بعض الشواهد والوقائع عن مخطط محاولة إقصاء يافع ,,, بقلم عبده النقيب

[الخليج]

بعض الشواهد والوقائع عن مخطط محاولة إقصاء يافع ,,, بقلم عبده النقيب
السياسي برس / 03 يناير 2011

من يجهل التاريخ لايمكن له ان يدرك الأسباب الحقيقية التي أدت إلى معاناة الجنوب اليوم في كبوته الكبرى.. التاريخ حلقات مترابطة من الصراعات بين مختلف القوى الاجتماعية والدول المتناقضة المصالح يدون وقائعه دائما المنتصرون.هكذا كانت منطقة جنوب شبه الجزيرة العربية مسرحا للصراعات القبلية والعرقية على مدى ألفي عام ظهرت فيها دول واختفت أخرى تنكمش هذه وتتمدد تلك وفي خضم كل هذه الصراعات كانت يافع قامة تاريخية تضرب بأطنابها في عمق التاريخ القديم والمعاصر.

لم تكن صدفه ان يتم استهداف التاريخ في محاولة لمحوه وتزييفه فمن يفعل ذلك يدرك ان من يجهل تاريخه دون شك سيظل الطريق إلى حاضره ومستقبله وهو ما وقع فيه شعب الجنوب خلال العقود الستة الماضية حيث عاش حالة غفوة قاده بها المغرضون إلى هذه الكبوة أو الحفرة السحيقة التي نحن فيها اليوم.

اليوم يافع هي النموذج الساطع والشاهد الحي على التاريخ الذي أبى ان يتجاوزه الزمن فقد ظلت هكذا بنيان متماسك يجسد شكل الدولة التي تكسرت على صخورها رماح الغزاة على مر العصور. يافع ظلت قلعة تقاوم جيوش الغزاة ولم تنحن فقد كانت تتوسع ممثلة بدولة حمير وتنكمش عندما تتعرض للغزو مثلما حدث أثناء الإحتلالين الحبشي والفارسي حيث تراجعت إلى حدودها الضيقة المعروفة بها اليوم. يافع هي معقل الدولة الحميرية الذي ظل عصيا على الغزاة الأحباش والأتراك والإنكليز وأئمة صنعاء اليوم. يافع كان المنطقة الوحيدة التي لم يتمكن الغزو الحبشي من إخضاعها وصدت يافع في القرون الأربعة الأخيرة هجمات الغزاة من الأئمة الزيود وانطلقت من يافع جيوش التحرير تطارد فلول الأئمة في دثينه وحضرموت والشعيب والبيضاء وتطهر الجنوب منهم وتلاحقهم في معاقلهم الشمالية حتى أبواب صنعاء.

يافع هي الامتداد التاريخي العميق للحضارة الحميرية التي تمثل هوية الجنوب وعنوانه الذي لا ينمح فيعود اصل يافع إلى الجد ذو رعين المنحدر من سلالة ملوك حمير ابن سباء وحمير هو الملك الذي تنسب له الدولة الحميرية والذي لقب بالتبّع أقاموا الحضارة الحميرية العظيمة الشأن فكانت يافع المعروفة اليوم هي بؤرة تلك الحضارة والتي عرفت "بسرو حمير".

كل هذا التاريخ هو الهدف الذي كان يرمي إلى طمسه أدعياء القومية والوطنية والأئمة الجدد فتعرضت يافع في زمنهم لمحاولة التمزيق والتدمير المستمر لكنها استطاعت ان تواجه اعتى هجوم تعرض له الجنوب في بنيانه وتاريخه ووجوده خلال حقبة القمع الاشتراكي فما ان انتهت زخات المطر حتى خرجت يافع كالطاؤوس ونفضت عن ريشها بقايا الرذاذ تمشي بخيلاء دون ان تعبه به.

يافع وحضرموت هما جناحا النسر الجنوبي فلن تحلق الجنوب بدونهما لهما امتداد حضاري يتجاوز الحدود الجغرافية والزمنية لجزيرة العرب وهما الهدف الأول اليوم للاحتلال اليمني. ففي زمن الاشتراكي قسّمت يافع أو بالأصح تم توزيعها كتركة في محاولة لمسخ كيانها وأصبحت أجزاءها ملحقة ليست ذو شان. تشابهت المؤامرة فأول شئ فعلوا بعد رحيل بريطانيا هو تقسيم يافع وفعل علي عبدالله صالح نفس المحاولة لتقسيم حضرموت بعد احتلال الجنوب 1994م الذي تصدى له الحضارمة ووأدوا المؤامرة في مهدها.. السؤال الذي يطرح نفسه هل هي صدفة ان يتكرر نفس الفعل في استهداف أهم كيانين تاريخيين في الجنوب من قبل الاشتراكي ونظام الاحتلال اليمني ! اشك ان الفعلين تشابها بمحض الصدفة فأجزم ان المطبخ واحد وهاهو التحالف الاشتراكي مع الأئمة الجدد ونظام والاحتلال اليمني يؤكد هذه الحقيقة بوضوح لالبس فيه.

كان الغزاة في الأزمنة الغابرة يكتسحون البلدان فينهبوها ويدمروا كل ما يقع تحت أيديهم بما في ذلك يسبون أهلها ويستعبدونهم وكل ذلك يهدف إلى القضاء على وجود هذه الدولة أو تلك لكنه في الأزمنة الحديثة تغير في الأسلوب وظل الهدف نفسه فلم يعد ممكنا سبي السكان واستعبادهم لكن السهام تتجه نحو البنية الاجتماعية والثقافية لتدميرها فيؤدي في نهاية المطاف إلى تفكك وزوال قومية أو مجتمع ما وتهميشه والاستيلاء على ثروته وأرضه وهذا ما يفعله الأئمة الجدد بشعب الجنوب اليوم بدقة.

لماذا استهدفت يافع من قبل الحزب الاشتراكي اليمني؟!

و

كانت يافع هي القلعة الحصينة التي وقفت شامخة تذود الحمي عن الجنوب لذا فإن استهدافها كان في الأصل تختفي وراءه تلك المطامع القديمة الجديدة في الجنوب كله خاصة وان يافع ليس فيها من ثروات أو موقع مهم ما يغري الغزاة على اجتياحها لهذا فالجنوب هو الهدف وقد اختفت تلك المطامع في ارض الجنوب اليوم تحت عباءة ما تسمى بالوحدة اليمنية. وحتى لا تختلط الأوراق ويأتي من يحاول تشويه موقفنا بأننا ضد الثورة فإني انفي هذا وأقول ان الثورة تم اغتيالها وتصفية قادتها ورموزها ومبادئها حتى انتهى المسلسل باغتيال الجنوب كله ومازالت الحلقة مستمرة في استهداف تاريخ الجنوب وبنيته الاجتماعية والتآمر على الثورة وهذا ما دفعني إلى الكتابة عن قناعة بأنه إذا لم نواجه حقيقة الطابور الخامس الذين هم سبب معاناة الحراك في الجنوب اليوم فإننا سنكون مثل الثور الأسباني الذي يناطح قطعة القماش الحمراء.

ظلت العقدة الزيدية من يافع متأصلة حتى تحولت إلى حقد دفين وعقيدة قبلية سياسية وعسكرية جسّدتها سياسة دولة الإمام الذي وقف عقبة كأداء بوجه الحركة الوطنية الجنوبية لكبح أي تطلعات تحررية لأبناء الجنوب من الاستعمار البريطاني فكان مندوب الأمام لدى الجامعة العربية يرفض بقوة تبن أي دولة عربية لمشروع المطالبة باستقلال الجنوب من الاستعمار البريطاني أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة وكان يعتبر الجنوب جزءا من مملكته.

لقد أعاقت دولة الإمام تطلعات الوطنين في الجنوب العربي مؤقتا فقد أطاح بتلك الدولة مجموعة من الضباط الأحرار ر بانقلاب دعمته مصر وأعلنوا الجمهورية لكنهم دخلوا في دوامة الحرب الأهلية والتي لم تمكنهم حتى من التفكير بشان الجنوب.

كانت حركة القوميين العرب قد تمكنت من التهام الفصائل الوطنية الجنوبية الصغيرة وضمتها في إطار ما عرف بالجبهة القومية من خلال تأطير نفر من قيادة كل فصيل وإلغاء الفصيل وهي الفكرة الأساسية والمركزية لحركة القوميين العرب في احتكار الثورية والوطنية وإلغاء الآخر.. حركة القوميين العرب كانت تحمل أجندة مستوردة فكانت توجه من قبل قيادة الحركة في بيروت بما في ذلك اعتبار اليمن قطر واحد وهو ما فتح المجال لعناصر الحركة في اليمن ان تتسلل إلى فرع الحركة في الجنوب وتنفذ مخطط تصفية قادتها في الجنوب وأبرزهم فيصل عبداللطيف وقحطان الشعبي وسيف الضالعي ومحمد البيشي العولقي ومحمد علي هيثم والقائمة تطول بالاعتماد على العناصر الثانوية من المقاتلين في صفوف الحركة والميالين للعنف قليلي الخبرة السياسية لحداثة أعمارهم التي تتراوح بين الثامنة عشر والسادسة والعشرون. كان لوجود عناصر قيادة فرع اليمن بقيادة سلطان احمد عمر اثر كبير في إقصاء وتصفية قيادات فرع الجنوب المخضرمين حيث وقف فرع اليمن داعما لهذا المخطط ونفذته القيادات الشابة في الجنوب بحذافيره, وبعد ان تمكنوا من إقصاء قادة الحركة في الجنوب شرعوا في تنفيذ مخطط الأئمة القديم الجديد في مسخ هوية الجنوب وتدمير بناينه حتى تمكنوا من ضمه واحتلاله دون حرب فلم يأت هجوم صيف 1994م إلا وقد مسخ الجنوب فلم يجد احد يدافع عنه بل وان الأغلبية من القيادات التي تربت في مدرسة اٌلإشتراكي كانوا راس حربة ضمن جيش الأئمة الجدد سواءً ضمن الجحافل القادمة من خلف الحدود أو من ضمن القيادات السياسية للحزب الاشتراكي ممن لعبوا دور الطابور الخمس في عدن نفسها وهو ما يؤكد ان عناصر الحزب قد تربوا على أن الحزب هو الوطن وان قبلتهم هي صنعاء.

ما يهمني في مقال هذا هو ان أبيّن أهم حلقات مخطط تدمير الجنوب وهو استهداف يافع لأهميتها البشرية وبقاء بنيانها كتلة متماسكة ودورها التاريخي في الحفاظ على الجنوب بالإضافة على دورها الصاعد اليوم على مستوى دول الجوار من خلال توظيف الرأسمال السياسي وما يمثله من أهمية كبرى لمستقبل الجنوب ككل في معركته مع الاحتلال.

لم يقتصر دور يافع في القرون الأربعة الأخيرة في التصدي لمخططات الأئمة والاحتلال العثماني بل كانت يافع أيضا قد مثلت قوة الرفض والمقاومة للاستعمار البريطاني ولم تخضع له رغم تراجع دورها على الساحة الجنوبية لأسباب كثيرة منها تأثير الإحتلالين البريطاني والتركي للجنوب واليمن لكنها ظلت خارج السيطرة الاستعمارية البريطانية وكانتا سلطنتي يافع العليا والسفلى لأل ألعفيفي وهرهره طليعة للمقامة والرفض للوجود البريطاني في الجنوب.

لنأخذ نموذجين لأبرز الوطنيين في يافع ممن قاموا الاحتلال البريطاني وما تعرضا له من قبل تيار التبعية والتطرف في حركة القوميين العرب الذي حكم الجنوب ونفذ مخططات الأئمة فقد كان السلطان محمد بن عيدروس ألعفيفي وطنيا رفض مشاريع الاستعمار البريطاني وتصدى لسياستهم في دلتا أبين في وقت مبكر حتى تحول رفضه إلى مجابهة مباشرة بينه وبين بريطانيا وكان النموذج الأخر هو شيخ الموسطة الوطني ونقيب يافع احمد أبو بكر النقيب.

عندما قامت ثورة 23يوليو في مصر كان السلطان ألعفيفي احد مؤيديها وبدأ يعبر عن راية السياسي المناهض للاستعمار البريطاني ومشاريعها السياسية وخاصة فكرة اتحاد الجنوب العربي التي بدأت تخطط لإحيائه واحتك معها مباشرة في يافع الساحل حتى تطور الاحتكاك إلى مواجهات مسلحة عندما انسحب ألعفيفي واتباعة إلى جبال حطاط وشكل مركز المقاومة المسلحة التي انطلقت تهاجم الوجود البريطاني في الجزء الساحلي من سلطة يافع المتمثل بجعار والحصن وباتيس وغيرها وخاصة في منطقة الدلتا.

تعرضت مناطق يافع للعدوان البريطاني وأغارت أسراب الطيران على القرى والمدن تلاحق ألعفيفي وأتباعه حتى اضطر النزوح إلى البيضاء ومن ثم على تعز لتجنيب يافع مزيدا من الدمار لعدم تكافؤ الجانبين البريطاني والعفيفي ولرفض الإمام تقديم الدعم للمقاومة في يافع.

كان السلطان ألعفيفي قد نادى بخروج بريطانيا من الجنوب وكان احد الذين شكلوا في بداية الستينات هيئة تحرير الجنوب مثله مثل السلطان الوطني علي عبدالكريم العبدلي أعلنا أنهما يناضلان من اجل تحرير الجنوب وإقامة نظام وطني على أنقاضه يؤمنا بالانتخابات دون التمسك بالسلطنة. رفضا اثنانهما الانضمام للجبهة القومية عند تشكيلها لأنها كانت تمثل امتداد لقيادة حركة القوميين العرب في بيروت ولرفضها الاعتراف بنضال من سبقوها في النضال حيث جاءت ببرنامج غير قابل للنقاش من قبل الآخرين الذين طلبت منهم أي يكونوا أتباعا لا شركاء.

وكان الشيخ الوطني احمد بن أبو بكر النقيب رمزا للمقامة حيث وحد يافع في مواجهة بريطانيا ورفض الدخول في الإتحاد الفيدرالي وقاد انتفاضة 1958م المناوئة لبريطانيا الشهيرة ورفض التوقيع على المذكرة التي أعدها عامل الإمام في البيضاء الرويشان عام 1957م التي تطالب من مشائخ الجنوب بالتوقيع عليها باعتبارهم جزءا من مملكة الأمام.

لم يشفع للسلطان ألعفيفي وللشيخ النقيب موقفيهما الوطني المشرف ضد الاستعمار البريطاني والإمام بل ان ذلك كان سببا لاستهدافهما من قبل الحركيين الجدد حيث تم اغتيال الشيخ النقيب هو واحد أبناءه في منزله عام 1963م وتعرض بقية أبناءه للمطاردة فيما بعد مما اجبروا على الهجرة.

وتعرض السلطان ألعفيفي لمؤامرة دنيئة بدأت بالاعتقال في صنعاء قبل استقلال الجنوب وللغدر في الجنوب دون أي سبب معقول حيث تم تصفيته في السيلة البيضاء غدرا من ضمن 18 من الوطنيين الجنوبيين ومنهم اخوي السلطان فيصل ومحمود.

إن اغتيال الرمزين الوطنيين العفيفي والنقيب لأسباب ليست لها علاقة بالثورة فقد قادا المقاومة والثورة قبل ان تولد حركة القوميين العرب واستهدافهما هو استهداف للثورة نفسها وللنزعة الوطنية الجنوبية التي مثلان ابرز رموزها. ولمعرفة الأسباب الحقيقة التي تقف وراء استهداف رموز يافع نقف أمام جريمة أشنع واكبر من استهداف الرموز الوطنية في يافع بل ان يافع هي الهدف فقد تم تقسيمها بطريقة ليست مبررة وهي سياسة معروفة فيافع مثلت كما ذكرت على مدار التاريخ رمزا للمقاومة وانتصبت كحامي للجنوب عند الشدائد لهذا فتشتيت يافع وتوزيعها بين أبين ولحج وتهميشها حيث تحول جزأها الساحلي ملحقا لمحافظة أبين وجزأها العلوي تابعا لمحافظة لحج دون أن تعطى لأي من جزأيها مكانة تذكر.. وتمت ملاحقة رموز يافع حيث تم اغتيال حسين قماطة في معتقل الفتح وتم اغتيال الشخصية الوطنية والجنوبية البارزة مطيع دون أي مبرر إلا بسبب الخوف من مكانتها التاريخية الكبيرة وخوفا من استعادة دورها مع الاحتفاظ بالشخصيات الهزيلة التي تقبل بإقصاء يافع وهذا ماتم له في حرب 1994م.

إن الكتابة اليوم عما تعرضت له يافع من تآمر ليس عبثا وليس نبشا في الماضي كما سيحاول البعض التلويح بان هذا خدشا لمشروع التصالح والتسامح ولكن لأن المؤامرة على يافع مازالت على أشدها وان اللحظة التاريخية قد حانت لان تقوم يافع بدورها نحو الجنوب كما فعلت في زمن الاحتلال الحبشي والاحتلال التركي والأئمة والاستعمار البريطاني وهي اليوم تنهض من جديد لتؤكد حضورها في زمن الانكسار وأي استهداف لها هو استهداف للجنوب في أهم معاقله.

ما تتعرض له يافع اليوم من محاولات تهميش وإقصاء هو جزءا من المؤامرة المستمرة ضد الجنوب فيافع تستدعي معها كل الإرث التاريخي وتقف ليس كما يريد البعض ان تكون أجزاء تابعة بل أنها تقف ككيان يتجاوز كل التقسميات فهي تقود المقاومة في الداخل والخارج.

يافع اليوم هي الجنوب المحرر وهي معقل الثورة التي لم تطأها جحافل الاحتلال اليمني. بذلت مطابخ صنعاء جهودا مضنية لمحاولة تفتيت يافع فما ان سقط الجنوب في صيف 1994م حتى عينت صنعاء مأمورا ليافع احد الرموز الذي كان له رؤية مغايرة للطريقة التي يحكم بها المتطرفين التبعيين في الجنوب في محاولة من صنعاء لشق يافع وضربها ببعضها.. حاول البعض من رموز الاشتراكي ترديد إشاعة بأن مأمورها الجديد قد بعثته سلطات صنعاء لتصفية الحسابات مع الاشتراكيين.. كانت السلطات تتأهب للمعركة مع يافع تنتظر صفارة الإنذار لللإنقضاض عليها بعد تدخل في معركة مع ذاتها وجهزت الحملة العسكرية التي وقفت على مشارف يافع ولم تجرؤ علي مهاجمتها بسبب الموقف الموحد لأبناء يافع فقد كان مأمورها المناضل صالح عبادي رمزا للتسامح والعقلانية حافظ على الوحدة الداخلية والاجتماعية ليافع وشكل إلى جانب شيخ يافع الوطني عبدالرب النقيب ثنائيا افشلا مخطط الاحتلال لتفتيت يافع قاداها للحفاظ على استقلالها ووحدتها واستعادة مكانتها التاريخية حتى نهضت من جديد وهي اليوم تحت قيادة شيخها النقيب قد تحررت من بقايا الاشتراكي وأحزاب المشترك وتشكل منطقة جنوبية محررة من كل القيود.

مثلت يافع في الأعوام الثلاثة الماضية معقلا للحراك الجنوبي تحاول جاهدة توحيده فقد احتضنت قيام أهم مكون جنوبي حمل رؤية واضحة أنتصر للهوية الجنوبية وأعلن صراحة تحرير الجنوب من الاحتلال واستعادة استقلاله, وهو المجلس الوطني الذي قاده المناضل الصلب حسن باعوم.

شمرت سلطات الاحتلال سواعدها لمواجهة يافع وبدأت بحملة لإخضاع ردفان بوابة يافع وهناك جرت المعارك وفشلت الحملة العسكرية لكن الحملة السياسية التي قادها اشتراكيي الاحتلال في الهجوم على يافع وتمزيق المجلس الوطني قد أتت أًكلها ومازالت مستمرة حتى اللحظة.

تتعرض اليوم يافع لأخطر مؤامرة تقودها السلطة وينفذها عناصر الاشتراكي الموالين في محاولة استبعاد دورها الوطني الذي بدأ ينهض في دعم وقيادة مسيرة التحرير فما ان تبدأ يافع في لملمة الجراح حتى تقوم قيامة الاشتراكي ولا تقعد وهذا ما شهدناه عند كل ملتقى تدعو له يافع. يافع ليست مديرية وليست محافظة بل ان دورها يتعدى ذلك فهي تمثل كتلة متكاملة بين الرأسمال السياسي الذي بدأ يلعب دورا مهما على صعيد الخارج والداخل والكثافة البشرية ليافع التاريخية الممتدة من ساحل أبين مرورا بجبال يافع إلى ردفان وحالمين والشعيب وضلعها الجاسر "الضالع" بالإضافة إلى التضاريس الوعرة حيث تشكل كيان مستقل ومعقلا يستطيع الحراك الاحتماء به والانطلاقة منه وهي ميزة لا توجد في أي منطقة جنوبية أخرى.

من الذي له مصلحة في محاولة تهميش دور يافع المحوري وحرمان الجنوب منه.. هل يستطيع احد أن ينكر ان أهم إخفاقات الحراك الجنوبي ككل هو في ضعف التمويل.. وهل يستطيع احد ان ينكر بان الحراك ومناطق الحراك تخضع لسيطرة سلطات الاحتلال العسكرية ومرتعا سياسيا لأحزاب اللقاء المشترك والاشتراكي بدرجة أساسية وان يافع هي المنطقة الوحيدة المحررة من الاحتلال العسكري اليمني ومن التواجد السياسي للمشترك, أليست المكان الوحيد الذي يمكن ان تصبح منطقة حشد للحراك الجنوبي.

لماذا يتم تجاهل مثل هذه الحقائق ومن الذي يعبث بمستقبل الحراك ومستقبل الجنوب ككل؟!

هل من المعقول ان يتم الحديث في هذه اللحظات عن تقسيم الجنوب إلى محافظات؟ وهل نحن نتحدث عن إطار خطة تنموية حتى نضعها في سياق التقسيم الإداري الذي فرضه الحزب الاشتراكي؟ّ!

وهل الحراك ينطلق اليوم معتمدا على التقسيم الإداري الذي اعتمده الحزب الاشتراكي تعسفا إثناء حكمه الشمولي للجنوب!

السنا بحاجة لحريري الجنوبي يقود الحراك ويقم بتمويله حتى يتحرر الحراك من القيود الإعلامية والسياسية والمالية المفروضة عليه. فكم نحن بحاجة إلى قناة تلفزيونية وصحيفة ناطقة باللغتين الإنكليزية والعربية تقدم الحراك بشكله الصحيح للعرب والعالم ؟ أليس من المخجل ان يتحول من يريد ان يقود الحراك إلى داعية على الماسنجر !يقضي معظم وقته في إقناع نفر من أبناء الجنوب في صواب مشروعه الذي يموله اللقاء المشترك وحميد الأحمر بشكل شخصي.

دعونا نضرب مثلا لمحاولة إقصاء يافع فهذه تشكيلة اجتماع مدينة "كان" الفرنسية في أغسطس الماضي لجماعة مشروع الإنقاذ الوطني الذي اقترحوا قيادة الجنوب في الخارج لنرى يكف ينظروا للجنوب من خلال ما تمثله هذه هي التشكيلة القيادية التي اقترحوها للحراك الجنوبي في الخارج على النحو التالي:

1)على سالم البيض 2) حيدر ابوبكر العطاس 3) صالح عبيد احمد 4) محمد ابوبكر عجرومة 5) محمد على احمد 6) احمد عبدالله الحسني

7)علي فضل بن هرهره 8)صالح فريد محسن 9) جعفر محمد سعد 10) سليمان ناصر مسعود 11) احمد عمر بن فريد 12) على سالم باكريت

قيادة مشروع الإنقاذ الوطني الذي يقوده حميد والذي أعلن عن نفسه في لقاء القاهرة في يونيو الماضي يتلون بلون الزمان والمكان حقيقته انه مع اللقاء المشترك وعندما لم يجد من يؤيده من أبناء الجنوب لم يتردد في إطلاق العبارات التي تدغدغ مشاعر الجنوبيين رغم ان من دشن المشروع قبل ثلاثة اشهر في بريطانيا هو محمد سالم باسندوه المستشار السياسي للرئيس اليمني علي عبدالله صالح وان المنسق العام للقاءات مشروع الإنقاذ هو الدكتور عبدالولي الشميري سفير اليمن في القاهرة وشريك الرئيس في أعمال تهريب الأسلحة والمخدرات ولا أظن ان هناك من يجرؤ على نفي ما أقوله فذلك صار معلوما للجميع فهل مازلت مصرا ياعطاس على انك مع الاستقلال.

تم اختيار الأخ العزيز علي فضل هرهره كممثل ليافع من قبل العطاس وهو رئيس الهيئة الوطنية لأبناء الجنوب في بريطانيا والتي لا يزيد عدد أفرادها عن خمسة عشر فردا وتشكلت بقرار من قيادة مشروع الإنقاذ في مطلع 2008م أثناء اجتماعهم في أبو ظبي . يافع تشكل عمود الحراك في بريطانيا وأمريكا والسعودية ودول الخليج والصين وغيرها ويتم تجاهلها حد ان يتم تنصيب من يريدوا ممثلا ليافع دون العودة لأبناء يافع أنفسهم. إن ظاهر المسالة تبدو ان هناك نظرة متساوية للتوزيع العادل بين مختلف محافظات الجنوب رغم انه لا يوجد ما يوحي بذلك. تجاهل يافع هو محاولة لضرب الحراك وتنفيذ مشروع اللقاء المشترك في وأد الثورة ودليلا ساطعا على أن قيادة الاشتراكي مازلت تعتبر ان قيادة الجنوب حق مكتسب لها وأنها مازالت تسير على نفس النهج السابق في التعامل مع شعب الجنوب.

هل نحن اليوم أمام معضلة التقسيم الإداري للجنوب أم أننا أمام الحراك الجنوبي والتعامل مع ماهو موجود على الأرض! وهل سيرفض أي جنوبي إذا تقدم رجل الأعمال الصريمة وقام بتمويل قناة فضائية وصحيفة وتخصيص ولو عشرة بالمائة من الأموال المودعة لديه من موازنة حرب 1994 م لأن يتبوأ أعلى المناصب في قيادة الحراك!

بكل تأكيد محاولة إقصاء يافع لم تقتصر على ما ذكرناه فالبعض ينساق بغباء وراء الدعاية الاشتراكية بأن يافع تريد الاستيلاء على الحراك! يافع وحضرموت هما قلعتي الجنوب وهما الأمل الواعد في تشييد وأعمار الجنوب فالرأسمال الحضرمي واليافعي كافي لتشييد سنغافورة وهونج كونج مجتمعتين في جنوب الجزيرة العربية. وهل نحن في لحظة تشكيل الحكومة وتقسيم الموارد أم أننا في مرحلة نضال نؤيد من يتقدم للمعركة ونستفيد من إمكانيات يافع وحضرموت ونؤصل جميعا لبلورة رؤية للمستقبل تؤسس لقيادة دولة تعتمد الشكل الفيدرالي المدروس الذي يحدده أهل الاختصاص والخبرة يضمن المشاركة العادلة لكل أبناء الجنوب في الثروة والسلطة بعيدا عن الإقصاء والتهميش تحت أي مبرر كان.

لقد تعدت محاولات إقصاء يافع ان انطلقت حملة ظالمة للنيل من يافع تتهمها بالتبعية للسعودية وان السعودية ضد قضية الجنوب حيث لمسنا ذلك بشكل جلي في إطار قيادية تاج قاد هذه الحملة كل من حمزه مقبل وهو احد ابرز عناصر محسن الشرجبي في الضالع فقد كان يتربص بتاج مثل الضبع الذي يسير خلف الفريسة حيث جاءت اللحظة المناسبة ليعلن موقفه الحقيقي الذي يتقاطع مع سياسة تاج ويعبر عن انتماءه الاشتراكي ومع مشروع المشترك الذي لا يستهدف مشروع الاستقلال وتاج بل الجنوب بهويته ومصيره ككل ضانا ان اللحظة قد آنت للانقضاض على تاج وتمزيقه والتحشيد ضد يافع. كما مثل احمد الحسني قطبا آخر لم يتردد في تكفير يافع كلها واتهامها بالوقوف ضد قضية الجنوب حتى من هم معه في إطار تاج دون تمييز ودون أي مبرر معقول رغم كل ما حضي به الحسني من احترام ومكانه في إطار تاج من أبناء يافع والضالع ورغم أننا في برنامجنا السياسي لتاج وضعنا نصب أعيننا ان الجنوب يجب ان تكون له علاقة استراتيجية متميزة مع المملكة السعودية إدراكا منا لأهمية العلاقات الجنوبية السعودية حيث أصبحت وطنا ثانيا للجنوبيين وخاصة الحضارمة وأبناء يافع عمودي الجنوب التاريخيين وهي تقود دول الخليج مجتمعة وللمكانة الإقليمية والدولية التي تحتلها المملكة وأي محاولة للنيل من هذه العلاقة هي استهداف للحراك الجنوبي وللثورة في الجنوب ليس إلا.

كل هذه النماذج التي تبدو متباعدة ولا تربطها صله لكنها في حقيقة الأمر جميعها تعود لمدرسة الاشتراكي ومطبخها الأصيل فجميع من ذكرناهم جاءوا من مدرسة الاشتراكي وقد تربوا في حضنه فليس من السهل عليهم ان ينزعوا عن أنفسهم ثقافة الاشتراكي حتى وإن غادر الاشتراكي الجنوب كله.

هكذا علينا ان نبدأ بتشخيص مواطن الألم والأسباب الحقيقة التي تؤدي إلى تمزّق الحراك وإعاقته عن التقدم. إن السكوت عن الدور الذي يقوم به الحزب الاشتراكي الموالي للسلطة في العبث بالحراك أمر بالغ الخطورة فعناصرهم يتواجدون داخلنا ويتغنون بشعار الاستقلال لكنهم غير مخفيين ولا يخجلوا من البوح بعلاقتهم الوطيدة باللقاء المشترك ولا يخفوا حصولهم على التمويل منه في مخطط واضح يسير بالحراك نحو التمزق والإحباط واليأس والفشل ومن ثم سيخرجون علينا بالبديل والحلول الممكنة التي يبشرون بها.

إذا أردنا التصدي لهذه المؤامرة علينا ان نبدأ بجمع وتوحيد قوانا في كل مكان في الداخل والخارج. لقد انطلقت أولى الإشارات في بياني الشيخين الوطنيين عبدالرب النقيب وطارق الفضلى حول الدور التأمري الذي يقوم به الاشتراكي في تخريب مسيرة الحراك. لنبدأ بالفرز ولنجمع قوى الاستقلال الحقيقية ممثلة بتيار الاستقلال في مجلس الحراك ممثل بالمناضل باعوم والمجلس الوطني الأعلى لتحرير الجنوب والهيئة الوطنية العليا لاستقلال الجنوب والتجمع الديمقراطي الجنوبي "تاج" واتحاد شباب الجنوب والشخصيات الوطنية والاجتماعية من مشائخ ورجال أعمال وسياسيين وخلفهم يقف شعب الجنوب التواق للحرية والاستقلال ولتكون يافع معقل الحراك ومن هناك سوف تنطلق المسيرة.

اللهم أني بلغت اللهم فاشهد

[فقط الأعضاء المسجلين والمفعلين يمكنهم رؤية الوصلات . إضغط هنا للتسجيل]

[RED WOLF]

بعض الشواهد والوقائع عن مخطط محاولة إقصاء يافع ,,, بقلم عبده النقيب
السياسي برس / 03 يناير 2011

من يجهل التاريخ لايمكن له ان يدرك الأسباب الحقيقية التي أدت إلى معاناة الجنوب اليوم في كبوته الكبرى.. التاريخ حلقات مترابطة من الصراعات بين مختلف القوى الاجتماعية والدول المتناقضة المصالح يدون وقائعه دائما المنتصرون.هكذا كانت منطقة جنوب شبه الجزيرة العربية مسرحا للصراعات القبلية والعرقية على مدى ألفي عام ظهرت فيها دول واختفت أخرى تنكمش هذه وتتمدد تلك وفي خضم كل هذه الصراعات كانت يافع قامة تاريخية تضرب بأطنابها في عمق التاريخ القديم والمعاصر.
لم تكن صدفه ان يتم استهداف التاريخ في محاولة لمحوه وتزييفه فمن يفعل ذلك يدرك ان من يجهل تاريخه دون شك سيظل الطريق إلى حاضره ومستقبله وهو ما وقع فيه شعب الجنوب خلال العقود الستة الماضية حيث عاش حالة غفوة قاده بها المغرضون إلى هذه الكبوة أو الحفرة السحيقة التي نحن فيها اليوم.
اليوم يافع هي النموذج الساطع والشاهد الحي على التاريخ الذي أبى ان يتجاوزه الزمن فقد ظلت هكذا بنيان متماسك يجسد شكل الدولة التي تكسرت على صخورها رماح الغزاة على مر العصور. يافع ظلت قلعة تقاوم جيوش الغزاة ولم تنحن فقد كانت تتوسع ممثلة بدولة حمير وتنكمش عندما تتعرض للغزو مثلما حدث أثناء الإحتلالين الحبشي والفارسي حيث تراجعت إلى حدودها الضيقة المعروفة بها اليوم. يافع هي معقل الدولة الحميرية الذي ظل عصيا على الغزاة الأحباش والأتراك والإنكليز وأئمة صنعاء اليوم. يافع كان المنطقة الوحيدة التي لم يتمكن الغزو الحبشي من إخضاعها وصدت يافع في القرون الأربعة الأخيرة هجمات الغزاة من الأئمة الزيود وانطلقت من يافع جيوش التحرير تطارد فلول الأئمة في دثينه وحضرموت والشعيب والبيضاء وتطهر الجنوب منهم وتلاحقهم في معاقلهم الشمالية حتى أبواب صنعاء.
يافع هي الامتداد التاريخي العميق للحضارة الحميرية التي تمثل هوية الجنوب وعنوانه الذي لا ينمح فيعود اصل يافع إلى الجد ذو رعين المنحدر من سلالة ملوك حمير ابن سباء وحمير هو الملك الذي تنسب له الدولة الحميرية والذي لقب بالتبّع أقاموا الحضارة الحميرية العظيمة الشأن فكانت يافع المعروفة اليوم هي بؤرة تلك الحضارة والتي عرفت "بسرو حمير".
كل هذا التاريخ هو الهدف الذي كان يرمي إلى طمسه أدعياء القومية والوطنية والأئمة الجدد فتعرضت يافع في زمنهم لمحاولة التمزيق والتدمير المستمر لكنها استطاعت ان تواجه اعتى هجوم تعرض له الجنوب في بنيانه وتاريخه ووجوده خلال حقبة القمع الاشتراكي فما ان انتهت زخات المطر حتى خرجت يافع كالطاؤوس ونفضت عن ريشها بقايا الرذاذ تمشي بخيلاء دون ان تعبه به.
يافع وحضرموت هما جناحا النسر الجنوبي فلن تحلق الجنوب بدونهما لهما امتداد حضاري يتجاوز الحدود الجغرافية والزمنية لجزيرة العرب وهما الهدف الأول اليوم للاحتلال اليمني. ففي زمن الاشتراكي قسّمت يافع أو بالأصح تم توزيعها كتركة في محاولة لمسخ كيانها وأصبحت أجزاءها ملحقة ليست ذو شان. تشابهت المؤامرة فأول شئ فعلوا بعد رحيل بريطانيا هو تقسيم يافع وفعل علي عبدالله صالح نفس المحاولة لتقسيم حضرموت بعد احتلال الجنوب 1994م الذي تصدى له الحضارمة ووأدوا المؤامرة في مهدها.. السؤال الذي يطرح نفسه هل هي صدفة ان يتكرر نفس الفعل في استهداف أهم كيانين تاريخيين في الجنوب من قبل الاشتراكي ونظام الاحتلال اليمني ! اشك ان الفعلين تشابها بمحض الصدفة فأجزم ان المطبخ واحد وهاهو التحالف الاشتراكي مع الأئمة الجدد ونظام والاحتلال اليمني يؤكد هذه الحقيقة بوضوح لالبس فيه.
كان الغزاة في الأزمنة الغابرة يكتسحون البلدان فينهبوها ويدمروا كل ما يقع تحت أيديهم بما في ذلك يسبون أهلها ويستعبدونهم وكل ذلك يهدف إلى القضاء على وجود هذه الدولة أو تلك لكنه في الأزمنة الحديثة تغير في الأسلوب وظل الهدف نفسه فلم يعد ممكنا سبي السكان واستعبادهم لكن السهام تتجه نحو البنية الاجتماعية والثقافية لتدميرها فيؤدي في نهاية المطاف إلى تفكك وزوال قومية أو مجتمع ما وتهميشه والاستيلاء على ثروته وأرضه وهذا ما يفعله الأئمة الجدد بشعب الجنوب اليوم بدقة.
لماذا استهدفت يافع من قبل الحزب الاشتراكي اليمني؟
كانت يافع هي القلعة الحصينة التي وقفت شامخة تذود الحمي عن الجنوب لذا فإن استهدافها كان في الأصل تختفي وراءه تلك المطامع القديمة الجديدة في الجنوب كله خاصة وان يافع ليس فيها من ثروات أو موقع مهم ما يغري الغزاة على اجتياحها لهذا فالجنوب هو الهدف وقد اختفت تلك المطامع في ارض الجنوب اليوم تحت عباءة ما تسمى بالوحدة اليمنية. وحتى لا تختلط الأوراق ويأتي من يحاول تشويه موقفنا بأننا ضد الثورة فإني انفي هذا وأقول ان الثورة تم اغتيالها وتصفية قادتها ورموزها ومبادئها حتى انتهى المسلسل باغتيال الجنوب كله ومازالت الحلقة مستمرة في استهداف تاريخ الجنوب وبنيته الاجتماعية والتآمر على الثورة وهذا ما دفعني إلى الكتابة عن قناعة بأنه إذا لم نواجه حقيقة الطابور الخامس الذين هم سبب معاناة الحراك في الجنوب اليوم فإننا سنكون مثل الثور الأسباني الذي يناطح قطعة القماش الحمراء.
ظلت العقدة الزيدية من يافع متأصلة حتى تحولت إلى حقد دفين وعقيدة قبلية سياسية وعسكرية جسّدتها سياسة دولة الإمام الذي وقف عقبة كأداء بوجه الحركة الوطنية الجنوبية لكبح أي تطلعات تحررية لأبناء الجنوب من الاستعمار البريطاني فكان مندوب الأمام لدى الجامعة العربية يرفض بقوة تبن أي دولة عربية لمشروع المطالبة باستقلال الجنوب من الاستعمار البريطاني أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة وكان يعتبر الجنوب جزءا من مملكته.
لقد أعاقت دولة الإمام تطلعات الوطنين في الجنوب العربي مؤقتا فقد أطاح بتلك الدولة مجموعة من الضباط الأحرار ر بانقلاب دعمته مصر وأعلنوا الجمهورية لكنهم دخلوا في دوامة الحرب الأهلية والتي لم تمكنهم حتى من التفكير بشان الجنوب.
كانت حركة القوميين العرب قد تمكنت من التهام الفصائل الوطنية الجنوبية الصغيرة وضمتها في إطار ما عرف بالجبهة القومية من خلال تأطير نفر من قيادة كل فصيل وإلغاء الفصيل وهي الفكرة الأساسية والمركزية لحركة القوميين العرب في احتكار الثورية والوطنية وإلغاء الآخر.. حركة القوميين العرب كانت تحمل أجندة مستوردة فكانت توجه من قبل قيادة الحركة في بيروت بما في ذلك اعتبار اليمن قطر واحد وهو ما فتح المجال لعناصر الحركة في اليمن ان تتسلل إلى فرع الحركة في الجنوب وتنفذ مخطط تصفية قادتها في الجنوب وأبرزهم فيصل عبداللطيف وقحطان الشعبي وسيف الضالعي ومحمد البيشي العولقي ومحمد علي هيثم والقائمة تطول بالاعتماد على العناصر الثانوية من المقاتلين في صفوف الحركة والميالين للعنف قليلي الخبرة السياسية لحداثة أعمارهم التي تتراوح بين الثامنة عشر والسادسة والعشرون. كان لوجود عناصر قيادة فرع اليمن بقيادة سلطان احمد عمر اثر كبير في إقصاء وتصفية قيادات فرع الجنوب المخضرمين حيث وقف فرع اليمن داعما لهذا المخطط ونفذته القيادات الشابة في الجنوب بحذافيره, وبعد ان تمكنوا من إقصاء قادة الحركة في الجنوب شرعوا في تنفيذ مخطط الأئمة القديم الجديد في مسخ هوية الجنوب وتدمير بناينه حتى تمكنوا من ضمه واحتلاله دون حرب فلم يأت هجوم صيف 1994م إلا وقد مسخ الجنوب فلم يجد احد يدافع عنه بل وان الأغلبية من القيادات التي تربت في مدرسة اٌلإشتراكي كانوا راس حربة ضمن جيش الأئمة الجدد سواءً ضمن الجحافل القادمة من خلف الحدود أو من ضمن القيادات السياسية للحزب الاشتراكي ممن لعبوا دور الطابور الخمس في عدن نفسها وهو ما يؤكد ان عناصر الحزب قد تربوا على أن الحزب هو الوطن وان قبلتهم هي صنعاء.
ما يهمني في مقال هذا هو ان أبيّن أهم حلقات مخطط تدمير الجنوب وهو استهداف يافع لأهميتها البشرية وبقاء بنيانها كتلة متماسكة ودورها التاريخي في الحفاظ على الجنوب بالإضافة على دورها الصاعد اليوم على مستوى دول الجوار من خلال توظيف الرأسمال السياسي وما يمثله من أهمية كبرى لمستقبل الجنوب ككل في معركته مع الاحتلال.
لم يقتصر دور يافع في القرون الأربعة الأخيرة في التصدي لمخططات الأئمة والاحتلال العثماني بل كانت يافع أيضا قد مثلت قوة الرفض والمقاومة للاستعمار البريطاني ولم تخضع له رغم تراجع دورها على الساحة الجنوبية لأسباب كثيرة منها تأثير الإحتلالين البريطاني والتركي للجنوب واليمن لكنها ظلت خارج السيطرة الاستعمارية البريطانية وكانتا سلطنتي يافع العليا والسفلى لأل ألعفيفي وهرهره طليعة للمقامة والرفض للوجود البريطاني في الجنوب.
لنأخذ نموذجين لأبرز الوطنيين في يافع ممن قاموا الاحتلال البريطاني وما تعرضا له من قبل تيار التبعية والتطرف في حركة القوميين العرب الذي حكم الجنوب ونفذ مخططات الأئمة فقد كان السلطان محمد بن عيدروس ألعفيفي وطنيا رفض مشاريع الاستعمار البريطاني وتصدى لسياستهم في دلتا أبين في وقت مبكر حتى تحول رفضه إلى مجابهة مباشرة بينه وبين بريطانيا وكان النموذج الأخر هو شيخ الموسطة الوطني ونقيب يافع احمد أبو بكر النقيب.
عندما قامت ثورة 23يوليو في مصر كان السلطان ألعفيفي احد مؤيديها وبدأ يعبر عن راية السياسي المناهض للاستعمار البريطاني ومشاريعها السياسية وخاصة فكرة اتحاد الجنوب العربي التي بدأت تخطط لإحيائه واحتك معها مباشرة في يافع الساحل حتى تطور الاحتكاك إلى مواجهات مسلحة عندما انسحب ألعفيفي واتباعة إلى جبال حطاط وشكل مركز المقاومة المسلحة التي انطلقت تهاجم الوجود البريطاني في الجزء الساحلي من سلطة يافع المتمثل بجعار والحصن وباتيس وغيرها وخاصة في منطقة الدلتا.
تعرضت مناطق يافع للعدوان البريطاني وأغارت أسراب الطيران على القرى والمدن تلاحق ألعفيفي وأتباعه حتى اضطر النزوح إلى البيضاء ومن ثم على تعز لتجنيب يافع مزيدا من الدمار لعدم تكافؤ الجانبين البريطاني والعفيفي ولرفض الإمام تقديم الدعم للمقاومة في يافع.
كان السلطان ألعفيفي قد نادى بخروج بريطانيا من الجنوب وكان احد الذين شكلوا في بداية الستينات هيئة تحرير الجنوب مثله مثل السلطان الوطني علي عبدالكريم العبدلي أعلنا أنهما يناضلان من اجل تحرير الجنوب وإقامة نظام وطني على أنقاضه يؤمنا بالانتخابات دون التمسك بالسلطنة. رفضا اثنانهما الانضمام للجبهة القومية عند تشكيلها لأنها كانت تمثل امتداد لقيادة حركة القوميين العرب في بيروت ولرفضها الاعتراف بنضال من سبقوها في النضال حيث جاءت ببرنامج غير قابل للنقاش من قبل الآخرين الذين طلبت منهم أي يكونوا أتباعا لا شركاء.
وكان الشيخ الوطني احمد بن أبو بكر النقيب رمزا للمقامة حيث وحد يافع في مواجهة بريطانيا ورفض الدخول في الإتحاد الفيدرالي وقاد انتفاضة 1958م المناوئة لبريطانيا الشهيرة ورفض التوقيع على المذكرة التي أعدها عامل الإمام في البيضاء الرويشان عام 1957م التي تطالب من مشائخ الجنوب بالتوقيع عليها باعتبارهم جزءا من مملكة الأمام.
لم يشفع للسلطان ألعفيفي وللشيخ النقيب موقفيهما الوطني المشرف ضد الاستعمار البريطاني والإمام بل ان ذلك كان سببا لاستهدافهما من قبل الحركيين الجدد حيث تم اغتيال الشيخ النقيب هو واحد أبناءه في منزله عام 1963م وتعرض بقية أبناءه للمطاردة فيما بعد مما اجبروا على الهجرة.
وتعرض السلطان ألعفيفي لمؤامرة دنيئة بدأت بالاعتقال في صنعاء قبل استقلال الجنوب وللغدر في الجنوب دون أي سبب معقول حيث تم تصفيته في السيلة البيضاء غدرا من ضمن 18 من الوطنيين الجنوبيين ومنهم اخوي السلطان فيصل ومحمود.
إن اغتيال الرمزين الوطنيين العفيفي والنقيب لأسباب ليست لها علاقة بالثورة فقد قادا المقاومة والثورة قبل ان تولد حركة القوميين العرب واستهدافهما هو استهداف للثورة نفسها وللنزعة الوطنية الجنوبية التي مثلان ابرز رموزها. ولمعرفة الأسباب الحقيقة التي تقف وراء استهداف رموز يافع نقف أمام جريمة أشنع واكبر من استهداف الرموز الوطنية في يافع بل ان يافع هي الهدف فقد تم تقسيمها بطريقة ليست مبررة وهي سياسة معروفة فيافع مثلت كما ذكرت على مدار التاريخ رمزا للمقاومة وانتصبت كحامي للجنوب عند الشدائد لهذا فتشتيت يافع وتوزيعها بين أبين ولحج وتهميشها حيث تحول جزأها الساحلي ملحقا لمحافظة أبين وجزأها العلوي تابعا لمحافظة لحج دون أن تعطى لأي من جزأيها مكانة تذكر.. وتمت ملاحقة رموز يافع حيث تم اغتيال حسين قماطة في معتقل الفتح وتم اغتيال الشخصية الوطنية والجنوبية البارزة مطيع دون أي مبرر إلا بسبب الخوف من مكانتها التاريخية الكبيرة وخوفا من استعادة دورها مع الاحتفاظ بالشخصيات الهزيلة التي تقبل بإقصاء يافع وهذا ماتم له في حرب 1994م.
إن الكتابة اليوم عما تعرضت له يافع من تآمر ليس عبثا وليس نبشا في الماضي كما سيحاول البعض التلويح بان هذا خدشا لمشروع التصالح والتسامح ولكن لأن المؤامرة على يافع مازالت على أشدها وان اللحظة التاريخية قد حانت لان تقوم يافع بدورها نحو الجنوب كما فعلت في زمن الاحتلال الحبشي والاحتلال التركي والأئمة والاستعمار البريطاني وهي اليوم تنهض من جديد لتؤكد حضورها في زمن الانكسار وأي استهداف لها هو استهداف للجنوب في أهم معاقله.
ما تتعرض له يافع اليوم من محاولات تهميش وإقصاء هو جزءا من المؤامرة المستمرة ضد الجنوب فيافع تستدعي معها كل الإرث التاريخي وتقف ليس كما يريد البعض ان تكون أجزاء تابعة بل أنها تقف ككيان يتجاوز كل التقسميات فهي تقود المقاومة في الداخل والخارج.
يافع اليوم هي الجنوب المحرر وهي معقل الثورة التي لم تطأها جحافل الاحتلال اليمني. بذلت مطابخ صنعاء جهودا مضنية لمحاولة تفتيت يافع فما ان سقط الجنوب في صيف 1994م حتى عينت صنعاء مأمورا ليافع احد الرموز الذي كان له رؤية مغايرة للطريقة التي يحكم بها المتطرفين التبعيين في الجنوب في محاولة من صنعاء لشق يافع وضربها ببعضها.. حاول البعض من رموز الاشتراكي ترديد إشاعة بأن مأمورها الجديد قد بعثته سلطات صنعاء لتصفية الحسابات مع الاشتراكيين.. كانت السلطات تتأهب للمعركة مع يافع تنتظر صفارة الإنذار لللإنقضاض عليها بعد تدخل في معركة مع ذاتها وجهزت الحملة العسكرية التي وقفت على مشارف يافع ولم تجرؤ علي مهاجمتها بسبب الموقف الموحد لأبناء يافع فقد كان مأمورها المناضل صالح عبادي رمزا للتسامح والعقلانية حافظ على الوحدة الداخلية والاجتماعية ليافع وشكل إلى جانب شيخ يافع الوطني عبدالرب النقيب ثنائيا افشلا مخطط الاحتلال لتفتيت يافع قاداها للحفاظ على استقلالها ووحدتها واستعادة مكانتها التاريخية حتى نهضت من جديد وهي اليوم تحت قيادة شيخها النقيب قد تحررت من بقايا الاشتراكي وأحزاب المشترك وتشكل منطقة جنوبية محررة من كل القيود.
مثلت يافع في الأعوام الثلاثة الماضية معقلا للحراك الجنوبي تحاول جاهدة توحيده فقد احتضنت قيام أهم مكون جنوبي حمل رؤية واضحة أنتصر للهوية الجنوبية وأعلن صراحة تحرير الجنوب من الاحتلال واستعادة استقلاله, وهو المجلس الوطني الذي قاده المناضل الصلب حسن باعوم.
شمرت سلطات الاحتلال سواعدها لمواجهة يافع وبدأت بحملة لإخضاع ردفان بوابة يافع وهناك جرت المعارك وفشلت الحملة العسكرية لكن الحملة السياسية التي قادها اشتراكيي الاحتلال في الهجوم على يافع وتمزيق المجلس الوطني قد أتت أًكلها ومازالت مستمرة حتى اللحظة.
تتعرض اليوم يافع لأخطر مؤامرة تقودها السلطة وينفذها عناصر الاشتراكي الموالين في محاولة استبعاد دورها الوطني الذي بدأ ينهض في دعم وقيادة مسيرة التحرير فما ان تبدأ يافع في لملمة الجراح حتى تقوم قيامة الاشتراكي ولا تقعد وهذا ما شهدناه عند كل ملتقى تدعو له يافع. يافع ليست مديرية وليست محافظة بل ان دورها يتعدى ذلك فهي تمثل كتلة متكاملة بين الرأسمال السياسي الذي بدأ يلعب دورا مهما على صعيد الخارج والداخل والكثافة البشرية ليافع التاريخية الممتدة من ساحل أبين مرورا بجبال يافع إلى ردفان وحالمين والشعيب وضلعها الجاسر "الضالع" بالإضافة إلى التضاريس الوعرة حيث تشكل كيان مستقل ومعقلا يستطيع الحراك الاحتماء به والانطلاقة منه وهي ميزة لا توجد في أي منطقة جنوبية أخرى.
من الذي له مصلحة في محاولة تهميش دور يافع المحوري وحرمان الجنوب منه.. هل يستطيع احد أن ينكر ان أهم إخفاقات الحراك الجنوبي ككل هو في ضعف التمويل.. وهل يستطيع احد ان ينكر بان الحراك ومناطق الحراك تخضع لسيطرة سلطات الاحتلال العسكرية ومرتعا سياسيا لأحزاب اللقاء المشترك والاشتراكي بدرجة أساسية وان يافع هي المنطقة الوحيدة المحررة من الاحتلال العسكري اليمني ومن التواجد السياسي للمشترك, أليست المكان الوحيد الذي يمكن ان تصبح منطقة حشد للحراك الجنوبي.
لماذا يتم تجاهل مثل هذه الحقائق ومن الذي يعبث بمستقبل الحراك ومستقبل الجنوب ككل؟!
هل من المعقول ان يتم الحديث في هذه اللحظات عن تقسيم الجنوب إلى محافظات؟ وهل نحن نتحدث عن إطار خطة تنموية حتى نضعها في سياق التقسيم الإداري الذي فرضه الحزب الاشتراكي؟ّ!
وهل الحراك ينطلق اليوم معتمدا على التقسيم الإداري الذي اعتمده الحزب الاشتراكي تعسفا إثناء حكمه الشمولي للجنوب!
السنا بحاجة لحريري الجنوبي يقود الحراك ويقم بتمويله حتى يتحرر الحراك من القيود الإعلامية والسياسية والمالية المفروضة عليه. فكم نحن بحاجة إلى قناة تلفزيونية وصحيفة ناطقة باللغتين الإنكليزية والعربية تقدم الحراك بشكله الصحيح للعرب والعالم ؟ أليس من المخجل ان يتحول من يريد ان يقود الحراك إلى داعية على الماسنجر !يقضي معظم وقته في إقناع نفر من أبناء الجنوب في صواب مشروعه الذي يموله اللقاء المشترك وحميد الأحمر بشكل شخصي.
دعونا نضرب مثلا لمحاولة إقصاء يافع فهذه تشكيلة اجتماع مدينة "كان" الفرنسية في أغسطس الماضي لجماعة مشروع الإنقاذ الوطني الذي اقترحوا قيادة الجنوب في الخارج لنرى يكف ينظروا للجنوب من خلال ما تمثله هذه هي التشكيلة القيادية التي اقترحوها للحراك الجنوبي في الخارج على النحو التالي:
1)على سالم البيض 2) حيدر ابوبكر العطاس 3) صالح عبيد احمد 4) محمد ابوبكر عجرومة 5) محمد على احمد 6) احمد عبدالله الحسني
7)علي فضل بن هرهره 8)صالح فريد محسن 9) جعفر محمد سعد 10) سليمان ناصر مسعود 11) احمد عمر بن فريد 12) على سالم باكريت
قيادة مشروع الإنقاذ الوطني الذي يقوده حميد والذي أعلن عن نفسه في لقاء القاهرة في يونيو الماضي يتلون بلون الزمان والمكان حقيقته انه مع اللقاء المشترك وعندما لم يجد من يؤيده من أبناء الجنوب لم يتردد في إطلاق العبارات التي تدغدغ مشاعر الجنوبيين رغم ان من دشن المشروع قبل ثلاثة اشهر في بريطانيا هو محمد سالم باسندوه المستشار السياسي للرئيس اليمني علي عبدالله صالح وان المنسق العام للقاءات مشروع الإنقاذ هو الدكتور عبدالولي الشميري سفير اليمن في القاهرة وشريك الرئيس في أعمال تهريب الأسلحة والمخدرات ولا أظن ان هناك من يجرؤ على نفي ما أقوله فذلك صار معلوما للجميع فهل مازلت مصرا ياعطاس على انك مع الاستقلال.
تم اختيار الأخ العزيز علي فضل هرهره كممثل ليافع من قبل العطاس وهو رئيس الهيئة الوطنية لأبناء الجنوب في بريطانيا والتي لا يزيد عدد أفرادها عن خمسة عشر فردا وتشكلت بقرار من قيادة مشروع الإنقاذ في مطلع 2008م أثناء اجتماعهم في أبو ظبي . يافع تشكل عمود الحراك في بريطانيا وأمريكا والسعودية ودول الخليج والصين وغيرها ويتم تجاهلها حد ان يتم تنصيب من يريدوا ممثلا ليافع دون العودة لأبناء يافع أنفسهم. إن ظاهر المسالة تبدو ان هناك نظرة متساوية للتوزيع العادل بين مختلف محافظات الجنوب رغم انه لا يوجد ما يوحي بذلك. تجاهل يافع هو محاولة لضرب الحراك وتنفيذ مشروع اللقاء المشترك في وأد الثورة ودليلا ساطعا على أن قيادة الاشتراكي مازلت تعتبر ان قيادة الجنوب حق مكتسب لها وأنها مازالت تسير على نفس النهج السابق في التعامل مع شعب الجنوب.
هل نحن اليوم أمام معضلة التقسيم الإداري للجنوب أم أننا أمام الحراك الجنوبي والتعامل مع ماهو موجود على الأرض! وهل سيرفض أي جنوبي إذا تقدم رجل الأعمال الصريمة وقام بتمويل قناة فضائية وصحيفة وتخصيص ولو عشرة بالمائة من الأموال المودعة لديه من موازنة حرب 1994 م لأن يتبوأ أعلى المناصب في قيادة الحراك!
بكل تأكيد محاولة إقصاء يافع لم تقتصر على ما ذكرناه فالبعض ينساق بغباء وراء الدعاية الاشتراكية بأن يافع تريد الاستيلاء على الحراك! يافع وحضرموت هما قلعتي الجنوب وهما الأمل الواعد في تشييد وأعمار الجنوب فالرأسمال الحضرمي واليافعي كافي لتشييد سنغافورة وهونج كونج مجتمعتين في جنوب الجزيرة العربية. وهل نحن في لحظة تشكيل الحكومة وتقسيم الموارد أم أننا في مرحلة نضال نؤيد من يتقدم للمعركة ونستفيد من إمكانيات يافع وحضرموت ونؤصل جميعا لبلورة رؤية للمستقبل تؤسس لقيادة دولة تعتمد الشكل الفيدرالي المدروس الذي يحدده أهل الاختصاص والخبرة يضمن المشاركة العادلة لكل أبناء الجنوب في الثروة والسلطة بعيدا عن الإقصاء والتهميش تحت أي مبرر كان.
لقد تعدت محاولات إقصاء يافع ان انطلقت حملة ظالمة للنيل من يافع تتهمها بالتبعية للسعودية وان السعودية ضد قضية الجنوب حيث لمسنا ذلك بشكل جلي في إطار قيادية تاج قاد هذه الحملة كل من حمزه مقبل وهو احد ابرز عناصر محسن الشرجبي في الضالع فقد كان يتربص بتاج مثل الضبع الذي يسير خلف الفريسة حيث جاءت اللحظة المناسبة ليعلن موقفه الحقيقي الذي يتقاطع مع سياسة تاج ويعبر عن انتماءه الاشتراكي ومع مشروع المشترك الذي لا يستهدف مشروع الاستقلال وتاج بل الجنوب بهويته ومصيره ككل ضانا ان اللحظة قد آنت للانقضاض على تاج وتمزيقه والتحشيد ضد يافع. كما مثل احمد الحسني قطبا آخر لم يتردد في تكفير يافع كلها واتهامها بالوقوف ضد قضية الجنوب حتى من هم معه في إطار تاج دون تمييز ودون أي مبرر معقول رغم كل ما حضي به الحسني من احترام ومكانه في إطار تاج من أبناء يافع والضالع ورغم أننا في برنامجنا السياسي لتاج وضعنا نصب أعيننا ان الجنوب يجب ان تكون له علاقة استراتيجية متميزة مع المملكة السعودية إدراكا منا لأهمية العلاقات الجنوبية السعودية حيث أصبحت وطنا ثانيا للجنوبيين وخاصة الحضارمة وأبناء يافع عمودي الجنوب التاريخيين وهي تقود دول الخليج مجتمعة وللمكانة الإقليمية والدولية التي تحتلها المملكة وأي محاولة للنيل من هذه العلاقة هي استهداف للحراك الجنوبي وللثورة في الجنوب ليس إلا.
كل هذه النماذج التي تبدو متباعدة ولا تربطها صله لكنها في حقيقة الأمر جميعها تعود لمدرسة الاشتراكي ومطبخها الأصيل فجميع من ذكرناهم جاءوا من مدرسة الاشتراكي وقد تربوا في حضنه فليس من السهل عليهم ان ينزعوا عن أنفسهم ثقافة الاشتراكي حتى وإن غادر الاشتراكي الجنوب كله.
هكذا علينا ان نبدأ بتشخيص مواطن الألم والأسباب الحقيقة التي تؤدي إلى تمزّق الحراك وإعاقته عن التقدم. إن السكوت عن الدور الذي يقوم به الحزب الاشتراكي الموالي للسلطة في العبث بالحراك أمر بالغ الخطورة فعناصرهم يتواجدون داخلنا ويتغنون بشعار الاستقلال لكنهم غير مخفيين ولا يخجلوا من البوح بعلاقتهم الوطيدة باللقاء المشترك ولا يخفوا حصولهم على التمويل منه في مخطط واضح يسير بالحراك نحو التمزق والإحباط واليأس والفشل ومن ثم سيخرجون علينا بالبديل والحلول الممكنة التي يبشرون بها.
إذا أردنا التصدي لهذه المؤامرة علينا ان نبدأ بجمع وتوحيد قوانا في كل مكان في الداخل والخارج. لقد انطلقت أولى الإشارات في بياني الشيخين الوطنيين عبدالرب النقيب وطارق الفضلى حول الدور التأمري الذي يقوم به الاشتراكي في تخريب مسيرة الحراك. لنبدأ بالفرز ولنجمع قوى الاستقلال الحقيقية ممثلة بتيار الاستقلال في مجلس الحراك ممثل بالمناضل باعوم والمجلس الوطني الأعلى لتحرير الجنوب والهيئة الوطنية العليا لاستقلال الجنوب والتجمع الديمقراطي الجنوبي "تاج" واتحاد شباب الجنوب والشخصيات الوطنية والاجتماعية من مشائخ ورجال أعمال وسياسيين وخلفهم يقف شعب الجنوب التواق للحرية والاستقلال ولتكون يافع معقل الحراك ومن هناك سوف تنطلق المسيرة.

اللهم أني بلغت اللهم فاشهد

[alyazidi]

أحرجتنا يا إبن الأرض الباسلة أحرجت الأقلام التي تنتمي إلى يافع
الحقيقه تثبتها الوقائع وأبناء الجنوب البواسل من كل منطقه على هذه الأرض الطاهره الجنوبية العربية الأصيلة يجب أن يصحو من سباتهم ووالله بعد الله أنهم شركاء بتاريخ يافع فهم كانوا المقدمه وهم كانوا الدفاع الأول وكنا السند المدد.