ان كان ولابد من الوحدة فلابد من الاعتبار لهذه المسلمات

[نبيل العوذلي]

ان كان ولابد من الوحدة فلابد من الاعتبار لهذه المسلمات

مما يجب معرفته اننا لانعارض الوحدة مطلقا وقد كنا ولله الحمد نحن معشر الجنوبيين من دعاتها والوقود الحيوي لها..ولكننا وكما قال الشاعر الجنوبي الحر

انا انفصالي واضحه باقولها =مادامت الوحده بلا مبدا ودين
مااجمل الوحده ومااحسن اسمها=لكن خانوها السرق والفاسدين
كانت هدفنا والامل ذي ننشده=واليوم خاب الظن فيها والظنين
ومن زعل يضرب براسه في الجبل=ومن رضي هذه الحقيقه واليقين

واريد ان ابين المسلمات التي يجب الاعتبار لها حتى تكون على الوحدة على مبدأ ودين

الاعتبارالاول
ان المبدأوالدين الذي ينبغي الاتفاق عليه ليس كما قال الشاعرالجنوبي
عاد با وحـده ولا نـا وحـدوي
قولوا يساري او من اصحاب اليمين
أي يساري او من اصحاب اليمين ولكن ينبغي ان يكون على الصراط المستقيم..

ذلك ان المبادىء والاديان اما ان تكون
1- مبادىء واديان يعلم اصحابها الحق ولايخضعون لها تعنصرا للعنصرالذي ينتمون اليه
كما قال الشاعر
هو عنصري معروف لايقبل باحـد
وهو انفصالي في صفوف الاوليـن
2- مبادىء واديان يعتقد اصحابها انهم على الصواب وهم على ضلالة
3- مبادىء واديان تكاد تكون الاكثر قربا من الصراط المستقيم مبدئيا ودينيا

فيصبح ان هناك مبادىء واديان-قلنا اديان هنا باعتبار الشرع والمناهج- مضبوطة ومن يمينها ويسارها مبادىء واديان تقترب او تبتعد من تلك المبادىء وذلك الدين المستقيم
وفي هذا يقول تعالى ((اهدنا الصراط المستقيم صراط الذين انعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين)))

ما علاقة اليمنيون شمالا وجنوبا بمبادىء واديان المغضوب عليهم والضالين ؟؟
قال ابن إسحاق : وحدثني عبد الله بن أبي بكر أنه حدث أن رسول الله صلى الله عليه وسلم حين بعث معاذا ، أوصاه وعهد إليه ثم قال له يسر ولا تعسر وبشر ولا تنفر وإنك ستقدم على قوم من أهل الكتاب يسألونك ما مفتاح الجنة فقل شهادة أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له قال فخرج معاذ حتى إذا قدم اليمن...)

فاليمن كان على اليهودية والنصرانية .....

وهنا سيقول قائل ولكنهم اسلموا ...؟
يقول شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله


قال فيما أخرجاه في الصحيحين عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم :"لتتبعن سنن من كان قبلكم حذو القذة بالقذة، حتى لو دخلوا جحر ضبّ لدخلتموه". قالوا: يارسول الله، اليهود والنصارى؟ قال:"فمن؟!" . ثمّ قال: فعُلم بخبره الصدق أن لا بدّ من أن يكون في أمّته قومٌ منحرفون إلى شعبة من شعب اليهود، أو إلى شعبة من شعب النصارى.. وهذا الانحراف أمرٌ تتقاضاه الطباع، ويزيِّنه الشيطان، فلذلك أُمر العبد بدوام دعاء الله سبحانه بالهداية إلى الاستقامة التي لا يهودية فيها ولا نصرانية أصلاً".
اذا لايزال مننا نحن اليمنيون شمالا وجنوبا او كما يريد البعض اليمنيون شمالا وسكان الجنوب العربي جنوبا مع ان الاصطلاح كما يقول الشارح لكلمة –يمن—
اليمن
[فقط الأعضاء المسجلين والمفعلين يمكنهم رؤية الوصلات . إضغط هنا للتسجيل]
تردد ذكره كثيرا في السيرة ، وهو الزاوية الجنوبية الغربية لجزيرة العرب ، كان منبع حضارات العرب القديمة ومنه خرجت الهجرات العربية التي عمرت ما يعرف اليوم بالعالم العربي ، وظل اليمن على مر التاريخ يتوحد ويتفرق ، وهو مكون في عهدنا هذا من دولتين : إحداهما اليمن الشمالي ، وعاصمته صنعاء ، واليمن الجنوبي ، وعاصمته عدن ، وكلاهما قد مر في هذا المعجم . والعرب من قديم تطلق على كل ما هو جنوب يمنا ، وعلى ما هو شمال ، شاما ، خاصة في الحجاز ، فهم يعتبرون كل ما هو جنوب مكة يمنا ، بل إن المحاكم بمكة تقول : ( يحد ملك فلان يمنا كذا ، وشاما كذا ) --
اقول فلانزال نحن شمالا وجنوبا فينا من اثر ذلك التشبه الحسي والمعنوي اما بثقافة وسلوك اهل الكتاب من اليهود او بثقافة وسلوك اهل الكتاب من النصارى لانه كما قال شيخ الاسلام ابن تيمية –امر تتقاضاة الطباع—

وهذا التشبه هو في الدين اما في المباددىء فهو اما تشبه بالمبادىء الرومية او تشبه بالمبادىء الفارسية في السياسة والادارة والثقافة ...وبكل بساطة يتبين لك ان الشمال اكثر تأثرا بالثقافة والسلوك والمبادىء الفارسي اليهودي اما الجنوب فبالرومي النصراني....
القوى المغذية لهذا التأثر والتناقض

ومن ابرز القوى النغذية لهذا التأثر والتناقض بين الشمال والجنوب هي بيوتات الملك والنبوة العدنانية والقحطانية

وهوما يكشف ان هناك فينا وبيننا ممن لايزال متأثرا ويتغذى على زاد ثقافي وعنصري يعمق هذا التأثر والتناقض يتضح جليا انه منقسما وفق بيوتات الملك الى
البيوتات القحطانية وهي

- البيوتات السبأية ...ولعلك تلاحظ اثر هذا التأثر اليوم في معالم ثقافة وانشاءات الحكومة اليمنية ذات النمطية السبأية من الاعمدة في كل مكان الى بلقيسيات الدولة السبأية وهدهديات الاتصال بالشرعة السليمانية ...
- البيوتات الحميرية ...وهي وان كانت قد ظهرت في حميريات ابناء الحجرية ابان عبدالفتاح اسماعيل وتكنيته بذيزن الحميري سوى انها اليوم تظهر جليا في حمير الاكبركما يصفها اجدادي اهل اهل يافع هامة الجنوب الحميرية – يافع الابية- وترى الكتب التي تصدر بين الفينة والاخرى من يافع وعن حمير يافع حتى خلطوا الصالح بالطالح والسنه بالبدعة في رغبة لاحياء وبعث الحميرية الجنوبية ضد السبأية الشمالية
البيوتات العدنانية وهي

بيوتات فارسية شمالية سوى من خلال النسل المنحدر من احدى زوجات الحسين رضي الله عنه الفارسية او بالتأثر والمشابهة كما قلنا ...والشماليون متفقون على ان ائمة اهل البيت الزيدية رحمهم الله ال حميد الدين ينحدرون من فارس

بيوتات رومية
وهي في الجنوب والذين نزحوا ابان انهيار الخلافة الاموية وفروا الى بلاد الجنوب من بني هاشم وبني امية واتصلوا بالرومية من خلال تواجدهم بالشام وتزوجهم منها وقتذاك
وقلنا انه لابد من يمين ويسار ووسط ....السؤال هنا اين هي بيوتات الملك والنبوة القحطانية والعدنانية الاقل تأثرا بثقافة ومبادىء ودين اليسارية اليهودية الفارسية وثقافة ومبادىء ودين اليمينة النصرانية الرومية ؟؟؟


هذا الذي ينبغي الاعتبار له وهؤلاء المعول الرئيس ي والاساسي في اليمن شمالا وجنوبا ..والذين انطلت عليهم حيلة ومكيدة تلك البيوتات وتلك الثقافة شمالا وجنوبا من تلك البيوتات وتلك الثقافة وعليهم التحالف والتكاتف والالتفاف معا ليشكلوا يدا واحدة شمالا وجنوبا في وحدة جديدة قوية متأثرة بالصفاء العربي والعروبة ومبادىء العرب وقيمهم العقلية والدينية ...انهم العرب والقومية العربية
سلوكا ومبدءا وثقافة ودينا ..



الاعتبار الثاني
ان لتلك المبادىء والاديان صور متجددة على شكل احزاب سياسية وتنظيمات سياسية وكتل اقتصادية عصرية ...وهومما يجعل البعض يظن ان لها فقط تلك النمطية من الاشكال التقليدية القديمة و...وهذا غير سليم فقد صارت اليوم لتلك المبادىء ولاديان نمطية عصرية على شكل احزاب وتنظيمات وجمعيات وهيئات ...
وهناك من تلك الاحزاب والتنظيمات والهيئات ممن يحتل موقعا قريبا من المبادىء والدين الصحيح للمسلمين ....يشكل بموقعه هذا الظاهر لنا من ثقافته وسلوك اعضاءه ومواقفهم الاممية والقومية والاسلامية ومبادءهم فقد يكون احسن لنا من اولئك الابعد من المحكمات لتلك النسب في الصراط المستقيم المتفق عليه بين المسلمين شرقا وغربا..ذلك ان الحسنات والمسلمات الخيرية لبني البشر اما ان تكون سببها

1- دينيه ومبعثها الكتب السماوية
2-عقلية ومبعثها اتفاق عقلاء وحكماء الامم والشعوب والقبائل والاحزاب والتنتظيمات
3- ملية - نسبة الى الملة- ومبعثها وحدة الملة الواحدة لما اتفق عليه انبياء الامم
وهوما يجعلنا نعلم انه قد لايتحقق توافق ديني على مستوى الشرعة لكن قد يكون هناك توافق عقلي اوملي ينبغي الاعتبار له احيانا او ربما كثيرا بحسب الظروف الزمكانية للحاجة والمصلحة بين هذه الامم والشعوب والقبائل والاحزاب ...الخ