العميد أحمد الحامدي .... هل هي نهاية النهايـــــــــة ؟

[مسرور]

سرت إشاعة قبل فترة مفادها أن مدير أمن حضرموت يقوم بممارسات د ح با ش ي ة بإستغلال وظيفته في التعدي على حقوق المواطنين بمحافظة حضرموت وتلقفتها المواقع الإلكترونية واجترتها إجترارا كعادتها واتضح لاحقا أن ما يردد لا يمت للحقيقة بصلة ، ولم يكن سوى فقاعات بالونية تمارسها تلك المواقع بين كل فينة وأخرى لإقامة الدليل على فساد القواعد التي يرتكز عليها نظام الحكم في اليمن .



تناولت وسائل الإعلام الإلكترونية ( الحزبية منها والمستقلة ) خبرا عن قيام نجل مدير أمن حضرموت بإختطاف طفل من أمام السوق العام بمدينة المكلا وإغتصابه مما استدعى تظاهر أبناء شرعب ( محافظة تعز ) من أصحاب المحلات التجارية المتنقلة في المكلا أمام مديرية الأمن مطالبين بتقديم ابن مدير الأمن للمحاكة لينال جزاءه على فعلته الشنيعة ، وجاء في الأخبار أيضا أن منظمة سياج لحماية الطفولة قد أدانت حادثة الخطف والإغتصاب واعتبرتها واحدة من أخطر الجرائم الجسيمة الماسة بأمن وسلامة المجتمع وطالبت باتخاذ إجراءات عاجلة وصارمة حيال مرتكبها وذلك بإحالته إلى المحكمة الجزائية المتخصصة كون ما قام به جريمة اختطاف لطفل رافقها اغتصاب جنسي وهي من الجرائم المندرجة تحت سلطة واختصاص المحكمة ، ودعت منظمة سياج النيابة العامة بالمحافظة الى سرعة سحب ملف الجريمة والتوجيه بالقبض على المتهم والتعامل مع الجريمة بشكل استثنائي كون والد المجرم يشغل منصب مدير أمن المحافظة مما يجعله طرفا في الخصومة وبالتالي إنتفاء الحياد والمسؤلية خصوصا وأن المتهم لا يزال حرا طليقاولم يتم التعامل معه كأي متهم في مثل هذه الظروف ودعت المنظمة مدير أمن حضرموت التعاطي مع القضية من موقعه كمسؤول ووفقا للدستور وذلك بسرعة تسليم ولده المتهم إلى النيابة العامة للتحقيق معه ما لم فإن سياج ستطالب بإسقاط صفة الضبطية القضائية عنه بتهمة الإشتراك في الجريمة وإعاقة وصول يد العدالة إلأيه مستخدما سلطاته وصلاحياته كمسؤول دولة بالمخالفة للقانون وهي تصرفات تدخله دائرةالمشاركة في الجريمة .



هل تورط إبن مدير أمن حضرموت في جريمة الخطف والإغتصاب أم أن التهمة ملفقة وتمهد لإيجادة ذرائع لإزاحة العميد أحمد محمد الحامدي ( إبن حضرموت ) وإحلال بديل له من أبناء شمال الشمال لإحكام القبضة على حضرموت أمنيا ؟





لو لم تثبت التهمة فما جرى يؤكد وجود نية مبيتة تمهّد لإحلال بديل لمدير أمن حضرموت حتى لو أخذنا بعين الإعتبار نتائج الفحص الطبي التي أثبتت أن الطفل لم يتعرض لعملية عنف أو إغتصاب وقيام مدير الأمن بتسليم ابنه للبحث الجنائي وإثبات المتّهم بشهادة الشهود أنه كان متواجدا في منزله ولم يخرج بسيارة الأمن التي يتهم أنه اختطف الطفل بها وأغتصبه وألقى به في أحد القوارب بميناء خلف .





تضمنت الشعارات واللافتات التي رفعها المتظاهرين من أبناء المناطق الوسطى ( وهم نفس المجاميع التي خرجت في مظاهرة عارمة تطالب ببقاء المحافظ السابق طه هاجر كمحافظ لحضرموت متخطية ما أقرته اللوائح حول تعيين المحافظين من أبناء المحافظات ) مطالبة الرئيس علي عبد الله صالح بمحاسبة المعتدين على الطفل والتنديد بمدير الأمن ونجله وتغليب النزعة الجهوية بالتساؤل عن أين هو أبو الأحرار الشهيد محمد محمود الزبيري ليرى ما حدث من فعل قام به قوم لوط وأن لاحامدي بعد اليوم .





إن إلصاق التهمة بنجل مدير أمن حضرموت ما هي إلا مقدّمة أوّلية لوضع مدير الأمن بين خيار أن يستقيل أو يحال إلى التقاعد مقابل إنهاء القضية وتبعاتها وبين أن يشهّر به ولو لم تثبت التهمة ويخرج من الخلف ( مرغما ) بدون كرامة كغيره ممن لعبوا أدوارا قصيرة على مسرح نظام الحكم العسكقبلي من الجنوبيين ال د ح ا ب ش ة وخرجوا مفسحين لغيرهم من الذين يثق علي عبد الله صالح في قبضتهم الحديدية للسيطرة على الأمن ... ونسبة لأن حضرموت كغيرها من المحافظات الجنوبية تشهد حراكا شعبيا فمدير الأمن وبصفته من أبناء حضرموت من أوائل من لا يثق فيهم النظام بسبب عدم الإطمئنان إلى ولاءه التام وورود احتمالية مشاركته ومن خلفه من يأتمرون بأمره في أي عصيان شعبي مدني عارم لا قبل له به قد تشهده الساحة في قادم الأيام ....



إن التخلّص من مدير أمن حضرموت وإحلال بديل له من شمال الشمال سيضع شرطة حضرموت في القبضة كأداة قمعية تستدعى وقت الحاجة إلى جانب قوات الأمن المركزي التي تتلقى الأوامر المباشرة من صنعاء للوقوف بإطمئنان تام في وجه أي سخط شعبي دون خوف أو وجل من تغير الولاءت فهل ستكسر شوكة الحامدي ( إن لم تكن قد كسرت ) وماذا ستكون ردة فعل أبناء حضرموت ؟





سنرى .... ما يلوح في الأفق يغلب شعار ما سيبي على ماسواه .... فهل سيخرج الحامدي من الخلف بلا كرامة ..... أم أننا سنشهد انتفاضة حضرمية مماثلة لتلك التي اقتحمت قصر السلطان القعيطي معلنة رفضها لمن يتولى تسييس شؤون حضرموت من غير أبنائها ؟





سلام .