لنبحر مع الأشقاء في أرض الجزيرة والخليج

[أبو عمر]

عندما يريد كاتب أن يعالج قضية وطن يتوجب عليه أن لايغفل الأسباب الأساسية عندها يكون الكاتب صادقا ويريد مما يكتبه أبعاد الشك عن مناصرته دون أخرى أما أن يصور الأمور وكانها دخيلة على المجتمع ويطلق مسميات مللنا تكرارها مثل الخونة والأنفصالية فهذه لا نعيرها اهتمام بل يقل مصداقية عند القارئ.
قرأت مقالة في العدد 11113 يوم السبت للسيد نجيب غلاب تحت عنان من ينقذ اليمن وقد أفتقر مقاله فيما يعانيه اليمن من تدخلات خارجية لجماعة الحوثي واتهم أيران بالأسم وكيف هي تسعى لأحداث تدخلاتها في جميع دول المنطقة عبر اليمن وابتعد الكاتب أو تناسى أن اليمن بها القليل ممن يميلون لأفكار الملالي وأن كان في اليمن مذهب زيدي ولكن ليس الغالب وهم الأقرب إلى المذهب السني من كل المذاهب الشيعية في المنطقة وهم اكثر ولاء لليمن.
لكن ما يحدث في اليمن أخي نجيب غلاب هو ما تمارسه السلطة ولا يخفى علينا نحن اليمنيين كيف يحكم اليمن فالقبيلة هي الحاكمة ولو كان في الحكم عدل ومساواة بين المواطنين لما ثار مدفع أو اطلقت رصاصة. أن ما يحدث في اليمن من جماعة الحوثيين هو بموفقة وأسترخاء من السلطة وإلا كيف يعقل أن تستمر هذه الحرب خمس سنوات وهم كما تدعي الحكومة يقاتلون بكل أنواع الاسلحة فهل لهؤلاء الحوثيين مطاراتهم وموانئهم لتصلهم كل هذه الاسلحة بأنواعها حتى الثقيلة منها وأيضا ماهو تعداد هؤلاء الحوثيين الذين عجز الجيش عن قتالهم طوال خمس سنوات أين الألوف المؤلفة من القوات المسلحه الذي نحتفل بها كل شهر بإنظمامها الى المليون عقيد هل تقدمها الدولة للاستعراض العسكري في الميادين وإفلاس الدولة؟ أم لإرهاب وضرب المسالمين المتظاهرين والمطالبين بوقف النهب والسلب في المحافظات الجنوبية . أن الفساد الموجود هو العدو الإرهابي الأول فمتى ما سمي الفاسد من بين فاسدي الحكم وشٌهر به وحُكِم ونال عقابة عبرة لكثرة من المفسدين في السلطة هنا نبدأ خطوة الألف ميل في الأصلاح. ثم ما هي رؤيتك لما يحدث في المحافظات الجنوبية وهل ترى أن مطالبهم محقة أم أن أيدي خارجية تحركها لما لا تحاول طرحها وهي أكثر خطوة من جماعة الحوثيين وهم يدعون ان الوحدة لا يمكن استمرارها اذا ظل البعض من النافذين والمفسدين الشماليين يتعالون على أن الجنوب بحكم أنتصار الشمال في حرب 94 في الوقت الذي نرى الجنوب يُنهب اراضيه وتوزع للشماليين ولا حول لابن الجنوب حتى ولو كان في قمة الحكم فأوامره لا تتعدى باب مكتبة إلا اذا كان حكمه وأوامرة ضد أبناء الجنوب فهو الوحدوي والناطق بأسم الشعب في الجنوب.هذه مأساة اليمن فالدولة نراها في الأعلام وديموقراطية قل ما تشاء والدولة تعمل وتحكم بما تشاء فلو قدر لهذه الأرض الطيبة حكم ينصر المظلوم ويعدل بين الشعب ولا يأبه ولا يخاف من فاسد ولا يناصر ولا يجامل عهد الجهل والتخلف وعقلية القبيلة.
ستعود اليمن أرض الجنتين نبحر مع الأشقاء في أرض الجزيرة والخليج نحو الرقي والخير والتقدم.