السيد البيض : قوة دفع نحو النار ..... أو النور

[منصور بلعيد]

اغلب الجنوبيين يدركون حسن نية السيد الفاضل علي سالم البيض ، حتى
اولئك النفر الذين يحملوه تبعات ما جرى بعد الوحده وبعض ما جرى قبلها
قد يكونوا ضانين ان البيض عندما يسمع ذلك سوف يقدم الكثير للقضيه

الاستاذ وحيد الطوالبه قدم رساله فيها ما ينصف وفيها قد ما نراه مغاير
لما يراه هو
عموما الواقع الجنوبي على مرئى ومسمع الجميع والتداعيات واضحه
ورغم الوضع الصعب الذي وصلنا اليه إلا ان هناك مؤشرات تدل على ان
الوطن العربي يمر بمراحل صعبه في ظل غياب المناخ الديمقراطي
وغياب العداله والتوارث السلبي للسلطه ولو نظرنا الى حركة التطور
الحضاري في الوطن العربي لوجدنا الفارق كبير والفجوه عميقه بين
العرب وبين شعوب العالم المتحضر

والخطير في الامر ان العرب الى الآن لم يجدوا الاجابات الحقيقيه لكل
الاختراقات المعرفيه والثقافيه الغربيه التي غزة ثقافتنا ، والاخطر من
ذلك ان حركة التطور الحضاري العالمي تمشي الى الامام بشكل سريع
ومذهل مع ما يقابلها من الجمود في عالمنا العربي ، ولا يخدع البعض
تلك البنايات الشاهقه ومراكز الاسواق الضخمه والسيارات الفارهه
ولكن للأسف ان الكثير ممن يسكن ويتسوّق ويركب لا زال يمتلك نفس
عقلية البدوي قبل قرون من الزمن وهو يسابق على ظهر البغله أو......

ومن يلاحظ حياة العربي على مرحله زمنيه طويله طوة القرون لأكتشف
انها مليئه بالصراعات والاظطرابات ومنذ مرحلة الانحطاط ونحن ذاهبون
بعقليتنا وافكارنا بأتجاهات تنازليه مخيفه
وقد طرح الكثير من المفكرين العرب والاجانب صوره واضحه لمن اراد ان
ينظر اليها بأنصاف ، فالمجتمع العربي الاسلامي في طريقه الى مرحله
اكثر هوان وتنذر بأخطار لا يحمد عقباها لا سمح الله

فنحن الجنوبيين ننال القسط ربما الاوفر نحن واخواننا الشماليين والخطر
قادم لا محاله ولا بد ان ينال منا بغض النظر من سيكون الحاكم

فهل هناك من نظرة تعقل ورحمه ممن يكونون ساسة للوطن واحدد بالذات
الاستاذ الرمز ( علي سالم البيض )

الجنوب كما ترى وتسمع ( ان كنت تسمع الحقيقه من مصادرها الحقيقيه )
السيد البيض كلنا يعلم بأن ليس لديك طريقه سحريه لترميم واصلاح وارجاع
ما ذهب ، وكلنا يعلم ان كان انسان آخر في محلك سابقاً وحالياً لتصرف بنفس الطريقه
وكلنا يعلم ان كان حكم حزب آخر غير الحزب آنذاك لكان خرج بنفس النتائج وربما
اسوى وكلنا يعلم ان حصلنا على جنوبنا المستقل في الوقت الحاضر سوف
يحصل ما حصل ايام الحزب وربما اسوى ،والاسباب معروفه وتتعلق في الثقافه
والعقل المجتمعي الذي بات ينتج الصراع بسبب سيطرة العاطفه وطغيانها
على كل شيئ حتى اصبح كل منا يرى الاشياء كما تصورها له عاطفته وليس
كما هي في الواقع

استاذنا العزيز لقد اصبح الغالبيه العظمى يتحركون بالعواطف التي لا يستطع
اي انسان في الدنيا ان يحكم نفسه بواسطتها فكيف نستطيع ان نحكم وطن
اننا بحاجه الى عودة العقل الفاعل المحايد نحن بحاجه الى تحرير العقل قبل
تحرير الوطن ، لسنا بحاجه الى بذل كل الجهود الى اسقاط الحكومه اليمنيه
فتلك الحكومه ومثلها الكثير قد انذر ناقوس الخطر عليها والمسأله هي وقت

فلسنا هنا بحاجه الى الكثير من الحرب والدمار والتجوييع فكل ذلك سوف
يزيد الامر سوءً وان اتت التوجيهات عبركم ستكون هي الفاصله والطامه
الكبرى التي سوف تحط اوزارها على الجميع وتتوارثها الاجيال بكثير من
القهر والاحباط

فمسألة الدفع في اتجاهات التصعيد ما هي إلاّ دفع للجميع نحو النار التي
سوف تلتهم كل شيئ وتقضي على ما تبقى من امل
واذا حصل ذلك سوف يدرك الجميع ان الهدف هو السلطه وسيكون الادراك
بعد فوات الاوان

ومن كانت السلطه لا تدخل في قاموسه ولا كل حساباته فهو سوف يفكر
بالوطن البشر قبل التراب والحجر ، وتلك المسأله تتطلب تسخير كل الجهود
من قبل رمز القضيه الجنوبيه وكل الهيئات والنخب الجنوبيه الممثله للحراك
وكل المثقفين والعلماء والمفكرين والتربويين وكل من لديه الحكمه والمعرفه
من اجل دفع العقل الجنوبي نحو مجالات النور والعمل الحضاري واخراجه من
بوتقة الجمود والعمل العاطفي ومن اطار الطموحات المبنيه على الاماني
ولغة الخيال النظري لحتى يتمكن الجميع من تحرير العقل من التخلف والصراع
ومن ثقافة التشويه والهزيمه واخراجه من مستنقع عبادة الذات الى الايمان
والعمل بالمبادى الشامله والاهداف الجامعه التي تنظوي تحت اطارها مصلحة
الجنوب كل الجنوب ، وسوف يكون ذلك دفع بأتجاه النور

اما التفكير ببناء نظام حضاري ودولة نظام وقانون ونحن بهذا المستوى الهابط
من المفاهيم الفكريه والادبيه وبهذه الدرجه من الاختلافات الحزبيه والقبليه
والمناطقيه والشخصيه الضيقه فذلك كله عباره عن ظرب من الخيال ولعب
على الدقون ومضيعه للوقت لا يستفيد منها إلاّ الحكام المستبدين الذين
سوف يسهل لهم الامر في احكام قضبتهم وتشديد الخناق على الناس

ولا عيب أو خطأ في ان نفكر بالكفاح المسلح وربما ان ذلك هو المخرج
امام نظام قبلي متخلّف لا يومن بالديمقراطيه وقبول الآخر ولغته دائماً هي
المدفع والدبابه ولكن المسأله لا تريد استعجال واحراق للمراحل ومن يصنع
المراحل انما القضيه بحاجه الى بعد نفس وصبر وتحضير ذهني واخلاقي
يليه المادي والمعنوي لحتى يصل الجنوبي الى مرحله من الوعي لما يريد
ومرحله من الجاهزيه القتاليه واستعداد تام عند كل ابناء الجنوب للاستشهاد
ونصل الى مرحله ان يقتنع فيها الجنوبي انه لا يمكن ان يموت إلا مقابل عشره
من الشماليين


اصبروا وتريثوا يا ابناء الجنوب وايقظوا العقول من سباتها ولا تتهاونوا بحقوقكم
والزموا اليقضه والحذر وكونوا على علاقه طيبه مع الصمت ولا تندفعوا وراء العواطف
واجعلوا نقطة البدايه اصلاح النفوس فأذا تمكنا من اصلاح نفوسنا نستطيع
اصلاح ذات البين ونسأل الله التوفيق في ذلك