الجنوب بين المشترك والقيادات المنفية ( بقلم د .يوسف خالد )

[تاج عدن]

الجنوب بين المشترك والقيادات المنفية ( بقلم د .يوسف خالد )




صنعاء – لندن " عدن برس " خاص : 18 – 12 – 2007
مع تصاعد الحراك الشعبي الجنوبي وبلوغه الذروة يوم مهرجان 10-12-2007م لدفن شهداء مذبحة المنصة في 13 اكتوبر2007م ، سجل الجنوبيون يوما تاريخيا أخر وكان بمثابة استفتاء على النهج السلمي للانتفاضة المباركة ... انتفاضة 7-7-2007م التي دشنت في ساحة الحرية بخور مكسر في عاصمتنا الأبدية عدن، وكان عمادها لقاءات التصالح والتسامح ومجلس تنسيق جمعيات المتقاعدين الذي أدار باقتدار دفة الاعتصامات السلمية على مدى 10 أشهر بالرغم من الزج برئيسه العميد ناصر علي النوبة في سجن الاحتلال اليمني لمدة 3- أشهر.


ولاشك بان هذا الإعصار الجماهيري الهائج الذي يشق طريقه بكل قوة نحو فجر الانعتاق وصوب الاستقلال قد أوصل رسالة قوية إلى كل المراهنين على مشاريع السلطة الترقيعية من ما يسمى بالقيادات العائدة او المنفية للكف عن الانغماس في لعبة نظام العصابات الذي خبره الجنوبيون على مدى17 عاما ، ومد له طوق النجاة في خضم أزمته السياسية والاقتصادية و في ظل رفض شعبي كاسح للاحتلال اليمني لم يسبق له مثيل ، هذا إلى جانب رسالة أخرى إلى المشترك ، هذه القوى الداخلية والخارجية جميعها تحاول ركب الموجة لتسويق نفسها أمام الخارج بأنها تقف وراء هذا الحراك ، وللحقيقة من موقع معرفتنا الدقيقة بالأمر فأنهم جميعاً أبرياء من هذه التهمة الجسيمة التي يلصقونها بأنفسهم فأنهم بريئون منها براءة الذئب من دم ابن يعقوب ، ولكن هؤلاء جميعاً يريدون توظيفها لجني ثمارها مالياً كما هي العادة وعلى عكس ما يفكر فيه منظمو الحراك وقادته ، إذ يعتبر ان الأمر مصير يمس الهوية والتاريخ ، ومن هنا نرى جبهات الهجوم الشرسة ومتعددة الجهات ،الحراك الشعبي الذي مثل زلزال أخرج كل هؤلاء عن طورهم ، فجبهة السلطة والمشترك أصبحت واضحة في موقفها العدائي سواء بالتهديد عن طريق استخدام القوة من قبل السلطة ، او بإثارة الفتنه وشق الصف الجنوبي من قبل المشترك ، بينما القيادة الجنوبية المنفية لا زالت تعيش الهوس السلطوي لإبرام أي صفقة مع السلطة دون أي اعتبار أخلاقي لدماء الشهداء أو قسوة المعاناة لشعب الجنوب ، ففي الوقت الذي يصرخ فيه الجنوبيين عالياً ( برع....برع ...يا ستعمار ) ويواجهون بصدورهم العارية رصاص السلطة الهمجية ، نرى هؤلاء يمدون أيديهم لمصافحة الأيادي الآثمة الملطخة بدماء الجنوبيين فليتهم يقتبسون شيئاً من شجاعة الطفل الشهيد( صلاح القحوم ) الذي أخجل الكبار بشجاعته يوم اتخذ قراراً عجز السياسيون حتى عن ان يصونوه ، و للأسف ما زال بعضهم يطل علينا بتصريحات لذر الرماد في العيون لتحاكي نبض الشارع بعد ان كانت تصريحاته لصحيفة خليجية تحدد وبشكل قاطع بأن لدية خمس ملفات ستكون هي أساس التفاوض من ضمنها الإصلاح المالي وا، السياسي ، والمحلي.....إلخ ..و بل أنهم ضمن تنسيق مع قوى شمالية يعملون بشكل حثيث لإدخال الجنوب في نفق مظلم جديد يحاكي النفق المظلم في 22مايو 1990 م ، هذا التأمر لتدمير الحراك ووأد قضية الجنوب لا ينم إلا عن أجندة ذاتية لا علاقة لها بالشعب ولا بالهوية ، ويكرسون أنفسهم بعقلية متخلفة لا تنسجم ولا تفهم روح العصر بمفهوم رفض الوصاية على الشعوب ، و تدل على أن العقلية الشمولية لم تبرح تفكيرهم بالرغم من التطور الهائل في وسائل العصر الذي لابد وأنهم تأثروا بها ، بل لا زالوا يراوحون بعد كل هذا السنين والأحداث العاصفة في مواقفهم التي غادروها ذات يوم متناسيين بان الشعب الجنوبي لا وصي علية بعد اليوم ، وانه الوحيد المعني بتقرير مصيره وبناء مستقبلة ولن يكون للاجندة الإقليمية والدولية التي يوظفون أنفسهم في خدمتها أي أثر في تحديد قراره ما لم ينبع من مصلحته أولا وأخيراً ، وتجارب الشعوب في أكثر من بلد في العالم تحكي لنا بأن انتفاضات الشعوب لا بد أن تصل إلى غاياتها ولكن بشرط أن تخلص قياداتها ، والشعب الجنوبي لن يكون الاستثناء من بينها .

د.يوسف خالد
عضو اللجنة التنفيذية للتجمع الديمقراطي الجنوبي ( تاج )





[فقط الأعضاء المسجلين والمفعلين يمكنهم رؤية الوصلات . إضغط هنا للتسجيل]