قلم رصاص

[صوت الجنوب]

قلم رصاص



20/02/2006م

لم يخطر على بالي في يوم من الايام في بداية حياتي العملية في بداية الثمانينات من القرن الماضي بأنة سيأتي يوم من الايام لامسك القلم بدلآمن البندقية لكي أدافع عن القيم والاخلاق ضد الظلم وألاحتقار والاستبداد والاستضعاف والاذلال والقمع والتعذيب والترهيب وتكميم الافواة وكسر ألاقلام وقتل الاحرار من قبل الطغاةاللذين يأبون ان يتعلموا من واقعهم والمتغيرات المحلية والدولية المتسارعة ويصرون ان تكون نهايتهم كنهاية الطاغية صدام.فشعبنا بكل شرائحة يرفض حتى النخاع الاستبداد والطغيان وينظر بكثير من الاستهجان والاحتقار الى الطغاة وهم يمارسون لعبتهم المفضلة في اذلال الشعب وأتباع سياسة الجرعات القاتلة مستخدمين سياسة جوع كلبك يتبعك,الاان هناك شريحة في مجتمعناء قضت مضاجع هذه السلطة الحاكمة وهي شريحة المثقفين والكتاب اللذين لم ينخرطوافي ملاك الحاكم والذين رفضوا كل الامتيازات الذي تدافع اليها اشباة الصحفيين والكتاب الذين مجدوا الحاكم الاوحد وظلمة وأستبدادة وجاهليتة وحماقتة.لقد ساهم الصحفيون أمثال سلمان وفكري وسبيع وغيرهم في تعرية هذا الواقع الاليم وكشفوا حقيقتة المتمثلة في كل تفاصيل الانهيار الذي يتحمل وحاشيتة المتنفذة المسؤلية الكاملة لما ألة الية الاوضاع بالبلاد والعباد.ولذلك كانت القرارات المستعجلة والفورية القاضية بخطف وتهديد وترغيب ومحاكمة هؤلا الكتاب لتجاوزهم الخط (الاحمر) أكرر(الاحمر) في نظرهم هو تطاول على هذا الحاكم الطاغية أوكل مالة علاقة بحكمة او تفاصيل حكمة .ولذلك فأىكاتب اوصحفي يخطف هنا اويهدد هناك ويرمى في اعلى الجبل اوفي الشارع وراء ذلك متهم واحد لاغير,متهم احادي لاثاني لة ولاشريك لة هوالحاكم الاوحد الذي جفف منابع الحرية.فعدو السلطة ليس الجهل ولاالامية ولا الفق! ر الذي وصل في اليمن الى ارقام مخيفة ولا الفساد المستشري في كل مفاصل الدولة ولا الحوثيين الذين تحصدهم الة الدمار كل يوم.بل عدو السلطة هوالقلم الحاد الصريح الصادق والمدافع عن كرامة هذه الامة,المعتقلة المسجونة بالمؤبد من قبل الحاكم المؤبد الذي سرق الوطن والحرية والعقول والكلمة والابداع فهو يخاف من الكلمة التى تتهيج صدقا وحرية وكرامة وقوة فهي عليهم أبلغ تأثير من حد السيف.
فأستهداف الصحفيين والكتاب في دكتاتورية الحاكم المطلق هو مؤشر على بداية النهاية لهذا النظام السياسي المتعفن الذي افضى الى حالة من الافلاس,فالحاكم لم يسرق اللقمة والملبس والمسكن بل حتى سرق الخيال والابداع والعقل والفكر ويريدنا أن نصبح ونمسي على قصة وصولة على ظهر الدبابة الى سدة الحكم ونهلل ونسبح بحياتة لاشريك لة.وبالتأكيدفأنهذا الوضع المزري لن يدوم مطلقا في زمن أضحت الحرية شعارة والكرامة عنوانة ولايمكن لهذا الحاكم اوذاك أن يدوس بحذائة العسكرى على رقاب الملايين وتحديدا على رقاب المعبرين عن حالة الملايين وهم الكتاب والصحفيين والمثقفين الشرفاء....وسيأتي يوم ! يعجز فية هذا الحاكم عن ستر عورتة كما عجز من قبلة الطاغية صدام عن ستر عورتة امام كل المستضعفين ,ويبقى القلم الشريف بيد كل شريف رصاصة صوب الحرية والاستقلال.... واللة من وراء القصد

سعيد الحريري