أزمة الجنوب في القياده

[الحالم بالوطن]

بسم الله الرحمن الرحيم

ازمة الجنوب في القيادة

بقلم : علي محمد صالح ناشر

Ali.nasher@hotmail.com

نتابع عن قرب مايجري في جنوبنا الحبيب ونستطيع استخلاص مشهدان يؤرقان كل جنوبي , المشهد الاول هي عمليات القتل والقمع والاختطافات التي يمارسها نظام إحتلال صنعاء ضد أبناء الجنوب العزل ,, ممارسات اشبه ماتكون بممارسات الاحتلال الصهيوني ضد اخواننا في فلسطين . ليس هذا وحسب ولكن السلطه تعاقب المناطق الجنوبيه بشتى الطرق الممكنه واخرها اطفاء الكهرباء ولساعات طويله عن بعض المناطق مثل عدن حيث درجات الحراره تكون في اشدها في هذا الوقت من العام, وعند خروج الناس وبشكل سلمي للشكوى يتم تعزيز قوات الامن والشرطه ونشر ما يشابه حالة الطوارى لقمع المتظاهرين الابرياء.

اما المشهد الثاني والذي اعتبره شخصيا مخزي وضربه قاضيه ضد الحراك هو عدم التوحد الكامل للجنوبيين في الخارج والداخل. لقد مر اكثر من اربعه اعوام على ظهور الحراك الجنوبي ولقد استشهد العديد من الابرياء و تطور الحراك تطورا نوعيا في كل الجوانب الا في توحيد صفوف قياداته, لماذا؟ انشقاقات , نزاعات ومهاترات لا تغني ولا تفيد وعند السؤال يقولون " الخلاف لا يفسد للود قضيه , كلنا متفقون على ان الهدف هو الاستقلال" ولكن لا بد ان يعلموا ان الخلاف سوف يقلل من زخم الناس , سوف يدمر معنوياتهم , سوف يجعل الحنوبيين يفكرون بكيفية حل الخلافات بدلا من ان يفكروا في المراحل المقبله وسنكون كمن يقطع خطوه الى الامام ويعود خطوتان الى الخلف.

اما حان الوقت لمن يسمون انفسهم قيادات الحراك لادراك حجم المسؤليه التي تقع على عاتقهم, اننا نتحدث عن قضية وطن وشعب عانى وما زال يعاني من الظلم والقهر والاستبداد , الادلاء بالتصريحات والتسابق على نشر المقالات والبروز اعلاميا لن يساعد الجنوبيين على الاستقلال وقد وصل الى مسامعنا والله اعلم بان بعض الاخوان يتصارعون على مناصب وهميه.

إن كانت قيادات الحراك قد فشلت في توحيد صفوفها الان والعمل بشكل منظم و استيعاب جميع الاطراف السياسيه والعمل بشكل ديمقراطي فيما بينها فان هذا الحراك مع الاسف قد يفشل وكما قال احد المؤرخين البريطانيين ( لا يمكن ابدا ان تصنع ثوره من اجل تكوين الديمقراطيه, لا بد من تواجد الديمقراطيه من اجل صناعة الثوره) وهذا الكلام هو عين الصواب لان فاقد الشيء لا يعطيه فان لم يستطع عدة اشخاص اوكل الناس من تأمين حياتهم ومستقبلهم والاتفاق فيما بينهم فكيف لهم بتغيير الوضع الراهن .

ايظنون بان نظام صنعاء سوف يسلمهم الجنوب على طبق من ذهب , الم يروا ما جرى ويجري في صعده من قتل وتشريد وتدمير. النظام لم يكشر عن انياببه كاملة حتى الان ضد ابناء الجنوب وهل ياترى ابناء الجنوب وقياداته مستعده لمجابهة اي هجوم او عدوان مماثل. الكثير منا يحلم وينتظر يوم الاستقلال ولكن في نفس الوقت يدرك بان الطريق ليست بالسهله وهي تحتاج الى نضال قد يطول نوعا ما والكل لا يمانع الانتظار لنيل هذا الاستحقاق العظيم ولكن الكل لايوافق على التضحيه والانقياد وراء قيادات لا تستطيع ان تقود الرحله الى الوجهه الصحيحه. جميع القيادات في الخارج هم ممن قاد الجنوب الى الوحده واصبحنا فيما نحن عليه الان ولكن الان ليس وقت العتاب ولكن لا يلدغ المؤمن من جحره مرتين اذا كنتم غير قادرين و لم تتعلموا من دروس الماضي فالرجاء ان تتنحوا وتتركوا الطريق لمن هو اكفا. البيانات والادانات لا تفيدنا في الوقت الحالي, قيادة الخارج( ان وجدت) لابد منها التنسيق مع قيادة الداخل

ان وجدت) . ولكن قبل هذا لا بد من تشكيل قياده في الخارج لا بد من التوحد في صف واحد من اجل تمثيل الحرك رسميا امام دول العالم .

لقد حان الوقت للانتقال الى المرحله التاليه من الحراك, لابد من وضع البرامج والرؤيه واليات العمل التي سينتهجها الحراك, ترتيب وتوزيع الادوار بين المحافظات والقيادات , وضع خطط احترازيه لمواجهة اي ردود فعل من قبل نظام الاحتلال او حدوث متغيرات سياسية هامة في النظام السياسي اليمني . لا بدمن تكوين عمل منظم عن طريق انشاء مؤسسات ولجان سياسيه , اعلاميه وماليه في الداخل والخارج .

كل مرحله تحتاج الى معطيات مختلفه وان وجدت الارادة السياسية والوحدة القوية فهذا سيضمن نجاح اهداف الحراك السلمي الجنوبي ويعني احراز خطوه نحو الامام.

انا لا املك خبرة الكثيرين من غيري ولا استطيع ان انتقد من هم اكبر مني عمرا واكثر خبره ولكن هنالك حقائق واحداث واضحه وضوح الشمس وان تجاهلناها في الوقت الحالي فاننا لن ننال شيئا مما نريد, انا ايضا لا اريد ان اشكك او اقلل من جهد اي جهه ساعدت في وصول الحراك الى ما هو عليه ولكن مشكلة الخلافات بين قوى الحراك امر خطير ولابد من تجاوزه الان من اجل جنوبنا الحبيب وابناءه الذين يناضلون من أجل حريتهم وأستقلالهم واستعادة السيادة الوطنية على كامل تراب الجنوب .