ريما الشامي : الحرك الجنوبي يؤتي ثماره

[اسدالجنوب]

بقلم / ريما الشامي

هاهو الحراك السلمي الجنوبي يدشن عامه الثاني بعد مسيرة عام من رصيد النضال المدني نستطيع أن نستشف منها بعض من ثماره التي اتت اكلها وهي :
1/ ضرب تابوهات الاستبداد التي ظل يحتمي بها ويمارس تحت ستارها الفساد والنهب والتدمير والالغاء
2/ تاسيس منظومة قيم النضال السلمي وتعزيز ثقافة الوعي بالحقوق والحريات لدى فئات واسعة من ابناء الشعب في الشمال والجنوب على حد سواء
3/فرض القضية الجنوبية بقوة الحق و العدل على مستويين أولا كقضية شعب يرفض الغاء هويته ومصادرة تأريخه ونهب ثرواته وثانيا كنقطة تحول نوعي وضعت الشعب ومنظمات المجتمع المدني وفعالياتها المختلفة امام مسؤلياتها الوطنية في ضرورة مواكبة كل أبناء البلد لمسيرة الحراك السلمي الجنوبي حتى الحرية والخلاص من طغيان الحكم الفردي الذي نهب الوطن ودمر وحدته وأكثر من هذا قدم الحراك السلمي في الجنوب القضية الجنوبية كمدخل أساسي وجوهري لانقاذ اليمن من الازمات الوطنية المتفاقمة التي خلقتها سياسات الفساد والاستبداد وتدير بها البلد حتةى أوصلتها الى هذا الوضع المأساوي المريع .
لقد استطاع الحراك السلمي في الجنوب خلال فترة عام ونيف مضت أن يخلق بيئة مختلفة تماما لما قبل الحراك في الحياة السياسية اليمنية فمن ثمار الحراك الجنوبي أنه بعث الأمل لدى الناس في الشمال والجنوب على حد سواء بامكانية فرص التغيير و خلاص البلد من ربقة الحكم الأسري الفردي الفاسد .
فهذا الحراك الجنوبي الذي يدخل عامه الثاني لم ينتصر فقط لأبناء الجنوب فحسب بل بل استطاع أن يوجه سهامه نحو تابوهات الاستبداد وسياساته الجهنمية التي ظل يظلل بها الناس ويستخدمها غطاء توفر له قدسية باطلة و حصانة عن المسألة والحساب طوال عقود من التسلط في نهب وتدمير الوطن .
لقد انتفض الجنوب قبل عام ونيف ضد سياسات التهميش والاقصاء والنهب والتدمير التي ظلت تمارس طيلة 13 عاما ضد شعبه بهدف الغاء هويته وتأريخه ووجوده ولكن هاهي اليوم القضية الجنوبية لم تعد تعني فقط الجنوبيين وحدهم بل صارت طريقا للحرية لكل أبناء البلد بما تعنيه من قضية وطنية وبما تمثله من رصيد نضال سلمي يرنو نحو الحرية والخلاص من طغيان حكم الفرد وسياساته التي دمرت البلد
أخذ الحراك السلمي مداه في كافة مناطق الجنوب ولم ترهبه تابوهات الاستبداد وشعاراته الباطلة التي أدمن على استخدامها ضد ضحايا سياساته التدميرية من أبناء هذا الشعب المغلوب على أمره الذي لا يطلب اكثر من رفع الجور والظلم عنه فكان من الطبيعي ان تسخر السلطة رصيد مخزونها التقليدي القائم على التخوين والتجريم ضد الحراك الجنوبي لتضع له نهاية فاصلة وهو في المهد وكان تابو الوحده مفصلا وجاهزا للحراك السلمي الجنوبي لاسكاته لكن هذا التابوا لم يجد نفعا ازاء مسيرة الحراك الذي يحمل قضية انسانية ووطنية عادلة خلقتها السياسات التدميرية التي ظلت تستهدف الجنوب طيلة 13 عاما تحت ستار الوحدة هذا التابو الذي ترفعه الان السلطة مرة أخرى لتجريم وتخوين الحراك الجنوبي .
أبناء الجنوب لم ترهبهم شعارات التخوين والانفصالية التي ترفعها السلطة في وجوههم الى جانب جرائم القتل والاعتقالات وعسكرة مدنهم وقراهم بل ان حراكهم السلمي يدخل العام الثاني وقد صارت القضية الجنوبية أكثر قوة وعنفوانا و مدخلا رئيسا لحل جوهري شامل للأزمة الوطنية في الشمال والجنوب .
الحراك الجنوبي كما أسلفت أعطى ثماره على كافة المستويات وليس فقط فيما يخص القضية الجنوبية فموازين القمع والقهر والارهاب التي ظلت تحكم بها السلطة المجتمع في الشمال فقدت صلاحيتها وتخلقت بموازاتها قيما ايجابية تنشد الحرية و ترفض الظلم وتقاوم البطش والاستبداد وتؤسس لثقافة النضال السلمي وها نحن اليوم نرى أن المجتمع اليمني قد صار مختلفا عنه قبل الحراك فنجد الناس مثلا تنتظم في فعاليات مدنية سلمية تطلب حقوقها وترفض المظالم والجور الواقع عليها ، فالنضال السلمي بدأ يتصاعد في الشمال وان بدرجات متفاوته ليأخذ موقعه في أشكال عديدة اذ أستطاع الحراك الجنوبي أن يشد انتباه الناس نحو الوعي بحقوقهم ويعزز لديهم ثقافة الحرية و انتهاج طريق النضال السلمي لنيل الحرية ورفض الظلم والخلاص من الاستبداد .
ان قادة الحراك السلمي الجنوبي يقبعون اليوم في زنازين انفرادية تحت الأرض في ظل ظروف لا انسانية ولكن كل تلك الممارسات الاجرامية التي يتعرضون لها في سجون الأمن السياسي لم تستطع أن توقف مسيرة الحراك السلمي في الجنوب لأن القضية أصلا ليست قضية حسن باعوم أو علي منصر أو بن فريد بل ان القضية هي قضية الحرية التي وهبها الله سبحانه وتعالى واستخلف بها الانسان وعليه فان مسيرة الحراك السلمي في الجنوب كما نراها مستمرة وتتوسع يوما عن يوم وتعطي ثمارها الايجابية على مستوى الوطن اليمني شمالا وجنوبا وشرقا وغربا .
ان ما يبعث على التفاؤل والثقة هو استمرارية الحراك وترسخ ثقافة النضال السلمي في أوساط الناس رغم كل ممارسات القمع والارهاب والقتل والاعتقالات والمحاكمات السياسية لنشطاء الحراك والنضال السلمي ولعل هذا ما يؤكد ان مسيرة الحراك ستواصل مسيرتها نحو الحرية ولن توقفها جرائم الطغاة والمستبدين طالما وأن هناك ارادة شعب قرر أن ينال حريته .
ان ما يمكن قوله اليوم بعد مسيرة عام ونيف من مسيرة الحراك السلمي الجنوبي هو ان الشمال اليوم قويا بالجنوب والأمل صار كبيرا بامكانية فرص التغيير وأن تنعم الأجيال القادمة بحياة انسانية حرة كريمة .

[د0 الشبواني]

/09/2008 م 06:59:03

ريما الشامي
----
هاهو الحراك السلمي الجنوبي يدشن عامه الثاني بعد مسيرة عام من رصيد النضال المدني نستطيع أن نستشف منها بعض من ثماره التي اتت اكلها وهي :
1/ ضرب تابوهات الاستبداد التي ظل يحتمي بها ويمارس تحت ستارها الفساد والنهب والتدمير والالغاء
2/ تاسيس منظومة قيم النضال السلمي وتعزيز ثقافة الوعي بالحقوق والحريات لدى فئات واسعة من ابناء الشعب في الشمال والجنوب على حد سواء
3/فرض القضية الجنوبية بقوة الحق و العدل على مستويين أولا كقضية شعب يرفض الغاء هويته ومصادرة تأريخه ونهب ثرواته وثانيا كنقطة تحول نوعي وضعت الشعب ومنظمات المجتمع المدني وفعالياتها المختلفة امام مسؤلياتها الوطنية في ضرورة مواكبة كل أبناء البلد لمسيرة الحراك السلمي الجنوبي حتى الحرية والخلاص من طغيان الحكم الفردي الذي نهب الوطن ودمر وحدته وأكثر من هذا قدم الحراك السلمي في الجنوب القضية الجنوبية كمدخل أساسي وجوهري لانقاذ اليمن من الازمات الوطنية المتفاقمة التي خلقتها سياسات الفساد والاستبداد وتدير بها البلد حتةى أوصلتها الى هذا الوضع المأساوي المريع .
لقد استطاع الحراك السلمي في الجنوب خلال فترة عام ونيف مضت أن يخلق بيئة مختلفة تماما لما قبل الحراك في الحياة السياسية اليمنية فمن ثمار الحراك الجنوبي أنه بعث الأمل لدى الناس في الشمال والجنوب على حد سواء بامكانية فرص التغيير و خلاص البلد من ربقة الحكم الأسري الفردي الفاسد
فهذا الحراك الجنوبي الذي يدخل عامه الثاني لم ينتصر فقط لأبناء الجنوب فحسب بل بل استطاع أن يوجه سهامه نحو تابوهات الاستبداد وسياساته الجهنمية التي ظل يظلل بها الناس ويستخدمها غطاء توفر له قدسية باطلة و حصانة عن المسألة والحساب طوال عقود من التسلط في نهب وتدمير الوطن
لقد انتفض الجنوب قبل عام ونيف ضد سياسات التهميش والاقصاء والنهب والتدمير التي ظلت تمارس طيلة 13 عاما ضد شعبه بهدف الغاء هويته وتأريخه ووجوده ولكن هاهي اليوم القضية الجنوبية لم تعد تعني فقط الجنوبيين وحدهم بل صارت طريقا للحرية لكل أبناء البلد بما تعنيه من قضية وطنية وبما تمثله من رصيد نضال سلمي يرنو نحو الحرية والخلاص من طغيان حكم الفرد وسياساته التي دمرت البلد
أخذ الحراك السلمي مداه في كافة مناطق الجنوب ولم ترهبه تابوهات الاستبداد وشعاراته الباطلة التي أدمن على استخدامها ضد ضحايا سياساته التدميرية من أبناء هذا الشعب المغلوب على أمره الذي لا يطلب اكثر من رفع الجور والظلم عنه فكان من الطبيعي ان تسخر السلطة رصيد مخزونها التقليدي القائم على التخوين والتجريم ضد الحراك الجنوبي لتضع له نهاية فاصلة وهو في المهد وكان تابو الوحده مفصلا وجاهزا للحراك السلمي الجنوبي لاسكاته لكن هذا التابوا لم يجد نفعا ازاء مسيرة الحراك الذي يحمل قضية انسانية ووطنية عادلة خلقتها السياسات التدميرية التي ظلت تستهدف الجنوب طيلة 13 عاما تحت ستار الوحدة هذا التابو الذي ترفعه الان السلطة مرة أخرى لتجريم وتخوين الحراك الجنوبي

أبناء الجنوب لم ترهبهم شعارات التخوين والانفصالية التي ترفعها السلطة في وجوههم الى جانب جرائم القتل والاعتقالات وعسكرة مدنهم وقراهم بل ان حراكهم السلمي يدخل العام الثاني وقد صارت القضية الجنوبية أكثر قوة وعنفوانا و مدخلا رئيسا لحل جوهري شامل للأزمة الوطنية في الشمال والجنوب
الحراك الجنوبي كما أسلفت أعطى ثماره على كافة المستويات وليس فقط فيما يخص القضية الجنوبية فموازين القمع والقهر والارهاب التي ظلت تحكم بها السلطة المجتمع في الشمال فقدت صلاحيتها وتخلقت بموزاتها قيما ايجابية تنشد الحرية و ترفض الظلم وتقاوم البطش والاستبداد وتؤسس لثقافة النضال السلمي وهانحن اليوم نرى أن المجتمع اليمني قد صار مختلفا عنه قبل الحراك فنجد الناس مثلا تنتظم في فعاليات مدنية سلمية تطلب حقوقها وترفض المظالم والجور الواقع عليها ، فالنضال السلمي بدأ يتصاعد في الشمال وان بدرجات متفاوته ليأخذ موقعه في أشكال عديدة اذ أستطاع الحراك الجنوبي أن يشد انتباه الناس نحو الوعي بحقوقهم ويعزز لديهم ثقافة الحرية و انتهاج طريق النضال السلمي لنيل الحرية ورفض الظلم والخلاص من الاستبداد
ان قادة الحراك السلمي الجنوبي يقبعون اليوم في زنازين انفرادية تحت الأرض في ظل ظروف لا انسانية ولكن كل تلك الممارسات الاجرامية التي يتعرضون لها في سجون الأمن السياسي لم تستطع أن توقف مسيرة الحراك السلمي في الجنوب لأن القضية أصلا ليست قضية حسن باعوم أو علي منصر أو بن فريد بل ان القضية هي قضية الحرية التي وهبها الله سبحانه وتعالى واستخلف بها الانسان وعليه فان مسيرة الحراك السلمي في الجنوب كما نراها مستمرة وتتوسع يوما عن يوم وتعطي ثمارها الايجابية على مستوى الوطن اليمني شملا وجنوبا وشرقا وغربا
ان ما يبعث على التفاؤل والثقة هو استمرارية الحراك وترسخ ثقافة النضال السلمي في أوساط الناس رغم كل سممارات القمع والبارهاب والقتل والاعتقالات والمحاكمات السياسية لنشطاء الحراك والنضال السلمي ولعل هذا ما يؤكد ان مسيرة الحراك ستواصل مسيرتها نحو الحرية ولن توقفها جرائم الطغاة والمستبدين طالما وأن هناك ارادة شعب قرر أن ينال حريته .

ان ما يمكن قوله اليوم بعد مسيرة عام ونيف من مسيرة الحراك السلمي الجنوبي هو ان الشمال اليوم قويا بالجنوب والأمل صار كبيرا بامكانية فرص التغيير وأن تنعم الأجيال القادمة بحياة انسانية حرة كريمة
---------
*نننشر المقال لاهمية الموضوع الذي يتناوله الكاتب او الكاتبة ، مع التأكيد على أهمية أن يفصح الكاتب عن هويته لكي يواصل الموقع نشر موضوعاته القيمة حرصا على المهنية بالنسبة للاشتراكي نت