مقال يستحق ان يقرأ

[ابو عامر اليافعي]

الفقيه دعا الرئيس لافساح المجال للمعارضة ليجربها اليمنيون، والماوري تساءل لماذا تصنع خطاباته أزمات ولاتقدم حلولاً، وكرمان: الحاقدين لدى الرئيس من يرفضون الأوضاع القائمة
مشائخ الزرانيق: الرئيس تجاهل أوجاع تهامة، وكنا ننتظر إعتذاره لما يطالها 09/03/2008 الصحوة نت – الحديدة – عبدالحفيظ الحطامي – صنعاء – سفيان جبران

أخير متكرر لإختتام مهرجان الحسينية بانتظار الرئيس ، حضر الرئيس ومعه كبار الدولة مهرجان الحسينية وقاطعه أبرز مشائخ قبائل الزرانيق إحتجاجا على ما أسموه بالظلم الجاثم على تهامة .

من تهامة المطحونة بالفقر والبؤس خطب الرئيس ، لكنها (تهامة) بفقرها وبؤسها الممتد ومعاناتها المتواصلة غابت عن خطاب الرئيس ، وحضرت كالعادة المعارضة وهاجس وصولها للسلطة.
مشائخ الزرانيق قاطعوا وقالوا انهم حلموا أن يكون مهرجان الحسينية مثل مهرجان الجنادرية بالمملكة العربية السعودية ، لكنه انتهى بواجهة جديد لمزيد من نهب اراضي التهاميين لا أكثر .
وعزى نجل قائد ثورة الزرانيق الشيخ يحي محمد يحي منصر عدم حضوره مع عدد من أبرز مشائخ الزرانيق بينهم شعيب الفاشق والشيخ عبد الله مهدي بالظلم والإستهتار بالمواطنين والطمع في اراضي الناس ونهبها من قبل السلطة ، مضيفتاً " الدليل على دلك ما تبناه المجلس المحلي من منع ابناء تهامة من املاكهم وحقوقهم بحجة الإستثمار بينما هو تأميم ومصادرة لحقوق ابناء تهامة مخالفين في ذلك الدستور اليمني الذي يحفظ حق المواطنين ويحميه على اساس المواطنة المتساوية.
وأضاف الشيخ التهامي يحي منصر لـ"الصحوة نت" " نحن من تبنينا مع عدد من المشائخ أبرزهم عبد الله مهدي وشعيب الفاشق وآخرين اقامة أول مهرجان بالحسينينة كان من عهد الوالد لكنه اخد منحى آخرى ولصالح جهات متنفذة تستثمر الفلكلور التهامي لصالحها ولهم نوايا اخرى .
وعبر نجل قائد الزرانيق عن أسفه من خطاب الرئيس الذي قال انه فيه تحريض على الشعب بقوله انهم طالبان !! كيف يستعدى عليه امريكا يقول منهم طالبان وهو الشعب الوفي.
منصر لخص مشاكل تهامة التي تجاهلها الرئيس قائلاً "كنا نتمنى من الأخ الرئيس ان يعيد حقوق المواطنين في تهامة التي نهبت من قوى متنفذة في الدولة ، كان عليه ان يعتذر لهم في هذا المهرجان ويعدهم بحل مشاكلهم من الجوع والفقر والنهب والظلم والحرمان والعدالة الغائبة والمواطنة المستباحة .
اما الشيخ عبد الله مهدي النائب السابق المستقل فيقول قاطعت المهرجان لأنني اشعر انه لم تتوفر للمنطقة غاياتها واهدافها ، مضيفاً لـ"الصحوة نت" نطالب بالمساواة وإزالة الظلم ولن يكون دورنا ابهاج المسؤلين لان الظلم الذي تعاني منه المنطقة ليس مجرد محطة ولكنه ظلم دائم من أول الثورة وحتى اليوم ، وقد فرخ هذا الظلم في مناطق تهامة ، وكلما عارضنا قالوا انت عنصري قلنا لهم عيب اخجلوا شويه ولا تسلطوا علينا الظلمة ، فكرروا علينا ذات النغمة ووصفونا بأننا مخرب وشيوعي واستمروا في نهبهم دون توقف .
الشيخ شعيب الفاشق كان هو الآخر قد رفض المشاركة في المهرجان إحتجاجا على ما وصفه تهميش تهامة وأبنائها وإبقائها مجرد فرجة للإحتفال .
من جهته قال الشيخ هادي هيج أحد أبرز مشائخ الزهرة لـ"الصحوة نت" إن خطاب رئيس الجمهورية بمهرجان الحسينية أمس " كان خارجا عن أوجاع وأشواق أبناء تهامة وذهب بعيدا في تناولاته الخطابية ودخوله في عراك سياسي مع أحزاب المعارضة، وأضاف الهيج أنه لا يمكن إنجاح هذا المهرجان إلا بالعودة إلى أصحاب الشأن وهم أبناء تهامة الشرفاء الذين يرفضون الإذلال والظلم .
وفي ذات السياق اعتبر الدكتور عبدالله الفقيه استاذ السياسة بجامعة صنعاء خطاب الرئيس في مهرجان الفروسية في الحديدة انه جاء ليكرس النمط الذي أصبح مألوفا في السنوات الأخيرة للخطاب الرئاسي.
مضيفاً في تصريح لـ"الصحوة نت" فهو خطاب خارج على الدستور والقانون، ومليىء بالتناقضات. وأضاف الدكتور الفقيه "فالخطاب خارج على الدستور لإنه يستغل وسائل الإعلام العامة لتحريض الداخل والخارج ضد مواطنين يمنيين ، كما ان خطاب مثل هذا هو الذي يحض على "الكراهية" ويؤجج "المناطقية" ويستخف بالمطالب المشروعة للوحدويين اليمنيين على امتداد الساحة طالبا منهم ان يقبلوا بالفساد والإستبداد والإقصاء القائم أو "ان يشريوا من ماء البحر." ، وأضاف السياسي المستقل عبدالله الفقيه لا يليق بالرئيس ان يتحدى مواطنيه او معارضيه بهذه الطريقة اذا كان بالفعل يؤمن بانه خادم للشعب وليس "سيدا" عليه.
واعتبر استاذ العلوم السياسية بجامعة صنعاء حديث الرئيس عن ان كيس القمح الذي وصل الى ال7000 ريال اليوم وسيصل الى عشرين الف اذا ما وصلت المعارضة الى السلطة محاولة مكشوفة من الرئيس للتنصل من وعوده لملايين الفقراء اليمنيين في سبتمبر 2006 بوضع حد للجرع وللفساد وهو اعلان صريح من الرئيس بعجزه التام عن الحفاظ على وعوده.
واختتم الفقيه تصريحه بالتأكيد "البلاد اليوم تمر بمرحلة دقيقة واحسن تصرف يمكن ان يقوم به الرئيس أن يدع اليمنيين يجربون المعارضة ويتأكدون بأنفسهم بان اتهاماته للمعارضة لم تكن بلا أساس. أما – يضيف الفقيه - ان يتنبأ الرئيس بالمستقبل بهذا الشكل وهو قابض على الثروة وزمام السلطة والجيش فهو خطاب يفتقد للوقار على حد قوله.
وفي تعليقه على خطاب الحسينية يؤكد الكاتب منير الماوري "الرئيس أصبح يقدم نظامه بصفته أفضل السيئين وهذا اعتراف جميل منه وإدراك أن الوضع وصل في ظل نظام حكمه إلى تلك الدرجة من السوء وعدم القبول وذلك حين حذر الرئيس في خطابه الشعب من الأسوأ، كما أن الرئيس يعترف بالغلاء والمعاناة ولكنه يقول إن الأسعار ستكون أكثر ارتفاعا والمعاناة ستكون أشد إذا رحل نظامه وجاء البديل.
وفي حين قال الماوري بإنه ليس هناك ما هو أسوأ من الوضع الحالي أضاف "خطاب الرئيس جاء بعيداً عن أحلام الجائعين من عامة الشعب وأظهر انشغال الرئيس بمتابعة خصومه ونسيانه قضايا الوطن وهموم الشعب الذي عانى من حرمان مستمر منذ ثلاثين عاما على حد قوله .
واشار الكاتب والصحفي منير الماوري في تصريح لـ"الصحوة نت" الى مفارقة اعتاد عليها الشارع اليمني بعكس بقية بلدان العالم فيما يتعلق بخطابات الرئيس - التي قال - بإنها لا تقدم حلولاً بل تصنع أزمات وتزيد من توتير الأجواء .
مطالباً في هذا السياق الرئيس إشاعة المودة والمحبة ، فالدول لا تبنى بغير المودة والمحبة والصفاء والصراحة والشفافية.
واختتم الماوري تصريحه بالتاكيد" المعارضة لن تكون الوجه الأخر لنظام الحكم القائم لأنه وجه مشوه لم يعد مقبولا بين غالبية أفراد الشعب اليمني ولا بد من تغييره قبل أن يشرب الشعب من البحر على حد وصفه.
من جانبها قالت الصحفية توكل عبد السلام كرمان- رئيس منظمة صحفيات بلاقيود- أن الرئيس في كلمته تحدث عن الحاقدين وبدت كلمة الحاقدين الأكثر حضورا ، واضافت " الحاقدين الذين يقصدهم خطاب الرئيس هم أولئك الذين يريدون اعادة الاسعار الى ما كانت عليه ، والحاقدين عند الرئيس ببساطة هم السواد الأعظم من المواطنين من الأحزاب والمنظمات الذين يسعون نحو الخلاص من سوء الأوضاع التي اوجدها النظام عبر حكوماته المتعاقبة .