القرآن الكريم - الرئيسية - الناشر - دستور المنتدى - صبر للدراسات - صبر نيوز - صبرالقديم - صبرفي اليوتيوب - سجل الزوار - من نحن - الاتصال بنا - دليل المواقع - قناة عدن
عاجل |
الجزيرة مباشر | الجزيرة | العربية | روسيا اليوم | بي بي سي | الحرة | فرانس 24 | المياديين | العالم | سكاي نيوز | عدن لايف |
آخر المواضيع |
#1
|
||||
|
||||
سوق السبت متحف حي لتاريخ الصبيحة ومعرض متحرك لحياة ثرية بالتنو ع
[فقط الأعضاء المسجلين والمفعلين يمكنهم رؤية الوصلات . إضغط هنا للتسجيل]2007-01-30 / علي الجبولي
سوق السبت متحف حي لتاريخ الصبيحة ومعرض متحرك لحياة ثرية بالتنو ع الكراث سيد الحلبة في سوق السبت سوق السبت، أشهر وأكبر سوق شعبي في الصبيحة، ما زال يشبه كثيرا الأسواق التي عرفها العرب في الجاهلية. ويعد معلما بارزا من معالم الصبيحة يرتبط فيه الحاضر بالماضي بروابط مقدسة يرفض الفكاك منها وبملامح المستقبل بخيوط واهية لا تكاد ترى، فهو شاهد تاريخي على أنماط متنوعة من الحياة ومتحف حي يوثق لكثير من العادات والتقاليد الشعبية وما تميزت به منطقة الصبيحة، بل معرض متحرك لملامح حياة ثرية بالتنوع في شتى المناحي الاجتماعية والطبيعية والاقتصادية والثقافية في الصبيحة والمناطق المتصلة بها. في هذا التحقيق تطوف «الأيام» في أغوار ماضي وحاضر سوق السبت لتضع بين يدي القارئ الكريم قطوفا دانية مما تيسر الوصول إليه من ملامح مشاهدة على مر تاريخه. ومعها لقطات من ملامح المكان الذي نشأ ومازال يقام فيه . مثلما لم تتفق الروايات على تاريخ نشأته لم تتفق على الموضع الذي نشأ فيه أول مرة، أو المواضع التي تنقل فيها قبل أن يستقر في موقعه الحالي، غير أنها تجمع على أنه أقدم من المكان نفسه. منذ نشأته كان ولا يزال سوق السبت يعقد كل يوم سبت من الأسبوع في موضع يتعدد أغراضا ويتنوع طبوغرافيا من خلال تضاريس طبيعية يتداخل فيها السهل والجبل . يصف محمد عبد الولي، رائد القصة القصيرة في اليمن بعض ملامح سوق السبت قبل نحو ربع قرن من الآن «عدة أكواخ من الخشب والزنك والقش جلس تحتها الباعة. كان السوق كبيرا وقريبا منه ترتفع أكمة عليها علم إنجليزي». حتى اليوم ما زال الطرف الشمالي للسوق يمتد ليتصل بالحضن الجنوبي لهذه الأكمة(تل صغير) يمتد من شرقه سوق القصب اليوم الذي يلامس ذراعا صغيرا يمتد من التل. على قمة هذا التل بني مقر أمن طور الباحة في الخمسينات ـ تهدمت أكثر مبانيه اليوم وما بقي منها صار متهالكا وخارج نطاق الاستخدام ـ وعلى سفحه بنيت بعض المنشآت العامة، اما حضنه الجنوبي فيضم بعض المنشآت الخاصة والعامة منها مقر قوات المليشيا سابقا، الذي تحول إلى سجن يوشك حاليا على السقوط . كان السفح الجنوبي الغربي لهذا التل وحتى مطلع الثمانينات سوقا لجلب (المواشي ) قبل نقله إلى موضع آخر. بقية مواضع السواق وأسواقه المتفرعة تنتشر في ساحة ترابية في مواضع مختلفة من قلب المدينة ومحيطاتها البحرية والشرقية والغربية. ربما وجدت أسواق أخرى في غير مكان وتحت أي اسم وفي أي يوم، لكنها لن تماثل سوق السبت المتميز ببساطته وطابعه الشعبي الذي تطغى عليه ملامح البدائية. يتغير الباعة والمشترون، تتبدل المواضع، تقتحم بضائع جديدة، ولكن بضائعه القديمة تأبى الاندثار، وطابعه الشعبي يرفض الانهزام. أكوام قصب هنا وبسطات ملابس هناك، كومة وزف هناك وثمة مفرش كراث. رغم بساطة سوق السبت فإن له سحراً يشدنا لزمن قديم لم نعشه غيز أننا سمعنا به من رواة رووه عن أسلافهم.. لئن أضحت مدينة طور الباحة ـ التي ولدت معاقة لغياب التخطيط والتكالب المرعب على كل شبر أرض فيها ـ سوقا على مدار أيام الأسبوع يؤمه الناس من مختلف مناطق الصبيحة ومناطق المديريات المجاورة، فإن سوق يوم السبت مشهد كلاسيكي متميز له مذاقه الفريد رغم غبار الريح والافتقار إلى أبسط أسس النظافة، له نكهة جذابة وعبق من الماضي يجذب عشرات آلاف المتسوقين. منذ صباح الجمعة يبدأ توافد المتسوقين من المناطق البعيدة في الصبيحة والمحافظات المجاورة ليتخذوا مواضعهم في الأسواق الخاصة أو المتداخلة استعدادا ليوم السبت. جولة بين عشش السمك المملح على أحدث موديلات الحمير لوحة مماثلة لأنماط أسواق العرب القديمة مع تباشير صباحه يتدفق عشرات الآلاف من المتسوقين من كل حدب وصوب، من مناطق الصبيحة، المقاطرة، حيفان، القبيطة، بل ومن تعز ولحج وعدن لتصل ذروته عند الضحى.. إيقاع غير متوازن، دبيب حياة يبدأ مع بزوغ شمس نهار السبت ولا ينتهي إلا بنهاية يومه. يكتظ السوق بمتسوقيه، بصخبه، ببضائعه، بوسائله.. تجانس وتضاد تلقائي بين حركة وتزاحم، بضائع بدائية، فأس، سحب، شرني، مفرص، تعلقة، محار، صاغها للتوّ كير حداد من خردة حديد.. عدة، ساقة عسق، هيج، قتاب، صرامة، عدد زراعية نحتها قدوم نجار.. خي جمل، وطاف حمار، بضائع موغلة في البدائية لا تتورع عن مزاحمة احدث ما أنتجته آلات طوكيو وجاكرتا وسيول. لوحة متكاملة بكل ضجيجها وعشوائيتها. جمال وحمير تتجول في انتظار دورها في حمل الحمول أو نقل راكب في عودته إلى بلدته. أناس يتجمعون منهم من يعرض بضاعته ومنهم من يشتري وآخر دلال بين الطرفين، وثمة من يتجول لمجرد الفرجة. تمتزج روائح الكاذي وشقر الواله والبخور والمر والوشنة والحنا مع أفخر عطور باريس ولندن، تتداخل نقوش جعاب، فرش حصير، سلال دجاج، مهاجن، مسارف شغلتها أنامل معدمة صبيحية من سعف النخيل، مع زخرفة أطباق أنتجتها أحدث آلات بكين ونيودلهي وطهران ودمشق. مجامر وقشاوى، أزيار، جحال، موافي من طين شكّلها فقير حرمه الفساد من الحصول على وظيفة عامة.. وفي طرف غير قصي كراث، بقل، ومشاقر تراقب التنافس بفضول، يعرضها شباب جامعيون متهمون بالبطالة زورا وبهتاناً في حين أعياهم البحث عن وظيفة دون جدوى. بضائع ومعروضات تتوحد بواحدية المكان وتتنافر بتنافر الزمان، تنافس غير متكافئ بين القديم والحديث لولا قوة العزيمة وصلابة التحدي. بضائع، باعة، مشترون، رجال، نساء، أطفال، تمتزج الشرائح والفئات والسحنات في سوق السبت. يسقط محذور الاختلاط ومتشيعوه الذين ينفثون تضليلهم بين تلاميذ وتلميذات المدارس لتحذيرهم من موبقات الاختلاط في صفوف الدراسة.. الجميع يتسوق، الكل في العراء في الهواء الطلق يبيع، يشتري، يساوم، يتفرج انهم يشكلون جزءا من نسيج المكان بكل ملامحه. ضجيج، روائح، ألوان، حراك لا يقف، لوحة متنوعة تجسد صورة نابضة بأشكال تماهي الإنسان مع المكان والزمان في سوق السبت، لتشكل لوحة مشاكلة لأنماط أسواق العرب القديمة. رغم إقامة محلات تجارية إن جاز لنا أن نطلق عليها صفة تجارية مع أنها لا تعرف التخصص في البيع والشراء بل نجد شريحة الهاتف تباع في نفس رف الطماطم أو جنبا إلى جنب مع الأواني المعدنية وأخشاب البناء، ومبيدات زراعية أو حشرية تعرض في نفس موضع عرض الدقيق والسكر وأصناف المواد الغذائية دون حسيب أو رقيب.. مع ذلك بضائع هذه المحلات عاجزة عن إقصاء بضائع سوق السبت ومعروضاته المحلية الموغلة في البدائية التي ما زالت تتشبث بالمنافسة والمزاحمة [فقط الأعضاء المسجلين والمفعلين يمكنهم رؤية الوصلات . إضغط هنا للتسجيل] .
__________________
|
«
الموضوع السابق
|
الموضوع التالي
»
|
|
الساعة الآن 09:35 PM.