يا غربة القهر

[فارس من الجزيرة العربية]

يا غربة القهر
ما لي أرى الدُنيا عني قد انقلبتْ
واستفحلَ الخطبُ والأحزانُ تشجيني

وأستعيد حماقاتي وقد هدرتْ
ببالغِ العُمرِ هدراً كادَ يُرديني

قد اجتنبتُ سُعارَ النفسِ في أنَفٍ
فلا النفوذُ ولا الأضواءُ تُغريني

ولا طمعت بأموالٍ ومنفعةٍ
إن كانَ فيها أذى للغيرِ تؤذيني

ولا انحنيتُ لغيرِ اللهِ في زمنٍ
قلبي قويُ, عفيفُ النفسِ والدينِ

ولا حسدتُُ أناساً في تنعمهم
عطرُ القناعةِ يسري في شراييني

أعامل الناس بالحسنى إذا ظلموا
حسي رقيقُ وهم الغيرِ يعنيني

ناشدتكَ الله يا من خُضتَ في أدبي
اقلع عن الذمِ إن البُغضَ يزريني

إني لأكرهُ أن أبدو كذي ملقٍ
لن أمذقَ الودَ حتى لو تعاديني

يا ربُ! إني قضيت العمرَ في لغبٍ
لم أستقر ولا استمتعت في حينِ

إذا أنست إلى قومٍ أفارقهم
ولوعة البين بالحسرات ترميني

أصحو على وجعِ الاْيام يطحنني
والليلُ حانُّ عذابَ الوجدِ يسقيني

فيمَ التشردُ والهجرانُ يا وطني
هل يُرجعُ الدهرُ بعضاً من أقانيمي؟!

أينَ المفرُ وحكمُ الغابِ فرّقنا
يا غُربةَ القهرِ رفقاً ..قد قتلتيني

تشتت الشملُ والاحبابُ في بددٍ
والبُعدُ ينفثُ سُماً كالثعابينٍ

من يُحرمْ الأهلَ فليدفَن على عجلٍ
فالعيشُ دونَ وجود الأهلِ يضنيني

يا جنَّةَ الأهلِ هل في الوصلِ من أملٍ
نار الفراقِ تفتُ القلبَ, تُبكيني

هل لي قُبيل ذهابِ العُمرِ في أجلٍ
أن نجمعَ الشملَ فاللقيا تواسيني

إني أحسُ أفولَ النجمِ في أفقي
لا باركَ اللهُ في حُكمِ الشياطينِ