن وجهة نظر الزبيري، فان الذي لم يحكم بالقانون قبل الثورة لن يحكم به بعدها. ثم يتابع الزبيري منددا ومحذرا: عار على صانع القانون يكتبه وحكمه في بحار الدم منغمس كفى خداعا فعين الشعب صاحية والناس قد سئموا الرؤيا وقد يئسوا ثم يصور الزبيري دموية الحكام الجدد بقوله: لم «القوانين» فن الموت في يدكم والحقد رائدكم والحق مرتكس وانتم عودة للامس قد قبر الطغاة فيكم وعادوا بعدما اندرسوا وانتم طبعة للظلم ثانية تداركت كل ما قد أهملوا ونسوا وفي الأبيات السابقة يتساءل الزبيري عن جدوى القوانين في ظل حقد الحكام على شعوبهم وعلى الأحرار منهم. ثم يحمل على الحكام بقوة فيتهمهم بأنهم أسوأ من الأئمة في ممارسة الظلم وفي الدموية. وينتقل الزبيري بعد ذلك إلى مجابهة رموز النظام الجديد غير خائف ولا هياب من سياسة القتل والاغتيال التي يتبعونها حيث يقول: إن شئتموا فاقتلوا من ليس يعجبكم أو من ترون لهم في قربكم دنس وأحرقونا «بغاز» كلما اجتمع الأحرار وفكروا في الرشد أو حدسوا وحاسبوهم متى شئتم حسابكم الطاغي إذا سعلوا في النوم أو عطسوا وفي الأبيات السابقة يظهر الزبيري مناضلا من طراز رفيع ورجلا لا يخاف إرهاب الحكام. وتؤكد الأبيات السابقة على أن الزبيري كان يدرك الطبيعة الإرهابية والدموية لمن كان يهجو. وربما أراد من دعوته للحكام بإحراق الأحرار بالغاز عندما يسعون إلى البحث عن مخرج للبلاد تشبيه الحكام الجدد في بطشهم ودمويتهم بالنازيين. كما تؤكد الأبيات السابقة أيضا على أن الشطر الأول من البيت الأول من قصيدة الكارثة والذي يقول فيه «هذا هو السيف والميدان والفرس» قد كان بمثابة استلهام لشخصية المتنبي بما مثلته من قوة في الشعر وفي الفعل ومن تضحية في سبيل الفكر الذي يؤمن به. ويمضي الزبيري في هجاء الحكام الجدد ساخرا من غفلتهم ومن عدم قدرتهم على ادراك التحديات والمخاطر المحيطة بهم حيث يقول: من حظكم أن هول الأمر مستتر عنكم وان شعاع الشمس منطمس وان صوت الخراب الفظ أغنية ترتاح أنفسكم منها وتأتنس هناءة الحكم أن أطغاكم بله عن الكوارث واستغواكم حرس ثم يفضح الزبيري دجل السياسيين الجدد ومحاولتهم التدليس على الشعب بإصدار القوانين التي لا تختلف في نظر الزبيري عن صكوك الغفران التي كان يبيعها قسس الكنائس للمسيحيين. يقول الزبيري: أوراقكم لشراء الشعب تذكرنا ما باعه قسس بالصك واختلسوا أتنكرون عليهم بيع جنتهم يا قوم لا تخدعونا كلكم قسس قانونكم لاغتصاب الحكم مهزلة كترهات إمام مسه الهوس ثم يعود الزبيري إلى التحدي والرفض للحكام المستبدين مهما لبسوا من ثياب. فاستبداد الثوار لا يختلف كثيرا عن استبداد الأئمة. والظلم في نظر الزبيري هو الظلم وان تم تشريعه بنصوص قانونية. أما الموت فهو الموت وسواء أكان على يد الأئمة أو على يد الحكام الجدد وسواء أكان بالسيف أو بطلقة من مدفع يطلقها الثوار. ويسخر الزبيري من الحكام الجدد ومن المتخصصين في القانون الذين يشرعون للحرب دون أن يدركوا معناها أو يخبروا آثارها. يقول الزبيري: والحكم بالغصب رجعي نقاومه حتى ولو لبس الحكام ما لبسوا والظلم يعلنه القانون نفهمه ظلما وإن زينوا الألفاظ واحترسوا والموت من مدفع حر نقول له موتا وان أوهمونا انه عرس و«المستشارون» في القانون لو حضروا حربا لما كتبوا سخفا ولا نبسوا ويتوعد الزبيري الحكام الجدد برفض شعبي لقوانين العبودية التي يتم سنها. ومرة أخرى يسخر الزبيري من الحكام الجدد فيتمنى أن يكون لهم نفس القدر من المعرفة عن أمور الحرب الذي تملكه الصواريخ الفاقدة للقدرة على الحس والتعقل. يقول الزبيري: يلفقون قوانين العبيد لنا ونحن شعب أبي مارد شرس ليت الصواريخ أعطتهم تجاربها فإنها درست أضعاف ما درسوا استشهاد الزبيري عاش الزبيري حياته ولسان حاله «بعثت عن هبة أحبوك يا وطني» ثم توفاه الله عز وجل ولسان حاله يردد «فلم أجد لك إلاَّ قلبي الدامي». وكما عاش الزبيري حياته صادق الشعر وصادق النضال، مات ايضا صادق الشعر والنضال. لقد صدق الزبيري شعبه ما وعد فسقط شهيدا وهو يقاوم ما رأى فيه حكما استبداديا رجعيا يتقنع بالجمهورية في حين انه في جوهره أكثر سوءا من حكم الأئمة. ومع أن قاتل الزبيري ما زال مجهولا الا أن الأطراف السياسية المستفيدة من مقتله، والتي ضاقت بتحركاته بين القبائل وبنشاطه السياسي، كانت وما زالت معروفة. وبغض النظر عن شخص قاتله، فان القتلة قد قدموا لقراء الزبيري ومحبيه الدليل القاطع على أن الزبيري لم يكن مبالغا عندما أبدى استعداده للشهادة في سبيل القضية الوطنية، ولم يكن مبالغا كذلك في هجائه للحكام الجدد وفي فضح أساليبهم الدموية. ولو أن الزبيري لم يتم اغتياله لنظر الناس إلى قصيدته "الكارثة" اليوم على أنها مجرد مبالغة من شاعر في ساعة حمق. ولم يدم الحال طويلا للقوى التي ناضل الزبيري ضدها قبل الثورة وبعدها. فالجمهوريون الذين تمترسوا خلف القوات المصرية وعلى حساب السيادة اليمنية سرعان ما زال حكمهم بمجرد خروج المصريين من اليمن بعد هزيمة خمسة يونيو عام 1967. وكان ذلك بمثابة تأكيد ثالث لصدق شعر الزبيري وأمانته ولرؤيته السياسية الثاقبة. فقد ذكر الزبيري في سياق قصيدته أن الحكام الجدد غير مدركين لطبيعة التحديات القائمة برغم أنها واضحة وضوح الشمس، وان ما يحسبونه فرحا يرقصون له هو في الحقيقة نعيق الخراب القادم. بالنسبة لآل حميد الدين فقد اضطروا إلى القبول بصلح بين الملكيين والجمهوريين تم بموجبه وضع نهاية لحكمهم. ولم يختلف ما تم التوصل إليه بعد سنوات من الحرب عما كان يريد الزبيري الوصول إليه منذ البداية وقبل حدوث الخسائر الكبيرة في الأموال والأرواح. وبدلا من أن يستفيد اليمنيون من تجارب بعضهم البعض ومن دروس التاريخ حدث العكس فقد أعاد التاريخ نفسه في تجربة الحركة الوطنية في جنوب اليمن. فبدلا من أن يؤدي خروج البريطانيين من جنوب اليمن إلى إسدال الستار على المعاناة وتجفيف نزيف الجرح الوطني إذ بالأمور تتطور في اتجاه معاكس. فالتخلص من حكم المستعمر القائم على التهميش والتفرقة والاستغلال وفرض مصالح ورؤى مجتمع على مجتمع آخر سرعان ما أعاد إنتاج نفسه بشكل أكثر بشاعة وحدة ودموية من الوضع الذي وصفه الزبيري. بدأ الثوار يناضلون ضد بعضهم البعض وضد أبناء شعبهم وادخلوا البلاد في دوامة من العنف جعلت شعر الزبيري يبدو وكأنه موجها لهم وليس لغيرهم. فباسم التقدمية مورست أبشع أنواع التصفيات وبشكل بدا معه حكم المستعمر أكثر رأفة من حكم التقدميين من «الرفاق». موضع الخلل كان الزبيري متصوفا في شعره وفي نضاله. وقد توقع أن سقوط حكم آل حميد الدين في شمال اليمن (و خروج البريطانيين من جنوبه) سيضع نهاية للظلم والاستغلال والاستبعاد والحكم القائم على التفرقة وشخصنة السلطة والاستبداد بها وغير ذلك من الأمراض والاختلالات التي تراكمت عبر القرون. وربما راهن الزبيري في أمله بالنجاح على ما يحمله الثوار بين ضلوعهم من رغب في التغيير ومن قدرة على قيادة مجتمعاتهم وتوحيد شعوبهم واستشراف التحديات وغير ذلك من الملكات. لكن التطورات السياسية سرعان ما كشفت بأن مشكلة اليمنيين كانت اكبر من مجرد الإطاحة بآل حميد الدين أو إخراج البريطانيين من الجنوب. كانت الأمراض والاختلالات قد تجذرت في النفوس وتحولت إلى ثقافة وقناعات والى مؤسسات سياسية واجتماعية واقتصادية لها وجودها المستمر في الوعي. وإذا كان الثوار أو بعض منهم في شمال اليمن وجنوبه قد أعادوا إنتاج كل القيم والممارسات والمؤسسات التي ثاروا عليها فإنهم لم يفعلوا ذلك بسبب طبائعهم الشريرة او كرههم لأبناء مجتمعهم. كل ما في الأمر أنهم كانوا أوفياء لعصرهم وانعكاسا صادقا ومخلصا لظروف مجتمعاتهم. فقد أراد الثوار في شمال اليمن وجنوبه تغيير أوضاع الشعب اليمني والتخلص من الاستعمار والاستبداد لكنهم، وبحكم محدودية التجربة وقرون العزلة التي فرضت عليهم، افتقروا إلى البديل الثوري الذي كان يمكن أن يملأ الفراغ الذي نتج عن سقوط الحكم الأمامي ورحيل المستعمر. وبرغم جهودهم المضنية في البحث عن بديل أفضل إلاَّ أن كل عملية بحث قاموا بها قادتهم إلى النموذج الذي ثاروا عليه. وكانوا معذورين في ذلك. فقد كان نموذج الإمام أو المستعمر (بكسر الميم) هو النموذج المتأصل في وعيهم. ولا غرابة بعد ذلك إن بحث بعضهم وبشكل مستمر عن إمام في حين بحث البعض الآخر عن مستعمر آخر |
#127
|
||||
|
||||
حزب الرئيس يجمع توقيعات من المواطنين باستخدام السلطات المحلية من اجل المليون! الأمن السياسي يعد لتظاهرة مصاحبة لاحتفالات 22مايوم تطالب الرئيس الترشح للانتخابات! الشورى نت ( 12/04/2006 )
كشفت مصادر صحفية عن ترتيبات يعد لها جهاز الأمن السياسي الذي يتبع رئاسة الجمهورية لتسيير مظاهرة تطالب الرئيس علي عبد الله صالح بإعادة ترشيح نفسه للانتخابات القادمة تصاحب العرض الكرنفالي الذي سيقام في 22مايو المقبل بمحافظة الحديدة احتفاء بالذكرى السادسة عشرة لتحقيق الوحدة اليمنية. وكانت الشورى نت كشفت الأسبوع الماضي عن حملة موجهة لمدارس العاصمة تجبر الطلاب التوقيع على استمارة مصممة لمطالبة الرئيس بالعدول عن قراره عدم ترشيح نفسه للرئاسة وهو ما أكدته صحيفة الوسط الأهلية اليوم التي قالت بأن حملة الأمن السياسي تتزامن مع نشاطات أخرى لعقال الحارات ومدراء المدارس في مدينة الحديدة منها جمع عرائض تشمل توقيعات لمواطنين ومعلمين لذات الغرض. وذكرت صحيفة الوسط الأسبوعية في عددها الأخير بأن مبالغ مالية تتراوح بين 50و250ألف ريال وزعت على المشايخ وعقال الحارات ووجهاء محافظة الحديدة لحمل المواطنين التوقيع على العرائض والمشاركة في المسيرة التي أوكل إعدادها للأجهزة الأمنية والمؤتمر الشعبي حزب الرئيس صالح. و نقلت الصحيفة عن مصادر وصفتها بالمطلعة بأن المؤتمر الشعبي شرع في الحملة الانتخابية للرئيس صالح بجمع مليون توقيع تأييدا لترشحه ستقدم في قوائم خلال المؤتمر العام الاستثنائي لحزب الرئيس في يونيو المقبل ، وان الحملة التي بدأت بالمدارس في العاصمة امتدت للأحياء والمحلات التجارية. وأكدت المصادر بان الحملة يتزعمها قياديون في المؤتمر معززين بدعم السلطات المحلية يقومون بتوصيف السكان وأصحاب المحلات التجارية والعاملين فيها وفقا لانتماءاتهم السياسية وان كثيرا منهم اضطروا للتوقيع خوفا من إجراءات عقابية قد تطالهم باستخدام سلطات الضرائب والإسكان وبعض الجهات الحكومة فيما اضطر آخرون من السكان التوقيع خوفا من قطع المساعدات التي يحصلون عليها من صندوق الرعاية الاجتماعية والمواد الغذائية التي يتلقونها من مراكز حزب الحاكم في الأحياء والقرى. وتوقعت المصادر الاستعانة بالمحافظات القريبة من الحديدة لتسيير المظاهرة كمحافظة حجة وريمة والمحويت وهي المحافظات الثلاث بالإضافة إلى الحديدة التي تعد الأشد فقرا في اليمن. وقالت الوسط حسب المصادر بأنه جرى استبعاد اوبريت غنائي كان أعده عدد من شعراء الحديدة لتأديته في الاحتفال الكرنفالي بالعيد ليقر اوبريت آخر ألف نصوصه شاعر مقرب من الرئيس يحثه على الاستمرار في حكم البلاد كما يشيد بمنجزاته وخصاله. وكان الرئيس صالح أعلن في يوليو من العام الماضي نيته عدم ترشيح نفسه للانتخابات الرئاسية المقررة في سبتمبر المقبل وأكدها مرة أخرى في مقابلة صحفية الشهر الماضي إلا أن مراقبين اعتبروها مناورة سياسية سيما وان الرجل يسير في طريق تكريس قبضته على السلطة والتلويح بالقوات المسلحة وأجهزة الأمن بين الحين والآخر في وجه المعارضين لحكمه. |
#128
|
||||
|
||||
عندما غزت فرنسا وبريطانيا وإسرائيل أرض مصر سمي ذلك العدوان بالعدوان الثلاثي , ولكن ليس هذا موضوع حديثنا .. فما أنا بصدد الحديث عنه هو عدوان من نوع آخر , خفي ولكنه قوي جداً فتك بشعب كامل .
إنه : الفقر والجهل والمرض . فمنذ أن قامت الثوره اليمنيه عام 1962 ونحن نسمع كل صباح ومساء أن الثوره قضت على الجهل والفقر والمرض , وأن كل ما ينعم به الشعب اليمني هو من نتاج الثوره " المباركه " على حد تعبيرهم , لا باركهم الله . ولا أدري بماذا ينعم الشعب اليمني , هل يعتبر الجهل المتفشي بينهم بصورة ملحوظه نعمة , أم الفقر الذي غزى معظم الأسر أم أنه ينعم بالمرض الذي لا يجد من يكافحه لشح المستشفيات وسرقة الأطباء !!! إذا كانت الحكومه اليمنيه تعد هذه الإبتلاءات نعمة وتمنّ بها على الشعب , فحينها أصدقكم الرأي : |
#129
|
||||
|
||||
28 سنة من اللاشرعية؟؟؟؟ "الوسط اليمنية" بقلم: أنيسة محمد علي عثمان جاءت هذه السلطة والدولة في بحبوحة من المنح من الدول الشقيقة ومن المنظمات الدولية ومن تحويلات المغتربين.. وكانت المعونات كبيرة وسخية بسبب الوضع الدولي القائم في تلك المرحلة.. وعندما كانت روسيا وما تفتت منها تسمى بالاتحاد السوفياتي.. وكان العالم يعيش نظام القطبين.. لا داعي للدخول في تفاصيل تلك المرحلة.. اللهم إلا أن نسأل أين ذهبت تلك المعونات السخية والقروض الميسرة؟!! ذهبت إلى جيوب الطامحين لكي يتم تدجينهم ولكي تتفرغ السلطة لبناء نفسها من الداخل عن طريق الاستيلاء على المؤسسة العسكرية التي اصبحت مؤسسة خاصة جدا.. وتم اقصاء الكوادر التي كانت تمثل مناطق متعددة.. وتم صرف تلك الأموال على خلق النزاعات بين الناس.. لكي يتسيد من بيده صرف المال العام بدون رقابة او محاسبة... تلك الحقبة لم تكن كلمة الديمقراطية شائعة بالرغم من وجود بعض القوى في داخل المجتمع التي كانت تنادي بالاصلاح.. لو أن السلطة استغلت تلك الأموال وقامت بانشاء البنى التحتية في كل المحافظات وبشكل متوازن وتقديم الأهم على المهم.. أي أن يتم إنشاء الاحتياجات ذات الأولوية.. مثلا المناطق التي تعاني من شح المياه او زيادة في السكان.. او احتياجاتها للتخطيط العمراني.. يجب أن يتم توفير احتياجاتها الضرورية.. وقامت ببناء الوطن بطريقة صحيحة وسليمة.. تعليم ، صحة ، فرص عمل.. كما أن بناء المستشفيات المجهزة والمعدة اعدادا جيدا هي استثمار ثان ،لأن المواطن السليم لا يتغيب عن عمله.. ويتطور ويطور عمله.. ولو أن التنمية شملت الريف والحضر بصورة عادلة لكانت اليوم اليمن دولة ذات اهمية خاصة.. خاصة وانها تتميز بموقع استراتيجي هام ولها سواحل طويلة يمكن استغلالها واستثمارها سياحياً وصناعيا وتجارياً.. حتى بعد قيام الوحدة وبعد أن كبرت الدولة وزادت خيراتها كنا نفكر بأننا سوف نصبح دولة يحسب لها حساب بين الدول.. ولكن السلطة القائمة ليس واردها بالامس أو اليوم أي اهتمام نحو الدولة أو المواطن.. أو الجهات التي يجب أن تتم تنميتها وتطويرها كل همها كيف تسيطر وتستولي على المال العام وتهدره في غير مصارفه. واليوم وبعد 28 سنة وبعد أن دخلت هذه السلطة في مرحلة ما يسمى بعهد الديمقراطية استمرأت في لعبة الصناديق المزورة واحكمت قبضتها على السلطة.. ظاهريا السلطة تمارس الديمقراطية.. ولكن واقع الحال يقول أن السلطة لازالت تعيش في عقلية الماضي السحيق.. وبما ان المال العام بيدها.. والمؤسسة العسكرية صارت قطاعاً خاصاً بأسرة واحدة وضمنت سيطرتها على الوضع العام وسخرت الاعلام الرسمي الذي من أولى مهامه نشر الوعي بين الناس للقيام بعملية تضليل الناس وتصوير أن السلطة القائمة لا يمكن أن يجود الزمن بأحسن منها.. السلطة ولكي تزيد من تشديد قبضتها على مقاليد الحكم أنشأت اجهزة قمعية لكي تقمع أي شخص ينتقد الاوضاع المتردية.. المستوى التعليمي تدهور.. المستوى الصحي في ترد.. المستوى المعيشي أسوأ ما في الحياة اليوم. الناس يركضون وراء لقمة العيش التي اصبحت صعبة المنال وزادت السلطة من طغيانها عندما انشأت حزب المؤتمر والذي اصبح الآن مسيطرا على كل مفاصل الدولة ،فتماهت المؤسسات الحكومية في هذا الحزب.. واصبحت الوظيفة العامة حكرا على منتسبي هذا الحزب.. أما من كان ينتمي إلى حزب آخر أو مستقلا فمصيره الاقصاء والالغاء والتهميش. غدا ستقام الانتخابات الرئاسية والسلطة مسيطرة على كل مفاصل الدولة ، وليس بمقدور أي مرشح مغضوب عليه أن يحصل على تزكية من قبل مجلس النواب أو مجلس الشورى.. وسوف يسمح لشخصيات ضعيفة لكي يتم الفوز عليها.. المشكلة الآن أن السلطة لا تلتفت إلى قضايا الناس إلا في فترة الانتخابات.. فتقوم بعمليات تجميلية مثل وضع حجر أساس أو التحدث عن إنجازات وهمية.. وفي الفترة التي يتم فيها التصويت تقوم السلطة بشراء أصوات السواد الاعظم من الناس عبر سماسرتها.. الفقراء جداً يتم شراء اصواتهم بقطمة سكر أو أرز أو بر أو تخزينة قات.. ومشاريع وهمية.. الطلاب يتم شراء اصواتهم عبر تهديدهم بالرسوب.. أما المتعلمون والذين لا ينضوون تحت جناح المؤتمر الشعبي ويرفضون اسلوب حكمه إن كانوا أصحاب ظهور يتم شراء اصواتهم بوعود وظيفية.. وإذا كانوا بدون ظهور يتم تهديدهم بالسجن أو خلق مشاكل لهم. أما احزاب المعارضة المفرخة فهي التي نسيق حزب المؤتمر في ترشيح مرشح المؤتمر.. أحزاب المعارضة الأخرى والتي تمتلك قدراً بسيطاً من الممانعة إما أن تتم محاصرتها وايقاف صحفها واغلاق مقراتها أو رشوتها. هل نستطيع أن نسمى هذه ديمقراطية.. والناس يتم شراء اصواتهم بأبخس الأثمان.. أو تهديدهم من قبل الأجهزة الأمنية التي هي في واقع الأمر اجهزة قمعية.. هل الجائع حر؟ هل المقموع حر؟ هل المبتز وهو الذي يتهم بالخيانة والعمالة والانفصال والامامية والقبلية حر في بلد تحكمه عقليات جاهلية؟ والسلطة تصر على أنها هي القادرة الوحيدة على إدارة شؤون الدولة وإن زعماتها تاريخية.. وهنا يجب القول أن الزعامة لا تكتسب من خلال النخيط عبر الخطب التلفزيونية او المظاهر الباذخة في المسكن والملبس والموكب.. الزعامة تتراكم من خلال ما يقدمه المرء للناس من خدمات.. صغيرة كانت أم كبيرة. والزعيم الحقيقي ليس الذي ينهب المال العام ويستقوي بالخارج ويقضي وقته في السفريات السياحية التي لا تجلب أي منفعة إلا قول أنه ذهب إلى الدولة الفلانية او العلانية.. واشترى له قصراً ووضع رصيداً كبيراً في البنك يكفيه احفاده واحفاد احفاده وهو من المال العام الذي يحرم الطالب من مواصلة التعليم والمريض من العلاج والفقير من لقمة عيش كريمة..فالدولة ليست فقيرة وإنما اللصوص كثروا.. السلطة تشتري اصوات الناس بأموالهم.. أهذه هي الديمقراطية؟ السلطة: قامعة للمواطن منذ ان استولت على مقاليد الحكم.. وهي فاقده للشرعية.. لانها تحكم بهواها لاتخضع لقانون.. وإنما يقول الحاكم: أنا السلطة والسلطة أنا.. السلطة تظن أنها بالقمع سوف تبقى مدى الحياة.. لكن الناس عندما يحاصرون سوف ينفجرون ويدمرون لأنهم فقدوا كل شيء ومن يفقد كل شيء.. ينتزع الخوف من داخله.. ويذيقه من أخافه.. وأهدر كرامته وانسانيته وحريته وحقوقه.. ونهب ثروته وهربها إلى خارج البلاد واثقل كاهله بديون تتراكم.. وفوائد تعيق أي عمل تنموي. هل يمكن لهذه السلطة ان تعي بأن العالم يتغير وأن بقاءها اصبح يهدد بانهيار الدولة.. وان الناس لو سمح لهم بالتحدث وقول رأيهم بصراحة عن السلطة القائمة وما يحملون لها من كره لقالوا كثيرا مما لا تريد السلطة سماعه. فهم يتمنون رحيلها أمس قبل اليوم.. فهل لدى السلطة إحساس بالمسئولية واحترام للنفس..؟ ختاما: . إذا عشت تحت وطأة سلطة استبدادية قمعية فلا يمكنك ان تمشي مستقيما وإنما مطأطئ الرأس، ولكن إلى حين لأن الطغاة لا تطول مدة بقائهم وإن بقت إلى حين.. ويأتي اليوم الذي يصبح المواطن قادرا على المشي مستقيما وقادرا على مواجهة الطاغية واجهزته القمعية.. وإن كنتم ترونه بعيدا فإننا نراه قريبا.. لانه لكل ظالم حتما نهاية بشعة!
التعديل الأخير تم بواسطة أنا هو ; 04-13-2006 الساعة 11:34 PM |
#130
|
||||
|
||||
حسرة على العباد والبلاد! 13/4/2006
ناصر يحيى (1)قبل أقل من ستة أشهر لم يكن هناك في الكيان الصهيوني شيء اسمه (حزب كاديما).. وهذا الأيام يجري قادته مشاورات لتشكيل الحكومة بعد أن فازوا بالمركز الأول مما يسمح لهم تشكيل حكومة بقيادتهم! وأظن لو أن مقارنة تمت بين إجراءات إنشاء حزب (كاديما) وبين فتح بقالة أو صيدلية في بلدان عربية مثل مصر واليمن.. فإن الفارق في الإجراءات هو السبب الذي جعل الصهاينة القوة الإقليمية العظمى في المنطقة وجعل البلدان العربية على باب الله كل واحدة منها تسأل الله -مثل الولايا والمكالف -الستر! قبل أسبوع تفاقمت الأزمة الداخلية في حزب (الوفد) المصري بين جناحين! وانتهت المسرحية بإحراق مقر الحزب ومعركة راح ضحيتها عدد من الجرحى واعتقال رئيس الحزب الذي كان قبل شهور أحد المرشحين البارزين في الانتخابات الرئاسية المصرية! وفي الاتجاه نفسه يقبع (أيمن نور) زعيم حزب (الغد) في السجن وهو الذي جاء في المرتبة الثانية بعد الرئيس مبارك في الانتخابات.. وكانت تهمته (تزوير) أسماء وتوقيعات للحصول على ترخيص لحزبه! وتهمة التزوير هذه بالذات في منطقتنا العربية كان ينبغي أن تكون وساما للرجل.. فطالما أنه (يزوِّر) فهذا معناه أنه يصلح أن يكون قائداً وزعيما في أي بلد عربي ولا فخر! وكما هو واضح في الخطاب السياسي والإعلامي العربي الرسمي.. فإن التزوير وخرق الدستور والقوانين (حلال) للحكام والسلطات و(حرام) خارج نطاقهم.. ولذلك ترى الأنظمة أن خرق الدستور تهمة تصلح لتوجيهها إلى المعارضة في كل حين وشأن حتى ولو كان الأمر بعيدا عن السياسة! ومثل هذا الذي نقوله ليس من باب الترفيه والمزاح بل هو حقيقة قائمة.. فهم يحللون لأنفسهم ما يحرمونه على غيرهم! وكل الحكام العرب الذين وصلوا إلى السلطة بطريقة غير شرعية -انقلابات أو اغتصاب حكم بطرق ملتوية- يتهمون المعارضين دائما بأنهم يخططون للانقلاب أو يطمحون للوصول إلى السلطة بطرق غير شرعية! وكم آلاف من المواطنين قتلوا في بلدان عربية لأنهم اتهموا بالتفكير أو التخطيط أو تنفيذ انقلاب عسكري على سلطة هي نفسها جاءت بانقلاب عسكري! الوضع الدستوري في مصر -أم الدنيا- تخلف عن العصر بطريقة مؤسفة لا تليق بدولة في مثل تاريخها القديم ومكانة شعبها في الوجدان العربي والإسلامي! والمقارنة بين (إسرائيل) و(مصر) في حالات عديدة تكون نتيجتها مخجلة لنا كعرب ومسلمين! وخلال السنوات الماضية تلاشت أو جمدت أحزاب المعارضة المصرية (الرسمية).. وهي كانت على ثلاثة أنواع: نوع من الأحزاب الديكورية التي تحولت إلى مادة للتندر والسخرية لكن السلطة المصرية تستفيد منها.. وأقل ما تستفيد منها تيئيس الشعب من جدوى العمل السياسي الديمقراطي التعددي طالما أن هناك أحزاب على تلك الشاكلة! والنوع الثاني أحزاب تم تدجينها إلى حد كبير وتحويل طاقاتها لمعاداة خصوم السلطة من الإسلاميين.. وحزب التجمع اليساري هو المثال المخجل لهذه الأحزاب.. بعد أن صار هم زعيمه الأول هو التفرغ لشتم الإسلاميين وتسويد تاريخهم طوال الثمانين عاما الماضية! والنوع الأخير من الأحزاب هي تلك التي مارست أنواعاً مختلفة من المعارضة ضد السلطة وحدها كأحزاب العمل، والغد، والوفد.. وكلها تم حلها أو اغتصابها وتفكيكها من الداخل! وكما هو ملحوظ فإن هناك قواسم مشتركة في تعامل معظم الأنظمة العربية مع المعارضة! وهناك من يؤكدون أن التنسيق بين الأنظمة في هذا الأمر شغال ليل نهار! وهو أمر غير مستبعد فالهم الأكبر الذي يجمع هذه الأنظمة هو (البقاء) في السلطة وعدم القبول بفكرة أن يأتي يوم يخلد فيه الحكام للراحة والاستجمام أو حتى للبقاء في غرفة الإنعاش ثلاثة أشهر مثل شارون! (2)(الخزينة الفلسطينية فارغة).. كان هذا هو إعلان إفلاس غير مباشر أطلقة رئيس الوزراء الفلسطيني الجديد (إسماعيل هنية)! ورغم هذا الواقع البائس فإن على الحكومة الفلسطينية الجديدة وحركة (حماس) أن يحمدوا الله على هذا الوضع.. ففي بلاد الواق واق سيكون الوضع أشد سوءا لو خسر الحزب الحاكم السلطة لمصلحة المعارضة.. فهذه لن تجد الخزينة فارغة فقط.. ولن تجد الديون بالمليارات تنتظرها فقط.. بل سوف تجد رجال الحزب الحاكم يطالبونها بتسديد (ديون) لهم قدموها من جيوبهم للدولة عندما كانوا في السلطة، ولسان حالهم يقول (عادكم مديونين لنا)! فليحمد الله رجال حماس أنهم وجدوا (السيارات) على حالها.. والمكاتب وأجهزة الكمبيوتر.. وكل المستلزمات المادية على حالها.. أما غيرهم في بلاد الواق واق فالأرجح أنهم سوف ينهبون كل شيء مما خف حمله وغلا ثمنه في اليوم السابق قبل أداء اليمين الدستورية! وستكون المعارضة محظوظة لو وجدوا كراسي ليجلسوا عليها! (3)خلال أيام إضراب المعلمين مارس كثير من المسؤولين عملية (منٍّ) واسعة ضدهم! أي كانوا يمنون على المعلمين أنهم حصلوا على حقوقهم أفضل من غيرهم.. وتطرق بعضهم إلى الإعلان بأن (المعلم) يحصل على مرتب أكثر من وكيل وزارة! وبعيدا عن الحسد والكذب.. فلا أحد من هؤلاء قادر على أن يعلن كم يستلم من الدولة شهريا من مرتب ومكافآت وعلاوات وبدل جلسات وبدل عمولات و(بدل ما أحد يأخذهم) على رأي النكتة المصرية الشهيرة! لا يوجد مسؤولون في العالم يأكلون بأيديهم وأرجلهم من المال العام مثلما يحدث في بلادنا.. ورغم ذلك لا يوجد مسؤولون في العالم يمنون على شعبهم مثلما يصنع مسؤولونا! وكثير منهم قبل سنوات كانوا يتمنّون أن يتخلصوا من (فقر الدم).. وهاهم قد وصلوا إلى مرحلة (فقد الدم) بأسرع من الصوت! وبعضهم يتعلل عندما يطالبنه بحقوق المواطنين بعدم وجود فلوس! وهو على استعداد بمجرد اتصال تليفوني أن يصرف مليارات أو ملايين أو آلاف الريالات بحسب أهمية الانفصال.. ولو كان الصرف خارج نطاق الميزانية! يمنّون على الشعب إذا رصفوا طريقا نهبوا نصف ميزانيته.. ويمنون عليه إذا افتتحوا مدارس عقيمة.. أو أوصلوا إليه كهرباء تنقطع كل حين دون إذن! ويمنون عليه إذا بنوا مستشفى عديم الجدوى! ولا غرابة في ذلك.. ألسنا شعباً خارج نطاق الخدمة! |
«
الموضوع السابق
|
الموضوع التالي
»
|
|
الساعة الآن 06:59 PM.