رسالة رقم 2 إلى الرئيس الراحل قحطان محمد الشعبي

[سام الصبيحي]

رسالة رقم 2 إلى الرئيس الراحل قحطان محمد الشعبي
( بقلم : عبد الكريم حسين قاسم )


بلد يحكمها شاويش
(صغير بملابس مشير)
عن منظمة اسر الشهداء

هذه ثاني رسالة أوجهها إليكم أيها الرئيس القائد الراحل بمناسبة الذكرى الأربعين لاستقلال الجنوب ، وقيام جمهورية اليمن الجنوبية الشعبية في 30 نوفمبر 1967م.


في العام الماضي احتفل حكام النظام بمناسبة الذكرى التاسعة والثلاثون لاستقلال الجنوب في صنعاء ، وتناسوا أن عدن هي المدينة التي كان يجب أن يجري فيها الاحتفال ويكرم شهداءها وأبطالها بهذه المناسبة ، واليوم يعدون لحفل الذكرى الأربعين في العاصمة عدن دون مشاركة أي مناضل قيادي من ثوار الجنوب الذين صنعوا النصر والاستقلال في الثلاثين من نوفمبر عام 1967 حيث أنهم صرفوا على هذا الحفل حتى الآن عشرات المليارات من الريالات وتوزيع آلاف السيارات ناهيك عن صرف الآلاف من قطع الأراضي في عدن ، ليس حباً بعدن وأبنائها ، وليس لتخليد ذكرى ثورتهم واستقلالهم ، إنما ليثبتوا للعالم أن عدن وشعبها وأبناء الجنوب معهم ، بعد أن دوى صوت الأحرار وشاهدهم العالم اجمع يهتفون ويطالبون بإسقاط هذا النظام الفاسد الذي اقتربت نهايته بفضل تلاحم جميع أبناء الشعب الذين تنادوا للتصالح والتسامح والتضامن والوحدة فيما بينهم في مسيرات واعتصامات يومية وفي وجه بنادق عسكر رئيس عصابة سنحان، والتي قالت وتقول لهم لا لاحتلال الجنوب ، لا لنهب ثرواتنا وخيراتنا ، لا للضم والذل والاستبداد والفساد والطائفية . فالجماهير في الجنوب توحدت في خندق واحد ضد هذه العصابة التي أساءت للوطن والمواطن .

الرئيس المناضل قحطان الشعبي
في 14 أكتوبر الماضي شارك أكثر من مئة ألف من أبناء المحافظات الجنوبية في احتفال كبير بمدينة الحبيلين عاصمة ردفان (التي انطلقت منها شرارة الثورة المسلحة) إحياءً للذكرى الرابعة والأربعين لانطلاق ثورتنا، حيث لم يرق للسلطة ذلك فهاجم جنودها منصة الشهداء في الحبيلين وقتلوا وجرحوا عدد كبير من أبناء ردفان الشجعان ليخمدوا ذكرى ثورتنا المجيدة والتي يحاولون استبدالها بذكرى احتلال واستباحة عدن في 7/7/1994 ، بينما احتفل الحاكم المستبد ومن معه في قاعة صغيرة حضرها 800 شخص جمع بعضهم بالإغراءات والمال وجمع الآخرون بالتهديد والوعيد .

أيها الرئيس المناضل قحطان الشعبي
لقد سرقوا كل أحلامك وأحلام رفاقك وأحلام شعبك ، وحاولوا تشويه تاريخك وتاريخ الشرفاء من أبناء الجنوب الذين حملوا السلاح يوم 14 أكتوبر وفي مقدمتهم رفيقك في النضال الشهيد سجل بدمه الطاهر طريق التحرير والنضال مع كافة المناضلين وجماهير الشعب من أجل يوم النصر والاستقلال .
لقد استولى رئيس العصابة الحاكمة على وطننا وثرواتنا وتاريخنا ، وشوهوا كل ما هو جميل من عادات وقيم نعتز بها، لقد مسخوا بعض أبناء الشهداء و الرجال بالمال وحولوا عدن إلى كبريه يمارسون فيه التجارة والدعارة وتهريب الخمور والسلاح والمخدرات ويوزعونها إلى المنطقة كلها، فالموانئ والمنافذ البرية والبحرية والمطارات يجري منها واليها بعلم المسئولين الذين لا يحركون ساكن ، أضافه إلى هبوط الطائرات الخاصة بشاهر والعمودي وغبرهما من الذين يجلبون العاهرات من دبي وبيروت إلى معاشيق دون أن تمر على الأجهزة الرسمية في مطار عدن وهو يتحدث انه مقيم لبناء عدن طوبه طوبه وهذه اكبر أكذوبة ، وهم بهذا السلوك المشين يسيئون إلى مدينة عدن الباسلة وإلى شعبها العظيم بهدف الانتقام منهم ومن تاريخهم المشرف.

وأخيرا قبل أن أودعك اعتذر عن إزعاجك في قبرك بهذه الأخبار المؤلمة والحزينة، ولكن ابنك نجيب ساكت وصامت ولا يسمع له صوت يخزن ليلا وينام نهارا وكأنه لا يعنيه ما يجري في ارض الجنوب ، ومؤخراً شكل جمعية لأبناء الشهداء الذين باعوا أنفسهم بالسيارات والريالات وهم عمد عبد الفتاح ، وردفان سعيد صالح ، وردفان علي عنتر ، ومازن محمود عشيش ، ولحسون صالح مصلح ، وغيرهم من الذين يسيئون إلى الشهداء فقد أذلهم أولا واشتراهم ثانياً واتبع معهم سياسة جوع كلبك يتبعك ، وكنا ومازلنا نتمنى على هؤلاء الشبان أن لا يسيئون إلى تاريخ أبائهم وان لا يبيعوا أنفسهم إلى الشيطان لان الشعب سيحتقرهم بل سينبذهم من بين صفوفه ، ولكن ثـق أن المناضلين والشرفاء في وطننا الحبيب لن يسكتوا وسيواصلون النضال على خطاكم حتى يعاد الحق لأصحابه وأن لكل ظالم نهاية، كما سيواصلون التظاهرات والاعتصامات والمسيرات السلمية والتي ستتوج بالزحف المليوني في عيد الاستقلال إلى عاصمة الحرية والأحرار عاصمة جمهورية اليمن الجنوبية من أجل إسقاط نظام الدكتاتور الصغير الذي يرتدي بزة المشير.

والى اللقاء في رسالة قادمة ونحن نحتفل في مدينة عدن بيوم النصر على الاحتلال الاستحماري والاستعماري .