قائمة الشرف




القرآن الكريم - الرئيسية - الناشر - دستور المنتدى - صبر للدراسات - صبر نيوز - صبرالقديم - صبرفي اليوتيوب - سجل الزوار - من نحن - الاتصال بنا - دليل المواقع - قناة عدن

عاجل



آخر المواضيع

آخر 10 مواضيع : الأثنين القادم فعالية تأبين كبرى لـ«فقيد» الوطن اللواء د عبدالله أحمد الحالمي في عدن (الكاتـب : nsr - مشاركات : 0 - المشاهدات : 6047 - الوقت: 12:13 AM - التاريخ: 07-04-2024)           »          الرئيس الزبيدي يلتقي دول مجلس الأمن الخمس في الرياض (الكاتـب : د/عبدالله أحمد بن أحمد - مشاركات : 0 - المشاهدات : 19895 - الوقت: 03:28 PM - التاريخ: 11-22-2021)           »          لقاء الرئيس الزبيدي بالمبعوث الامريكي بالرياض ١٨ نوفمبر٢٠٢١م (الكاتـب : د/عبدالله أحمد بن أحمد - مشاركات : 0 - المشاهدات : 9929 - الوقت: 09:12 PM - التاريخ: 11-18-2021)           »          الحرب القادمة ام المعارك (الكاتـب : د/عبدالله أحمد بن أحمد - مشاركات : 0 - المشاهدات : 16179 - الوقت: 04:32 AM - التاريخ: 11-05-2021)           »          اتجاة الاخوان لمواجهة النخبة الشبوانية في معسكر العلم نهاية لاتفاق الرياض (الكاتـب : د/عبدالله أحمد بن أحمد - مشاركات : 0 - المشاهدات : 9606 - الوقت: 05:20 AM - التاريخ: 11-02-2021)           »          اقترح تعيين اللواء الركن /صالح علي زنقل محافظ لمحافظة شبوة (الكاتـب : د/عبدالله أحمد بن أحمد - مشاركات : 0 - المشاهدات : 9568 - الوقت: 02:35 AM - التاريخ: 11-02-2021)           »          ندعو لتقديم الدعم النوعي للقوات الجنوبية لمواجهة قوى الإرهاب (الكاتـب : د/عبدالله أحمد بن أحمد - مشاركات : 0 - المشاهدات : 9608 - الوقت: 08:52 AM - التاريخ: 10-31-2021)           »          التأهيل والتدريب (الكاتـب : د/عبدالله أحمد بن أحمد - مشاركات : 0 - المشاهدات : 9236 - الوقت: 04:49 AM - التاريخ: 10-29-2021)           »          الرئيس الزبيدي يجري محادثات مع وفد رفيع المستوى من الاتحاد الأوروبي (الكاتـب : د/عبدالله أحمد بن أحمد - مشاركات : 0 - المشاهدات : 9602 - الوقت: 12:56 PM - التاريخ: 10-27-2021)           »          تحرير ماتبقى من اراضي الجنوب العربي (الكاتـب : د/عبدالله أحمد بن أحمد - مشاركات : 0 - المشاهدات : 9512 - الوقت: 02:53 AM - التاريخ: 10-15-2021)

إضافة رد
 
أدوات الموضوع تقييم الموضوع طريقة عرض الموضوع
  #1  
قديم 08-03-2008, 09:01 AM
عضو جديد
 
تاريخ التسجيل: Jun 2008
المشاركات: 20
افتراضي وقفات أمام القضية الجنوبية


وقفات أمام القضية الجنوبية
كتب: صلاح السقلدي التاريخ: 2/8/2008 القراءات: 22
(الدستور ليس كتابا سماويا...) هكذا يتم كتابة مانشيت عريض بأحد الصحف الرسمية في نفس الوقت الذي يتم فيه محاكمة رموز الحراك الجنوبية بتهم عدة أهمها التعدي على هذا الدستور.!
هذا الدستور الذي يتم التحضير هذه المرة في أروقة مظلمة لسادس عملية تشليح لمواده خلال 17 سنة برقم قياسي بدساتير العالم كله من حيث عدد مرات التعديل ليتم هذه المرة الإجهاز التام على كل مواده المستفتى عليها بعد إن أصبحت عقد اجتماعي لا يجوز لبعض ان يغير من بنوده الهامة في ذلك العقد .
يتم التعامل برفعه( الدستور) بالعالي حينا وحطه بالحضيض حينا, حسب الحاجة التي تقتضي ذلك, فهو يرتقي إلى مصاف التقديس حين يشهر بوجه المعارضين والمنافسين السياسيين, ومجرد مواد قابلة للتغيير والاستبدال وليس قرآنا منزلا حين تقتضي الضرورة تفصيل جلباب دستوري حسب ما يراه ترزي السلطة.
حين يتحدث الناس عن الاختلالات الحاصلة بكل مفاصل البلاد لا يتردد إعلام السلطة الحاكمة من ضرب أمثلة لتلك الاختلالات بأمثلة مشابهة لها في الولايات المتحدة الأمريكية عادة قائلا انه حتى أمريكا لديها تلك المساوئ ويغيب عن ذلك الإعلام الوجه المشرق لدولة القانون الأمريكي . مؤخرا وبمناسبة الحديث عن الدستور اليمني الذي يجري سلخه هذه الأيام , شاهدنا منظمة أمريكية تقوم بحملة واسعة النطاق لجمع توقيعات على وثيقة أسمتها( إعلان جديد للاستقلال الأمريكي) متزامنة هذه التوقيعات مع ذكرى استقلال الولايات المتحدة الأمريكية يوليو عام 1776م الغرض من تلك الحملة التي تقودها تلك المنظمة هو استعادة الحقوق الدستورية التي رسخها الآباء المؤسسين للولايات المتحدة الأمريكية بعدما تعرضت تلك الحقوق حسب رأي المنظمة لانتهاكات عديدة من قبل إدارة الرئيس بوش.
لم تجند الدولة الأمريكية ولا القضاء الأمريكي لمواجهة نشاط تلك المنظمة ولم توصف بأنها منظمة انفصالية معادية للدستور الأمريكي والثوابت الأمريكية مثلما يتم رفع الدستور اليمني بوجه المعارضين بغية إسكات أي نشاط معارض.
فضلت أن تكون البداية من موضوع التعديلات الدستورية كون الدستور المستفتى عليه غداة الوحدة مباشرة هو أُس الخلاف بين شريكي الوحدة وهو نقطة النقاش الساخنة هذه الأيام حتى إن إيقاف حرب صعدة فرضتها أجندة كثيرة أهمها هذه التعديلات المقترحة .
ففي هذا الدستور رأى الطرف الشمالي ممثل بالمؤتمر الشعبي العام والقبيلة الممسكة بمفاصل الحكم إلى جانب العسكر الخطر الماحق لمصالحهم الذي تتصادم حسب ما يعرف الجميع مع مصالح السواد الأعظم من الشعب سوى قبل الوحدة أو بعدها , فقد كان ذلك الدستور المستهدف الأول حين تم إطلاق النيران عليه من كل الاتجاهات ولعل اخطر تلك الاتجاهات هو الاتجاه الديني بعد ما وظفت القوى التقليدية الدين للانقضاض عليه بحجج عدة . وكذلك كان التعامل مع وثيقة العهد والاتفاق بعد إن رأت تلك القوى إن تلك الوثيقة التي كان يعني تطبيقها بالضرورة إقامة دولة المؤسسات وسيادة للقانون على حساب حكم العسكر والقبيلة وستحل تلك الوثيقة محل سلطة الفوضى والتسيب, وتم التعامل معها بحسم أشعلت بسببها حرب ضروس واستماتت تلك القوى لكي لا ترى تلك الوثيقة النور وكان لها ما أرادت.
الحرب التي أشعلتها تلك القوى لم تستهدف وثيقة ولا حزب واحد بعينه فقط بل كان المقصود بتلك الحرب هو عدة مقاصد منها( الاشتراكي- الجنوب- قوى التحديث بالشمال).
كان الجنوب هو المستهدف الأكبر من تلك الحرب ولم يكن ينظر للاشتراكي إلا انه جزء من الجنوب ولو إننا نعرف جيدا إن سلطة حرب 94م استخدمت الاشتراكي إلا ذريعة للحرب على الجنوب ماضي وحاضر ومستقبل.
استدعاء للعقل السبئي ليكون بأبشع صور التفيد والاستيلاء على موطن الغير بحد السيف.
فحين يتم طمس التاريخ الجنوبي من خلال تدمير معالمه وأثاره التي تعود بعضها إلى أزمنة سحيقة بالحرب فما علاقة الاشتراكي بذلك ؟.
لا شك إن الاشتراكي هو الأخر كان ولازال مستهدف من قوى ما بعد 7يوليو باعتباره رأس حربه للقوى التحديثية المدنية وصاحب خبرة طويلة بدولة القانون فضلا عن رصيده النضالي الكبير باعتباره امتداد شرعي لنضال الحركة الوطنية اليمنية بالجنوب إلى جانب قوى وطنية جنوبية أخرى.
ولنتوقف هناك أمام بعض الجوانب الايجابية لحكم الاشتراكي ولتكون لنا وقفة مرة أخرى أمام الجوانب السلبية فقد حسب للاشتراكي اليمني إبان حكمه للجنوب انه انتهج سياسة ارست العدالة الاجتماعية مطبقا المقولة ( المساواة بالظلم عدالة) فالكل مهما علا شانه متساوون أمام القانون والكل , هذا فضلا عن تجربة الحزب بمجال العملية التعليمية ونعرف جيدا كيف سخر الحزب طاقات الدولة بهذا الشأن للقضاء على الأمية ومحاصرتها وقيام حملات كبرى لمحو الأمية لعل أشهرها حملة عام 84م بأضيق حدودها علاوة على التعليم المجاني بكل مراحل التعليم.
الثار هو الذي ينخر البلاد اليوم تم القضاء عليه تقريبا بمعظم مناطق الجنوب وذلك من خلال خطوات جدية من الدولة بعيدا عن المساومة السياسية بذلك الغول المخيف . ولازلت أتذكر مقابلة مع احد وزراء الحكم المحلي بالجنوب وهو يتحدث عن الخطوات التي اتبعتها دولة الجنوب بالحد من الثار ومحاصرة النزعة القبلية تأسيسا لإقامة الدولة المدنية حين تحدث ذلك الوزير عن الحكمة من تغيير أسماء المحافظات والاستعاضة عنها بأرقام حتى العاصمة التي اختير لها إن تكون باسم المحافظة الأولى هذا بالإضافة إلى تغيير أسماء المديريات الى أسماء الجهات( الشمالية -الغربية الجنوبية- الشرقية) استمرت هذه التسميات حتى مطلع الثمانينات بعد إن توارت العقلية القبلية المتخلفة لتحل محلها المدنية بأبهى صورها.
التجربة الجنوبية تميزت بميزة فريدة بين أنظمة دول المنطقة فهو النظام الوحيد الذي كان يتم فيه حسم الصراعات على السلطة بأيدي العسكر ثم ما ان تنتهي تلك الهزات حتى يعود الجيش أدراجه إلى الثكنات مفسحا المجال أمام السلطة المدنية لاستلام زمام الأمور.
اليوم نرى الاشتراكي وقد توزعت قياداتة بين ثلاث فرق مختلفة : الفصيل الأول تنكر تماما لماضيه وقلب للاشتراكي وللجنوب كافة ظهر المجن وراح يتماهى مع سلطة ما بعد وحدة الحرب, وفريق آخر آثر الاستكانة والانزواء مفضلا الموقف السلبي على الانبطاح التام وضل حتى اللحظة في فمه الماء, وفريق ثالث ظل على موقفه ووفائه لتاريخه وتاريخ حزبه متحملاً المشاق والمتاعب بهذا الاختيار كضريبة لإخلاصه ووفائه للحزب وتاريخ الحزب والجنوب.
ما لذي يحصل اليوم بالجنوب ؟:
انطلقت القبيلة من عقالها مرتين خلال النصف قرن الأخير, فمرة انطلقت القبيلة على المشهد السياسي عام 62م غداة ثورة سبتمبر لترسخ مفهوم قبلي بصوره المشوه طاغية بذلك على وجود الدولة الشبه غائبة أصلا, والمرة الثانية كانت انطلاقتها على الجانب الاقتصادي والاجتماعي بعد حرب 94 م ضد الجنوب وراحت تلك القبيلة تتضخم شيئا فشيئا بأرض بكر وقطاع عام خصب وجدت فيه مرتع لتكسب تلك القبيلة جناحاً أخر لها( الاقتصادي ) إلى جانب جناحها السياسي .
فالجنوب بعد غيبوبة لأكثر من عقد ونيف من الزمن بدأ يخرج شيئا فشيئا من تلك الغيبوبة الناجمة عن ضربة تلقاها من أياد خبيثة في صيف قائظ شؤم .
ولأن الجنوب كما قال الرئيس على ناصر هزم عسكريا فقط ولم يهزم سياسيا, وعليه فقد بدا الجنوبيون بكل مشاربهم ومناطقهم تقريبا يتلمسون طريقهم عبر ذلك الحراك المستمر, فلم تكن حركة المقاعدين قسرا هي الأولى التي أيقظت الجنوب من غفوته, بل لقد سبق ذلك ولو بشكل محدود حركات رفض لنتاج الحرب منها اللجان الشعبية التي تشكلت أواخر التسعينيات بعدد من المناطق ولكن بحكم عدة ظروف لم تصمد تلك اللجان الشعبية أمام قوة عاتية من غطرسة قوى حرب يوليو, بالرغم من خفوت وهجها إلى أنها بقيت بذرة كامنة في التراب الجنوبي إلى إن حانت ساعة النبت .
عوامل عدة هي التي أظهرت الحراك الجنوبي في السطح :
يقول الكواكبي في كتابه الشهير طبائع الاستبداد :
(..من يستطيع أن يوقف هذا المستبد عند حده؟ ويخلص الناس من استبداده؟ والإجابة هى التحرك الشعبي، أو بتعبيره تحرك الرعية فالمستبد إنسان مستعد بالفطرة للخير والشر، فعلى الرعية أن تكون مستعدة لأن تعرف ما هو الخير وما هو الشر، ومستعدة لأن تقول لا أريد الشر، ومستعدة لأن تتبع القول بالعمل، فالقول الذي ليس وراءه فعل هو شيء موجه فى الهواء، على أن مجرد الاستعداد للفعل، هو فعل يكفى شر الاستبداد .) انتهى كلام الكواكبي.
فلم تكن مصادرة الأراضي والإقصاء من الوظيفة هي التي أخرجت تلك الجموع إلى ساحات التظاهر وان كانت تلك من الأسباب ولكن هناك أسباب اكبر من ذلك , فالكل منا يعرف أن الجنوب بعد الحرب تم إخراجه من حياة المدنية إلى معمة الفوضى وراحت تلك القوى بتعميم فوضويتها على نطاق الجنوب كله بكل مناح الحياة ولعل أخطرها الحياة الاجتماعية بعد ان حولت تلك القوى الجنوب الى ضيعة لتعميم الثارات استبدال كل ما هو مدني بما هو قبلي متخلف وكل ما هو قانوني بما هو عرفي واستعاضت بقوة القانون بقانون القوة و عمت عقلية العكفي والهجر بروؤس الثيران لتذبح أمام بوابات الوزارات وفناء مجلس النواب وحتى لجان الدفاع الشعبي المنتخبة بشيخ الحارة وغيرها وغيرها من إجراءات استبدال مقيت لروعة المدنية ببشاعة العقلية المتخلفة .
أمام هكذا استبدال لمقومات الدولة بعقلية القبلية المتخلفة وغيرها من الإجراءات وجد الجنوب نفسه أمام ضياع حقيقي لماضيه وحاضره ومستقبله وكان عليه لزاما ان يهب هبة حقيقية لتدارك ذلك المآل وهو بالفعل ما حصل ويحصل اليوم.
تعرض الحراك الجنوبي منذ اليوم الأول لعدد من المحاولات لإجهاضه ولكنه استطاع أن ينهي عامه الأول بنجاح .
تعرف السلطة الحاكمة منذ اليوم الأول للحراك انه لا يستهدف الوحدة اليمنية كما سوقت تلك الأقاويل بل الخشية التي ترتعد منها السلطة نحو ذلك الحراك هي من إن تفتح ملفات محرجة لممارسة ما بعد 7يوليو وكيف تعاملت مع الجنوب منذ غداة تلك الحرب على انه ارض مستباحة وارض فيد ونهب, مما اضطر تلك السلطة الى إن تعمد إلى أسلوب المراضاة والمساومة لجموع المتقاعدين الجنوبيين من خلال عدة قرارات جمهورية الغرض منها هو استعطاف حركة الضباط و محاولة لإظهار الغضب الجنوبي على انه عبارة عن شكاوي تخص فئة محدودة من الجنوبيين مقتصرة على علاوة بمعاشات ورتب عسكرية, ولكن تلك المحاولات لم تؤتي أُكلها وظلت حركة الشارع بتصاعد مستمر بل وظهرت روافد جديدة بالحراك مثل منظمات الشباب العاطل عن العمل وملتقيات التصالح والتسامح وهذه الأخيرة شكلت حجر الزاوية بترتيب البيت الجنوبي وبالمقابل اعتبرتها السلطة ناقوس يقض مضجعها بعدما استمرت سنين طوال تلعب بورقة الخلاف الجنوبي_ الجنوبي وتذكي نيرانه, في سابقة لم تسبقها اليها أي سلطة بالعالم أن تشعل نيران الخلاف بين أبناء الشعب الذي تحكمه.
السلطة الحاكمة وجدت نفسها محشورة بزاوية ضيقة حين سلك الحراك الجنوبي المسلك السلمي بنضاله فقد استطاع الطريق السلمي ان يوصل صوت الجنوبيين إلى أذان عدة حتى تلك التي فيها وقرا وراحت جهات عديدة حتى وهي في حنايا السلطة تعترف للجنوبيين بعدالة ما يطرحوه, فقد قرأ الجنوبيين المقولة التي تقول : بان عليك ان تحارب خصمك بالسلاح الذي يخشاه هو وليس بالسلاح الذي تخشاه أنت.
هذا ما سبب إزعاج مدوي للسلطات التي راحت تختلق الشغب من عدمه حين تدس بضع من أزلامها بوسط مهرجان ليفتعلوا الشغب الذي يتم نسبه بالتالي الى الحراك الجنوبي للتشهير به ومحاولة لإخراج الحراك عن مساره, ولكن الوعي الجنوبي كان قد سبق تلك المحاولات وكان طبيعي أن تفشل تلك المحاولة. و مما زاد من قوة وتماسك الحراك الجنوبي هو دخول الجامعة على الخط مما اكسبه زخما كبيرا ورفده بدماء مهمة باعتبار الجامعة( أي جامعة) هي عقل أي شعب, وهي النقطة التي تنطلق منها معظم حركات التغيير بكثير من المجتمعات .
نقطة مهمة لابد من الإشارة اليها هنا وهي ضرورة إشراك الجميع بشان الحراك وعدم استثناء احد مهما وطي سقف نقاط الالتقاء وينبغي على الجميع مغادرة عقلية الإقصاء ويجب القبول بالجميع في بوتقة الحراك أحزاب وأفراد ومن مختلف اليمن أيضا شمالا وجنوبا طالما وجدت قناعة بما يطرحه الحراك من مطالب وكذا إشراك الكل بالداخل والخارج وعدم احتكار الحراك الجنوبي أو إن ينسب نجاحه إلى نفسه مع تقديرنا الكبير لمن ناضلوا في سبيل إخراج هذا المولود إلى النور وخاصة في مراحله الأولى الصعبة .
ايجابيات الحراك على عموم الساحة اليمنية :
كثيرة هي الإفرازات الايجابية للحراك الجنوبي فيكفي الخروج إلى الشارع للتعبير عن عدم رضاء الناس عن أي تصرف سلطوي كان هو أهم تلك الايجابيات هذا فضلا عن ان الحراك امتدت جذوره إلى محافظات عدة وأصبح بمقدور الجميع إن يقول كلمة( لا ) بملء فمه بدلا من إن يتمتم بها بالخفاء .
انتخابات المحافظين التي تمت مؤخرا وبشكلها الهزلي لكن هذا يعني ان الحراك الجنوبي استطاع ان يجبر تلك القوى التعاطي مع فكرة حكم محلي واسع الصلاحيات ولو بالطريقة السمجة التي تمت, ولكنها على الأقل استطاعت ان تطيح بمحافظين وتعيدهم من حيث أتوا ليستبدلوا بأبناء المحافظة.
بالنسبة للجنوبيين أنفسهم فان هذا الحراك أعاد لهم الثقة بالنفس واستطاع بمقدور الجنوب إن يتفوه بكلمة الجنوب جهارا نهارا بعد ان كان مجرد النطق بهذه الكلمة حتى كجهة جغرافية يتم بواسطة الهمس ,وفي نفس الوقت تراجعت عجلة النهب وأصبح أصحابها يخجلون حين يشار إليهم بأنهم لصوص أراض ومتفيدين بعد إن كانوا يتفاخرون بذلك ويعتبرونه نوع من الشجاعة والبطولة .
ظل الإعلام الرسمي يصنف كل من يتحدث عن الجنوب بأنه ضد الوحدة وخارج عن الثوابت وغيرها من التهم التي لا أول لها ولا آخر, حتى خيل ألينا بان وسائل الإعلام العالمية وهي تتحدث عن الجنوب الفقير والشمال الغني قد تطولها تهم السلطة اليمنية .
سلطة شطرية بامتياز:
السلطة الحاكمة لم ولن تغادر مربع الشطرية والانفصالية وتمارسها بأبشع صورها والجنوبي في نظرها هو ذلك المتمرد والعاق الذي يجب ان يضع تحت المجهر وترصد كل حركاته وسكناته ولم ينظر إليه كمواطن يمني بل هو جنوبي شاء أم أبى, وهاكم امثلة لذلك :
حين تحدث أي مناوشات بأي منطقة جنوبية لا يتم إرسال أي قوة عسكرية اليها إلا وعلى رأسها قادة جنوبيين ليتعاملوا مع ذلك الحدث الناشئ بالجنوب وتتجنب السلطة إرسال أي شخصية عسكرية شمالية إلى الساحة الجنوبية ليظهر الأمر على شكل:كسر الحجر بأختها).
المثال الأخر حين تكون هناك مناظرة تلفزيونية او أي ندوة تعقد يكون محورها الوحدة اليمنية نرى السلطة الحاكمة تعمد إلى الحرص على إن يكون النظير للجنوبي بجنوبي آخر والغرض هو إن تصور للعالم ان الجنوبيين يقفون مع الوحدة وهي بالوقت نفسه تظهر نفسها على حقيقتها الشطرية حين تستدعي ذلك الجنوبي لينوب عنها بالحوار بان هذا الجنوبي في نظرها يظل جنوبي تستخدمه حسب ما تقتضيه مصلحتها.
حتى في غمار حرب 94م واثناء المفاوضات على وقف إطلاق النار , فبعد أن أرسل الجنوب ممثله للتفاوض كانت صنعاء قد بعثت بممثليها بأشخاص جنوبيين .
هل الحراك يعني مهرجانات :
يخطئ من يظن ان الحراك الجنوبي قد فقد وهجه وبريقه فلدى الحراك الجنوبي إشكالا عدة ليمثل بها فيكفي ان ننظر إلى المخيمات التي نصبت للعزاء لمن سقط ضحية همجية الأمن ليرى كيف تحولت تلك المخيمات إلى مزارات يقصدها الكثير من المواطنين والمثقفين والشخصيات الحزبية والمستقلة من كل ألوان الطيف بما في ذلك حزب المؤتمر الشعبي.
السلطات تعرف أكثر من غيرها ان الحراك الجنوبي في أوجه و لذا ترى دباباتها وآلتها العسكرية لم تبارح أماكنها التي تموضعت فيها منذ بدء الحراك لمعرفتها تماما أن تلك الدبابات هي الضاغط على رئة الحراك الجنوبي. فكما يقولون إن كانت الحرية أم البشر فالحق أبوهم). فلا اظن إن اليمنيين شمالا وجنوبا سيضيعون والديهما .
ماذا يريد الجنوبيون من حراكهم هذا ؟:
نقولها بكل وضوح إن كثيرا من الجنوبيين اليوم قد غادروا مربع الوحدة إلى مربع استعادة الدولة الجنوبية السابقة, بعد أن تبخرت آماله بمستقبل أفضل وغد مشرق لأجيالهم في وحدة تحولت من أمل إلى ألم, وبالمقابل لا يزال هناك جمع من الجنوبيين للوحدة في قلوبهم مكان, بالرغم من أن في النفس حسرة وفي الحلق غصة, ولكن التعلق بحبل الأمل لم ينقطع بعد والخشية أن ذلك الحبل قد تآكل إلى حد أن يوشك على الانقطاع .
الجنوبيون هم امة لا يستطيعون التعايش بمحيط اللادولة وغياب الدولة مثل لهم بمثابة التيه بصحراء الضياع.
الرؤية الآن بالنسبة للجنوبية ضبابية تماما, فلم يستطع الجميع حتى الآن أن يجيب على السؤال الكبير الذي مفاده ما لذي يريده الجنوبيين من هذا الحراك بالضبط ؟
هل يودون العودة إلى ما قبل عام 90م أو إلى ما قبل عام 94م ؟
الاتفاق أو شبه الاتفاق على الوضع الذي يفضله الجنوبيين هل هو إلى عام 90م أو ما قبل عام 94م لم يتوفر ذلك الاتفاق حتى الآن بصورة كاملة .
ولكن الشيء الذي يتفق عليه كل الجنوبيين دون استثناء هو إن الجنوب تعرض لعميلة غادرة أودت بتاريخه وثروته وهويته على أيادي قوى تربصت به إلى حين أتيح لها ذلك .
متفق الجميع على إن استمرار وضع مثل هذا هو أمر مرفوض, وان النضال لاستعادة الحق الجنوبي هو واجب لا ينبغي التقاعس إزائه .
ورطة المحاكمة :
السلطة الحاكمة اليوم في صنعاء هي في حيرة من أمرها بشأن المخرج من ورطة خطف بعض رمز الحراك الجنوبي إلى صنعاء والشروع بمحاكمتهم , فالتأجيلات المستمرة لجلسات المحاكمة هي دليل على تخبط تلك السلطات فهي لا تدري أي نهاية تضع لتلك المسالة فأن هي اتخذت محاكمة جدية فعليها ان تتقدي بالقوانين النافذة وهذا يعني إتاحة الفرصة للمعتقلين بالحديث صراحة وعبر وسائل الإعلام عن القضية الجنوبية والخشية كل الخشية لدى السلطة من هكذا فرصة تتيحها لهم للترويج لقضيتهم .
وان هي اتخذت قرار بمحاكمتهم محاكمة خارج إطار القانون ستظهر هذه السلطة نفسها بموقف لا يحسد عليه على الأقل أمام العالم الممول والداعم لخزينة اقتصادها المتهاوي وان هي أطلقت سراحهم واكتفت بالفترة السابقة من الاعتقال فهي بهذه الحالة ستكون بموقف الضعيف الفاقد لحجة اختطاف الناس من بين ذويهم وبالتالي تكون هي في موضع المتهم بالتعدي ولم يكون لها مخرج سانح الا بممارسة ضغوط على المعتقلين وانتزاع منهم تنازل بالأكره وهذا ما لاحظناه في جلسة إحدى تلك المحاكمات.على حرية الآخرين.
خاتمة:
من يتهيب أن يدق باب الحرية والعدالة لا يستحق أن يلج ذلك الباب
رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 07:11 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.4
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd
الحقوق محفوظة لدى منتديات مركز صوت الجنوب العربي (صبر) للحوار 2004-2012م

ما ينشر يعبر عن وجهة نظر الكاتب أو المصدر و لا يعبر بالضرورة عن وجهة نظر الإدارة