القرآن الكريم - الرئيسية - الناشر - دستور المنتدى - صبر للدراسات - صبر نيوز - صبرالقديم - صبرفي اليوتيوب - سجل الزوار - من نحن - الاتصال بنا - دليل المواقع - قناة عدن
عاجل |
الجزيرة مباشر | الجزيرة | العربية | روسيا اليوم | بي بي سي | الحرة | فرانس 24 | المياديين | العالم | سكاي نيوز | عدن لايف |
آخر المواضيع |
#1
|
|||
|
|||
البهرة في اليمن عقيدة وسلطة..ماوراء فلسفة حكم المؤتمر
احمد امين الشجاع مقال سابق
كان من الممكن أن يمر خبر زيارة سلطان البهرة لليمن واحتفالات أتباعه – مؤخراً- دون إثارة للاهتمام كما في كل مرة تقام فيها هذه الاحتفالات. إلا أن الأمر كان مختلفاً هذه المرة؛ لعدة عوامل ساهمت في إثارته، وإثارة الأسئلة وعلامات التعجب حول ارتباط ذلك بالظروف المحلية الحالية. ومحور كل هذا الاهتمام هو العلاقة بين السلطة و(البهرة). ويمكن بلورة هذه العوامل واختزالها في عاملين اثنين هما: 1- المناخ السياسي والفكري الذي تعيشه اليمن حالياً جراء حرب صعدة. 2- طبيعة هذه الطائفة دينياً واجتماعياً. وقبل الحديث حول هذين العاملين ومفرزاتهما، أبدأ بعرض مختصر للفعاليات التي قامت بها طائفة البهرة مؤخراً في اليمن. (الكريسماس) البهري احتفل الآلاف من أتباع الطائفة – يوم الأحد 13 مايو الماضي- في حراز بالعيد السادس والتسعين لميلاد سلطانهم محمد برهان الدين، وهو احتفال شبه سنوي يقيمه برهان الدين في اليمن، ويعتبر هذا الاحتفال من أهم الاحتفالات الدينية لدى الطائفة، لدرجة أن شباب هذه الطائفة يؤجلون احتفالاتهم بالزفاف حتى مجيء السلطان إلى اليمن؛ للتبرك به. وهذا ما حدث مؤخراً حيث أقيم عرس جماعي لـ (188) عريساً وعروسة، وقام بتنظيم العرس جمعية (تيسير الزواج) التي تقوم بمساعدة أبناء الطائفة على الزواج، بخفض المهور والتكفل بإقامة الأعراس. ومع وصول السلطان إلى ساحة الاحتفالات جوار مزار (حاتم الحضرات) –أحد أئمة الطائفة- في قرية الحطيب ارتفعت زغاريد الآلاف من النسوة وامتلأ المكان برائحة البخور، وبدأ الهتاف باسم السلطان "والدعاء له بالسلامة وطول العمر، وقام السلطان بمصافحة العرسان ومباركتهم"، حسب ما تناقلته وسائل الإعلام. وكان سلطان البهرة قد وصل إلى اليمن في الثالث من شهر مايو الماضي، وانطلق مباشرة إلى حراز. وعلى ما يبدو أنه وضع للترتيبات والإشراف على الاستعدادات الخاصة بزيارة سلطان اليمن، كان ولده الأمير طه مفضل سيف الدين قد سبقه إلى اليمن بأيام، والتقى بوزير الداخلية رشاد العليمي يوم 29 أبريل الماضي (أي قبل وصول برهان الدين بخمسة أيام)، ولم يشر الإعلام الرسمي إلى مضمون هذا اللقاء واكتفى فقط بالخبر التقليدي المعهود (رحب الوزير، وأشاد الأمير)، ويرى البعض أن هذا اللقاء لا يخرج عن إطار الاستعدادات الأمنية المصاحبة لزيارة سلطان البهرة، خصوصاً في ظل حرب صعدة والوضع الأمني المصاحب لها. لماذا اليمن؟ تعد الزيارة الأخيرة لسلطان البهرة هي الـ 11 في سلسلة زياراته الدينية لليمن التي تعد البلد الأهم في عقيدة البهرة؛ لأنه في نظرهم مقر الإمام المستتر (الطيب بن الآمر) الذي سيظهر آخر الزمان ويحكم الناس، أما الآن فينوب عنه (الدعاة المطلقون) –حسب معتقداتهم- وآخرهم محمد برهان الدين الذي يحمل الرقم الـ 52 في الترتيب. وفي حوار مع جريدة (الناس) –العدد 60 بتاريخ 13/8/2001م- يقول سلمان أكبر -نائب السلطان- عن استتار إمامهم: "ولا يعني أن دعوة الإمام المستتر غير موجودة في اليمن وإنما هي موجودة، وأتباعه دائماً موجودون هنا، أما الدعاة المطلقون فقد انتقلوا إلى الهند". ومن أسباب اهتمامهم باليمن وجود ضريح (حاتم الحضرات) في قرية الحطيب في حراز (غرب صنعاء)، وهو مزار ديني يأتي إليه الآلاف من أتباع الطائفة من مختلف دول العالم كل سنة، وتقام عنده الاحتفالات الدينية والاجتماعية. نبذة عن (البهرة): هي جماعة دينية باطنية ومن مخلفات الدولة الفاطمية التي حكمت مصر قديماً. واشتهرت هذه الطائفة في اليمن باسم (المكارمة) رغم أنهما (البهرة والمكارمة) فرقتان منفصلتان من حيث الولاء الديني. فقد كانت الطائفتان في الأصل طائفة واحدة تسمى بـ (المستعلية) وهم أتباع أحمد ابن الإمام الفاطمي السابع (المستنصر أبي تميم معد بن الظاهر، تـ: 487هـ) وكان أحمد يلقب بـ (المستعلي) بعد وفاة أبيه وتوليه الإمامة بعده، ومِن هؤلاء المستعلية جاء الصليحيون في اليمن. وبعد (المستعلي) تولى الخلافة الفاطمية ابنه المنصور الملقب (بالآمر بأحكام الله) سنة 495هـ، وبعد 29 سنة من توليه السلطة قُتل (المنصور) دون أن يترك عقباً. أما (المستعلية) في اليمن فيدّعون أن له ولداً يسمى (الطيب)، ويقولون أن والده (الآمر) أرسل سجلاً بذلك إلى ملكة اليمن أروى بنت أحمد الصليحي (أو سيدة بنت أحمد الصليحي، حسب تسمية بعض المصادر التاريخية). وأما عن مصير (الطيب) يقول أتباعه أنه استتر –بعد مقتل أبيه- خوفاً من عبد المجيد (ابن عم أبيه) الذي استأثر بالحكم الفاطمي دونه، وعلى هذا الأساس جعلوا له نواباً (أئمة مطلقين) يقومون - نيابة عنه- بزعامة الطائفة. وكان أول من تقلد هذا المنصب هو (الإمام المطلق) الداعي الذؤيب بن موسى الوادعي الهمداني عام (520هـ) في اليمن إبان حكم أروى بنت أحمد الصليحي التي أعلنت استقلالها عن الدولة الفاطمية في مصر. وتعاقب أئمة الفرقة المستعلية بعد الذؤيب حتى كان الإمام السادس والعشرين (داوود قطب شاه)، وبعده انقسمت الطائفة إلى قسمين: قسم أيد داوود قطب شاه، واعتبروه الإمام السابع والعشرين؛ فسُموا (الداوودية) وهم (البهرة)، ويُسمون أيضاً (الدُّوَّد). وقسم قال بإمامة سلمان بن حسن، واعتبروه الإمام الـ (27)؛ فسُموا (السليمانية)، وهم (المكارمة) نسبة إلى المكرم زوج الملكة أروى، وزعامتها الدينية (أي المكارمة) موجودة في نجران، وهم موجودون أيضاً في شرق حراز بجوار (البهرة)، إلا أنهم أضعف من البهرة، وليس لهم احتفالات معلنة كالتي لدى البهرة. وكلمة (البهرة) مأخوذة من الكلمة الجوجارتية الهندية (فهرو) وتعني التجارة أو مأخوذة من (بهارات) والتي اشتغلوا بها في بداية تجارتهم. ومركزهم الرئيس في بومباي بالهند ويصل تعدادهم إلى مليون ونصف حول العالم، غالبيتهم في الهند واليمن التي يوجد فيها حوالي 12 ألف بهري أغلبهم في حراز. عقيدتهم: محور عقيدة (البهرة) يدور حول نقطة دينية مركزية وهي (الإمام المطلق) فكل مفاهيم الدين – عندهم- بأركانه وأصوله وفروعه تصب باتجاه هدف واحد الولاء لـ (الإمام المطلق). فأركان الإسلام تسمى عند هذه الطائفة بـ (الدعائم)، وعددها سبع، وهي: (الولاية، والطهارة، والصلاة، والزكاة، والصوم، والحج، والجهاد). وتعد (الولاية) الركن الأول في عقيدتهم، وتعني ولاية الإمام. والصلاة عندهم تعني الاتصال بـ (الإمام) أي لا صلاة لمن شك في إمام عصره. والزكاة تعني (معرفة الإمام)، وأداءها يعني (الإقرار بالأئمة من ذريتهم). والصيام يعني (ستر مرتبة القائم). والحج مفهومه عندهم (طلب الإمام حتى يصل إلى معرفته ويتقلد عهده ويدخل في جملته). العلاقة بين السلطة و(البهرة) عُرف عن سلطان البهرة محمد برهان الدين حرصه على ربط علاقات بالسلطة، وفي كل زيارة يقوم بها إلى اليمن يحرص على الالتقاء برئيس الجمهورية وكبار المسؤولين. ويروى أن والده برهان الدين–سلطان البهرة السابق- كان يستقبله الاستعمار البريطاني بواحد وعشرين طلقة مدفع مثلما يُستقبل الملوك والرؤساء. السلطات اليمنية من جهتها لم تكن تحتك كثيراً بهذه الطائفة أو بزعمائها باستثناء توفير الحماية الأمنية لهم في مناسباتهم الدينية. وتعد الثورة اليمنية عام 1962م البداية الفعلية للاستقرار لدى هذه الطائفة داخل اليمن، فقد استفادت من زوال النظام الملكي بصنعاء، الذي كان لا يألوا جهداً في محاربة هذه الطائفة فكرياً وعسكرياً. وللإمام يحيى حميد الدين فتوى شهيرة بتكفير هذه الطائفة وإباحة دماء أتباعها وأموالهم أينما وجدوا. وجاء العهد الجمهوري ليفتح المجال أمام البهرة في ممارسة طقوسهم وشئونهم الدينية والاجتماعية. وظهرت نتائج ذلك على أرض الواقع: فقد انتشرت مدارسهم الدينية ومساجدهم، وتوسعت تجارتهم بدعم كبير من زعمائهم داخل اليمن وخارجها. ولم يقتصر الأمر على ذلك بل استطاعوا التغلغل داخل السلطة وفي مختلف أجهزة الدولة، والتحق العشرات منهم في "مختلف وحدات الجيش وفي الشرطة، ويحملون رتباً عسكرية رفيعة"، حسب ما قاله أحد زعماء الطائفة في حوار مع جريدة (الراية) القطرية في 28 مايو 2005م. ونقل موقع (إيلاف) الإلكتروني – يوم 11 مايو الماضي- عن الرئيس علي عبد الله صالح - من حوار صحفي سابق لم يحدد تاريخه- القول: "إن أبناء هذه الطائفة يأتون إلى اليمن من وقت إلى آخر وهم لا يشكلون أي خطر لا على المجتمع ولا على النظام ولا على الدولة .. وهم يأتون للزيارة والسياحة وزيارة أحد القبور في حراز، فإذا كنا نستقبل السياح من فرنسا وأميركا واليابان ودول أخرى غير مسلمة ونوفر لهم الرعاية والحماية، وهم طائفة مسلمة لا تشكل أي خطر ولن نسمح لأحد بأن يمسهم بأي أذى". واستطاع الرئيس كسب تأييد أبناء البهرة في عدد من الفعاليات السياسية، أبرزها الانتخابات، ومن ذلك ما ذكرته بعض المصادر الإعلامية –إبان الانتخابات الرئاسية في عام 1999م- حول وجود دعم مالي كبير من سلطان البهرة للرئيس في حملته الانتخابية. تطور غامض هذه العلاقة حدث لها –مؤخراً- تطور مفاجئ وغامض لم يكن معهوداً في سياسة السلطة تجاه هذه الطائفة، فالجديد في الأمر تمثل في حالتين: الأولى هي قيام القنصل العام لبلادنا في مدينة بومباي الهندية نبيل خالد ميسري بالتوجه إلى القاهرة لملاقاة سلطان البهرة –قبيل زيارته لليمن- بعد أن وجه إليه دعوة للمشاركة في احتفالات عيد ميلاده في اليمن. وكانت وزارة الخارجية اليمنية قد وافقت على هذه الدعوة. وفعلاً كان القنصل اليمني ضمن الوفد المرافق لسلطان البهرة أثناء زيارته الأخيرة. الحالة الثانية هي الزيارة التفقدية التي قام بها رئيس الجمهورية يوم الخميس 17 مايو الماضي إلى منطقة حراز، أي بعد يوم واحد من استقباله لسلطان البهرة الذي غادر اليمن في اليوم التالي. وشملت هذه الزيارة قرية الحطيب –معقل البهرة- ومقرهم الديني لأول مرة، ووصف الرئيس منطقة حراز بأنها "منطقة التعايش والتسامح حيث يعيش أبناؤها بمختلف مذاهبهم بتسامح ووئام". من الجانب الرسمي يمكن القول إن ما سبق يأتي في إطار تعامل السلطات مع مختلف مكونات وشرائح المجتمع من منطلق "المسئولية"، وأبناء هذه الطائفة جزء من المجتمع ومناطقهم جزء من الأراضي اليمنية. هذا هو القول الرسمي، لكننا نحن الآن أمام (عُرف) رسمي يفرض على الجميع التعامل معه كأمر واقع. ولهذا ينظر الكثير إلى أن العلاقة بين السلطة و(البهرة) لا تخلوا من مصلحة متبادلة بينهما. وفي ظل الأوضاع الداخلية القائمة نجد أن السلطة سعت إلى التقرب كثيراً من الجماعات والتيارات الدينية، ورأت فيها وسيلة (مناسبة) في التعامل مع الأحداث الجارية، وبالذات في حرب صعدة؛ مما دفع البعض – خصوصاً في المعارضة- إلى اتهام السلطة باستخدام (الورقة الدينية) لمصلحتها السياسية، وتفرعت عن هذا الاتهام تُهم أخرى من بينها (إثارة النعرات الطائفية والمذهبية- دعم التطرف- تسييس الدين... الخ). واستغل الحوثيون هذا الجانب لتوصيف الحرب في صعدة بأنها حرباً دينية؛ هدفها (القضاء على الزيدية مقابل دعم الوهابية داخل البلاد)، وهو ما تنفيه السلطة بشدة، وقد يكون في التقارب الأخير بين السلطة والبهرة رسالة إلى (المتشككين) بأنها لا تفرق بين سني وزيدي وباطني. وإذا كانت السلطة تسعى لدعم مواقفها وسياساتها باستخدام الجماعات الدينية ذات التأثير المحلي فإن الأمر يختلف في حال البهرة؛ لاعتبارات تتعلق بوضعية الطائفة داخل المجتمع اليمني. فهي لا تتمتع بأي قاعدة جماهيرية مؤثرة - على المستوى (الشعبي) أو(الرسمي) - يمكن أن تغري السلطة في السعي لكسبها في ظل الصراعات السياسية القائمة، وإذا كان في هذه الطائفة ما (يغري) سياسياً لكانت الانتخابات الرئاسية والمحلية السابقة –وسابقاتها- المناخ الأنسب لاستثمار ذلك، وهذا ما لم يحدث على شاكلة ما تم مع جماعات إسلامية أخرى تتمتع بحضور ونفوذ شعبي قوي داخل الساحة اليمنية، وهو الأمر الذي تفتقر إليه (البهرة)؛ كونها محصورة جغرافياً، ومعزولة اجتماعياً، ومرفوضة عقائدياً وفكرياً.. إلى جانب محدودية أتباعها البالغ عددهم حوالي 12 ألفاً. وبالتالي ليس لهذه الطائفة تأثير يرتجى ولا محصلة تنتظر. الشيء الوحيد الذي تتمتع به هذه الطائفة هو الثراء المادي الكبير، لاشتغال أتباعها في التجارة داخل اليمن وخارجه، ويعد سلطانهم من أثرياء الهند. ومن زاوية الثراء نظر البعض إلى أن الجانب المالي والاقتصادي هو المحدد الأساسي للعلاقة القوية بين السلطة و(البهرة) ويرى بعض الكتاب الإعلاميين إمكانية الاستفادة من هذه الطائفة في رفد الاقتصاد الوطني من خلال سياحتهم الدينية في اليمن. وهناك من يرى أن الأمر شراكة اقتصادية معهم لجلب المال البهري للاستثمار في اليمن أو لدعم الرئيس شخصياً. وبالمقابل يتحصلون على دعم رئاسي لمذهبهم "بحيث تتاح لهم الحركة بعيداً عن الاتهام الشعبي المرتاب بهم دائماً". حسب رأي الكاتب عبد الله دوبلة في صحيفة (الناس). ومع إمكانية ما قيل عن الجانب المالي والاقتصادي، إلا أن ذلك لا يزيل الغموض الذي يكتنف العلاقة بين الطرفين.. وهذا ما جعل المعارضة تقلق من هذه العلاقة وترى فيها "ملامح للعبة الرئيس المفضلة مع الجماعات". وقد عبر عن ذلك يحيى منصور أبو أصبع – عضو المكتب السياسي للحزب الاشتراكي- بقوله متسائلاً- "هل هي مقدمة لكي تكون عندنا فرقة باطنية؟. وهل البلد ناقصة مثل هذه الفرق والطوائف؟"، ووصف تعاطي السلطة مع الجماعات والفرق بأنها "زرع ألغام المستقبل" (الناس العدد 348). الخلاصة من المعلوم أنه لا يوجد في قواميس عالم السياسة ولاء مطلق ولا عداء دائم.. ودائماً ما تتعامل الأنظمة السياسية بمختلف ألوانها وتركيباتها – مع (الآخر) - بمختلف توجهاته وأشكاله- من زاوية واقع الحال، وظروف المصلحة.. ومتطلبات الحاجة، أوعلى طريقة: (لا بد مما ليس منه بد). وهذا قد ينطبق على سياسة السلطة القائمة التي أتقنت ما يسمى (لعبة التوازنات) في التعامل مع الأحزاب والجماعات وما شابهها. والعبرة هي في الثمرة أو الفائدة التي ستجنيها السلطة من ذلك لنفسها أو للوطن.. سواء في حال (الوئام) أو (الخصام) خلال مسيرة العلاقة تلك. وفيما يخص (البهرة) – موضوع تقريرنا هذا- نجد أن علاقتها مع السلطة بلغت –في الوقت الحاضر- ذروة (الوئام)، وما جرى مؤخراً في إطار هذه العلاقات يؤيد ذلك.. ووصل الأمر إلى أن قامت أجهزة الأمن- يقال إنه جهاز الأمن القومي- بمنع عرض فيلم (البهرة) في المهرجان الإذاعي والتلفزيوني الثاني الذي نظمته كلية الإعلام بجامعة صنعاء يوم 15 مايو الماضي بمناسبة تخرج الدفعة الرابعة (قسم الإذاعة والتلفزيون). وبحسب ما جاء في الموقع الإخباري لرابطة أبناء اليمن (رأي نيوز) فإن رجال الأمن عزوا ذلك إلى أن التطرق للطائفة البهرية "موضوع حساس جداً"!، خاصة مع زيارة سلطانهم محمد برهان الدين. ونقل موقع (رأي نيوز) عن أحد الطلاب الخريجين القول إن الفيلم لا يسيء لطائفة البهرة أبداً، و"أنه موضوع تاريخي وصفي لتواجد الطائفة في اليمن فقط". مستغربا عدم تحسس الأمن من فيلم عن (يهود اليمن) في حين كانت الحساسية عن فيلم (البهرة). والسؤال الذي سيبقى قائماً – على الأقل في الوقت الراهن- هو ما مستقبل العلاقة بين السلطة و(البهرة)؟، وما الذي يمكن أن تستفيده السلطة من هذه الطائفة التي اتخذت من عقيدة (الغموض، والسر والكتمان) مبدءاً دينياً في مختلف مجالات حياتها؟!. بل إن أمرها لا يختلف كثيراً عن أمر التيار الحوثي – أصدقاء الأمس وأعداء اليوم- في (تُقية) الفكر، وغموض السلوك.. بل وحتى في (حب الحصون وعشق الجبال) التي انتهت إليها (العلاقة) بين السلطة و(الحوثيين) في صعدة، مع وجود فارق في موقع (مغارة المنتظر). [فقط الأعضاء المسجلين والمفعلين يمكنهم رؤية الوصلات . إضغط هنا للتسجيل] |
«
الموضوع السابق
|
الموضوع التالي
»
|
|
الساعة الآن 05:26 AM.