القرآن الكريم - الرئيسية - الناشر - دستور المنتدى - صبر للدراسات - صبر نيوز - صبرالقديم - صبرفي اليوتيوب - سجل الزوار - من نحن - الاتصال بنا - دليل المواقع - قناة عدن
عاجل |
الجزيرة مباشر | الجزيرة | العربية | روسيا اليوم | بي بي سي | الحرة | فرانس 24 | المياديين | العالم | سكاي نيوز | عدن لايف |
آخر المواضيع |
#1
|
|||
|
|||
الى العالم الغربي
شذرات من سيرة الرسول الاعظم محمد (صلى الله عليه وآله وسلم)
لو تأ ملت سيرة حبيب إله العالمين وسيد المرسلين محمد العظيم (صلى الله عليه واله وسلم) وشمائله وسياسته ، لرأيت انه من هنا انبجست جميع القيم والمثل العليا التي تحدو الإنسانية الى امجادها ، ولعرفت سر الحقيقة التي تقال دون افتعال وافتخار ، تقال للتعليم لا للأستعلاء ، يقولها هذا الرسول الاكرم نفسه ( انا سيد ولد ادم .. ولا فخر) يقولها ليرسم الطريق أمام كل حر يكره الذل والهوان ، أمام كل امريء يكره حيرة الباطل وهوان الجمود ، أمام كل إنسان ينشد الوصول الى اسباب السيادة الصحيحة ، يقولها ليعرف الجميع من اين تؤخذ الأسوة الحسنة ، فهلموا معي نقتطف ثمار بعض سيرة هذا الإنسان العظيم الكامل المكمل سيد الكائنات حبيبنا ابي القاسم محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) ... ان النبوة اذا ثبتت لرجل ما عن طريق التأمل في سريرته وسلوكه وقدرته على ترويض الناس وسوقهم الى الله بالحب الخالص ، فأولى بها هو محمد بن عبد الله (صلى الله عليه وآله وسلم) واذا كانت النبوة حقا لأوسع الناس ثروة في الافكار والمشاعر التي ارتفع بها العالم وزكا والتوجيهات التي دفعته دفعا الى سواء السبيل ، فمن كرسول الله محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) في هذا المضمار . لقد استطاع النبي ان يقضي بدين التوحيد على الوثنية في جميع صورها قضاءا تاما ، فحطم الاصنام واهدر السلطة الروحية للبشر ، ووجه العقل الانساني توجيها عمليا ، الا ان التحريم والتحليل انما هما لله وحده ، وانه لا واسطة بينه وبين عباده في رضوانه او في حرمانه ، الا لمن ارتضى ، واستطاع ان يقر في الناس على اختلاف السنتهم والوانهم مبدأ المساواة لأنهم جميعا من اصل واحد ( كلهم لأدم .. وادم من تراب ) الا لافضل لعربي على اعجمي الا بالتقوى والعمل الصالح ، ولم تكن الانسانية قد اذعنت لهذا المبدأ بل كانت الشعوب تصلى نيران التفرقة وتعيش في جحيم الطبقات ، وهكذا تآخى بنو آدم فيما بينهم وشيجة الرحم الاولى ، ووجهوا تنافسهم وتسابقهم الى العمل الصالح الذي يرفع بعضهم فوق بعض درجات ، واستطاع ان يغرس في الناس مبدأ التكافل ، وهكذا اصبح مجتمع محمد العظيم (صلى الله عليه وآله وسلم) وحدة متضامنة ، يعين قويه ضعيفه ، ويؤخذ من غنيه ليرد على فقيره ، لا فرق في ذلك بين مجتمع الاسرة ، ومجتمع القرية ، ومجتمع الامة ، ومجتمع العالم . ان رسولنا ونبينا محمد المصطفى (صلى الله عليه وآله وسلم) واسلاميته الحنيفية هو الذي قرر هذا المبدأ ، يوم كانت القاعدة في العالم هي استئثار الاقوياء بكل شيء من دون الضعفاء ، واستطاع ان يركز في الناس قانونا رحيما شاملا يكفل لهم السعادة والصلاح ، ويدرأ عنهم الشقاوة والفساد ، ذلك هو قانون خاتم الانبياء (صلى الله عليه واله وسلم) الذي يجمع بين اصلاح المرء فيما بينه وبين نفسه ، واصلاحه فيما بينه وبين الناس ، والذي يقيم من المرء على نفسه ضميرا حيا وحارسا ووازعا ، ويجعله ينظر الى قواعد السلوك والمعاملة في المجتمع نظرته الى ماهو مطالب به من العبادة ، فيلتمس الثواب بما يقول ويفعل ، ويخشى العقاب فيما يترك ، والذي يبني كل معاملة على اسس من المحبة والرحمة والعدل ، وينظر اليها من ناحية الفضيلة وما ينبغي ان يكون بين الناس من تكرم واحسان ، واستطاع (صلوات الله عليه وآله) ان ينظرالى العدل نظرة رحبة فلا يفرق بين متبعيه ومخالفيه ، وقد كانت هذه التفرقة ومازالت سرا من اسرار الويل والشقاء في العالم ، ذلكم هو نبيكم نبي الرحمة محمد الامين (صلى الله عليه واله وسلم) ... وعليه يجب علينا وعلى كل مؤمن ومؤمنة في مشارق الارض ومغاربها بل على كل صاحب عقيدة ومبدأ ينشد العدل والانسانية في العالم ان يعرف قدر محمد (صلى الله عليه واله وسلم) جهد طاقته وان يتدبر سيرته الشريفة ، واذا جأر بالصلاة عليه والتسليم فليودع هذه الصلاة روح الحب والشكر لهذا الرسول الكريم ، ثم عليه ان يعرف كيف خلص هذا الحق له وكيف وصل هذا الدين اليه ؟ وكيف مهدت السبيل لجماهير السالكين الى يوم القيامة ؟ بيد ان العالم حينئذ كان محكوما بأشاعات باطلة وظنون قاتلة واوهام لا حصر لها ، كما هي الحال في عصرنا هذا حيث ان الفرية المختلقة سرعان ماتشيع بين الناس فتمسخ تصورهم وتفسد احكامهم ، هذه الافتراءات والاكاذيب التي شاعت عن الله ورسوله وبقيتهم امامنا المهدي (عليه السلام) التي بلغت من السمك والصلابة حدا اعيا المصلحين ، حتى هامت جماهير الامة الاسلامية في هذا البلد الجريح الذي تلاقفته الفتن في ديجور ليس له قرار ، وان الله سبحانه وتعالى نظر الى الخلق فمقتهم عربهم وعجمهم ، ذلك لأنهم ضلوا ضلالا بعيدا ، وفي هذا العماء السائد بدأ بصيص من الحق يشتعل ونورا من الوحي يتألق ، وبدأ صوت الإمام الغريب بالهداية المستغربة ، وسرعان ما تحولت الدنيا كلها من حول هذا الإمام المظلوم مهدي آل محمد (عليه السلام) الى عاصفة تريد اقتلاعه واستئصال شأفته ، وكان الحق الناشىء فيها يسقى من خلاصات عرق المجاهدين ودماء الشهداء الصديقين ، وها هو إمامنا المهدي (عليه السلام) ذلك البطل الجلد الصبور يضرب بذراعيه هنا وهناك كما تضرب الشمس بأشعتها اكتاف السحب في يوم غائم ، ولا زال يقاوم قوى الشر والظلام المتمثل بالاستكبار العالمي واذنابه من العملاء ليتغلب عليهم همه ان يملأ الارض قسطا وعدلا كما ملأت ظلما وجورا ، هذا الكفاح العظيم لخاتم الأوصياء وبقية سيد الانبياء ومنذ قرون هو ما اثر عن جده رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) فيه من قول ، او فعل ، او حكم ، او تقرير ، هو سُنة رسولنا المصطفى (صلوات الله عليه واله) التي يجب ان يدرسها المسلمون وان يجعلوها بعد كتاب الله اساس الحكمة التي يتعلمون ويعلمون ، ومن مثل سُنة نبينا (صوات الله وسلامه عليه) ( الذي القى الله على كلامه المحبة ، وغشاه بالقبول ، وجمع له المهابة والحلاوة ، وهو مع استغناءه عن اعادته ، وقلة السامع الى معاودته ، لم تسقط له كلمة ، ولا زلت له قدم ، ولا بارت له حجة ، ولم يقم له خصم ، ولا افحمه خطيب ، بل يبذل الخطب الطوال بالكلام القصير ، ولا يلتمس اسكات الخصم الا بما يعرفه الخصم ، ولا يحتج الا بالصدق ، ثم لم يسمع الناس بكلام قط اعم نفعا ، ولا اصدق لفظا ، ولا اعدل وزنا من كلامه (صلوات الله عليه وعلى اله ) . والان القي على مسامعكم نبذا من اقوال نبيكم في مواضع شتى ومعاني متفرقة ، فيها ترون الفصاحة والبلاغة المحمدية حية تفيض بأنوارها ، لم تبلِ القرون جدتها ، ولم تذهب شيئا من حلاوتها ، اسمعوا وتفكروا ووعوا هذه الكلمات التي تخلدت بخلود الدهر ، قال رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) : (امرني ربي بتسع ، خشية الله في السر والعلانية ، وكلمة العدل في الغضب والرضا ، والقصد في الفقر والغنى ، وان اصل من قطعني ، واعطي من حرمني ، واعفو عمن ظلمني ، وان يكون صمتي فكرا ، ونطقي ذكرا ، ونظري عبرة ، ........ وقد وجدوا مكتوبا على قائم سيفه ، اعف عمن ظلمك ، وصل من قطعك ، واحسن الى من اساء اليك ، وقل الحق ولو على نفسك ....... يقول بن عباس : كنت رديف رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) فقال لي : ياغلام اني اعلمك كلمات .. احفظ الله يحفظك ، احفظ الله تجده تجاهك ، اذا سألت فسأل الله ، واذا استعنت فأستعن بالله ، واعلم ان الامة لو اجتمعت على ان ينفعوك بشيء لم ينفعوك الا بشيء قد كتبه الله تعالى لك ، وان اجتمعوا على ان يضروك بشيء لم يضروك الا بشيء قد كتبه الله تعالى عليك ، رفعت الاقلام وجفت الصحف .. .. وعن ابي ذر قال : قال رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم ) اتق الله حيثما كنت ، واتبع السيئة الحسنة تمحوها ، وخالق الناس بخلق حسن .... وعن حذيفة قال : رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) لا يكن احدكم إمعة (وهوالذي لايثبت مع احد ولا على رأي لضعفه) يقول انا مع الناس ان احسن الناس احسنت ، وان اساؤا اسأت ، ولكن وطنوا انفسكم ان احسن الناس ان تحسنوا وان اساؤا ان تجنبوا اسائتهم .... ثم انظروا الى هذه الكلمات الموجزة وتدبروا ما فيها من حكم بالغة كقوله (صلى الله عليه واله وسلم) : لا خير في صحبة من لا يرى لك ما تراه له ، رحم الله عبدا قال خيرا فغنم ، او سكت فسلم ، الناس بزمانهم اشبه ، العاقل الوف مألوف ، لاتزال امتي بخير ما لم تر الامانة مغنما ، والصدقة مغرم ، اتقوا المهلكات ، شح مطاع ، وهوى متبع ، واعجاب المرء بنفسه ، ......... وقوله : ان الغضب جمرة في قلب ابن آدم اما رأيتم حمرة عينيه وانتفاخ اوداجه ، فمن احس بذلك فليلصق بالارض ، وقوله : الا لا يمنعن رجل هيبة الناس ان يقول بحق اذا علمه ، الا انه ينصب لكل غادر لواء يوم القيامة بقدر غدرته ، ولا غدرة اعظم من غدرة امام عامة .... هذا ولقد جاء في خطبته في حجة الوداعى وهو في موقف عرفة ، ففيها الغى مآثر الجاهلية ، وقرر مباديء المساواة بين الناس ، وحرم الثأر، وقضى بذلك على اقدم عرف للعرب ، وامس بشيء بقلوبهم ، وقضى كذلك على الربا والزنا ، ورفع درجة المرأة ، وحرم الفتن والنهب والغزو وقد كانت مفخرة وعزة ، ونصح فيها المسلمون في امور شتى وحذرهم ما يحقرون من اعمالهم ، وما يستهينون به من الآثام ... قال (صلى الله عليه واله وسلم) ... ( ايها الناس اسمعوا قولي ، فأني لا ادري لعلي لا ألقاكم بعد عامي هذا بهذا الموقف ابدا .. ايها الناس ، ان الزمان قد استدار كهيئته يوم خلق الله السماوات والارض ، السنة اثنا عشر شهرا منها اربعة حرم ، ثلاثة متواليات : ذو القعدة ، وذو الحجة والمحرم ، ورجب مضر الذي بين جمادي وشعبان ، أي شهر هذا ؟ اليس ذي الحجة ، قالوا بلى ، قال : فأي بلد هذا ؟ اليس البلدة (يعني مكة) قالوا بلى ، قال : فأي يوم هذا ؟ اليس يوم النحر ، قالوا بلى ، قال : فأن دمائكم واموالكم عليكم حرام كحرمة يومكم هذا ، في شهركم هذا ، في بلدكم هذا ، وستلقون ربكم فيسألكم عن اعمالكم ، الا فلا ترجعوا بعد ضلالا يضرب بعضكم رقاب بعض ، الا ليبلغ الشاهد الغائب ، فلعل بعض من يبلغه ان يكون اوعى له من بعض من سمعه ، الا هل بلغت ؟ الا هل بلغت ؟ وبعد ايها الناس ، قولي ، فأني بلغت وقد تركت فيكم ما ان اعتصمتم به فلن تضلوا بعدي ابدا ، كتاب الله وعترتي اهل بيتي ، ايها الناس اسمعوا قولي واعقلوه ، تعلمن ان كل مسلم اخ للمسلم ، وان المسلمين اخوة فلا يحل لأمريء مال اخيه الا ما اعطاه عن طيب نفس منه فلا تظلمن انفسكم ، اللهم هل بلغت . وقد تضمنت هذه الخطبة الكثير من الوصايا والإرشادات وقد اختصرناها مخافة إن يطول بنا المقام ، وقد جمعت خطبته (صلوات الله وسلامه عليه واله) اصولا قد تبدو معترفا بها مجمعا عليها ، ولكن الذين درسوا حالة المجتمع العربي وقت القائها ، بل حالة المجتمع الإنساني يعرفون أنها كانت أساسا جديدا ودستورا عظيما لأكبر انقلاب اجتماعي منذ ظهوره (صلى الله عليه واله وسلم) ويلحظون إحاطتها على قصدها بالداء والدواء ، وان فيها أسس الحضارة التي جعلت من العرب الضلال امة تسوس المشرق والمغرب قرونا كثيرة ، وهاهي ذي الأيام تمر فتبلي كل جديد ، وفصاحة محمد العظيم (صلى الله عليه واله وسلم) وبلاغته لاتزال نضرة عذبة ، يبتهج بها كل من يتطلع الى الأدب والعلم والعدل والإحسان . |
«
الموضوع السابق
|
الموضوع التالي
»
|
|
الساعة الآن 03:56 PM.