إلى إنصاف مايو ومحسن باصرة .. ماذا بعد ؟

[ابو عهد الشعيبي]

لم تكن مفاجئة إن يأتي بيان شورى الإصلاح في دورته الأخيرة مفرغ من الإشارة إلى وجود حق جنوبي
لأبناء الجنوب في أرضهم وثرواتهم على طول وعرض الجنوب ، وإن يأتي على النحو المؤكد لحقيقة وهوية
هذا الحزب المتطرف وهي الهوية المكرِسة للأحقاد والنعرات والرافضه للحقوق والعدل فانما ذلك متوقع
وبديهي من جانبنا في الجنوب ونحن من أكتوى بنار ودمار هذا الحزب المتطرف الذي لا يزال يتفنن بحبك
الدسائس والمؤامرات والفتن ..
هذا الإصلاح الذي أُنتج وأُنشئ من الأساس لتنفيذ المهمات الخاصة في 90م والتي تجلت فضاعاتها
بحرب الصيف بـ 94م كمهمه أولى فانما هو اليوم وببيانه هذا يؤكد بانه لا يزال ملتزم بكل أليات ووسائل
وسياسات هذا المهنج التكفيري والتدميري الحقير ضد ابناء الجنوب وقياداته بالداخل والخارج وبكل وضوح
عبر هذا البيان أكد تمسكه بخيارات الغطرسة والقفز على الحقائق والتمسك بسياسات
الفناء والتدمير ضد ابناء الجنوب ، واليوم والجنوب يعيش خضم النضال السلمي الكبير لأجل إستعادة
الدولة والهوية الجنوبية بإستقلال وسيادة إن شاء الله فأن من حقنا كجنوبيين التأكيد على ضرورات
ينبغي إن نعمل جميعاً لأجل إيضاحها وكشفها كحقائق للراي العام وأولها ما يتعلق بمنهج الخبث
المشترك ( اللقاء المشترك ) القائم على أساس موازي للسلطة للقضاء على المشروع الوطني
الجنوبي التحرري ، ولأن الإشتراكيين فيى الجنوب وكذا الأخوانيين المنتمين للإصلاح قد وقعوا في فخ
الزيف والحيله عبر هذا الإرتباط الغير طبيعي واللا شرعي بهذا ( الكذب المشترك ) فأن علينا واجب
إن نذكرهم بما هو عليهم من واجب تجاه وطنهم الجنوب وإن نرشدهم للصواب والجادة والخروج من
دائرة الشبهات إلى دائرة الضوء (دائرة الجنوب التراب والمستقبل) ..

نعم نقول لهم إن عليكم اليوم كجنوبيين وأمام كل المعطيات الوقوف بجدية أمام متطلبات
الجنوب الجديد القادم في ضل تصاعد وتنامي الحراك السلمي وما يقابله من محاولات الطمس
والإختراق والتحريف من جانب تحالف سلطات سبعة يوليو وقيادات المشترك المتمثله
أساساً بقيادات حزب الإصلاح اليمني التكفيري وإن عليكم ايضاً إن تبرهنوا إنتمائكم
للجنوب بحسم الخيار بدلا من التلكأ والتخاذل والهروب من المسؤلية التاريخية المناطة
بكم اليوم تجاه شعبكم ووطنكم الجنوبي الغالي ..

نقول لهم إن الجنوب فوق الاحزاب والخيار لكم بين هذا وذاك والوقت يداهمكم..
نقول لهم إن اجيال الجنوب القادمة ستلعنكم إن لم تحسموا خيار الإنتماء للجنوب
ومشروع أبناءه للتحرر والإستقلال ..
ونقول لهم إن الجنوب وطنكم وإن مستقبل أجيالكم على ترابه وليس على تراب
حاشد أو بكيل أو آنس والحدأ ..
نقول لهم فكوا الإرتباط بكل ما له صله بالشمال أحزاب ونضال وثقافه ومصير فانما
ذلك من أهم متطلبات تعزيز العمل الوطني الجنوبي بهذه المرحلة ..



إن بيان شورى الاصلاح الأخير والذي لم يتضمن بكل فقراته حتى مجرد الإشارة لوجود
حراك جنوبي وقضية جنوبية ودماء وتظحيات لأبناء الجنوب تراق كل يوم بكل المناطق
والساحات إنما هو بهذا المحتوى الهزلي كان كافياً لوضع النقاط على الحروف ليبان
الزيف من الأصل والحق من الباطل لمن ألقى السمع وهو بصير ..

إنهم لم يشيروا لناضلنا وحقوقنا كجنوبيين لإنهم أساساً شركاء في صناعة كل هذا
الحاصل بالجنوب من قهر ونهب وتدمير وسحق وضياع وهل يعقل إن نعلق عليهم
الآمال وهم من أضاعها ودمرها حين كانت بكر في صدورنا ..
والحمد لله كثيرا إن وضعهم بهذه الصورة الفاضحة لكل ما بدعون فموقفهم السلبي هذا
عبر هذا البيان الرخيص إنما هو بمثابت الموقف الفصل بيننا وبين الذين لا يزالون عالقين
بالوهم باسم المشترك وسياساته الخبيثة من أخواننا المتحزبين في الإصلاح وبقية أحزاب
المشترك من ابناء الجنوب ..
وما ينبغي إن يدركه الاخوان المسلمين في الجنوب هو إن إصلاح اليدومي والزنداني
والأنسي هو حزب الشراكة الإستراتيجية مع الرئيس صالح وحزبه وحاشيته الحمراء من
90م وحتى اللحظة وإلى ما بعد المستقبل ولم يكن قط يوماً حزباً للخير والوئام وإفشاء
السلام لا في اليمن ولا في الجنوب بعد الإحتلال ..

وحين نشير لحقائق من هذا النوع فأن حجم وعمق الأشياء المؤكدة على عمق وجذور
هذا التحالف بين حزبي الشمال واللفيف التابع لهما بأسم المشترك إنما هي أكبر من إن
نجد لها توصيف أو تصنيف أو محاولة لرصها في حروف وكلمات فالإرث والتاريخ وتراكمات
واقع الشمال المتخلف تاريخياً هي كلها من صنع ويصنع هذا الإرتباط الأزلي الوثيق الذي
لا يمكن إن يزول أو يضعف لطالما والجنوب قبلت الفيد والمغانم لهما .


إن ما يهمنا بعد إن تكشفت كل هذه الحقائق هو إن نرى موقف واضح وصريح من الأخوان
المسلمين في الجنوب والمنضويين في إطار حزب ( الإصلاح اليمني ) والمغرر بهم
طوال كل هذه السنين العجاف ..
فهذا الحزب الذي تقاسم مهام إحتلال وتدمير ونهب وتكفير الجنوب والجنوبيين في 94م لا
يزال وحتى اللحظة يتقاسم مهام الإستحواذ على المقدرات ويمارس بتواز كل سياسات
طمس وفناء وإلغاء الجنوب وما بيان شوراه الأخير والعاري من كلمة واحدة للحق إلا أكبر
دليل على كل هذا ..

ومن حقنا بهذا التوقيت تحديداً إن نتسائل وبإلحاح !!!

أين موقف إنصاف مايو وأين محسن باصرة وغيرهما من قيادات التيار الإخواني في
الجنوب .. أين مواقفهم كجنوبيين من حقيقة حزب الإصلاح اليمني ؟

هل نامل بحسم الموقف المتذبذب أم إن المراوحة بين الضفه والعمق ستظل سياسة لهؤلاء ؟


نأمل بموقف صريح عاجلاً وليس آجلا .. والله المستعان .

[المهندس عبدالله الضالعي]

مذكرات عبداللة بن حسين الاحمر
حول اتفاقة مع الرئيس لتشكيل حزب الاصلاح يوضح سبب موقفة الاخير