ما فيش وحدوي.. ما فيش انفصالي..هذا (هو) الأحمر - عبدالرحمن نعمان
الثلاثاء - 24/03/2009 - 06:28:00 مساء ما فيش وحدوي.. ما فيش انفصالي..هذا (هو) الأحمر - عبدالرحمن نعمان شبكة شبوة برس - ليس هناك بعد يوليو 1994 حاجة اسمها (وحدة) وبالتالي ليس هناك من يتصف بـ(الوحدوي). والامر نفسه يمكننا ان نقوله بالنسبة لمن يوصفهم ويصفهم رموز سلطة 7/7/1994 بـ(الانفصاليين). مثلما لم يعد هناك بعد هذا التاريخ (وحدويون) فليس هناك (انفصاليون) وكلا الوصفين بعد هذا التاريخ باطلان.. اذ لا فخر لـ(وحدوي) ولا عيب لـ(انفصالي) لان كلا الوصفين (حق يراد بهما باطل) فليس لدينا (دولة وحدوية) وانما (سلطة 7/7) لم تقبل الشراكة. اما من يكابر ويرى عكس ذلك فاننا نؤكد له بـ- ان هناك حرباً جرت- وان هناك دستوراً تم الانقلاب عليه بعد ان تم الاستفتاء عليه من قبل الشعب- وان هناك معسكرات في الجنوب قادتها (شماليون) ومن (طبقة الرئاسة) وان هناك قادة وضباط وصف ضباط وجنود في سن الشباب تم تسريحهم عن الخدمة العسكرية كونهم جنوبيين, وعلى عكسهم (عجزة) مازالوا في جيش وامن والوية ومعسكرات الشمال في الشمال او في الجنوب كون التقاعد والتسريح لا يسري عليهم مثلما الاعدام لا يسري عليهم لانهم فوق قانون الدولة باعتبارهم قبائلها. ليس هناك (انفصالي) وليس هناك (وحدوي) ولكن هناك ارضاً تنهب, ثروة تنهب, من هناك ناهب وهنا منهوب, من هناك سارق وهنا مسروق, من هناك لاطم وهنا ملطوم, من هناك ظالم وهنا مظلوم.. مثلما كان بالامس قبل 22 مايو 1990.. (هناك) انفصالي و(هنا) وحدوي. ومع ذلك فتهم الانفصال والانفصاليين ترمي جزافا هنا وهناك ولا يكون المتهم بها سوى جنوبيين في حراك سلمي واحتجاجات سلمية وكأن من قام الاحتجاج عليه (سلطة) او (رموز في السلطة) هو الوحدوي فتجده يرمي بتهم الانفصالية على المحتجين!! والحقيقة ان (رماة) التهم على المحتجين في الحراك السلمي وعلى هيئات النضال يمارسون ابشع انواع الانفصالية والمناطقية والعنصرية والمذهبية.. وبالتالي يكونون مدافعين عن كراسيهم في السلطة ومدافعين عن سلطة يعتقدون انها ملكية خاصة لهم وان وجد غيرهم فيها فلا يزيدون عن ان يكونوا (إمعات) و(اتباعاً) وقراراتهم لا تنفذ إلا على فئة من غير مالكي السلطة. لذلك جاءت القضية الجنوبية او ظهرت على السطح اذ لا وحدة بعد يوليو 1994 كما يدعي رموز النظام وانما وطن صار فيدا لمن انتصر في حرب 1994.. لا وحدة.. لان الوحدة جاءت على انقاض دولتين تم اقصاء احداهما والغاء كل ما جرى قبل 22 مايو 1990 من اتفاقات وحدوية ليؤخذ بنظام (ج.ع.ي) فقط- نظام الفوضى والمشيخة- والعسكرية وفرض الباطل بالقوة. وما هذا المزج بين نظام اسلامي ونظام علماني إلا دليل على الغاء دولة لم تأخذ إلا النظام العلماني, حيث لم يكن في ظلها سوى ضرائب رمزية تؤخذ على الموظف والتأجر بينما يأخذ هذا النظام بـ(نظام الجبايات) (بيت المال) (نظام الضرائب) (الخزينة العامة), وهو بذلك يجمع بين نظامين (اسلامي- علماني). لا استطيع الحديث في هذا اكثر من ذلك لكن ذلك لا يمنع ان يناقش فيه غيري من اهل العلم بهذا الشأن. وعلى كل.. ها هو (المشترك) يمدد سنتين لمجلس النواب وهو بهذا يمدد سنتين لحكومة المؤتمر وهو باتفاقه مع كتلة المؤتمر في البرلمان يقدم له وللمؤتمر سنتين بدون انتخابات ووجع قلب... وهو في الوقت ذاته يمد يده منتشلاً المؤتمر من الوقوع في بيارة التاريخ غير مكترث بالشعب الذي يمددانه تحت عجلات صوالين المؤتمر و(المشترك) معاً. الحقيقة.. ان الاشتراكي وحده هو من ادخل الجنوب في (الوحلة) واما موقفه في (المشترك) جنباً الى جنب مع الحزب الذي كفره ووقف ضده في ازمة 93 وفي الحرب.. فذلك مستغرب.. خاصة وان اعتذاراً ممن كفره لم يحدث. وفوق هذا وذاك.. ان الاشتراكي او المشترك لم يأت احدهما بسبب مقنع للموافقة على تأجيل الانتخابات لفترة عامين إلا انه (تحصيل حاصل) حسب بيان دورة الاشتراكي. ثم تأتي دورة اللجنة المركزية للحزب الاشتراكي في عدن بعد غياب طويل هي الاخرى مثار استغراب الى جانب ان الدورة اعتقد كثيرون انها لحزب السلطة او للحزب الحاكم.. فقد كانت الوجنات والصالونات لا تدل على ان اصحابها ينتمون الى حزب معارض او حزب خرج من (قصور) السلطة الى (اكواخ) المعارضة فحتى حزب رابطة ابناء اليمن (رأي) الذي يعتقد كثيرون انه الحزب (المزلط) لم يبدو كذلك عندما انعقد مؤتمره العام التاسع في محافظة عدن مؤخراً. ليس وراء التأجيل كما يمكن استنتاجه اكثر من طلب الهدوء والراحة والعيش الرغيد بعد ان امتلأت الخزائن وامتلك ممثلو الشعب الوظيفة وضمنوا العيش الهنيئ لانجالهم واحفادهم في المستقبل.. فماذا يهم هؤلاء كانوا في السلطة او في المعارضة ان جاع الشعب او تألم؟! التحف الشارع او رفضته الشوارع؟! المهم ان يضمن المستقبل كل من وصل الى سدة السلطة او قيادي في حزب (مشارع) عفواً معارض.. وابحثوا عن املاك المعارضين من اراض وفلل وشركات ستجدونهم لا يختلفون كثيراً عن فاسدي السلطة الحاكمة.. وهنيئاً لشعب (سلطة فاسدة) ومعارضة (اضرط). الاكيد في الامر ان التأجيل لانتخابات ابريل 2009 الى ابريل 2011 بدون حتى شرط تشكيل (حكومة مجلس وطني) او (حكومة وحدة وطنية).. لذلك ستبقى الحكومة هي نفسها.. حكومة حزب الاغلبية البرلمانية بدون انتخابات برلمانية!! وحكومة حزب تفرد بالسلطة بعد حرب. ان التأجيل حدث وفخامة الاخ علي عبدالله صالح خارج البلاد وهو رئيس الحزب الحاكم وهذه سابقة إلا لو لحقها (بالقطار) قطار الرئيس. ترى هل الرئيس صالح موافق على هذا التأجيل ام سيتنصل منه غداً؟! فلربما ان التأجيل جاء بطلب من طرف واحد (احزاب المشترك في البرلمان) فذلك ما كان منتظر للاعلان عن تأجيل الانتخابات واعتبروا ان هذا المقال ربما هو آخر مقال اكتبه خلال العامين او سنتي التأجيل.. فمعذرة للقراء المتابعين لمقالاتي.. فلست ممن يبيعون مواقفهم باي ثمن او مقابل.. ولا ممن (يقضون عمرهم في خدمة الوطن) ثم يورثون المليارات والشركات لابنائهم من هذه (الخدمة) التي لم ندر حتى اللحظة ما نوعها.. ما لونها وما طبيعتها!!! حتى شككنا بما كنا نفعله خلال سنوات حياتنا التي قضيناها ولم نجن ارثا لابنائنا ولن. يبدو ان الاشتراكي طاب له البقاء شريكاً في المعارضة بعد ان دخل شريكاً في الوحدة واقصي عن تلك الشراكة بالحرب. وهو اليوم يراهن على كسب (الغلام) الاحمر في لعبة الثلاث ورقات.. تلك اللعبة التي لا ينساها العدني الاصيل (هذه هو الاحمر) و(من شاف الاحمر يطرح) والتي دائماً ما يخسر فيها اللاعب ويكسب صاحب الثلاث ورقات (ورقتان سودوان والثالثة حمراء) وبالطبع تمارس في هذه اللعبة الخدعة والحيلة والاغراء واحد هو من يرمي الورقات واثنان يلتفان على اللاعب بالإغراء والحيلة حتى يجد نفسه في آخر الأمر وقد نفض ثلاثتهم جيوبه وكل ما معه معتقداً ان الحظ وحده كان المعاكس له والاثنان لا دخل لهما. يا سادة.. الوثيقة التي نشرت مؤخراً في صحيفة (الثوري) وربما في صحف أخرى لم اطلع عليها تم التوقيع عليها من خمسة احزاب احدهم الحزب الحاكم وأربعة من كتلة المشترك في البرلمان واهمهم الاشتراكي. لم يتم ذكر اسماء الموقعين عليها وانما (امضاءاتهم) وهذا يجعل التوقيع على الوثيقة مشكوكاً فيه ولو فيهم الجسارة لذكر كل واحد منهم اسمه لكن الموقعين اليوم عليها سيتنصلون عن توقيعاتهم غداً وهذا يدل على عدم شعورهم بالمسؤولية بقدر شعورهم بمصالحهم وبما سيجنونه على انفسهم من مكاسب وامتيازات خلال فترة التأجيل.. وستبقى الخطبة الخطبة والجمعة الجمعة والاسرة هي الحاكمة والدولة في المشمش.. فهل نكتفي بلحظة تصوير الموقعين فالديلجة قد الغت (البيض) عند رفع علم ج.ي في نهار 22 مايو 90 في عدن ام نسينا ذلك؟ وعل كل املنا في الخلاص من (همجية) سلطة 7/7 1994 هو الحراك الجنوبي السلمي و(القضية الجنوبية) ولا امل بعد هذا التأجيل في المشترك او في معارضة تحت رديف أحمر. Alonifee2003@ Yahoo.com شبكة شبوة برس
|