دبلوماسي بريطاني: مخاوف أمنية ألغت زيارة السفينة الحربية

[صوت الجنوب]

دبلوماسي بريطاني: مخاوف أمنية ألغت زيارة السفينة الحربية

8/02/2006م
عدن «الأيام» خاص:


صورة من الارشيف للسفينة الحربية البريطانية التي كان من المقرر ان تزور ميناء عدن
عبر دبلوماسي بريطاني مسؤول في اليمن عن خيبة الأمل من الغاء زيارة السفينة الحربية البريطانية لميناء عدن والتي كان مقررا دخولها يوم الإثنين 6 فبراير الجاري,وقال لـ«الأيام» د.فيل بويل، السكرتير الثاني والملحق الثقافي بالسفارة البريطانية في اليمن :«كنا نعلم أن زيارة السفينة الحربية البريطانية مهمة لليمنيين ولنا ايضا، وللأسف لم تكن الزيارة ممكنة، لأن هناك مخاوف أمنية بشأن ميناء عدن واتخذت وزارة الدفاع البريطانية قرارا بأنه لن يكون مناسبا أن نأتي بالسفينة الى الميناء، ونأمل أن تكون هناك زيارة في المستقبل القريب».

كان يفترض ان تدخل سفينة البحرية البريطانية اتش ام اس بولوارك يوم أمس الاول الى ميناء عدن للمرة الاولى وكانت ستكون أول قطعة حربية بهذا الحجم تدخل الميناء منذ حادثة كول ولكن الزيارة ألغيت.. هلا أطلعتمونا على السبب وراء الغاء الزيارة؟

- بالطبع فإن السفارة البريطانية خاب أملها من الغاء الزيارة وكما نعلم أن الزيارة مهمة لليمنيين ولنا ايضاً وللأسف لم تكن الزيارة ممكنة لأن هناك مخاوف أمنية بشأن ميناء عدن ولقد اتخذت وزارة الدفاع البريطانية قراراً بانه لن يكون مناسباً ان نأتي بسفينة الى الميناء ولكننا نأمل ان تكون هنالك زيارة في المستقبل القريب.

= هل أثر هروب السجناء من سجن الامن السياسي في قرار الغاء الزيارة؟

- أعتقد انه يجب ان تنظر الى الموضوع من زاوية أوسع ان المخاوف الامنية في الموانئ اليمنية يمكن ان تكون او لا تكون عنصراً في اتخاذ القرار فالقرار اتخذته وزارة الدفاع وليس وزارة الخارجية وأتخيل انهم على الاقل قد فكروا بالحدث وأهميته.

= هنالك خلاف كبير اليوم بين العالم الاسلامي وأوروبا فيما يتعلق بالرسوم الكاريكاتورية المسيئة للرسول محمد عليه الصلاة والسلام وقد اتخذت الحكومة والصحافة البريطانية موقفاً مغايراً لاوروبا في هذا الموضوع.. هلا تحدثتم عن هذا ؟

- ما أريد قوله ان الصحافة البريطانية منفصلة عن الحكومة البريطانية وأعتقد ان الحكومة البريطانية غير قادرة على التحكم في الصحافة البريطانية وهنالك الكثير من الادلة على ذلك فالصحافة لدينا تنتقد الحكومة بشكل كبير ولا توجد محاولات لإيقاف ذلك وهكذا يجب ان تتصرف الصحافة الحرة في أي دولة واليمن مثال على ذلك. أما بخصوص سؤالك فأولاً أحب ان أقول اني فخور بالصحافة البريطانية وانهم قرروا عدم نشر هذه الرسوم الكاريكاتورية فالصحافة البريطانية شغوفة بحريتها في التعبير وأنا كذلك ولكننا نتفهم انه لا يوجد داع لأن نهين الناس او ننشر مواد مهينة وبالتأكيد فإن صحفيي الصحف البريطانية قد اجتمعوا لمناقشة اعادة نشر هذه الرسوم من عدمها ولم يجدوا سبباً لإعادة نشرها من جديد وأعتقد انه القرار الصحيح.

= كدبلوماسي هل فاجأتك ردة فعل الشارع العربي؟

- لم أفاجأ بردة فعل المسلمين فقد عشت في العالم العربي لمدة طويلة وسافرت كثيراً في العالم الاسلامي وأعتقد اني أتفهم لماذا الادعاء بالاساءة للرسول هو موضوع حساس ولماذا حزن المسلمون بشدة بسبب هذا وأعتقد ان معظم الناس في بريطانيا واوروبا ارتاعوا لهذا التشويه ولكن بالمقابل لا يوجد تبرير للافعال العنيفة.


د.فيل بويل
= هذا كان سؤالي التالي كغربي كيف ترى احراق السفارات والقنصليات الدنماركية؟

- أنا أدين هذه الافعال فهذه ليست طريقة للاحتجاج فالاسلام كالمسيحية دين سلام وتسامح فالطريقة للاحتجاج هو التعبير عن خيبة الامل وكتابة المقالات في الصحافة للشرح لماذا هذا الامر مهين للمسلمين وهذا هو أساس الحوار بين الحضارات الذي يتحدث عنه الناس هذه الايام وليس احراق السفارات ولا أفهم المقاطعات ايضاً وهذا رأيي الشخصي وليس رأي الحكومة فلا توجد علاقة بين الشركات التجارية الدنماركية التي تبيع منتجاتها في الشرق الاوسط وراسمي الكريكاتور فالجدال يجب ان يكون بين المسلمين وراسمي الكاريكاتور او محرري الصحيفة فالآن سيخسر مسلمون وظائفهم في طول الشرق الاوسط وعرضه عندما تغلق المصانع أبوابها وهذا أمر محزن والاسوأ ان مشاريع مساعدات ألغيت في مناطق مثل السودان لانها ممولة من الدنمارك وهذا لا يساعد أحداً وبالتأكيد لا يوجه هذه الخيبة في الامل تجاه راسمي الكاريكاتور.

= هل تعتقد ان الموضوع الآن يتم استغلاله سياسياً؟

- لا أعلم اذا كان الامر كذلك أم لا ولكن من المهم للمسلمين أن يحرسوا هذه المظلمة من ان يتم اختطافها من قبل عناصر ستستخدمها لمصالحها فعندها سيخسرون حجتهم وأحترم موقف المسلمين من الرسوم ولكن يجب ان يقفوا بنفس القوة ضد العنف باسم الاحتجاج.

= كلمة أخيرة؟

- زيارتي هذه هي الاولى الى عدن ومن الواضح ان البريطانيين لديهم اهتمام خاص بعدن ولها مكانة في قلوبنا وآمل ان تكون أول زيارة سعيدة من عدة زيارات.