ألسيد "علي البيض " بين تأييد الشارع ومعارضة الزعامات الجنوبيه

[سيف الجنوب]

ألسيد "علي البيض " بين تأييد الشارع ومعارضة الزعامات الجنوبيه
السياسي برس .





فبل خروج السيد البيض عن صمته كان كبار قادة الجنوب يطالبونه بكسر حاجز الصمت وتحمل مسؤولية فعلته الوحدوية, كانوا يدعونه للقيام بواجبه نحو مواطنيه , صدقهم الرجل وتخلى عن كل وسائل الراحة التي كان يتمتع بها فى منفاه , صدق السيد البيض دعوات تلك الزعامات الذين كانوا يستخدمون صمته شماعه لإسقاط مسؤوليتهم عن تحمل اعباء القضية الجنوبية , محاولين اقناع المواطن في الجنوب انهم معه لكنهم لا يملكون الحجج القانونية التي يملكهاِ السيد البيض باعتباره الرئيس الجنوبي الذى وقع وثيقة الوحدة مع الرئيس الشمالي ,وانهم لا يريدون تجاوز دوره فهو من اشعل نيران الوحدة وعليه ان يطفئها او يكون في مقدمة الاطفائيين ,
صدقهم الرجل كعادته كما صدق وعود عبدالله صالح ولم يكن وحده هو من صدق ذلك بل ان غالبية المواطنين صدقوهم واعتقدوا ان غالبية القيادات الجنوبيه ان لم يكن كلها سوف تسير خلف السيد البيض وتشد من ازره , لكن ما حصل هو العكس حيث تكالبت عليه معظم القيادات الجنوبية وعملت على انتقاد خط سيره فى السر والعلن , وكأنهم يريدون استخدامه كواجهة سياسيه تسير الى جانبهم وتتحدث بألسنتهم , وهو سلوك غريب في عالم السياسة لم يحدث من اى سيأسى اجنبي حيا كان ام ميتا , فما هو معروف في عالم السياسة ان من لا يملك الصفة الرسمية عليه ان يترك المسؤولية للشخص المعنى بها , هذا ما نشاهده يحدث فى احزاب اروبا وامريكا ومؤسساتها السياسية ,

لكن ما يحدث اليوم من القيادات الجنوبية امرا يثير الشك والريبة , هو انهم يطالبونه بالعودة وتحمل المسؤولية, ثم يعارضونه, متناسين ان المسؤولية الأدبية حسب فهمنا المتواضع هي ان يترك الخبز لخبازه حتى وان كان الخباز من وجهة نظرهم مثل السيد البيض غير محترف , كان عليهم احترام وضعه كرجل اصبح له انصاره اكثر منهم في الساحة الجنوبية , كان عليهم دعم موقفه ولو ظاهريا بعيدا عن تصفية الحسابات ويبقى في النفوس ما فيها , لكن الامور فى هذا الجنوب لم تتغيير عن سابق عهدها حيث كان السياسي الخاسر فى الجنوب يذهب الى الشمال يمارس العابه البهلوانية حتى تقع كارثه ويعود من جديد , وكما يبدوا ان القادة الجنوبيين لم يشملهم التصالح والتسامح ولازالت رواسب الماضي فى صدورهم, والا ماذا نفسر هذا التوالد للقادة الجدد وهذه المؤتمرات هنا وهناك اليس المقصود منها هو سحب البساط من تحت اقدام السيد البيض؟ وربما هناك من يتهه بانه ينفد اجنده إيرانية لكنهم حتى الان لا يملكون الدليل عليه وانما يحاولون تشويه مشروعه لاستعادة الدولة الجنوبية , وتناسى هؤلاء ان الضرورات تبيح المحضورات وان من اراد ادعاء النظافة عليه ان يبتعد عنها, ان ما يدعوا اليه السيد البيض هو رغبة الأغلبية في الساحة الجنوبية , وربما ما زاد من وقوف هذا الزخم الى جانيه هو اعلانه عن عدم رغبته في العودة للواجهة السياسية هذا الاعلان المبكر قطع الطريق على بعض المتقولين ,

لاشك ان السيد البيض له اخطاءه مثله مثل غيره من الزعامات الجنوبية , و قبل تحقيق الوحدة كانت الأغلبية في المكتب السياسي واللجنة المركزية والحزب بل ومواطن الشارع كلهم يطالبونه بتحقيقها , لم يطالبه احد من القادة باستفتاء الشعب لان النتيجة كانت تحصيل حاصل ستكون بنعم والف نعم لان الكل طفح به الكيل واراد الخروج من قفص الدولة الاشتراكية , كلهم ارادوا ذلك مسؤولين ومواطنين وليس البيض وحده من سعا للوحدة اليمنية , ولو عمل السيد البيض على تأخير العرض الشمالي في تلك الايام كان سيفقد راسه من فوق اكتافه ويصبح رجل خائن لحلم الشعب اليمنى في تحقيق وحدته , وعندما غدر به عبدالله صالح واعوانه من الشماليين والجنوبيين معه و فشلت الوحد ه كلهم تخلوا عن احلامهم الوحدوية , وحملوه وحده التسرع في خطواته الوحدوية رغم ان الرجل نفد رغبه شعبيه في ذلك الوقت ,

ثم طالبوه بالخروج من هذا المشروع ,وعند ساعة الصفر عندما دقت الحرب طبولها رجعوا ضد خروجه وشارك بعض الجنوبيين في تلك الحرب بكل شراستهم وخان من خان وسقط الجنوبي جنوبه لم يسقطه الشمال, واعتقد ان هناك من الجنوبيين من لازال له مواقف سلبيه من زعامة السيد البيض في الدولة الجنوبية رغم اخلاصه وتفانيه لتلك الدولة ورغم اقدميته كرجل من الرعيل الاول شغل اكثر من حقيبة سياديه منذو اول حكومة جنوبيه بعد الاستقلال , الا ان ذلك التاريخ لم يشفع له حيث تراجع دوره في الثمانينات الى الصفوف الخلفية وتقدم من اتى من مقاعد الدراسة او من الصفوف الخلفية لاحتلال المراكز المتقدمة في الدولة , وما كان للبيض ان يصل الى هرم الدولة الجنوبية لولا الاحداث المشؤمة في يناير86,ورغم ذلك لم يرضى هؤلاء عن زعامته وكانت هناك محاولات عده للخلاص منه بعد الاحداث وبعد عودة المياه الى مجاريها ,لان بعض هؤلاء ظلت نظرتهم للسيد البيض سلبيه وهم يعتقدون ان من يحكم الجنوب يجب ان يكون جنوبي من مثلث الحكم المعهود "لحج ابين الضالع" يتمتع بدعم مناطقي وقبلي في الجيش والمراكز الأمنية , هذه مؤهلات الوصول للرئاسة الجنوبية والتي لم تكن متوفرة للسيد البيض الذى لم يكن له قبيله يستند اليها ولم يكن له قاده في الجيش يدعمونه كما انه كان بعيدا عن مسقط راسه ولم تكن له عناصر فاعله في حضرموت يحسب لها حساب , بل انه كان من وجهة نظر بعض الحضارم لم يقدم شيئا يذكر لحضرموت فى الوقت الذى قدم عنتر الكثير للضالع وقدم سلمان الوالى ما قدمه ليافع وقدم الرئيس ناصر ما قدمه لأبين بينما كان السيد البيض بعيدا عن اهل حضرموت محسوبا عليهم لكنه لم يكن معهم , تناسى الرجل واقع الجنوب القبلي المناطقي واعتقد ان الناس يعيشون فى دولة امميه , وهذا هو الاعتقاد الخاطئ الذى لاوجود له .
ليس هناك أي تفسير اخر لمعارضة بعض القادة الجنوبين لخط سير السيد البيض سوى انهم ينظرون له تلك النظرة السلبية القديمة وهم يعتقدون انهم افضل منه وان لهم رجالهم ومؤيديهم في الجنوب ,
بينما هو يشعر بنفس الشعور تجاههم وانه ان لم يكن مثلهم فهو افضل منهم فى اشياء كثيره , وبما ان المنطق يقول ان الكثرة تغلب الشجاعة فقد تغلب خصومه عليه اكثر من مره, لكنه لم ينسحب من المشهد السياسي ولم يذهب الى الشمال لطلب النصرة كما يفعل معظم القادة الجنوبيين المهزومين, واعتقد ان هناك من الزعامات الجنوبية من لن يتوقف عن محاولاته لسحب البساط من تحت اقدام السيد البيض وهذه الإشكالية قد تكون لها تداعياتها على القضية الجنوبية وعلى الجنوب عامة, والامر واضح ان بعض المناضلين سينتهى بهم المطاف فى احضان النظام الحالي وبعضهم يحملون اجندات مختلفة لكنهم جميعا همهم الاول هو اخراج السيد البيض من اللعبة السياسية ربما لخلافات شخصيه, واذا استمر تفريخ القادة والمؤتمرات الجنوبية كما هو مؤتمر شعب الجنوب فان ذلك سيفتح باب العودة الى المربع الاول ما قبل 67, ومقابل مؤتمر شعب الجنوب قد تظهر اسماء شعوب تاريخيه وليست جهويه, قد يأتي مؤتمر شعب عدن وشعب حضرموت, فهل هذا ما تريده قيادات الجنوب ؟؟
صالح على السباعى