خواتم مباركة عبدالكريم حسين قاسم

[اسد الجنوب]

عدن نيوز - خاص - 19-10-2006

خواتم مباركة
عبدالكريم حسين قاسم




لم اصدق وأنا أشاهد حركة الرئيس صالح وحرسه ومعهم شاعر الفلاحين بأبين "كور سعيد" في التلفزيون قبل الإفطار بمدينة عدن، وكنت متأكداً أنهم لم يعرفوا أن البث مباشر فقد نهر صالح هذا الكور الثور وشتمه لأنه جلس إلى جانبه وطلب منه أن يقف ليلقي قصيدته "المبتذلة"، وهذا الشخص معروف عنه حبه للرئيس سالم ربيع علي ولهذا كانوا يسمونه بشاعر الفلاحين الكادحين وقد أساء لنفسه ولتاريخه بهذا الشعر فلم يقل 1 % في شعره عن الرئيس سالمين، ولو سمعه سالمين فلن يقبل بهذا المديح من قبل شاعر الفقراء الذي كان يتكلم ويتغنى بالثورة والثوار والمناضلين والعمال والفلاحين الفقراء وشتان ما بين اليوم والأمس.

لقد أساء صالح للشعراء والأدباء والكتاب والثوار والمناضلين وأذلهم بمال الشعب وحولهم إلى شحاتين ومداحين، وافسد القيم الجميلة والأخلاق الكريمة وتذكرت مقولة مشهورة : "انك إذا رأيت الأدباء والمثقفين والمبدعين على باب الحاكم فبئس الحاكم، وأما إذا رأيت الحاكم على أبواب الأدباء والحكماء وفي مجالسهم فنعم القائد والحاكم".

أما اليوم فرجالات اليمن صغيرهم وكبيرهم رجالهم ونسائهم وشعرائهم وأدبائهم وحكمائهم قد أذلوا وتحولوا إلى مداحين متسولين يبحثون عن المال والجاه والوظيفة والعلاج والدراسة والسيارات وقطع الأراضي ......الخ ، فهؤلاء هم رعيته وقطيع تابعين له فالمال ماله والسلطة سلطته والنفط نفطه والجيش جيشه والأمن أمنه والسفارات سفاراته والسفراء سفراءه والتلفزيون تلفزيونه، فكل شيء تحت أمره .

لم اصدق وأنا أشاهد بدعة الاحتفالات الرمضانية التي تكلف المليارات لتغطية تحركات جيش من المحترفين واللصوص الذين يرافقون فخامته وعشرات الآلاف من الذين يأتون من المحافظات من أنصاره وعصاباته وبعض السدج والمجاملين للمشاركة في هذه المناسبات الرمضانية التي لم يفعلها حتى حكام البترو- دولار في دول النفط، فالجميع يبتسمون يصفقون يهزون الرؤوس بالموافقة والتأكيد لأي كلمة يقولها في خطاباته وهو الذي لا يميز بين الذي والتي وهي وهو ولم ولن، فإذا قال أن المعارضة حرامية ولصوص صفقوا ، وإذا قال المعارضة مجانين وعليهم أن يذهبوا للعلاج في المصحات النفسية صفقوا وابتهجوا ، واذا قال ان الحزب الاشنتراكي اليمني انفصالي صفقوا ، واذا قال وا.... صفقوا وهللوا له، وسمعتهم يقولون : "بالروح بالدم نفديك يا علي" وهم على مائدة الإفطار في خواتم شهر رمضان الكريم وكأنهم لا زالوا مستمرين في الحملة الانتخابية التي توجت بانتخابه.

إن عشرات الآلاف الذين جاء بهم وتحملوا عناء السفر من محافظاتهم إلى موائد الإفطار ليس لهم علاقة بهذه المناسبة وبشهر رمضان الكريم ولكنهم جاؤوا ليعلنوا من جديد الولاء والطاعة ويجددوا مباركتهم له بنجاحه في الانتخابات، فقد فاز بـ 100 مليار ريال وبسبع سنوات على كرسي الحكم والشعب جائع، كان من المفروض ان يراجعوا انفسهم ويوظفوا الأموال لصالح الشعب والوطن وتوظيف العاطلين والمحتاجين الذين يتسولون على أبواب الحكام وعلى الطرق التي يمر بها موكب فخامته، بدلاً من صرفها على هذه المهازل والتفاهات التي نشاهدها بالتلفزيون بل ويشاهدها العالم فقد تحول التلفزيون من بداية إرساله مخصصاً لتغطية أخباره وتحركاته، فهم يصورونه وهو يقود السيارة والطيارة واليخت الخاص وهو يأكل ويشرب ويخزن، ولا يتوقفوا عن تغطية تحركاته إلا عندما يدخل إلى غرفة النوم.

لقد مل الشعب من هذا التلفزيون الذي يسير خلفه وهو يقود سيارته لأكثر من ساعتين ويصور الجبال والبحار والطرق وموكب سياراته الطويل، ولا يغفل لحظة عنه وهو يستقبل البشر لساعات طويلة ليستمع الى الخطابات والقصائد والمديح، وتتوقف الكاميرا عندما يصورون بعض الأشخاص وهو يضحك معهم ليقول للعالم هؤلاء هم الذين كانوا معارضين لي بالأمس أما اليوم فقد جاؤوا إلى عندي (وقد عادوا الى رشدهم)، شاهدوهم وخذوا العبرة لان أي شخص يعارضني سواءً من كبار القوم سأذله أو من عامة الشعب فأضاعف بؤسه، سأذل جميع معارضيني وسأتي بهم راكعين اذلاء كعبد الرحمن الجفري نائب علي سالم البيض واحمد عبيد بن دغر، وآخرون سأخطفهم وأسكتهم كما اسكت احمد سالم عبيد أو سأذلهم كما يحاول اليوم على إذالال اسرة الشيخ عبد الله الأحمر ويهددهم ويهاجمهم شعراً ونثراً كما حدث في صحيفتي الميثاق و 26 سبتمبر، ليقول للشعب اليمني في الداخل والخارج ولأصدقاء الأحمر أنني سأؤدب أي شخص مهما كان مركزه وسأذله كما أذليت الشيخ عبد الله الأحمر وأولاده، وهو الذي كان صانع الرؤساء في اليمن منذ قيام الثورة، وكما تطاول على الشيخ الأحمر فقد تطاول على حزبه حزب الإصلاح، وأذل قبل ذلك رئيس مجلس شورى الإصلاح الشيخ عبد المجيد الزنداني عندما اتهمه وجامعته بتهمة الإرهاب، واضعف قبائل بكيل ورموزها المناضلة كالشيخ سنان أبو لحوم ومحسن العيني والقهالي وغيرهم.

عودة إلى الأمسية الرمضانية بحضرموت فقد تطاول هو ومداحيه على الحزب الاشتراكي اليمني، وتهجم عليه وعلى تاريخه وقيادته واتهمهم بأنهم شيوعيون كما اتهمهم بالسكر والعربدة والدعارة، بدلاً من تهنئة الشعب والحزب بالذكرى الثالثة والأربعين لثورة 14 اكتوبر فهذا الحزب هو امتداد للجبهة القومية وهو الذي شارك في تحرير الجنوب من الاحتلال البريطاني مع كافة القوى السياسية، وهو الذي رفع شعار الوحدة وناضل من اجل الدفاع عن الثورة اليمنية وتحقيق الوحدة اليمنية وهو الذي أقام العدل والمساواة بين أبناء الجنوب، فقد كانوا حكامه وأخرهم المناضل الوحدوي علي سالم البيض اشرف ألف مرة من حكم لصوص الثورة والثروة .
ولقد تحدث أيضا في حضرموت عن الفساد والفاسدين وقال فخامته قولوا للفاسد أنت فاسد، فأخبرني ياسيادة الرئيس "بربك" من يتجرأ أن يقول ذلك، فهو يعرف تمام المعرفة أنه سيفصل من عمله أو سيذهب إلى السجن بتهمة التأمر والعمالة ضد الرئيس ونظامه والدعوة للانفصال.
للتذكرة "فان الذكرى تنفع المؤمنين" فأنت تعرف أن رئيس الوزراء السابق الدكتور فرج بن غانم قدم لك قائمة بأسماء أكثر من 90 شخص من عناصر الفساد والافساد فرفضتها يومها بل انك اتهمت فرج بن غانم بأنه يستهدف رجالك وبدلاً من الإطاحة بهم وطردهم ومحاسبتهم على الجرائم التي اقترفوها بحق الشعب والوطن فقد طار فرج بن غانم من رئاسة الحكومة إلى سويبسرا لأنه تجاوز الخطوط الحمراء عندما تطاول على رجالات الرئيس القائد.

ومع الأسف أن هذا الرجل الذي يتحدث عن الفساد والمفسدين هو الذي يعرف ويشرف على اخطر العصابات التي تقوم بتهريب السلاح والخمور والمخدرات لإغراق البلد بهذا الثالوث الخطير الذي يدمر القيم الاجتماعية ويقضي على الشباب ومستقبلهم ويزعزع الأمن والاستقرار في اليمن حيث وصل عدد الأسلحة إلى أكثر من 60 مليون قطعة سلاح تستخدم للتجارة والاغتيالات والثأر والفتنة والزينة وشعبنا ليس بحاجة لها أكثر من حاجته اليوم إلى الأمن والاستقرار والتسامح والتنمية، وعليك أن تخاف الله في شعبك قبل فوات الاوان ، ولكل ظالم وفاسد نهاية.