القرآن الكريم - الرئيسية - الناشر - دستور المنتدى - صبر للدراسات - صبر نيوز - صبرالقديم - صبرفي اليوتيوب - سجل الزوار - من نحن - الاتصال بنا - دليل المواقع - قناة عدن
عاجل |
الجزيرة مباشر | الجزيرة | العربية | روسيا اليوم | بي بي سي | الحرة | فرانس 24 | المياديين | العالم | سكاي نيوز | عدن لايف |
آخر المواضيع |
#1
|
|||
|
|||
ما جدوى الوطن إن لم تجد فيه مكان تغرس به أقدامك؟؟
ما جدوى الوطن إن لم تجد فيه مكان تغرس به أقدامك؟؟ تمثال الملكة فيكتوريا بعدن وتظهر عليه اثار طلقات رصاص خلال الحرب الجمعة 04 ديسمبر 2015 12:23 صباحاً كتب/ مروان الجوبعي “قدم المرء يجب أن تكون مغروسة في وطنة، أما عيناه فيجب أن تستكشف العالم” أشك أن تتبادر مثل هذه الفكرة إلى أذهان إنسان سوي مهما كانت وطنيته إن كان واقفاً على أرض وطن لا يعلوا فيه صوت فوق صوت الرصاص والمدافع فالأوطان لا تتشابه وسانتيانا قائل هذه العبارة كان ينظر من زاويته وواقعه المختلف، ليس الجميع مثله وليست أوطان الآخرين كوطنه .. حين قالها كان يقف على أرضية صلبة وعيناه تحدَّق وتستكشف هذا العالم دون أن يدرك بمعاناة الآخرين .. دون أن يدرك بكارثية الأوطان عندما يتوحّش أبنائها وينهش بعضهم بعضا فيغرق الوطن بالدماء ويتحول إلى وحل لا يقدر أحداً الوقوف عليه إلا أن يكون جزءاً من فرق الوحوش المتناحرة .. حين قالها لم يكن يدرك أن هناك أوطان إذا أراد أحدهم تمجيد شخص يناديه “ياوحش” لا مكان للإنسان فيها هي أشبه بالغابة لا تعيش فيها إلا الوحوش المفترسة وهذا ما يتفاخر به أبنائها! هذه الكلمات كانت تملأ جمجمتي قبل أن تطَّأ أقدامي أرض الوطن ولكن صدمني الواقع! وعدتُ أسأل نفسي ماذا عن وطن أشبه بالوحل؟ كيف بمقدورك أن تغرس أقدامك فيه؟ وكيف لك أن ترى وتستكشف هذا العالم المتطور من حولك وأنت في وطن غارق في وحل الدماء والظلام في وطن معدم ومعزول عن العالم لا توجد فيه حتى أبسط الخدمات الأساسية؟ كيف لك أن تقتنع بهذه الفكرة “الطوباوية” كما تبدو لك وأنت تقف على وطن أنهكته الحروب والصراعات .. وأنت ترى أبنائه يترنحون أرهقهم الوقوف في طوابير المشتقات النفطية أو أرهقهم الوقوف على أبواب الجمعيات الخيرية وأيضاً أرهقهم الانتظار على أمل أشبه بالمستحيل؟ كيف لك أن تقنع نفسك بها وأنت ترى أمامك الشباب ينتظرون الهبات من الدول التي وعدت وإلى الآن لم تفِ بالوعد وما زالوا على رصيف الانتظار يفتك بهم العوز وترهقهم الوعود الكاذبة وتحرقهم الحرب؟ أي وطن هذا الذي تحول إلى جحيم كل من فيه يبحث عن فرصة للهرب منه؟ أي وطن هذا الذي ثلث شعبه هاجره وثلثه سيطرت على عقليته ثقافة الحرب وثلث لا حول ولا قوة له؟ أرهقتُ نفسي بالتفكير ولأسئلة كيف؟ وكيف؟ وكيف؟ أفكر في معاناته أفكر في كل شيء يمر أمامي أو أمر أمامه يدلُ على المأساة هذا ما كنتُ أفكر فيه طوال الوقت وأنا فيه ..لم أجد فرصة لأعيش بهدوء لم أجد مكاناً صالحاً لأغرس أقدامي فيه وكيف ليّ أن أجدها وأمامي كل تلك المشاهد المأساوية والمعاناة؟ كيف ليّ أن أكون مطمئن في وطن كهذا وأنا أرى أبي عجز أن يجد مدرسة تحافظ على مستوى أبنائه الصغار وأنا أراه منهمك يفكر بمستقبلهم وغلاء المعيشة وأشياء كثيرة تشغل تفكيره ولكن على ما ظن أن أكثرها إرهاقاً الراتب –مصدر دخل الأسرة الوحيد- هل سيستمر هذا الشهر أما أن ما هو أسوأ قد يحث وينقطع إلى الأبد بعد انهيار كل شيء؟ مؤلم هو حال الوطن لم أجد السعادة فيه كما كنتُ أظن لأنني وجدتهُ مشوهاً من الداخل وليس كما كان يبدو ليّ عندما أنظر إليه من الخارج لأنه أصبح أكثر تشوهاً من قبل فيما العالم من حوله يتقدم إلى الأمام بسرعة هو يتدحرج إلى الخلف بوتيرة أسرع. خلال المدة التي قضيتها فيه عجزتُ أن أكتب شيئاً .. الكتابة عن معاناته مرهقة جداً فقد فاق حجم المأساة ما كنتُ أتصوّره بل فاق حجمها تصوَّر أكبر المتشائمين .. توقفتُ عن الكتابة في هذه المدونة التي كنتُ أود أن أنقل من خلالها صورة للوطن وهو يتعافى حسب ما كنتُ أظن .. فقدتُ القدرة على الكتابة ليس رغبة منّي بل مرغماً .. فقدتُ قدرتي على التفكير من الصدمة غير مستوعباً للواقع .. فقدتُ أهم وسيلة التي تتيح ليّ الفرصة للتواصل مع هذا العالم من حولي فقدتُ أشياء كثيرة تساعدني على ذلك لذا لم أستطيع أن أفعل شيء بدونها فتوقف نشاطي لعدة أشهر هي مدة إقامتي في الوطن الجريح واليوم عدتُ مجدداً إليها فوجدتها بمقالين يتيمين وضعتهم بعد أسبوع من فتحها وكنتُ أطمح إلى أن أكون أحد الفائزين بالمرحلة الثانية ولكن على ما يبدو أن القطار قد فات ولم يعد بالإمكان اللحاق به! هكذا إذن هو الوطن يفوّت عليّ الفرص كلّما لاحت !! ما جدوى الوطن إن لم تجد فيه مكان تغرس به أقدامك؟؟ |
«
الموضوع السابق
|
الموضوع التالي
»
|
|
الساعة الآن 10:09 PM.