طريقة اعتقال الصحفي / عبد الكريم الخيواني من قبل الأمن السياسي

[با حضرم]

قبل ان تسرد إباء وألاء فاجعة إعتقال والدهما كشفت صحيفة الجيش عبر موقعها على الإنترنت سعي السلطة لإحالة الكاتب والصحفي المعارض عبدالكريم الخيواني لمحكمة أمن الدولة في محاولة كما يبدوا للبحث عن إدانة تبرر الإعتقال.

ذلك الإعتقال الذي تقول عنه ألاء واختها إباء ذات السنوات الست التي فتحت باب الشقة للأمن وأول من رآهم وما ذا قالوا لها من اقتادووا والدها،



تروي لنا آلاء الخيواني التي أكملت امتحانات الصف السابع الأساسي من أول ضربة جرس فقد كانت أول فرد في الأسرة يسمع صوت من جاءوا لمداهمة بيتهم وانتزاع والدها تقول آلاء: دق جرس العمارة وحين رفعت السماعة قال لي أحدهم افتحوا الباب أنا من الكهرباء.

كلمت أمي بأن الكهرباء جايبين فاتورة جديدة فقالت: إحنا سددنا الفاتورة الأخيرة قبل أيام بسيطة.

رديت مرة ثانية على صاحب الكهرباء وقلت له إحنا مسددين الكهرباء كنا نحسب إنه غلطان أو حاجة فقال افتحوا الباب أنا وعاقل الحارة نشتي نتفاهم مع أبيك حول الفاتورة.

فتحت الحوش وطلعوا إلى باب الشقة وكان واحد منهم يكلم إباء الصغيرة من خلف الباب ويقول لها افتحي أنا صاحب بابا.

إباء: حين دق باب الشقة جريت أفتح الباب وقلت له من؟ قال لي: أنا صاحب بابا افتحي الباب، فتحت له وبعدين جلست مستغربة إنهم كانوا واقفين طابور جنب الجدار وفي الدرج كانوا وراء بعض ولما انفتح الباب دهفوني ودخلوا على طول وما عاد استحوش إن أمي في البيت كنت أقول ليش أصحاب بابا هذي المرة قليلين حيا؟ ليش يدخلوا غرفة النوم وما دخلوش الديوان مثل كل مرة؟ وبعدين شفتهم لما دخلوا على أبي غرفته وهو نايم، كنت واقفة بينهم، العسكر كانوا يزبطوا أبي بأرجلهم ويضربوه بأيديهم وأنا أبكي، كانوا يدكموه بأياديهم بقوة.

آلاء: تصف المشهد الأول فتقول كانوا خمسة بملابس مدنية بنطلون وقميص عادي واثنين بملابس عسكرية ومتحملين سلاح وقنابل، انفتح الباب وعلى طول كانوا يتكلمون مع أمي وهم داخل البيت ويمشون باتجاه غرفة النوم وأبي نايم فيها لأنه كان ساهر لليلتين.

كانوا يكلمون أمي وهم متوجهون على طول إلى غرفة النوم ما راحوا ولا إلى مكان وكأنهم عارفون تفاصيل البيت تماماً.

كانت أمي تقل لهم من أعطاكم الحق في دخول البيت واحد جوب عليها: عندنا أوامر من النيابة ومرة ثانية كان واحد يقول عندنا أوامر من الرئيس وبسرعة فتحوا غرفة النوم وقفزوا فوق صدر أبي وهو نائم.

إباء أنا دخلت معهم إلى غرفة أبي كان أبي راقد وبعدين اثنين قفزوا على صدره فوق السرير واثنين مسكوا أرجله وكانوا يضربونه وأنا خفت قوي لأنهم يضربون أبي كنت أصيح فلتوا أبي أتركوا وهم ما يسمعونيش.

كان واحد يضرب من هنا واحد من هنا وواحد يسحبه من فوق السرير وبعدين كان يسحبوه إلى الدرج اثنين كانوا يجروه بيديه وواحد كان يدهفه من ظهره وأنا أصيح وأتمسك بهم.

آلاء: حين كانوا يضربون أبي ويجرونه إلى خارج البيت لم نكن ندري أين نحن وما الذي حصل، الفجيعة كانت كبيرة أختي إباء تحول لونها إلى اللون الاصفر بسبب الخوف.

أنا قفزت إلى الغرفة الثانية وشغلت الكاميرا أشتي أصورهم وهم يضربون والدي ويسحبوه أمام عيوننا ولكن واحد لحق إلى الغرفة وحين شاف الكاميرا على طول أخذها من يدي.

حاولت أتصل بعمتي التي بيتها جنب بيتنا ولكن فوجئت أن التلفون الأرضي مفصول وكان واحد من الضباط قد أخذ تلفونات أبي الجوالة، الغريب أن تلفوننا الأرضي لم يكن مفصولاً قبل الاعتقال وساعة الاعتقال فصلوه إرسال واستقبال (مع أن التلفونات الأرضية دائماً تبقى استقبال حتى بعد فصل الإرسال منها).

كان أبي يقول لهم أيش تشتوا مني؟ وما كان يقدر يتكلم كثير بسبب المرض لأن عنده القلب ويؤثر عليه.

كانت أمي تصيح وكنا كلنا نصيح من الخوف على أبي وأنا كنت أشتي الجيران يسمعوا ويشوفوا العسكر وهم يأخذون أبي حتى ما ينكروناش العسكر بعدين ويقولوا أنهم لا يعلمون بمكانه، أنا كنت خايفة كثير من إخفاء أبي بعد اعتقاله.

إباء أبي سقط من بين أيديهم في الدرج وكانوا يدهفوه قوي.

آلاء: حين كانت أمي تصيح يا عبدالكريم يا عبدالكريم كان أبي يمد بيده إليها ويؤشر لها بأن تسكت ويؤشر لها بأن تدخل إلى البيت.

إباء أبي كان يقول لهم أيش تشتوا مني؟ أيش تشتوا مني؟ وهم ولا يكلموه بعدين كانوا يكلموه وما أفهمش أيش يقولوا.

آلاء: حين أخذوا أبي معهم كانت آية ذات السنتين تبكي وتعمل لنفسها حومرة قصدها أن أبي رايح يتمشى الحديقة وتاركها.

آلاء تقول بأنهم كانوا يقولوا بأن عاقل الحارة معهم ولكن ما كان لا عاقل الحارة ولا غيرة معاهم كانوا وحدهم.

عند خروجهم أغلقوا علينا باب العمارة من الخارج وذهبوا بأبي، لحقتهم وكان قصدي أتصل بعمتي من الشارع وأبلغها بالحادث ولكن الباب كان مغلق علينا جلست أدق حتى فتح لي واحد من الشارع.

بعد أخذهم أبي إلى حيث لا نعلم جاءت ثلاثة أطقم أخرى وعليها مسلحين بملابس مدنية ومعهم امرأة، ضابطة وكانوا يدقون باب حوش العمارة ولما جوبت عليهم من تلفون الجرس قالوا افتحي إحنا من الكهرباء قلت لهم الكهرباء مرة ثانية؟ قال افتحي أو با نكسر الباب، لم افتح لهم فقفز واحد منهم الحوش وفتح ودخلوا العمارة وبعدين كان يهددونا بأننا إذا ما فتحنا باب الشقة سيكسرون بابها ويدخلون، كانوا يدقون بشكل قوي ففتحنا لهم ودخلوا عبثوا بملابسنا وبالدواليب والخزنات المصممة من أصل الجدار ومفاتيحها مع صاحب البيت كسروها وفتشوها، فتشوا الكنب والفرش وفتشوا الأتاري واللعب حقنا وحتى العروسة حق إباء لم يتركوا شيء الا وفتشوه وكانوا يسألونا عن الأسلحة وإحنا مستغربين لأن أبي ما فيش معه سلاح بالمرة.

أثناء التفتيش أخذوا كمبيوتر محمول حق أبي وأخذوا أشرطة المسجلة التي يسمعها أبي وأخذوا أوراقه الخاصة.

أنا شفت واحد منهم يقرأ في المذكرة التي يدون فيها أبي مذكراته الخاصة فأخذت منه المذكرة وقلت له هذي أشياء شخصية تخص حياة أبي الخاصة ولا يحق لك أن تطلع عليها.

أثناء التفتيش قطعوا" ملاية" إباء التي فتحت لهم أول مرة وهي الآن زعلانة على بابا وعلى ملايتها، أحد الضباط وجد بطاقة تهنئة من أحد زميلاتي بمناسبة عيد ميلادي فقام بتقطيعها قلت له حتى بطاقة التهنئة زعلتكم.

كنت أسمع أحد الضباط وهو يتصل ويقول ما وجدناش أي أسلحة يا فندم وبعدين يسكت شوية ويقول كيف لا زم نجد شي يا فندم؟ ما فيش أسلحة في البيت.

عند خروجهم وقفت في الدرج وقلت لهم شكراً على الزيارة الجميلة!!.


[فقط الأعضاء المسجلين والمفعلين يمكنهم رؤية الوصلات . إضغط هنا للتسجيل]