القرآن الكريم - الرئيسية - الناشر - دستور المنتدى - صبر للدراسات - صبر نيوز - صبرالقديم - صبرفي اليوتيوب - سجل الزوار - من نحن - الاتصال بنا - دليل المواقع - قناة عدن
عاجل |
الجزيرة مباشر | الجزيرة | العربية | روسيا اليوم | بي بي سي | الحرة | فرانس 24 | المياديين | العالم | سكاي نيوز | عدن لايف |
آخر المواضيع |
#1
|
||||
|
||||
تقرير : آيات طفلة تصرخ بابا معاذ بدون رجل مش عارفه ليش ؟؟
تقرير : آيات طفلة تصرخ بابا معاذ بدون رجل مش عارفه ليش ؟؟
قبل الحادثة بدقيقة كان يشاهد صورا من أحداث اقتحام المنطقة الجنوبية وابنته تشاهده من البلكونة المطلة على الشارع صدى عدن : عادل حمران (بابا بدون رجل مش عارفه ليش قطعوها ؟؟ وأني زعلانة ما باكونش اخرج أني وبابا الحديقة) ..هكذا استفسرت " آيات " ستة أعوام عن ساق والدها المبتورة ـ استهدف بعملية إرهابية خلال الأيام الماضية- محاولة الحصول على إجابة كافية عما حدث ولكن دون جدوى . أسئلة كثيرة تراود آيات الطفلة الصغيرة ..من سيقود باص والدها ومن سيقوم بإخراجهم إلى الحديقة نهاية كل أسبوع ؟؟ بعد ما شاهدت والدها بحالة غير معهودة والتي تقضي معه أيامها بإحدى المستشفيات في مدينة عدن . شاهدت آيات من شرفة منزلهم في التواهي والدها يتعرض لعملية إرهابية بعد أن رمى احدهم قنبلة -على الباص- المصدر الوحيد الذي تعول عليه عائلة آيات -لينقل معاذ على أثرالحادث إلى المستشفى وما يزال هناك برفقة عائلته حتى هذه اللحظة .. أيها العالم القاسي ؟ ليس ككل مرة..أفاق معاذ بعد سبات عميق دام لساعات ،هذه المرة كانت مختلفة وفارقة جداًمن حياة ،وجد نفسه مقعد بشكل إجباري على السرير ،والشاش يلف معظم أجزاء جسده وسماعة الطبيب تتجسس على نبضات قلبه المتسارعة على غير العادة بين الحين والآخر..ما لذي يحدث أيها العالم القاسي ؟..ما لذي يحدث يا آيات؟.. استغرب معاذ وحاول أن يتحرك ليستفسر عما حدث، أجبر من يشاهده على البكاء دون توقف، صرخ معاذ طويلاً وكأن من يقفون حوله لا يسمعون...مُنع من قبل الأطباء عن الحركة ،وحاول مرة أخرى تحريك أرجله وتفاجئ أن رجله اليمنى غير موجودة في مكانها.!!..كان الأطباء قد اضطروا بترها . كما لو أنه داخل حلم هكذا كان يشعر معاذ ، حلم مليء بالكوابيس المزعجة التي قد يتذكرها أحدنا إذا ما أفاق بعد ساعات .. لحظة ذهول واستغراب يتحسس معاذ الأشياء من حوله. كم تمنى أن تكون الحقيقة مجرد وهم .. الدقائق تمر ببط، يشعر مرة أخرى أنها الحقيقة يحاول العودة للنوم مجدداً ليخرج من هذا المشهد التراجيدي ومن هذا المكان التعيس الذي وضعه في مأزق قد لا يخرج منه أبداً .. تكرر المشهد مع معاذ كثيراً حتى أدرك بعدها أنها الحقيقة وليس غيرها. كان الواقع أكبر من خيال معاذ بكثير ،نظر إلى السماء وردد يا الله ماذا حدث لي.؟.!!ا أعاد النظر إلى جسمه وارتد نظره وهو حسير إلى جسد ينقصه الكثير من الأعضاء، جسد يئن من الأوجاع، تخيل معاذ رجله حين كانت معه كم ساعدته وكم تحرك بها دون توقف، وكم كان منظره رائع وجسده سوي لا يعيبه شيء ، وكم و كم من المرات التي سيتذكرها معاذ عن وضعه وحياته السابقة وتبقى مجرد ذكرى ... رواية البؤس يروي معاذ القصة والكثير من الحزن يلاحظ على وجهه ويقول عن الحظة التي يتذكرها قبل الحادث : كانت زهراء صالح تريني صور ولقطات من التفجير الذي استهدف المنطقة الجنوبية بتلفونها .حتى شعرت بشيء غريب وكأن أحدهم قذف شرار على وجهي ..قلت ربما أنها ألعاب نارية اصطدمت بي ..يخبر نفسه لعل أحد الأصدقاء رماها كمزحه ولم يدرك بعدها سوى بوجوده على هذا السرير الأبيض .. أما آيات قالت : عاد أبي كعادته يومياً،كنت أراقبه من البلكونة المطلة على الشارع وكانت زهراء صالح إحدى ركاب الباص ، أوصلها أبي إلى حافتهم وشاءت الأقدار أن يأتي شخص مجهول يحمل بيدهُ قنبلة إرهابية ووجهه مغطى وصرخ بصوت مسموع ولغة غير مفهومة .، (هذا ما سردته آيات ، وهذا المشهد هو نفس المشهد الذي يتذكره معاذ كآخر اللحظات التي يتذكرها قبل أن يغمى عليه ، ويجد نفسه طريح الفراش ،غير قادر على الحركة. دخل معاذصاحب القلب الطيب الذي أحبه كل من عرفه، شخص لا يجد إلا الابتسامة يحب الناس يسابق الكثير من أجل خدمة الآخرين. بعد شظايا تلك القنبلة دخل معاذ بغيبوبة تامة لم يسمع شيء ولم يعرف ماذا حدث ولماذا اختاروه ليدمروا حياته دون أي ذنب؟ الدموع ترسم طريقاً على خدوده ،وثمةحزن لم يشاهده من قبل يرتسم على ملامح وجهه وابتسامة صغيرة كما لو أنه مجبر على رسمها كدليل على الصمود الذي تعود أن يظهره للناس حينما كان يواجه المشاكل ،ولكنه كان مفضوحاً هذه المرة ، ويقول مُصبراً نفسه: أوكلت أمري لله ورضيت بقدره ، وحسبي الله ونعم الوكيل لله .. اغتيال الأمل بترت رجل معاذ سفيان وانتهت الكثير من أحلام آية وأشقائها الصغار وأمهم وباقي عائلته، وهناك طفلان أصغر من آيات ايضاً لا يعرفان ما لذي حدث لوالدهم حتى هذه اللحظة. التقينا آيات وهي طفلة فطنة ويشهد لها بالذكاء ..بدأت تسرد لنا قصة مشاهدة أحد الاشخاص يرمي على والدها تلك القنبلة التي راح ضحيتها والدها وكانت برفقته القيادية في الحراك الجنوبي زهراء صالح ، لينتهي بهما الحال إلى هنا مستشفى أطباء بلا حدود.. آيات هي البنت الكبرى بين أولاد معاذ الثلاثة عمرها ستة أعوام ولها أخوين أصغر منها،شاهدت والكلام هنا لــ آيات بابا من بلكونة منزلهم أباها والدماء تسيل منه ،أخبرتني عن والدها بكل شجاعة وجرأة ايضا قالت كنت منتظرة بابا وشفته هوه وزهرا مليانين دماء واستمرت آيات تحدثني بابا بدون رجل مش عارفه ليش؟؟ قطعوها وزعلانه انه ما باكونش اخرج إني وبابا الحديقة..لقيته وتواصل "آيات " سرد القصة قال لي انه بخير وكمان سلمي على اصحابي كلهم( هكذا قالت ل آيات الطفلة مستفسرة عن سبب استهداف والدها ..وهناك تفاصيل أبكتني كثيراً يصبح من الصعب أحيان نشر وكتابة كل ما نشعر به ونشاهده .
__________________
|
«
الموضوع السابق
|
الموضوع التالي
»
|
|
الساعة الآن 08:15 AM.