القرآن الكريم - الرئيسية - الناشر - دستور المنتدى - صبر للدراسات - صبر نيوز - صبرالقديم - صبرفي اليوتيوب - سجل الزوار - من نحن - الاتصال بنا - دليل المواقع - قناة عدن
عاجل |
الجزيرة مباشر | الجزيرة | العربية | روسيا اليوم | بي بي سي | الحرة | فرانس 24 | المياديين | العالم | سكاي نيوز | عدن لايف |
آخر المواضيع |
#1
|
||||
|
||||
الشمه + المبيدات+ اليمنيين = السرطان.
تحقيقات واستطلاعات: «الشمة» و«المبيدات» سبب رئيس في اصابة معظمهم..غياهب السرطان تحير الاطباء وتهدد حيات الانسان.
الأربعاء 12 أبريل 2006
أضحى السرطان هاجس رعب لليمنيين ومبعثاً لإثارة القلق والوحشة لما يخلفه من أسى ومعاناة للأسر التي يفترس الوباء عزيزا فيها خاصة مع ارتفاع نسبة الإصابة بأنواع مختلفة منه ولأسباب معظمها لا زالت مجهولة تحير الأطباء كثيرا في علاجها. وتشير التوقعات الطبية إلى أن السرطان يهدد حياة ثلث سكان اليمن،أي ما يقارب سبعة ملايين نسمة ومن بين كل ثلاثة مواطنين احتمال إصابة أحدهم. تحقيق/ انيس الجهلاني يزيد من قلق المواطنين ضعف الخدمات الصحية في المحافظات وغياب مراكز الكشف المبكر لفحص العينات قبل أن يستفحل السرطان بأجساد مرضاهم الذين يظلون لفترات طويلة في المستوصفات الصحية يتلقون علاجات لا علاقة لها بالمرض وتؤدي إلى تفاقم حالة المريض ويهدر معها الوقت والمال دون فائدة تذكر. تتعدد أسباب الإصابة بالسرطان باختلاف أنواعه فبعضها يستطيع الإنسان تجنبها لإرتباطها بعادات الممارسة اليومية لسلوك الأفراد مثل تعاطي التبغ بشراهة عالية ومنها ما لا يمكن تجنبها لتعلقها بالبيئة المحيطة كما يشاع ونسبها إلى بقايا نفايات نوويه دفنتها دول أجنبية في اليمن قبل فترات ماضية. أطباء السرطان في اليمن يحذرون من خطورة تعاطي التبغ المطحون ما يعرف بـ(الشمة) على صحة المواطنين ويذهب الدكتور محمد القدسي استشاري علاج السرطان بالأشعة - إلى أن زيادة الاصابة بسرطان الفم واللسان مردها إلى استعمال (الشمة). «وجدنا أن ارتفاع الاصابة بسرطان الفم واللسان ناتج عن استعمال الشمة بشراهة ولفترات طويلة، وهذا من الأشياء المثبت تسببها في السرطان 100% ولا جدال عليها» ويؤكد نائب مدير مركز الأورام السرطانية في صنعاء الدكتور/ أحمد شملان على مخاطر «الشمة» وضرورة مكافحة تعاطيها «يتعالج لدينا في المركز مرضى كبار في السن ويقولون بأن أبناءهم واحفادهم جميعا يتناولون «الشمة» فأنا سأعالج هذا المريض لكن لا أريد الأطفال الذين هم في أعمار 15 عاماً أن يأتوا إلي بعد عشرين سنة وعندهم نفس المصيبة» ويتابع «نريد أن نغلق هذا الباب وأن تكون هناك حملة وطنية تمنع استخدام الشمة وبيعها وتصنيعها أو استيرادها في اليمن». ويؤكد الأطباء بأن 95% من نسبة المصابين بسرطان في الفم واللسان ناتج عن تعاطي «الشمة» وينتمون إلى محافظات تنتشر فيها هذه العادة وأبرزها (الحديدة- المحويت - حجة - المكلا). لا توجد دراسات علمية أجريت في اليمن أكدت تسبب «الشمة» بجلب السرطان لمتعاطيها كما يقول الدكتور أحمد شملان «هذا المجال جديد علينا لكن الذين سبقونا في الهند وباكستان وبنجلادش والسعودية بدراسات طبية أكدت أن الشمة من الاسباب الثابتة للإصابة بسرطان الفم واللسان». يكثر متناولو «الشمة» في المحافظات النائية والمناطق الساحلية والأحياء الفقيرة وبساط الناس وبين المزارعين فهم يؤمنون بضرورة تعاطيها بلا أسباب ولا يخافون عواقبها الوخيمة، يقول الشاب علي من أبناء محافظة الحديدة - ومدمن شمة (بأن جميع أفراد اسرته والكثير من أبناء منطقته يتعاطونها فلا يستطيعون الامتناع عن تناولها لكونها غير مضرة، ان ما أصاب والده شيء لا يعلمه البشر- حسب قوله. لقد أضطر الأطباء إلى بتر لسان والد علي - 55 عاما بعد صير السرطان فمه أشبه بمغارة هجرتها الأشباح- هو الآن في حالة ميؤوس منها، تعكس حجم مأساة تعاطي «الشمة» في مجتمع يخيم عليه الجهل والفقر فيباعد بينه وبين حماية صحته في الوقت المناسب وتبدو إشكالية إقناع متعاطي «الشمة» بالإقلاع عنها عصية عن الحل لدى المهتمين إذ يقول أمين عام جمعية حماية المستهلك ياسين التميمي «هذه عادة مرتبطة بالممارسات الشعبية وتحتاج إلى توعية من نوع خاص تتمتع بالكفاءة بحيث تصل إلى عقولهم». لا توجد جهود مبذولة تستحق أن تذكر حتى الآن في مجال مكافحة تداول «الشمة» وتعاطيها ومنع بيعها مع أن إعلان الحرب عليها تبقى مهمة إنسانية لحماية الآلاف ممن يتعاطونها بإصرار وجهل ومكابرة. تحتوي السجائر على مواد كثيرة مشجعة للسرطان ويذكر الأطباء بأن الأشخاص المدخنين هم الأكثر تعرضا للإصابة بسرطانات الرئة والمثانة والكلية والبنكرياس ويشير الدكتور محمد القدسي إلى أن 30 في المائة من انواع السرطانات سببها التدخين « لو هناك حملة تمنع التدخين سيسلم المواطنون أذاه». ورغم أن اليمن وقعت على الاتفاقية العالمية لمكافحة التدخين واصدرت قانونا يقضي بمنع التدخين في الاماكن العامة ومنع الاعلان عن السجائر في الوسائل الاعلامية إلا أن الحكومة تتجاهل تنفيذه، كما أن إعلانات السجائر لا تزال تحتل مساحات واسعة في الصحف الرسمية. رصد أطباء مركز الأورام السرطانية خلال عملهم في المركز الذي لم يمض على إنشائه سوى عام وبضعة أشهر حالات سرطانية متنوعة وتوقعوا مشاركة تناول «القات» في الاصابة ببعضها لكنهم يتوخون عدم تأكيد ذلك، وهو ما يعمد إليه رئيس المركز الدكتور نديم محمد سعيد «القات ليس المادة السامة ولكن المبيد المستخدم في الرش أثناء نمو نبتة القات هو الأساس والشيء المهم الذي بالفعل جلب بعض انواع السرطانات». ويؤكد المختصون في وزارة الزراعة والري المسؤولة «عن تنظيم دخول المبيدات إلى البلاد بأن هناك تدفقاً لأنواع مختلفة من المبيدات تصل إلى ما يقارب 700 مبيد دون أن تجرى عليها دراسات وفحوصات توضح مدى خطورتها وتوجه أغلبها لرش أشجار القات ما تخلق بيئة خصبة للإصابة بالسرطان». ويقدم المزارعون على استخدام انواع مختلفة من المبيدات بعضها دخلت عن طريق التهريب ومحرمة دوليا وتباع لهم بعيدا عن أعين الرقابة التي قد تكون مشاركة في تسهيل دخولها. قبل أكثر من عامين أثارت جمعية حماية المستهلك موضوع المبيدات حتى تم إصدار قانون ينظم استيرادها وأقرت له لائحة تنفيذية وكان مما اشترطت عليه الجمعية تكوين لجنة لتسجيل المبيدات - بحسب امينها العام- «اللجنة اعتمدت آلية جيدة تقوم على فكرة تسجيل المبيدات التي تدخل السوق واختبارها لمدة عام كامل والتأكد من سميتها وخطرها على صحة الإنسان». مع إزدياد أنواع المبيدات المهربة واجهت اللجنة المكلفة بمراقبتها مشاكل اسفرت عن فشلها ويؤكد ياسين التميمي أمين عام الجمعية بأن ما يحدث الآن هو تعطيل من وزارة الزراعة لعمل اللجنة ولفريقها الفني «هناك إجراءات بيروقراطية وشخصيات ومحاولات مستمرة لتعطيل فريق اللجنة الفني الذي يقوم بفحص المبيدات وفقا للمدد القانونية، ما يحدث الآن هو تعطيل لعمل اللجنة وفتح الباب على مصراعيه لاستيراد المبيدات». وقال التميمي بأن الجمعية طالبت رئيس الوزراء عبد القادر باجمال بتفعيل عمل اللجنة وحماية المستهلك الذي بات عرضة لتدفق المبيدات. وتواجه الجمعية صعوبة كبيرة في إقناع المزارعين بخطورة استخدام المبيدات بشكل عشوائي فهم بحسب أمين عام الجمعية يبحثون عن المبيدات التي تحقق مآربهم مهما كانت عواقبها «هناك حالة من عدم الوعي لدى هؤلاء المزارعين فالكثير من أبناء المزارعين والمزارعين انفسهم يذهبون ضحية الاستخدام السيء للمبيدات قبل غيرها». لا تقتصر الاضرار على من يقوم برش السموم والمبيدات على أشجار القات أومن يمضغونه بل تمتد إلى الأطفال في المناطق الزراعية بما فيهم الرضع والأجنة في بطون امهاتهم فقد كشفت دراسة ميدانية رسمية عن تعرض الأطفال العاملين في المجال الزراعي للإصابة بأمراض خطيرة بنسبة تصل إلى نحو 83 في المائة من مجموع الأطفال العاملين في المزارع التي شملتها الدراسة وتشير الدراسة التي اجراها فريق من وزارة الشئون الاجتماعية والعمل إلى أن 45 في المائة من هؤلاء الأطفال مصابون بالتهابات جلدية في حين تشكل نسبة الإصابة بإحمرار العيون المصحوبة بالتهاب صديدي 30 في المائة وبالمقابل نوبات الصرع بنسبة 5 في المائة. وذكرت الدراسة ان من الأسباب المباشرة لإصابة الأطفال بهذه الأمراض عدم استخدام وسائل وقاية عند رش السموم والمبيدات الكيماوية وعدم استخدام المبيدات وفق الارشادات المكتوبة أو التقيد بإرشادات السلامة فضلا عن تعرض الاطفال للأتربة والرياح أثناء قيامهم بعملية الرش لتلك المبيدات الحشرية، واضافت إن عدم اهتمام الأسرة بالطفل وتفضيل الأبوين أن يعمل أطفالهم بالزراعة بدلا عن الحاقهم في المدارس يعتبر أحد العوامل المساعدة لتفشي إصابة الاطفال بهذه الامراض إذ يشكل عدد الأطفال الذين لا يذهبون إلى المدرسة وفضل أهاليهم أن يعملوا بالمزارع نسبة 40 في المائة فيما يعتبر 60 في المائة من أولئك الأطفال ملتحقين بالمدارس رسميا فقط ودون انضباط أو حضور إلى المدارس وهو ما اوصت الدراسة بضرورة تنظيم حملات للتوعية الميدانية حول اخطار الاستخدام العشوائي للمبيدات الزراعية ومنع الرقابة والتفتيش بشكل دوري على محلات المبيدات الحشرية وفحص الممنوع من تلك المبيدات لما من شأنه حماية الانسان والبيئة من آثار هذه المبيدات القاتلة. أغذية مسببة للسرطان: يتسبب تلوث مصادر الغذاء الاساسية كالقمح وفول الصويا والذرة الشامية في انتشار انواع مختلفة من السرطان في اليمن تسبب بحسب دراسة غذائية يمنية قام بها باحث اكاديمي وشملت اربع محافظات هي صنعاء، ذمار، إب، تعز وحذر فيها من خطورة التوكسينات التي تفرزها مجموعة واسعة من الفطريات التي تنمو على المواد الغذائية (الحبوب) في الحقل وأثناء تخزينها في ظروف غير مناسبة. وقسم الباحث فطريات التوكسينات إلى عدة أنواع منها (الأسبرجلس، الفيوزاريوم، البنسليوم، والتي تفرز العديد من التوكسينات كالافلاتوكسينات والتي تعد من اسباب انتشار سرطان الكبد الخطير والتهاب الكبد البائي المميت، كما أن لها تأثيرات سلبية على جهاز المناعة ضد الأمراض وتسبب نزيف الأمعاء والكلى وقلة الشهية. وقالت الدراسة التي أجراها الباحث حميد الجبر في كلية الزراعة بجامعة صنعاء ونشر "نيوز يمن" ملخصا لها أن توكسينات الفيوموزينات تتسبب في إصابة محصول الذرة الشامية وانتشار الكثير من أنواع السرطان إضافة إلى كونها عوامل رئيسية في انتشار مرض الارتشاح الرئوي، كما تتسب توكسينات الفوموتوكسين في اصابات نبات القمح والشعير والذرة وهو ما ينعكس على صحة الانسان في شكل اعراض كالقيء والاسهال ورفض الطعام اما التوكسين فيصيب محاصيل القمح والشعير والشوفان والذرة الشامية ويسبب بثرات في الفم ويفسد وظيفة الخلية العصبية ويحدث تسمماً تحت الجلد مما يؤدي إلى ظهور مناطق ميتة فيه إضافة إلى النزيف وقلة المناعة وأخيرا الوفاة وأكدت الدراسة بأن أكثر الفطريات ظهورا في صنعاء توكسينات الفيوزاريوم (مونيلفورم) بنسبة 41.7 في المائة، يليه الفطر بالنسبة للأعلاف المستوردة أسبر جلس فلافس بنسبة 20 في المائة والكانديدس 10 في المائة وبنسليوم 9.2 في المائة وتراوحت نسبة السموم 3.8 جزء في البليون (للأفلاتوكسين) و1- 5.9 جزء من المليون للفيوموزين وهي نسبة تتجاوز الحد المسموح به في العالم وحتى في المواصفات اليمنية والتي حددت بأقل من (5) جزء من المليون وأرجعت الدراسة سبب هذا التلوث إما إلى كون هذه المواد ملوثة من الخارج أو إلى سوء تخزينها من قبل الشركات المستوردة للحوم الدجاج على اعتبار أن صنعاء منطقة باردة وهو ما ضاعف نسبة ظهور التوكسين، أما في محافظة تعز فكان أسبر جلس فلافس هو الأكثر ظهورا مما يعد مؤشراً خطير جداً على الصحة العامة. البيئة السرطانية: تنشأ الخلايا السرطانية من تغير في المادة الوراثية ويرجع العلماء هذا التغير إلى اربعة عوامل وهي: البيئة: > الاشعة الشمسية هي السبب الرئيسي للاصابة بسرطان الجلد فالتعرض الزائد لها يصيب الإنسان بنوع غاية في الخطورة من سرطان الجلد والذي ينتشر سريعا في أنحاء الجسم. > أيضا التعرض الزائد لأشعة إكس لفترات طويلة أثناء التحاليل الطبية أو العاملين بالأجهزة المشعة، يمكن أن يؤدي إلى الإصابة بالسرطان. > تلوث الهواء هو أحد أسباب الإصابة، فمثلا البنزين هو أحد المواد التي تلوث الهواء والماء. طبيعة الغذاء: > بعض المواد الحافظة مثل النيتريت تتحول إلى مواد محفزة للسرطان وقد ربط العلماء بين سرطان المعدة وبين الأطعمة المحفوظة المدخنة. > تناول الأطعمة عالية الدسم والأطعمة مرتفعة السعرات الحرارية يزيد من نسبة الاصابة بسرطان القولون. الوراثة: > مرض السرطان لا يورث لكن الذي يورث هو قابلية الاصابة بالسرطان (وينصح الاطباء الأشخاص الذين عائلاتهم ذات تاريخ مرض سرطاني أن يقوموا بعمل تحاليل وفحوصات بطريقة دورية للتأكد من سلامتهم وأيضا للكشف المبكر عن أي مرض سرطاني). طبيعة الحياة: > بالاضافة إلى الاشخاص فإن تناول المشروبات الكحولية يمكن أن يؤدي إلى تليف الكبد الذي بدوره يؤدي إلى سرطان الكبد. طرق الوقاية: >عدم التعرض الزائد لأشعة الشمس ولبس الملابس الواقية. > التقليل من تناول الأطعمة الدسمة والمحفوظة. > الامتناع عن التدخين والكحوليات. > ممارسة التمرينات الرياضية لتقليل نسبة الدهون ورفع كفاءة الجهاز المناعي. غياهب السرطان لم تكتشف كاملة فما زالت تحاصر الأطباء حيرة بالغة في التعرف على أسباب الاصابة بأنواع السرطان المختلفة، تمتزج بها أنات المرضى وشكوى أقاربهم نتيجة الإعياء الذي يعاني منه الجميع، ومركز وحيد لأكثر من 20 مليون نسمة اعتقد الناس بأنه سيحل مشكلة السرطان - بحسب دكتور العلاج بالإشعاع محمد القدسي «مع العلم بأن مركزاً واحداً لـ21 مليون لا يمكن أن يؤدي إلا جزءاً من الخدمة هذا عندما يكون المركز متكامل.. فما بالك بمركز غير متكاملاً». موضحا بأن هناك احتياجات كثيرة يتطلبها «المركز لم يفتح منه إلا المرحلة الأولى المتمثلة في العلاج بالاشعاع والكيماوي، ومرحلة العلاج بالإشعاع غير مكتملة، فالمركز يحتوي على جهاز معالجة إشعاعية واحد فقط إذا اصابة عطل المرضى سوف يذهبون إلى الشارع لذلك نحن بحاجة ماسة إلى جهاز آخر بالاضافة إلى أجهزة اشعاعية للأورام السطحية بحسب توصية الوكالة الدولية للطاقة الذرية كما أن المركز بحاجة إلى جهاز المعجل الخطي لمعالجة بعض أمراض السرطان التي لا يستطيع علاجها الجهاز الحالي». ويحتوي مركز الأورام السرطانية على 46 سريراً فقط في حين يصل عدد من يحتاجون للبقاء داخل المركز للعلاج يوميا ما بين 80 إلى 90 مريضاً غير المقيدين في قائمة الانتظار الذين يربون على 250 حالة يستقبلهم الأطباء لمعانيتهم في «كونتيرات» خارج المركز. يؤكد العاملون في المركز بأن إنجاز المرحلة الثانية كانت ستساهم بشكل كبير في حل تلك الاشكاليات لاحتوائها على أقسام خاصة بالأطفال وجراحة الأورام.. ووسائل التشخيص الإشعاعي والإعطاء الخارجي والطب النووي. ويقول الدكتور القدسي بأن تصور إتمام المرحلة الثانية مطروح في خطة الوزارة لكن «الأمور تسير ببطء شديد جداًَ». تشترك وزارة الصحة والمؤسسة الخيرية لدعم مراكز مرضى السرطان في توفير الأدوية مجانا للمرضى غير أنه من المشاكل التي يسردها المختصون في المركز عدم استقرار توفر الدواء الكيميائي اللازم وتبقى عملية شرائه للقادرين فقط نظرا لتكاليفه الباهضة كما أنهٍ ينعدم أحيانا في السوق اليمنية ويوضحون بأن العلاجات التي توفرها الوزارة والجمعية تنقطع بين حين وآخر تصل إلى شهور وهو ما يعرض المرضى الذين يتلقون العلاج الكيميائي لخطورة بالغة وخاصة الفقراء منهم الذين لا يقدرون على تحمل نفقاته، حتى وإن وجد في السوق قد لا يخضع للرقابة وربما يكون مهربا نتيجة تقاعس السلطات الصحية وعدم قيامها بمسؤولياتها تجاه المرضى، يقول الدكتور محمد القدسي «طبعا مختبرات الفحص لا تؤدي دورها بشكل كامل واصبحت قضايا كهذه مؤلمة لأن هذه العلاجات مكلفة جدا وينبغي أن تأخذها من مصادر موثوقة». ويؤكد الأطباء بأن حالات مرضية تتعرض لانتكاس شديد أثناء العلاج أو بعده مباشرة رغم أن نسبة شفائها تكون عالية ما يعني أن الأدوية المستخدمة غير سليمة. لتخفيف المرضى وتقليل الضغط على مركز أورام صنعاء تم تأسيس «الجمعية الخيرية لدعم مراكز مرضى السرطان» بتبرعات من رئيس الجمهورية ورجال المال والأعمال كما يدعى للتبرع لها سنويا عبر حملات يحضرها كبار مسؤولي الدولة والخيريون. هذه الجمعية حدد لها هدف انشاء وفتح مراكز لمعالجة المصابين بالسرطان في محافظات الجمهورية غير أنها تركت العمل وفقا لهذا الهدف وحصرت نفسها في شراء علاجات فقط ونشاطات ليست من مهامها وشاب عملها الكثير من القصور والتجاوزات. يرى الدكتور محمد درهم بأن هذه المؤسسة ورطت نفسها في قضية العلاجات «كان مفروض أن تبتعد عنه وتبحث عن مشاريع أفضل مثل بناء مستشفى تخصصي لعلاج السرطان وتبقى العلاجات من مسؤولية الدولة كما يجب أن تعمل وفقا لنظام مؤسسي». للمؤسسة الخيرية مجلس علمي مكون من أطباء يعملون في مركز الأورام كان يفترض به أن يعد خطة لعمل المؤسسة باعتبارهم الأكثر دراية باحتياجات مرضاهم إلا أن هذا المجلس شبه معطل وهناك مطالبات موجهه لمجلس امناء المؤسسة وهم رجال أعمال يحبون الخير - لتفعيل المجلس العلمي ويوضح الدكتور/ محمد درهم - عضو المجلس العلمي بأن علاقة مركز الأورام بالمؤسسة علاقة تعاون مشترك ليست قائمة بالشكل الصحيح والمرجو «ليست مؤسسية و هناك لوائح لا يتم الالتزام بها ونحن الآن في إطار تحويل هذه العلاقة إلى علاقة مؤسسية وهناك تجاوب من الحاج عبدالواسع هائل سعيد رئيس مجلس الأمناء» ويضيف «المجلس العلمي كان عبارة عن ديكور ونمر حالياً بمرحلة حاسمة في تصحيح الخلل القائم بوجود اجتهادات شخصية خاطئة نعتبرها غير مقصودة ونتمنى من مجلس أمناء المؤسسة إعطاء المجلس العلمي كافة الصلاحيات لممارسة عمله حتى تصبح مؤسسة فعلية تحتوي على توصيف وظيفي يحدد عمل الأشخاص حتى لا يتجاوز أي إنسان حدود عمله». ويربط عضو المجلس العلمي الدكتور درهم بين اصلاح الاختلالات والغاء احتكار العمل بيد شخص واحد «عندما يكون هناك تجاوز لحدود العمل من قبل الاشخاص تبدأ الأخطاء ترتكب لأنه لا يمكن للإنسان أن يقوم بأعمال الآخرين في وقت واحد وهوما يصبح معه الالتزام بالتوصيف الوظيفي الحل الوحيد للقضاء على أي اختلالات موجودة». ترويج الزنداني: ارتفاع تكاليف علاج المصابين بالسرطان وتأخر شفائهم جعل المرضى فريسة سهلة للمتاجرين بأرواح البشر الذين يدعون قدرتهم على علاج الامراض المستعصية عبر وصفات الطب الشعبي. ويتداول بين المرضى الذين يفدون إلى مركز الأورام السرطانية في صنعاء للعلاج أن الشيخ عبدالمجيد الزنداني يعالج المصابين بالسرطان كما ذكر منير الأكحلي من أهالي محافظة تعز - يعاني والده من سرطان في العنق «الغدة الليمفاوية» بأنه أثناء تواجده في مركز الأورام سمع من قبل أحد الأشخاص عن معالجة الزنداني للمرضى وقال الأكحلي «تم التواصل مع الوسيط الدكتور عثمان في جامعة الإيمان وطلب الاطلاع على التقارير والفحوصات الطبية لعرضها على الشيخ» -واضاف في رسالة بعثها إلى (الوسط)- «بعد ذلك منحنا قنينتي عسل مخلوط مع أعشاب». ويرفض الشيخ الزنداني الالتقاء بالمرضى شخصيا إذ تصل إليه التقارير الطبية عبر المقربين منه «نظرا لاحتياطات أمنية» بحسب منير الأكحلي. لا شيء في اليمن يدل على أن هناك بوادر تسعى للتخفيف من مأساة السرطان التي تزداد وطأتها من يوم لآخر على مرضى منهكون وأطباء يعانون من ضيق المكان وقلة الامكانيات وصرخات مطالبهم التي لا تلقى من يستجيب لها في الحكومة أو المجتمع لانقاذ ما يمكن إنقاذه من مرضى السرطان. |
«
الموضوع السابق
|
الموضوع التالي
»
|
|
الساعة الآن 05:38 AM.