القرآن الكريم - الرئيسية - الناشر - دستور المنتدى - صبر للدراسات - صبر نيوز - صبرالقديم - صبرفي اليوتيوب - سجل الزوار - من نحن - الاتصال بنا - دليل المواقع - قناة عدن
عاجل |
الجزيرة مباشر | الجزيرة | العربية | روسيا اليوم | بي بي سي | الحرة | فرانس 24 | المياديين | العالم | سكاي نيوز | عدن لايف |
آخر المواضيع |
#1
|
|||
|
|||
شعـــــــــب... إذا به شعبـــــــان ..؟؟
شعب... إذا به شعبان
حازم صاغيّة لم يعد مقبولاً دفن الرؤوس في الرمال حيال ما يجري في اليمن. واشتباكات زنجبار الدامية الأخيرة بين رجال الأمن و»الحراك الجنوبيّ» تلحّ في تذكيرنا بواقع الحال هناك، وبالآفاق المشرعة على الخراب والتهلكة. وبدورهم فالمعنيّون برصد حركة «القاعدة» ومستجدّاتها، وتجارب «الدول الفاشلة» و»شبه الفاشلة»، وبالأبعاد الاستراتيجيّة والجغرافيّة السياسيّة، مثلهم مثل المعنيّين بـ»الأمن القوميّ العربيّ» وقضايا «الوحدة»...، لا يسعهم أن يغمضوا العين عن تلك الرقعة الحسّاسة جدّاً، وعن الوحدة العربيّة الوحيدة التي قامت وعاشت زمناً طويلاً نسبيّاً. والحال أن براعة النظام اليمنيّ أو شطارته، كائناً ما كان تعريف البراعة والشطارة والموقف منهما، نشرت كثيراً من العتم على تلك الهموم. هكذا انحصر الضوء في ما تنقله وكالات الأنباء من مواجهات في الشارع مما يستحيل حجبه. علّة ذلك أن صنعاء واستقرارها حاجة إستراتيجيّة لـ»الاعتدال العربيّ»، وهو ما تدلّ إليه نظرة خاطفة إلى الخريطة ومراجعة سريعة لما بعد تحدّيات 11 أيلول (سبتمبر) 2001. وهما، في المقابل، حاجة ثقافيّة، إن صحّ القول، لـ»الممانعة العربيّة»، حيث يسود الحبّ اللفظيّ لـ»الوحدة» والكره اللفظيّ لـ»الانفصال». هكذا تختفي العقبات من طريق الرئيس اليمنيّ علي عبد الله صالح، أو أن هذا ما يبديه سطح الواقع. لكنْ لنلاحظ، في المقابل، أن ثمّة ما يقلق تحت هذا السطح: فالقوى الجنوبيّة، من أصوليّيها وأصوليّيها السابقين إلى ماركسيّيها وماركسيّيها السابقين، تلتقي على مواقف تكاد تكون واحدة حيال الوحدة مع صنعاء في ظلّ النظام الراهن. أمّا القوى الشماليّة، من أعتى مؤيّدي عبد الله صالح إلى أشرس معارضيه، فيجمع بينها نفي لوجود مشكلة جنوبيّة حقيقيّة ومستقلّة بذاتها. وكلّما جنحت القوى الأولى إلى كلام صريح عن الوحدة والانفصال، جنحت القوى الثانية إلى كلام صريح مفاده التشكيك بالقوى الأولى. أي أن الأولى تعاود تشكيل ذاتها «شعباً» في مواجهة «شعب»، وهو ما تفعله الثانية، بدورها، في خطّ ووجهة معاكسين. وهذه حال تكاد تكون كلاسيكيّة في إعلانها عن أن المشكلة كبيرة، تتعدّى الموقف من النظام إلى الموقف من الوجود السياسيّ نفسه، بينما تقيم علاجاتها خارج المألوف والسلميّ والإجرائيّ. فإذا تشارك اليمن الجنوبيّ وألمانيا الشرقيّة في أن الانهيار الذاتيّ هو ما حملهما إلى طلب الوحدة، بقي الفارق ضخماً بين الاستجابتين اللتين حظيت بهما الوحدة في كلّ من اليمن الشماليّ وألمانيا الغربيّة. ذاك أن استقبال بون لبرلين أسبغ على المشروع الوحدويّ معاني، اقتصاديّة وسياسيّة وثقافيّة، تتجاوز الإحباط والانهيار وتطوي صفحتهما. أمّا استقبال صنعاء لعدن فلم يوفّر الأسباب التي ترتقي بالوحدة من طورها السلبيّ إلى سويّة إيجابيّة ومضمون متقدّم. دليل ذلك كان حرب 1994، بعد أربع سنوات فقط على الوحدة، وهي طبعاً ما لم تشهد الحالة الألمانيّة مثيلاً لها. والحريصون على اليمن، أو اليمنين، وعلى حريّة اليمينيّين كما على استقرار المنطقة الاستراتيجيّة المحيطة بهم، مُطالَبون بالتمعّن في ما يجري هناك. فليست مهرجانات التنديد بـ»التجزئة الاستعماريّة»، واليمن لم يجزّئه أحد أصلاً، تعويضاً كافياً عن نزاع آخر ينفجر في وجه العرب، المندّدين منهم بماضٍ وهميّ والساكتين منهم عن حاضر قد يتبدّى وهميّاً. صحيفة الحياة |
«
الموضوع السابق
|
الموضوع التالي
»
|
|
الساعة الآن 04:00 PM.