إلى متى وشعب الجنوب ضحية؟

[المشير طنطاوي]

السلام عليكم أيها الشعب الجنوبي المقلوب على أمره من قبل اللوبي الجنوبي الشيوعي المخضرم
وبعد

أنا المشير طنطاوي أعلن أن هذا اللوبي المخضرم يمشي تحت مخطط ضخم يقوده الرئيس علي ناصر محمد والرئيس حيدر العطاس وأعوانهم لغمس القضية الجنوبية وهوية شعبه.
السؤال الكبير كيف ولماذا؟

لنرجع للتاريخ وبالتحديد في منتصف القرن الماضي حيث شهدت تغيرات جذرية بمعظم الدولة العربية سميت بالثورة والتي برأي كانت انقلابات عسكرية ليس إلا عانت منها الشعوب العربية إلى الان وإلا لما شاهدنا ما يحدث الان ببداية القرن الجديد, والظريف أن كل هذه الزوبعة الكبيرة قد أطلقت باسم القومية العربية التي أيضا بسببها نعاني منها الان ما نعاني برأي من خطابات رنانة وبليغة لم نرى منها إلا النكسات العربية والان البعض منهم ما زال يستخدم هذه القومية ولكن بدون فائدة فكلها شعارات تدخل الشعوب العربية بمتاهات فكرية وبالأخير النتيجة هي إحباط هذه الشعوب وفوق كل ذلك كان ومازال يهدف هؤلاء القوميين لجعل معيشتهم صعبة مما أدى إلى انفجار ما نعيشه الان من وضع بأغلب الدول العربية بمنطقتنا.
لقد رجعت للتاريخ ببعض العناوين وليس التفاصيل لأنني إذا تعمقت بها سأحتاج إلى روايات كاملة لن تنتهي ولكنني بدأت بهذه الفكرة لأننا كجنوبيين تأثرنا بها فقد أثرت تلك الموجة بمنتصف القرن الماضي, وأحيي شهداء تلك الثورة كموقف من الرغم أنني لا افهم إلى الان ماذا فعلت لنا فقد قالها الانجليز سنخرج وحددوا بالتاريخ ذلك اليوم الذي لو كان هؤلاء الثوار صبروا عامين أو ثلاث بعدما صبروا أكثر من مئة وعشرين عاما تحت الاحتلال الانجليزي لكنا الان بمصاف الدول الكبرى ونملك سيادتنا وهويتنا الحقيقية ولكن أدخلونا بالقومية العربية والتي لم نرى منها إلا الآلام وفقدنا الكثير من مثقفينا بسبب حروب أهلية سببتها أهداف القومية العربية الزائفة.

الان سأدخل بصلب الموضوع والى اللوبي القديم فهم الان لم يحددوا موقفهم عن قضية الجنوب بوضوح وما أهدافهم التي يشتغلون بها ولكن تحت الطاولة ودائما ما نسمع منهم أن الأمور بخير وتسير تحت متطلبات الشعب والتي هي المطالبة بفك الارتباط وتقرير المصير باستفتاء شعبي مره واحده بدون أربعه سنين كون فيدرالية بإقليمين جنوب شمال وهذه هي الأمور المبشرة بالخير بالنسبة لهم والتي لا تلبي مطالب الشعب ولكن يأتي أناس عندما أتكلم عن الرئيس علي ناصر وأريد أن انتقده فكريا يقولوا لي أنت ما تفهم أنت مشير أنت عسكري الريس ناصر داهية ويملك علاقات قوية مع السياسيين العرب وانه في عهده كرئيس كان يحاول الانفتاح أمام العالم ومن دهائه قرر اغتيال أعضاء المكتب السياسي الذي حينها لم يعلم انه أمر بالقضاء على دولة الجنوب وكانت بداية النهاية والانزلاق السريع نحو الوحدة فيا له من داهية, أما عن الرئيس العطاس ودهاءه فاني أقول ان صلعته وأتمنى ألا تعتبر اهانه هي دليل كبير مما بذله من جهد أيام منصبه باليمن الجنوبي واليمن الموحد.

وما يفاجئني أكثر ان هذا اللوبي القديم لم يعتذر إلى الان للشعب الجنوبي فلا ابوجمال ولا ابومعتز ولا ابوسند تنازلوا لهذا لن أثق بهم إلا عندما اسمع اعتذارهم للشعب لان هذا يعني أنهم فعلا لا يقدرونه فهذا هو الضحك على الشعب المقلوب على أمره والمشي على ذاك الفكر الذي مهما تغير أمامنا فهم بالأخير يملكون ذاك الفكر الاشتراكي المدمج مع الفكر القومي العربي وهو الوحدة العربية بأي أساليب المكر والدهاء الذي هو النكبة فما أجمل التوانية يا عرب وما أشجع الاعتذار والصراحة فقد شاهدت لقاء البيض الأخير بقناة الحرة الأمريكية والذي اعتبره من انجح لقاءاته بعد خروجه وخصوصا عندما تحدث عن طمس الهوية الجنوبية وانه من الذين خدعوا أيام تلك الثورة وأعتذر للشعب وليس المرة الأولى الذي يعتذر فيها فعندما خرج من عمان إلى ألمانيا اعتذر للشعب عن الوحدة, هذا الكلام ليس إلا وقفه صغيره تجاه البيض على الرغم من أنني لم اتفق معه عن طريق تمشيته للأمور وأنا هنا لا أشكك بنيته تجاه القضية الجنوبية ولكن يجب للتاريخ يكتب عن اعتذارين لهذا الشخص مهما وجدت السلبيات.

الخلاصة: يجب عليهم الأعتذار لأنه يا أخواني مش من السهل الخروج من الفكر الأشتراكي المدمج مع القومي العربي فمهما أبرزوا من حلول فهدفهم هو اعادة الوحدة الذي من أجلها فقدوا الكثير.


وتحياتي للجنوب