لا يمكن للأذى أن ينال من العشاق !!!

[نبض عدن]

لاشيء أجمل من طهارة الحب ، فهو على الشفة كأنه تمتمة بوح لا يكتفي بالكلمات ، وعندما يتنهد أحد العاشقين فإن الصدى ينتقل إلى آخر ،،،الحب هو اعتراف لا يتوقف من المشاعر التي لا تنتهي ،، واسم الحبيب على فم بطعم العسل ،، يبرق كما لو أن نجمة ولدت من السماء ،،
الأشياء البسيطة لا تبدو كذلك في حضرة العاشقين ،، إنها تتبدل بألوانها ومعانيها كلما كانت قريبة منهما ،، حتى العتمة تتحول إلى نور ،، والصمت يتحول إلى قصيدة ،، إذ كل هذه الأشياء تصبح جميلة موحية ولها قيمة استثنائية ،، وعندما يقترب العاشقان تنقلب الأشياء الجامدة إلى أشياء ملآى بالروح ،، فتكاد اللوحة تتكلم ،، والمقعد يرحب بهما ولهما ،، ومن يصدق في العشق يصبح كل شيء من حوله يساعده على تطوير هذا الحب وعلى جعله أجمل وعلى امتشاق قامته السحاب ،، إن العشق يعيد تركيب العاشق من جديد ،، يعيد تكوينه ويصبح إنسانا آخر ،، إنسانا رقيقا شفافا شفافية الماء ،، طربا طراوة النعناع ،، نقي الظاهر والباطن ،، موسوما بكل ما هو جميل ،، بل إن العشق يقلب المعادلات رأسا على عقب ،، الجاهل يتعلم ،، والمتعلم يزداد علما ،، والبخيل يصبح كريما ،، والكريم يزداد في عطائه ،، لا يمكن وصف ماذا يفعل العشق بالعاشق ،، إنه ينقله من حال إلى حال ،، من التفلت إلى التماسك ،، ومن الطيش إلى الوعي والإدراك ،، ومن الخلط إلى الإيمان ،، ومن الكذب إلى الصدق ،، ومن حب ينهض إلا وتتسع المرايا للوجوه الأليفة ،، على ذراعي الحبيبة يكتب العاشق سعادته وفرحه ،، ويصبحان معا قوس قزح بكل الألوان الجميلة ،، وعندما يفترق العاشقان ،، يصبح كل منهما بروحه وشغفه حارس الآخر أو بتعبير أدق ملاكه الحارس ،، لا يمكن للأذى أن ينال من العشاق ،، فالأذى شيطان ،، والحب من الرحمن ،،،