حميد الأحمر والتباكي على الجنوب ( مخطىء من ظن يوما أن للثعلب دينا )

[مسرور]

في سياق الكلمة التي ألقاها في اللقاء الجماهيري والخطابي لأعضاء وأنصار المشترك والذي عقد صباح يوم 16 يونيو 2007 في منطقة السرير عاصمة مديرية جحاف بالضالع وحضرته قيادات عديدة من أعضاء المشترك بصنعاء والضالع قال الشيخ حميد الأحمر عضو مجلس النواب وعضو الهيئة العليا للتجمع اليمني للإصلاح : إنه لا يوجد اليوم إبعاد للجنوبيين فقط أو إلحاق للجنوب وإنما اليمن كلها مصادرة من المهرة إلى صعدة وليس فقط منطقة واحدة .

وتحدث الشيخ حميد عن الضيق الذي وصلت إليه السطة والمتمثل بالمصادرات لكل شيء فقال : إن المصادرات ليست من أسس الوحدة أو أسس الجمهورية أو أسس قيام الدولة ، وأن هذا النظام الأرعن لن يبقي على شيء ، وما الحرب الواقعة في صعدة إلا دليل على هذا لولا أن القيادات الوطنية والوطنيين الذين يبخلون بالروح الوطنية لكان الضرر قد وقع في كل مكان ولكانت الأوضاع أيضاً قد تفجرت هي الأخرى في كل مكان لأن هذا بالفعل ما تريده السلطة في إبقاء الفوضى هناك وهناك لأنها لا تستطيع أن تحكم إلاَّ بالفوضى . :n_77


وحول الحوارات الجارية مع النظام قال الشيخ حميد : إن الباب ما زال مفتوحاً ولكن لا نقبل إلا أن يكون هذا الحوار جاداً وصادقاً ، ويجب أن يتضمن جميع المطالب والتي ينظمها البرنامج السياسي للمشترك ، وفي حالة أن ذلك الحوار لم يُجد سوف نرجع إلى قواعد المشترك وإلى كل الشعب حتى نبحث جميعاً عن وسائل سلمية أخرى سترغم السلطة على أن تسلم هذا الشعب كل حقوقه وأن تتوقفَ عن استمرار سياسات الإلحاق والضم لكل اليمن وحقوق اليمنيين من أقصاها إلى أقصاها .


في القصة الشعرية التي نظمها أحمد شوقي عن الثعلب والديك خلص الشاعر في النهاية وعلى لسان الديك إلى نتيجة تخطىء من ظن يوما أن للثعلب دينا ، وأبناء جنوب اليمن يدركون ويعون قبل غيرهم المزايدات الكلامية بين مراكزالقوى القبلية المتنافسة في شمال الشمال ، ولا يرون في تقولات حميد الأحمر إلا منافسة بين ثعالب مراكز القوى لخطب ود الديك ولظفر به كمغنم ، ومن قاتل حزبه بالأمس القريب ضد الجنوبيين تحت شعارات التكفير وشق عصا الوحدة الوطنية لن يقنعنا بترهاته المحكومة بموقف سياسي لاحق استدعته الظروف والمستجدات التي أزاحت التجمع اليمني للإصلاح من سدة الحكم كشريك مع المؤتمر الشعبي العام وأقحمته في تحالفات مع المعارضة الهزيلة والركيكة لينعم بزعامتها والتصدي من موقع المنافس القبلي للخصم المتربع على الكرسي مدفوعا بنهم التطلع إلى نيل نصيب أوفر من نصيبه الحالي في تقاسم مراكز النفوذ والسطوة والهيمنة على مقدرات شعبنا في الجنوب واستعطافه لإستخدامه كرافد له في حرب القبيلة الزيدية العلمانية الداخلية ومراكز قواها ، ويدرك الجنوبيون جميعا أن حميد الأحمر هو إمتداد للشيخ القبلي عبد الله بن حسين الأحمر الذي تجمعه مصالح قبلية نفعية قبل الوطن والوطنية مع الزمرة القبلية الموازية المهيمنة على القرار السياسي ، وتنافسهم يأتي من باب التزاحم على مقدرات الوطن وكيفية الإستئثار بها وتوزيعها كحصص معتمدة ، أما التوافق في الخطوط العريضة حول بنية وتركيبة النظام السياسي القبائلي العسكري فهو مضمون ويلتقيان فيه ولا يبغيان على بعضهما بعضا وما يسوقانه جميعا يقع ضمن باب المزايدة الكلامية الفارغة والإستقطاب السياسي فقط لحصد مراكز نفوذ علىحساب بؤس وشقاء الجنوبيين والمتاجرة بمآسيهم .

أين كان حميد الأحمر حين شاركت القوى القبلية المنتمية له في ضم الجنوب ؟ ولماذا لم ينتقد فعلها حينذاك ، ولماذا لم يكن النظام الحاكم خلال الإئتلاف والتوافق والإنسجام بين الحزبين القبليين أرعن كما وصفه ؟ ولماذا لا يبادر حميد الأحمر ومن باب المنصف إلى إعادة الأراضي والأملاك التي صادروها هو واخوته ووالده في المحافظات الجنوبية لصالحهم ليسهل له بعد ذلك نقد ما يحدثه الآخرون من أبناء شمال الشمال من موقف النزيه لا الشريك ؟

هي مجموعة تساؤلات تعيد رسم حكاية الثعلب والديك ولا تسقط عن الثعلب صفة الغدر حتى ولو لبس ثياب الواعظين ومشى في الأرض يهدي ويسب الماكرين ::3 ومخطىء من أعتقد أن حميد الأحمر بتشنجاته تلك يبحث عن مصلحة أبناء الجنوب أو أبناء اليمن عامة ... إنه مركز من مراكز القوى المنتفعة بالوطن والدولة والنظام ، وما يقوله ليس إلا مزايدات كلامية لا تلغي توافقه في المصلحة العامة مع القطب القبلي الزيدي الطائفي الآخر .

سلام.