المصير الاسود للرئيس اليمني

[قلب الجنوب]

كنت استمع الى محاظرة الرئيس اليمني علي عبدالله صالح في اللقاء التشاوري لقادة القوات المسلحة اليمنية وقد عكس في خطابه القصير حالة عدم الاتزان التي لا زال يعيشها النظام منذ اصيب بزلزال واشنطن اواخر العام الفائت.
الرجل لم يبقي شيئا على حاله ولم يثبت على قرار فهو مع السلام في صعده لكنه يذكر بالملكية والداعين لها بانها كانت الاسباب الرئيسية للحرب مع انه يعرف والشعب اليمني يعرف والعالم كله يعرف ان ذلك هراء ولا يستقيم والحقائق المعروفة.
ثم بدون مقدمات ولا ضرورات منطقية او لغوية يشير الى الوحدة بانها تمت بارادة شمالية خالصة عندما يقرر ان قادة الجنوب لم يكونوا وحدويون وانما هم هربوا الى الوحدة عندما راوا سقوط ( شاوسيسكو ) حاكم رومانيا حينها وعندما راوا سقوط دولة الاتحاد السوفيتي وهو يعرف كما تعرف قيادات الجيش التي امامه ان الوحده كانت قرار قيادة الجنوب كما تعرف كافة القيادات السياسية والحزبية بما فيها قيادة المؤتمر الشعبي العام ان اقصى ما حملته معها قيادة الجمهورية العربية اليمنية الى عدن في 1989 كان مشروعا كونفدراليا يوحد الخارجية والدفاع فقط لا غير ولم يكن يحلم بالوحده وفوجئ بان قيادة جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية تطرح مشروع للوحدة. ويعرف المتابعون والمراقبون كما يعرف قادة الاحزاب السياسية في اليمن ويتذكر الشعب اليمني بان الرئيس اليمني نفسه كان قد اعلن في اكثر من مناسبة وكرر تلك الحقيقة لكنه اليوم يقرر الغائها وشطبها .
وبطريقة غريبة ودون مقدمات ياتي على ذكر القوى الانفصالية والمتامرة ويعرج على دول الجوار الذين انفقوا المليارات للتامر على اليمن ؟؟؟ ثم يختزل كل شيء في شخصه عندما يقول نحن سمحنا لهم يتكلموا وينتقدوا ويكونوا احزاب ويصدروا صحف لكن ... وهنا تبدا لكن بالتاكيد على عسكرية النظام و دكتاتوريته عندما يؤكد بانه بنا هذا النظام طوبه طوبه ومن الصفر عندما كان يبحث عن من ياتي ليتحمل المسؤلية في الرئاسة بعد اغتيال الحمدي ومن بعده الغشمي ( تعال يا فلان او انت يا زعطان ) لم يتقدم احد طبعا الا هو ... ولهذا ممنوع الاقتراب من الكرسي .. كلام واضح انا وبس ولا تزعلوا .؟؟؟
شخصيا شعرت بارتياح كبير لان ما كان يتطلب منا جهد ووقت طويل لاقناع الناس به واقناع القيادات السياسية بان الرجل غير صادق في ادعاءاته بشان الوحده وهي كذلك بالنسبة للديمقراطية والاصلاح السياسي ... كما هو غير صادق في كل ما يعد به ... وقبل هذا كله لمست من عملنا وجهودنا ونضالات اهلنا في الداخل وصمودهم وتصدي الرجال الشجعان من قادة الجنوب وابناءه المخلصين قد اثمر وبدا يعطي نتائج مباشرة تستطيع ان تلمسها في حالة اللا توازن التي يعيشها الرئيس الطاغية منذ زلزال واشنطن العظيم وتداعياته المستمره وشواهدها بيان عدن التاريخي ديسمبر 2005, ثم لقاء التاخي والتسامح 13يناير 2006في جمعية ردفان البطله,ثم مهرجان الحبيلين في 31 يناير 2006 ثم صرخة الدكتور محمد حيدره مسدوس وزئير الاسد باعوم تجد صداها في كل ربوع الجنوب وترددها الاجيال من المهرة شرقا حتى ميون غربا ولم يعد باستطاعة النظام وزبانيته بكل امكانياتهم وبشتى صورهم ان يدفنوا قضية الجنوب ارضا وانسانا .
غدا سياتي يومنا الاخضر ... يوم الانعتاق الابدي من ربقة الاحتلال والتخلف ... يوم مشرق عزيز .
سنبني دولتنا من المهره شرقا الى ميون غربا رضي علي عبدالله صالح ام ابى ياسين.
( لعل اغنية حبوب حبوب لا تغضب ما بش لهذا الغضب داعي ) تصلح هدية للطاغية لمواساته في هذه المحنة .)