رئيس تيار المستقلين الجنوبيين اليمني فاروق حمزة لـ"آفاق": يستحيل دفن القضية الجنوبية

[wolfwild]

بغداد- آفاق ـ خاص

1

قال الدكتور فاروق حمزة رئيس تيار المستقلين الجنوبيين والقيادي الجنوبي البارز لـ"آفاق" إن "القضية الجنوبية حقيقة موضوعية يستحيل دفنها أو تجاوزها. وبالتالي فان حلها هو أمر حتمي ولا مفر منه مهما طال الزمن.." واضاف في الجزء الثاني من الحوار أن "سلطات الاحتلال اليمني قد دمرت وعبثت بكل شئ في بلادي"

ورأى حمزة في حوار خاص لـ"آفاق" أنه "بحكم أن أغلبية قيادة الحزب الاشتراكي بعد الحرب قد أصبحت من اليمن ، فإنها قد حاولت تسويق الحزب خارج القضية الجنوبية" معتبراً خطوة انتخاب المحافظين "مثل عدمها ، لأن الهدف منها هو دفن القضية الجنوبية.


وقال صراحةً "أنا إنفصالي ابن إنفصالي وأعتز أنا بكلمة إنفصالي، كونها شرف لي من أن أصادق على نهب وسلب بلادي واحتلالها احتلال عسكري قبلي واستيطاني". وهذا نص الجزء الثاني من الحوار:


*آفاق : نعرف أنك حاصل على دكتوراه في الطيران المدني وأنك أُحلت للتقاعد وتعرضت لعقاب وظيفي ومالي ونحن نعلم أن رئيس طيران " اليمنية " هو من أقرباء الرئيس علي عبد الله صالح، حدثنا عن هذه القضية بصورة موجزة ؟ وماهي خلفيات العقوبات التي تعرضت لها. ؟


ـ في الحقيقة إن هذا المفتري أنتهك إنسانيتي ومزق أسرتي ودمرها وحرمنا من ممارسة مهنتي كما وحرمنا من رواتبي وكل مستحقاتي وعطل صحتي وجوعنا وظلمنا وظلم أسرتي وأطفالي، وأفقدنا من رؤية أسرتي وأطفالي لفترة ليست بقصيرة، كما أنه وقد كان سبباً في وفاة أختي الأكبر فريدة حمزه في 8/7/1998م، كما أنه حتى اللحظة لم يرد عليّ في تساؤلي له، في كيفية تمت وفاة أخي الأصغر المهندس طيران مجد حمزه في 20/4/2002م، كما ولم يرد على أية استفسارات في كل انتهاكاته هذه لي وتعذيبه هذا لي ولأسرتي، متجيراً بأنه قريب الرئيس علي عبدالله صالح، في الوقت الذي حتى ولم ينفذ أوامره في إعطائي مستحقاتي هذا إن لم نقل بأنهم يوزعون أدوار علينا، كما أنه قد رفض أوامر النائب عبد ربه منصور هادي في توظيف أحد من أبنائي، بأمره وبالمكتوب والمحدد من عبد ربه منصور وبالحفاظ على الجانب المالي وحتى لا تجوع أسرتي، على غرار ما يعمله مع أبناء جلدته اليمنيين.


وهو أيضاً من طردني من بلاده اليمن صنعاء، قائلاً لي أرجع بلادك، وطلب مني العيش في بلادهم كمقيم عندهم في بلاده بصنعاء، وعندي الوثيقة بالإستمارة التي أرادوا مني تعبئتها ورفضت، وأشياء أخرى لا أريد أنوء بها وأن يتقزز القارئ الكريم، من مجرم كهذا جعلني في البداية كمعتقل إداري ببلادي وهو بمن يحتلها وبعدها بعد مقتل أخي وكرهينة عنده ببلاده، وعلى مقربة منه، وبعدها طردني من الوظيفة ليحرمني كلياً من كل استحقاقاتي، كون هذا الإنسان أستمد قوته من رصيف نمرة سبعين عند عمه رئيس دولة اليمن، وعذبني كثيراً لأنني من أبناء عدن ومواطن جنوبي أعزل فمارس معي مالم يمارسه أفظع مجرمي العالم أجمع.


*آفاق : كيف تقرأ مواقف القيادات الجنوبية التاريخية كالرئيس الأسبق علي ناصر والرئيس العطاس والمحافظ محمد علي أحمد ولماذا برأيك يتعرض علي ناصر لهجوم مستمر في بعض الصحف والمواقع بالرغم من أنه حتى الآن يرفض التخلي عن سلاح الوحدة كما يصرح ؟


ـ كل جنوبي مع قضية الجنوب، لأنه كما أسلفت لا يمكن موضوعيا ومنطقيا لأي جنوبي بأن يكون شماليا قبل أن يكون جنوبيا مهما كانت وحدويته. ولكن البلدان التي تستضيفهم تحتم عليهم سلوكاً معيناً نقدره نحن. أما الهجوم الإعلامي على الرئيس علي ناصر فهو ناتج عن إحساس سلطات نظام صنعاء بان الرجل محل رضا واحترام الجميع على المستوى المحلي وعلى المستوى العربي والدولي، وأصبحت تخافه كثيراً لمقامه الكبير هذا ولحب الناس له، وإحترامه هو شخصياً لنفسه ولتاريخه الكبير.


*آفاق : كيف قرأتم انتخاب المحافظين وماذا عن الطموحات الإصلاحية المعلنة لمحافظ عدن الجديد الدكتور عدنان الجفري وأنت من أبناء عدن ومن قاطنيها؟


ـ وجود هذه الخطوة مثل عدمها، لأن الهدف منها هو دفن القضية الجنوبية. ولكونه يستحيل على هذه الخطوة أن تؤدي إلى دفن القضية الجنوبية، وإنما كلها تعتبر مجرد محاولات في الشطارة السياسية والفهلوة في تطويل فترة الاحتلال لبلادي، أما الأخ/ المحافظ الجديد لبلادي ومسقط رأسي الأستاذ الدكتور عدنان الجفري، يبدو أنني ربما لا أعرفه، أما وربما تكون هناك معرفة من بعيد، لكني في جميع الأحوال أقول بأنه لم يستطع عمل أي شئ خاصة وإن سلطات الاحتلال قد دمرت وعبثت بكل شئ في بلادي.


وهي قد انتهكت الأرض والعرض، علاوة على أنني بكل يقين أجزم سلفاً بأنهم لم ولن ينفذوا له شئ إن هو أراد، أو كما يقال بأنهم لم يتركوا له أي شئ، فالأراضي في بلادي نهبوها والثروات سلبوها، ولم نبق نحن في مسقط رأسنا وفي عقر دارنا إلا وبحالات أقذر مما قد ألمت بأخوتنا الفلسطينيين، مع الفارق بان الصهاينة لم يعملوا بهم، مثل ما عملوا هؤلاء الصهاينة الجدد فينا وبعقر دارنا، فبالله عليك يا أخي كيف يستوي أن يأتي اليمني من بلاده ليسرق وينهب ويسلب في بلادي أنا، كما ويقول لي إنني إنفصالي، من ماذا أنا إنفصالي؟ من يحثل بلادي؟ من ينهب ثروتي؟ من ينهب الأراضي؟ من يدمر بلادي؟ ومن يعبث ببلادي؟ هؤلاء المتخلفين أم لا؟!.


لذا صدقني أنني أنا إنفصالي ابن إنفصالي وأعتز أنا بكلمة إنفصالي، كونها شرف لي من أن أصادق على نهب وسلب بلادي واحتلالها احتلال عسكري قبلي واستيطاني من قبل هؤلاء، ولا يتحد مع هؤلاء إلا أعداء وطننا، ونحن لا نريد أية وحدة مع هؤلاء الذين جمدوا الحياة فينا وبدولتنا وعطلوها وأعادونا إلى دياجير الجهل والتخلف، وتقول لي وحدة، أين شعبهم هذا في اليمن والذي ظل ساكت هو وحقه المشترك.


واليوم بعد أن بدأ شعبنا في الجنوب يطالب بالعودة لدولته حفاظاً على قيمه وكرامته وكبرياءه، اليوم قاموا كلهم يتفلسفوا لنا وعلينا، ألم يروا بعض الإسرائيليين كيف يتضامنوا مع الفلسطينيين، للعلم أحدهم أستغرب كيف أنا تكلمت باللغة العربية في حفل غداء بصنعاء، فقال لي أنت من عدن، قلت له ومن فين ، للعلم هذا هو أحد قادة المشترك يا عالم.


آفاق : كيف تقرأ صمت الرئيس السابق علي سالم البيض منذ94 وحتى الآن وهل فعلاً أزعج الجنوبيين الحفل الصاخب والمهيب الذي أقامه بقصره في مسقط لزواج ابنته على المغني اللبناني ملحم زين في وقت يتساقط فيه أبناء جلدته بين قتلى وجرحى في حراك شعبي يتحمل هو جزء من المسؤولية التاريخية فيه وكيف قرأتم اعتذار نجله عدنان البيض الذي نشر في موقع عدن برس ؟


هناك عندنا مثل شعبي يقول الخطاب من عنوانه، وأنا عملت مؤخراً من مقال نشر في شبوة برس بعنوان نموت وقوفاً على أن نعيش رُكاعا ( موضوع في صمت علي سالم البيض وشوية أمور أخرى).


آفاق : هل ثمة تنسيق عملي بينكم كتيار للمستقلين وبين التجمع الديمقراطي الجنوبي " تاج" وهل تلتقون معهم في أدبياتهم وخاصة لجهة تقرير المصير وموضوع الجنوب العربي الذي يتجاوز حتى جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية التي كانت قبل الوحدة أم أن لكم رؤية خاصة ؟ وماذا عن تكتل جنوبي مزمع وبدأت تتسرب أنباء عن تأسيسه؟


كلنا أبناء الجنوب متفقين بشأن قضيتنا الجنوبية وبشأن خلاصنا من الاحتلال، ولا يوجد خلاف بين الجنوبيين حول قضية الجنوب إطلاقاً، وإنما هناك بعض التفاوت ربما تكون في الآراء حول طريقة حلها.


وهذا التفاوت سيوحده تعنت السلطة تجاه القضية الجنوبية، فكلنا نرفض احتلال دولتنا، وكلنا نحترم بعضنا البعض، كما إن هناك علاقات شخصية متميزة تربطني بالأخوة في قيادة تاج، كما وهناك علاقات طيبة ومع الكل، سواء أكانت في الجانب السياسي أم الاجتماعي، والأسمى فينا جميعاً هو ارتباطنا بشئ إسمه القضية الجنوبية وهي قضية الوطن، وكلنا نناضل في إستراتيجية واحدة تكمن في تحرير الوطن من براثن الاحتلال الأجنبي اليمني ومن نظامه الإستخباراتي البوليسي والذي عفا عليه الزمن.


*آفاق : بماذا ترد على من يقول بأن تجربة الوحدة اليمنية هي التجربة الوحيدة المضيئة في التاريخ العربي الحديث خاصة من جانب المشروع القومي العربي الذي أخفق في عديد قضايا؟


ـ على كل من يثنى أو يقول ذلك، عليه أن يجربها بنفسه ونحن سوف نبارك لهم، وإنشاء الله يقدمونها كنموذج أفضل، فليدخلوا معاهم وليجربوا عملياً ذلك في وحدتهم أنفسهم، وبانشوف أما أنهم يعملوا فينا التجارب، فهذا غير صحيح، لأن المثل الشعبي عندنا يقول النار ما تحرق إلا رجل واطئها، وبلاش فلسفة وضحك على الذقون، أما من يتقاضون الرواتب الشهرية ومن حق موارد الجنوب أو أراضيه أو ثروته وضرائبه فهؤلاء لا محالة سنفضحهم أمام الرأي العام وأمام المحافل الدولية.


*آفاق : كيف قرأتم حوار السلطة مع الحوثيين وماهو مصير الوساطة القطرية في ظل اندلاع الحرب الخامسة ولماذا لا نسمع عن وساطة بين السلطة وقيادة الحراك الجنوبي الذي يتصاعد وينذر بكارثة كبيرة ؟


ـ الحوثيون لهم أنصار في كل الساحة اليمنية، وفي جميع مرافق الدولة المدنية والعسكرية، وهذا الصراع تغذيه كراهية السلطة لفئات "السادة. أمَّا الأحداث التي استجدت فهي في تقديري تعطيل للوساطة القطرية، كما إن شعوري بأن الوساطة القطرية مصيرها الفشل لا محالة كون الدوخة اليمنية هي الأساس. وأما لجوء السلطة إلى الحوار معهم وعدم قبولها للحوار مع الجنوبيين فهو دليل على شعور السلطة الوهمي بغطرستها بقوة حجتها تجاه الحوثيين كونها تدعي بأن منطقتهم هي عبارة عن محافظة ليس إلا، وغياب حجتها تجاه الجنوبيين كون الجنوب هو شعب ودولة.


آفاق : ما رأيك بما أعلنه يحيى الحوثي قبل أيام والذي حث فيه الجنوبيين على عدم المشاركة في قتال جماعته في صعدة حيث يشارك ضباط وجنود جنوبيون في ألوية عسكرية بصعدة؟


نحن نشرنا ما أعلنه الحوثي، واحترمنا قراره وموقفه، بل وعممناه لجهات عديدة، واعتبرنا ذلك واجب علينا، كما إن هناك بيانات جنوبية بدأت تأخد مجراها في حث أبناء الجنوب بعدم المشاركة بهذه الحرب الظالمة على شعبهم.


آفاق : ما رأيك بلجوء السلطة إلى حجب بعض المواقع خاصة الجنوبية منها وسحب تراخيص الصحف ومنع إصدار تراخيص لصحفيين وغير ذلك من الممارسات ؟


الإفلاس بعينه، رغم إن هكذا إجراءات تقوض المبدأ العام الذي يقول تتزامن الوحدة مع الديمقراطية وحرية الكلمة والدفاع عنها، ثم إن ذلك هو مجرد استهتار بحق الشريك الآخر في ماتسمى بالوحدة، وهذا هو المنطق الحقيقي في إن هؤلاء البشر، بل وهذه السلطة تعيش معالم القرون الوسطى، فالتعامل معها ماهو إلا والمصادقة على التخلف والجهل.


آفاق : نشرت عدد من المواقع نبأ احتجازك وعائلتك في مطار صنعاء أثناء عودتك من دمشق باتجاه عدن قبل فترة وجيزة .. ماذا حصل ؟


الذي حصل بأنه لولا شعورهم بموقف الأسرة العدنية، من خلال موقف زوجتي والتي لم تشف بعد من عمليتها الجراحية التي أجرتها بمستشفي تشرين السوري، وابنتي ريم وإبني عمار، وتماسكهم القوي، وهذا كان عندهم في عقر دارهم وفي بلادهم وفي الترانزيت حقهم، رغم أننا لم ندخل بلادهم، لا ولم نكن نقصدها إطلاقاً، ومثلما قلت لولا تماسك أسرتي القوي لأشمتوا فينا كثيراً، بل وربما كانوا قد ضيعوني، بمحاولتهم الترهيب ولطلوع زوجتي وأولادي الطائرة لعدن وأبقوني رهينة عندهم لوحدي في بلادهم، ولم يحترموا حتى العملية الخضراء والتي لم تكن لتجف بعد في فمي والذي قد أجريتها أيضاً في سوريا، فانتكست العملية هي الأخرى والتي قد أجرتها زوجتي كما انتكست عمليتي أنا، وما قررت العودة للعلاج أنا وزوجتي في الوقت المحدد القادم، وإن قررت حتى عبر إسرائيل وليس عبر بلادهم صنعاء، وهذا هو قراري بل وقرار أسرتي وقرار كل أبناء الجنوب، فعوضاً عن معالجتنا نحن أكان عبر شركتي التي شلحوها حباً في وحدة النهب والسلب أم وفي معالجتنا على حساب الدولة، باعتبارنا موظفي دولة الجنوب، بغض النظر ومراتبنا العلمية العالية، جعلونا نأسف على إلغاء دولتنا، وجرائمهم هذه الكبرى بحقنا وبحق دولة، فقد كشروا عن أنيابهم، وأظهروا للعلن بأنهم لا يحترموا أي جنوبي صاحي أو مريض، أكان بممن هو بمعهم أي معهم في تأمره وعلى الجنوب، أو من يطالب بحقه في الحرية والسيادة والاستقلال، فكله إذلال ومراده الاحتلال.


آفاق : وأخيراً... كيف ترى أفق القضية الجنوبية بكلمة موجزة ؟


القضية الجنوبية حقيقة موضوعية يستحيل دفنها أو تجاوزها. وبالتالي فان حلها هو أمر حتمي ولا مفر منه مهما طال الزمن، ومن البديهي بأن حلها سيؤدي إلى حل تلقائي لأزمة اليمن ككل بكل تأكيد، هذا إن أدرك ذلك إخوتنا في الجمهورية العربية اليمنية، والذين لا لهم أية مشروعية بينهم وبين نظام سلطتهم إلا وعبر الصندوق المحسوم سلفاً، والذي قد اعتادت سلطات نظام صنعاء تزويره، بل والاعتماد به على العسكر وشيوخ قبائلهم، والقصة كلها قصة كرسي ليس إلا، أما نحن فبيننا وبين سلطات نظام صنعاء مشروعية الشرعية الدولية كدولة، وبقراري 924-931 للعام 1994م المتخدة وتوابعها، وماسيليهما لاحقاً وقريباً إنشاء الله، من قرار في التنفيذ، وطبيعة نضالنا السلمي بالمناداة في حقنا بالحرية والسيادة والاستقلال.

[لواء عباس]

نعم يستحيل دفن قضية شعب وتاريخ وثروة ولو كرة الكافرون الزيود

[البرق]

فاروق حمزة


فارس جنوبي من فرسان عدن البطلة


طرح قوي وشجاع كثر اللة من امثالك