رسالة رقم 2 إلى الشهيد البطل راجح بن غالب لبوزة

[صوت الجنوب]

صوت الجنوب نيوز 13.10.2006/ عبدالكريم حسن قاسم

بسم الله الرحمن الرحيم


رسالة رقم 2 إلى الشهيد البطل راجح بن غالب لبوزة

رحمكم الله

بمناسبة الذكرى الثالثة والأربعين لاستشهادكم وقيام ثورة 14 من أكتوبر لم أجد من بين الذين يحكمون اليوم من أوجه لهم الرسالة والتهنئة بهذه المناسبة. فقد اختفى الرجال والإبطال إما في القبور أو في البيوت أو المنافي خارج الوطن، ولم يبق على رأس السلطة إلا لصوص الثورة والثروة الذين سرقوا تاريخنا ونضالنا وشبابنا وثروتنا، وهم يتحدثون باسمك وباسم الثورة التي هي براء منهم براءة الذئب من دم يوسف، أن هؤلاء الذئاب قد نهشوا وأكلوا كل شيء، أرجوا أن لا تفهمني خطأ فهم ليسوا الذئاب الحمر كما كان الانكليز يطلق على الثوار في ردفان.

الشهيد البطل بعد مقاومتكم الاحتلال البريطاني واستشهادكم من أجل الوطن، لم يعد للثوار أو أبنائهم اليوم مكان، في سلطة لصوص الثورة والثروة وكذلك ابنك اللواء محمد بن راجح الذي لا يهش ولا ينش ولا يشفع ولا ينفع في رئاسة أركان الحرامية الذي ينهبون مرتبات وهمية لأكثر من 60 ألف جندي وضباط في القوات المسلحة، وفي وزارة الخدمة المدنية يوجد أكثر من 60 ألف وظيفة وهمية تستلمها هذه العصابات، ولم يسلم رفاقك الشهداء من الكذب والتزوير واستلام مراتبات باسمهم لأكثر من عشرة ألاف شهيد حي، حيث تذهب إلى جيوب النصابين والكذابين واللصوص، بينما آسر الشهداء يتضورون جوعاً. فابنك البار بلليل بن راجح لبوزة الذي أنهكه المرض واكله مرض السكر لم يجد من يعالجه، وهناك المئات والآلاف يذهبون إلى الخارج للعلاج والفسحة، بينما الآلاف من الشباب والخريجين يتسكعون على أبواب الوزارات ويبحثون عن العمل، وآلاف الناس يشحتون ويتسولون في شهر رمضان الكريم، عند كل إشارة مرور في المدن وعلى أبواب الحكام والمسؤولين والتجار في صنعاء وبقية المدن اليمنية وفي كل دول الخليج يطلبون زكاة شهر رمضان. هذا هو حالنا وحال شعبنا الفقير الذليل الجائع الذي يأكل البعض منهم اليوم من فضلات الأكل في الزبالة، وتنطبق عليه مقولة حكام صنعاء "جوع كلبك يتبعك" . . . .

تسألنا عن سبب ذلك البؤس الذي حل بشعبنا ؟ أقول لك انه بسبب الفساد الذي استشرى بين النخب السياسية الحاكمة، فالمواطن يقوم بالواجبات ولا ينال من الحقوق إلا نذرها فهو لا يشتغل ولا يتوظف ولا ينتقل من عمل إلى آخر ولا يترقى ولا يتعالج ولا يلتحق بالدراسات في الخارج إلا إذا كان قريب لأحد المسؤولين أو دفع رشوة مقابل ذلك ، أما المناصب الكبيرة في الوزارات والسفارت والجيش والأمن وغيرها هي حكر على أصول وفروع شجرة الفساد، ونحن متأكدون من انك لم تسمع بمثل هذا الفساد وكلمة فساد طوال حياتك وحتى استشهادك.

هل تصدق أيها الشهيد راجح أننا وصلنا نتيجة لذلك إلى الدرك الأسفل في جميع مناحي الحياة ونحن الأباة الذين لم نركع للإمبراطورية البريطانية التي كانت لا تغيب عنها الشمس وصدقني إن حكمهم وظلمهم وحكم الإمام هو أهون بكثير مما نعيشه في اليمن (السعيد – التعيس) والبعض يفضل الموت على الحياة ليلتحق بك في دنيا الآخرة، ولكن ثق أن الشعب الذي سار على نفس الطريق الذي بدأته من اجل الوطن سوف يرد الاعتبار لهذه الثورة ولشهدائها ، ستنتصر في الأخير إرادة الشعوب مهما طال الزمن وغلي الثمن.


الشهيد راجح
قبل أن أودعك أبشرك بأن موسم الحصاد قد انتهى وأن الانتخابات اليمنية قد تمت وأن الرئيس قد فاز وصرف مئة مليار ريال في هذه المسرحية الانتخابية التي جرى فيها شراء الذمم والبشر وضياع الوقت والمال وموت الرجال، والشعب جائع وعشرات المليارات ذهبت من أموال الشعب لهذه الحملة وللصوص الذين اشرفوا عليها، بدلاً من صرفها على توظيف عشرات ألاف من العاطلين أو لتمويل مشاريع حيوية تهم الشعب أكثر من اهتمامهم بالهتافات "بالمال والريال والعيال نفديك يا علي".

قد تسألني لماذا عمل هذا وهو ومتأكد أنه سيفوز بحكم اليمن ليختتم حكمه بـسبع سنوات عجاف تأكل الأخضر واليابس ؟ وجوابنا هو أن عندنا اليوم ما سمي بمسرحية الانتخابات والتداول السلمي للسلطة للضحك على شعوبنا وتسويق هذه البضاعة إلى الخارج لإرضاء وتضليل الآخرين وتبيض الصفحات السوداء واخذ مباركتهم لهذه النتائج، وهذه التجربة الديمقراطية التي فصلها على قياسه والتحضير لخليفة يأتي من بعده اسمه احمد، وهو يتحدث دائماً عن بوش الأب وبوش الابن، وما حد أحسن من حد يا شهيدنا البطل.

أودعك واعذرني في ما إذا أزعجتك في قبرك بهذه الأخبار والى اللقاء في مثل هذه المناسبة من العام القادم بإذن الله .

المجد والخلود لك ولكل شهداء الثورة


عبد الكريم حسين قاسم
عن منظمة أسر الشهداء