لجوء سفير اليمن السابق في دمشق الي بريطانيا يثير جدلا في الصحافة اليمنية

[صوت الجنوب]

لجوء سفير اليمن السابق في دمشق الي بريطانيا يثير جدلا في الصحافة اليمنية
2005/05/05

حين يقال ان الحسني مجنون يكون المعني أن الحكومة التي عينته سفيرا معتوهة

لندن ـ القدس العربي ـ من احمد المصري:
ما زالت قضية طلب السفير اليمني في دمشق أحمد الحسني اللجوء السياسي تحظي بمتابعة واهتمام من الصحافة الحزبية والمستقلة في اليمن، وبدت الصحافة الرسمية بعيدة عن الأمر، واكتفت في بادئ الأمر بنشر تصريح المصدر المسئول بوزارة الخارجية تعليقاً علي ذلك.
وكان السفير الحسني الذي انتقل الي بريطانيا بعد انتهاء عمله كسفير لليمن في سورية الشهر الماضي، أعلن الأسبوع الماضي طلبه اللجوء السياسي.
وقال في مؤتمر صحافي الأربعاء انه علي استعداد، من موقعه كرئيس سابق للبحرية اليمنية إبان الهجوم علي المدمرة الامريكية في 12 أكتوبر 2000، لتقديم ملف كامل متكامل للسلطات الامريكية ولأهالي الضحايا عن العملية .
وانه لديه الكثير من المعلومات عن ملف القاعدة والحركة الأصولية في اليمن والمدارس الدينية، التي يتخرج فيها المتطرفون الذين يسافرون الي العراق، بعد تقديم الدعم اللازم لهم .
الحسني الذي نفي أن يكون زاره ضباط من المخابرات البريطانية أو الامريكية قال ان الإمكانيات المادية والفنية والبشرية التي تمتعت بها القاعدة بكوادرها ومعسكراتها علي الأراضي اليمنية، أتاحت لها توجيه الضربة القاتلة الي المدمرة الامريكية كول ، وان هناك ضباطا محسوبين علي القاعدة مازالوا يخدمون في القوات المسلحة والأمن السياسي والحرس الجمهوري .
وأن من شاركوا في تفجير المدمرة كول معروفون للأمن اليمني وتعرفهم الحكومة، وما زالوا في وظائفهم ويتلقون رواتبهم ، ووصف المحاكمات الأخيرة بحق منفذي العملية الإرهابية ضد المدمرة كول، بأنها مسرحية ولكن المجرمين الحقيقيين تم تهريبهم الي الخارج، وبعضهم ما زال في الداخل حرا طليقا .
وأكد الحسني أن الحكومة اليمنية تكثر من الحديث عن الديمقراطية، لكنها لا تعترف بالآخر، ودائما تسعي لتصفية خصومها السياسيين .
وحده الكاتب الصحافي اسكندر الأصبحي رئيس تحرير صحيفة الميثاق السابق الحزب الحاكم كتب مقالاً في صحيفة 26 سبتمبر الصادرة عن القوات المسلحة امس الخميس حمل عنوان عقل السفير المشطور قال فيه إنه إذا كان هناك من يستحق اللوم فليس الحسني الذي يعاني من اضطراب نفسي ومن الإنتهازية السياسية كما جاء في تصريح المصدر المسؤول بوزارة الخارجية الذي قرأناه في الصحف وإنما (اللوم ) للخارجية التي عينته سفيراً مراعاة لظروفه.
ويضيف عسي أن تفكر عشرين مرة قبل أن تقطع في ترشيح وتعيين مثل السفير الحسني والذي كان أولي بمساعدته في أن يذهب الي مصحة نفسية وليس سفيراًُ.
ويبدو أن المسكين قد اهتدي الي ضالته العلاجية في عاصمة الضباب لعله يشفي من وسواسه القهري اضطهاد الشطر الشمالي من عقله لشطره الجنوبي في عقله المضطرب .
صحيفة الشوري الناطقة بلسان اتحاد القوي الشعبية المعارض تناول فيها الصحافي عبد العزيز المجيدي ما وصفه اللجوء المثير أوضح أن مفأجاة الحسني التي فجرها في لندن قادت صنعاء الي ارتباك جعلها تقذفه بكل ما أمكنها من نعوت أثارت لوماً في الأوساط السياسية والصحافية جراء التهوين من هكذا حادثة.
مشيراً الي أن التصريح الأكثر إثارة للسخرية حسب مراقبين هو تحدث السلطة عن أن تعيين الحسني سفيراً في دمشق كان في إطار العلاج النفسي له بعد فشله في قيادة القوات البحرية التي ظلت خاضعة لقيادته أكثر من 7 سنوات ويختم موضوعه أنه من المرجح أن القضية ستأخذ مدي متصاعداً بين الجانبين قد يضطر ضعفاء لإرسال المزيد من الشخصيات الي سفاراتها في العواصم في إطار برنامج رسمي لعلاج حالاتها النفسية.
في صحيفة الوسط أهلية الصادرة الأربعاء قال الكاتب الصحافي ابراهيم حسين ان من حق الحسني الذهاب الي لندن وطلب اللجوء السياسي متهماً صنعاء بأنها تسعي لتصفيته جسدياً في دمشق لكن الأمر الذي لايعد مفهوماً أن يقدم نفسه رمز للمعارضة الجنوبية لأن الرجل كان ملحقاً بالسلطة منذ 1986 وظل صامتاً طيلة 18 عاماً.
ويضيف رد الفعل الرسمي الصادر عن صنعاء لم يكن موفقاً اتهمه بالإصابة بمرض نفسي وزاد عليه بوصفه انتهازياً وكنا نتمني أن يذهب الحسني الي ان لندن دون إثارة غبار التباكي علي أوضاع المناطق الجنوبية لأن الذين يعانون هم هؤلاء المقيمون هنا.
ويؤكد وجود خلل واضح في التعامل بشأن المواطنة المتساوية.. مضيفاً إقصاء حقيقي لوظائف سيادية في جهازي الدفاع والأمن واستعلاء ضد البعض لكن ذلك ليست له علاقة بالشمال والجنوب علاقته تشن علي المصالح التي يجسدها خليطاً هنا وهناك.. فالذين ينهبون ثروة البلاد اليوم ليسوا من الشمال فقط فهم مصفوفة تبدأ من صنعاء وتنتهي في المهرة واليوم يصبح غير مقبول أن تدعي فئة تمثيلها للجنوب ويكون مؤسفاً أن يأتي الإدعاء من فئة مارست القتل والتنكيل في جنوب الوطن.
وكتب محرر الوسط السياسي تحت عنوان حتي لايكون الحسـني عنواناً لوكر تآمري جديد أن المؤسسة العسكرية هي السور الشامخ الذي تحاول جرافات التأمر اختراقه بشتي السبل والوسائل، مشيرة الي أن لجوء الحسني يأتي في نطاق مخطط يستهدف المؤسسة العسكرية الوطنية باعتبارها الحصن المنيع الذي تتحطم أمامها كل المخططات التآمرية داخلية كانت أو خارجية أو بهما معاً
وصفت قيادات في أحزاب اللقاء المشترك تصريحات الحسني التي أدلي بها الاريعاء في مؤتمره الصحافي بلندن بانها خطيرة جدا ، معتبرين أنها تؤكد ما ينادون به من إصلاح سياسي، يحمي اليمن ووحدته، ويمنع عنه التدخلات الأجنبية .
وذكر موقع نيوز يمن علي الشبكة الالكترونية ان رئيس الدائرة السياسية للتجمع اليمني للإصلاح محمد قحطان قال ان قصة الحسني تؤكد ما دعونا له دوما في المعارضة من تعامل شفاف ومسئول مع القضايا الوطنية وبخاصة منها مايتعلق بالجانب الأمني .
وفي اشارة لتصريحات سابقة للحكومة اليمنية تحدثت فيها عن أن الحسني مصاب بمرض نفسي قال قحطان حين يقال ان الحسني مجنون، يكون المعني أن الحكومة التي أصدرت له قرار التعيين ووقعت عليه معتوهة ، وأضاف من خلال مجريات هذه القضية تكشف الطريقة التي تدار بها البلاد وفداحة ما يعانيه الشعب اليمني جراء تلك الأساليب والطرق الخاطئة .
من جانبه اعتبر رئيس الدائرة السياسية للتنظيم الوحدوي الشعبي الناصري محمد يحيي الصبري أن تصريحات السفير السابق أحمد الحسني من التصريحات الخطيرة والسيئة جداً لأنها تحمل اتهامات ترتبط بقضايا دولية خطيرة وفساد الحكم .
مضيفاً: ان الحكم الفاسد يفرز ظواهر مخيفة ومقلقة وخطيرة تبدأ بانتهاكات حقوق الناس ولاتنتهي عند الحروب الصغيرة والكبيرة لكنها يمكن أن تقضي علي الوحدة الوطنية وتهدد الاستقرار العام وتماسك الدولة وتخلق نزوعاً للرغبة نحو عدم العيش في هذا الوطن .
وشدد الصبري علي أن اليمن بحاجة الي إصلاح سياسي عاجل .
من جهته قال الصحافي عبدالكريم الخيواني رئيس تحرير صحيفة الشوري أن ما قام به الحسني كشف واقعاً سياسياً معيناً في البلاد لايمكن تجاهله ، معتقدا أن السلطة تعالج أخطائها بخطأ أكبر ، معتبرا أن توزيع الاتهامات لن تحل المشكلات التي نعاني منها ، داعيا السلطة الي تعامل مسئول مع القضايا الوطنية .
وعلقت الحكومة اليمنية علي ما قاله قائد البحرية السابق أحمد الحسني أمس الاول في المؤتمر الصحافي الذي عقده في العاصمة البريطانية حيث طلب اللجوء السياسي فقالت علي لسان وزير الخارجية الدكتور أبو بكر القربي في تصريحات لموقع الصحوة نت ، ان دبلوماسية الحسني انتهت بعد طلب لجوئه الي بريطانيا وإعلانه عن معارضة خارج الوطن.
وأكد وزير الخارجية أن الحسني كان قد تم استدعاؤه في أول اذار (مارس) الماضي حيث تنتهي فترته كسفير لليمن في دمشق في 30 حزيران (يونيو) القادم.
واعتبر القربي ربط الحسني الذي كان قائدا للقوات البحرية تفجيرات القاعدة للمدمرة الأمريكية كول بالحكومة اليمنية وضباط الجيش والأمن عبارة عن محاولة يائسة من أجل إعطاء تصرفاته أهمية دولية.
وقال وزير الخارجية قضايا التفجيرات الإرهابية التي استهدفت المدمرة الأمريكية (كول) وناقلة النفط الفرنسية (لميبورج) تم التحقيق فيها من قبل الأجهزة الأمنية بالتعاون مع الولايات المتحدة الأمريكية، وفرنسا.
وأكد وزير الخارجية في ختام تصريحاته لـ الصحوة نت أن أي معارضة خارج الوطن غير شرعية، وأن أي مواطن يمني يحق له المعارضة في إطار القانون والدستور، ومن خلال الأحزاب والتنظيمات السياسية الموجودة .