القرآن الكريم - الرئيسية - الناشر - دستور المنتدى - صبر للدراسات - صبر نيوز - صبرالقديم - صبرفي اليوتيوب - سجل الزوار - من نحن - الاتصال بنا - دليل المواقع - قناة عدن
عاجل |
الجزيرة مباشر | الجزيرة | العربية | روسيا اليوم | بي بي سي | الحرة | فرانس 24 | المياديين | العالم | سكاي نيوز | عدن لايف |
آخر المواضيع |
#1
|
|||
|
|||
أريـد بـلـدي الـجـنـوب
بسم الله الرحمن الرحيم القسم الأول - عصر المفاجآت... كنت صغيرا عندما قامت وحدة مايو 1990م, لم أستوعب أحداث الفرح و البهجة و السرور التي كانت ترتسم على أوجة الناس في البلاد, كنت أرى أبناء مدينة عدن يهتفون للوحدة اليمنية و يقولون الوحدة الوحدة,النساء تزغرد و الرجال يصرخون الله أكبر الله أكبر. سألت والدي عن معنى الوحدة, فأجابني بكل سرور, و قال لي: أن اليمن كان مقسما إلى يمن جنوبي و يمن شمالي لمدة طويلة من الزمن, و لكن الحمدلله لقد أصبحنا يمنا واحدا و هذا يعتبر حدث عظيم لكل اليمنيين و العالم العربي و الإسلامي و أن الخير سيعم شعب اليمن الواحد بلا استثناء. مرت السنوات الأربع بعد إتمام الوحدة في 1990م, و قد تربيت على أنني يمني وحدوي و هويتي هي جنوبية و أن إخواننا في الشمال هم أهلنا و أحبابنا, صحيح أن العملة تغير شكلها , و صحيح أن الشعب تمكن من السفر من و إلى داخل البلاد بالبطاقة الشخصية, و صحيح أن النشيد الوطني تغير و صحيح.. و صحيح.. و كلها من منجزات الوحدة اليمنية المباركة, و لكن.....؟! مالذي حدث,يالله, بدأنا نسمع أن الرئيسين علي عبدالله صالح و الرئيس السابق علي سالم البيض قد إختلافا في أمور سياسية لايعلم الشعب مدى بعدها و خطورتها إلإ المقربون المقربون للزعيمين,لم تمر أياما معدودات على العرض العسكري الذي أقيم في صنعاء في عام 1994م و الذي كان بتقديري مفتاح المشاكل و تأزم العلاقات بين البلدين,ثم رأيت الناس يتجمهرون في شوارع عدن,النساء تزغرط و الرجال الله أكبر الله أكبر الإنفصال الإنفاصال ياجنوب ياجنوب,لم أستطع أن أفهم مايحدث من حولي حتى جاءت ساعة كشف الحقيقة بالنسبة لي,إذا بي أرى في شاشة التلفاز في قناة عدن الرئيس السابق لجمهورية اليمن الديموقراطية الشعبية علي سالم البيض يقراء خطابا مهما للشعب الجنوبي, و إذا بالرئيس يعلن (فـك الإرتباط رسميا) مع الجمهورية العربية اليمنية. لقد شرح السيد الرئيس البيض عن ماهية السبب الرئيسي لإعلانة (فـك الإرتباط),فقد قام بتوضيح الحقيقة للشعب الجنوبي عن حقيقة نظام الرئيس علي عبدالله صالح و كيف أنة قام بخداع الشعب الجنوبي و أن أساس الوحدة بالنسبة لنظام صنعاء قامت على الأطماع المتمثلة بثروات الجنوب من النفظ الخام و غيرها من الثروات. هنا بدأت أتفهم حقيقة الوضع الذي يحدث من حولي, شاركت فرحة أهلي و إخواني بإستعادة دولة الجنوب, و لكن كما يقول المثل (تأتي الرياح بما لاتشتهي السفن), لقد قامت الحرب الشنعاء الذي نظمة رئيس عصابة صنعاء بدون رحمة على أهلنا في الجنوب, نعم إنها حرب صيف 1994 الأثمة بل اللعنة التي أحطت على كل جنوبي و ماهو جنوبي, لقد إنتصرت حكومة صنعاء و دخلت دباباتها العند و لا أستطيع أن أنسى الجنود الشمال و هم في أحياء مدينة عدن, يطرقون كل باب لكي يبحثوا عن إنفصاليين أو أسلحة و لا يعرفون أن الشعب الجنوبي كلة لايريد الوحدة و لا الوحدويين و أن السلاح هو قوة الإيمان بالله و بمداء الحرية, حيث أن الجنوب العربي إستعاد دولتة (جمهورية اليمن الديموقراطية الشعبية) منذ إعلان الرئيس علي سالم البيض حفظة الله (فـك الإرتباط رسميا) مع الجمهورية العربية اليمنية و كان ذلك في عام 1994م, و كانت هزيمة الجنوب ترجع لإربع أسباب حسب إعتقادي المتواضع. أولا-سقوط المعسكر الشيوعي في الإتحاد السوفيتي سابقا-روسيا حاليا حيث كانت الإمتدادات و المساعدات العسكرية تأخذ من قبل الروس آنذاك,و توقفت أو تناقصت تلك المساعدات للجنوب أثناء سقوطها. ثانيا-طلوع المعسكر الغربي المتمثلة بإقتصاد الولايات المتحدة و التي كانت السبب الرئيسي وراء صعود علي عبدالله صالح منذ البداية و إعطاءة الإشارة الخضراء للحرب على الجنوب, علما أن أمريكا كانت تحارب السوفييت على كل الجبهات و هي الحرب التي كانت تسمى بالحرب الباردة, و أن بعض دول الخليج و العالم العربي و الإسلامي قد تحالفت بالطبع مع إدارة واشنطن و أدارت ظهرها لم يحدث في الجنوب العربي أنذاك بسبب تحالفها الوثيق مع أمريكا. ثالثا-الإختراق العميق من قبل نظام صنعاء لنظام الحزب الإشتراكي آنذاك قبل و بعد الوحدة, و هذا عامل مهم إستفاد منة حكومة صنعاء ضد حكومة الرئيس علي سالم البيض. رابعا-عنصر المفاجأة,هزيمة الجنوب العربي لم تكن بسبب الضعف و لكن لإن نظام الحزب الإشتراكي و شعب الجنوب لم يكونوا مستعدين للحرب أو حتى التفكير بشن حرب على نظام صنعاء في الشطر الشمالي. القسم الثاني - عصر الظلام؟! مرت 15 عاما على إنتهاء حرب 1994م, و كأنها 15 قرنا, الوقت يمر بثقل شديد و خلال 15 عاما حدثت أمورا لم تكن في الحسبان لإهلنا في الجنوب, رأيت كيف أن تصاميم البناء قد تغيرت في مدينة عدن, و أن المطاعم و المحلات و حتى صوالين الحلاقة و الحمامات العامة أصبح ملاكها من الشمال, حتى أنني أتذكر أول مذيع شمالي في قناة عدن و كيف كان جسمة يرتعش عند قراءة الأخبار, أصبحت أرى إخواننا الشماليين يمشون بشوارع عدن و هم يرتدون ملابسهم التقليدية(الزنة), أصبحت أراهم يبيعون الفواكة و الخضار في الشوراع و على كل ناصية و زقاق, أصبحت أرى القمامات في الشوارع لأيام من دون أن تأتي شاحنة البلدية و تأخذها من الحارات كما كان يفعل في السابق. أصبحت أرى أخواني الشماليين يحملون السلاح سواء جهرا أو خفية و كأن عدن أصبحت إحدى قرى سنحان يتجولون و يتمخطرون من غير حساب و لماذا, لإن هذا من قبيلة فلان و هذا من قبيلة علان. أصبحت أرى قلعة صيرة و بجانبها بيت أحد الشماليين و قد قام بدك جزء من الجبل و بناء علية بيتة بجانب إحدى أشهر قلاع مدينة عدن التاريخية. أصبحت أرى كازينوهات الدعارة في مدينة عدن و كأنها جزء من موروثها الثقافي, و أتعجب عندما يقول بعض من أهل الشمال أن الفساد و الدعارة موجودة في مدينة عدن, أقول لهم لا و ألف لا, أتعلمون أن أهل عدن قاموا بأكبر حملة تواقيع لم تشهدها المدينة من قبل و هي حملة كانت تهدف إلى إغلاق الكازينوهات الموجودة في مدينة عدن عن العمل, و كانت الحملة موجهة إلى أعلى المستويات في وزراة الداخلية و بالفعل قد أقفلت بعض تلك الكازينوهات و من أشهرها مايسمى مطعم الشذروان القابع في منطقة صيرة بجانب مستشفى عدن, و لكن للأسف لم تمر أياما معدودات حتى أصبحت أرى ذلك الكازينو مفتوحا مجددا و لكن هذة المرة مدعما بأطقكم عسكرية, وكانت الأوامر من أحد المتنفذين المقيميين في المدينة آنذاك. و هل يعلم إخواني في الشمال أن أهل عدن و بعد مرور سنون قلة,قاموا بحملة توقيع ضد أصحاب القنوات الفضائية, و طالبوا بإقفال بعض القنوات و التي تظهر مشاهد غير أخلاقية, و فعلا تم إغلاق تلك القنوات لكن لفترة أيام محدودات حتى أعيدت فتح تلك القنوات, و يرجع السبب أن رجلا من الحرس الجمهوري كان مقيما في المدينة و هو الذي أعطى أوامر مباشرة لمسؤولي الكابلات الذين يقومون بمد القنوات الفضائية عن طريق الكابل للناس بإن يفتحوا تلك القنوات. إن كان الفساد كان موجودا في الجنوب العربي و تحديدا مدينة عدن,فالفساد الحقيقي مزروع بالقوة عن طريق نظام صنعاء و زبانيتة,الذين لايتقون الله و لارسولة. القسم الثالث - رحلة من التناقض ؟ مرت السنون, و أنا أعيش في حالة من ضياع الهوية,و عدم الإحساس بالوطن أو الوطنية,حتى النشيد الوطني اليمني لم أكن حقيقة أرغب في تحفظة, كيف لا و كما فهمت منذ صغري أن بلدي قد أستقلت في عام 1994م و أن النظام الحالي هو نظام إحتلال لا أكثر, لكن مع الوقت بدأت أفكاري بالتخلخل شيئا فشيئا,حيث أنني لا أرى أحدا يتكلم و يقول كلمة لا لنظام صنعاء, لا لنظام الفساد,لا لنظام القمع,لا لنظام المحسوبية,لا لنظام العنصرية, لذلك أصبحت على يقين أن هذا هو نصيب البلد, و أن هذا هو قدرة خيرة و شرة, و أن على كل فرد جنوبي أن يتعايش معة حتى الممات,و على قولة الممثل عادم إمام في مسرحية الزعيم( هو في زعيم يموت), و لا حول و لاقوة إلا بالله, أو عندما غرق فرعون و مات و طفت جثتة على النهر عندئذ أمن بنو إسرائيل أن فرعون ليس بإآله و إنما مجرد إنسان خلق من طين. عشت في حالة من ضياع الهوية لمدة من الزمن حتى جأت فرصتى التي لم أتوقعها و هي الذهاب إلى أمريكا الشمالية, و العجب العجاب بالنسبة لي, هو أنني سافرت بعد أحداث 11 سبتمبر 2001م و التي وقعت في نييورك و واشنطن, و أن عمري قد بلغ أكثر من العمر المسموح بالنسبة للمعاملات لدى السفارة الأمريكية في صنعاء, و لكن كما يقولون قدر الله ماشاء فعل, لقد فرحت بخروجي من اليمن و التي لم أكن أحس بإنتمائي لها في يوم من الأيام. إنني الآن في أمريكا,في بلاد الينكي كما يقولون, بلاد التحضر بلاد الفرص,وهذا ليس مديحا أو حبا لأمريكا و لكن هذا الواقع الذي لايجب أن نستبعدة من أذهاننا, حيث يوجد هنا حرية التعبير,حرية النقض,حتى الحيوانات تجد الحرية في هذا البلد و حتى البلدان الأوروبية بشكل عام. المهم إنني الآن في أمريكا, و يتحتم علي أن أبداء مشوار حياتي من الصفر, ونسيت أو تناسيت أنني فاقد للهوية, و كنت مقيما مع والدي و إخوتي, حيث ساعدوني في إيجاد عمل و الدراسة, و لكنهم حذروني من شئ لم يكن في حسباني أبدا, لقد حذروني من الإنخراط باليمنيين الشماليين الموجوديين هنا في المدينة التي أسكن بها أو أي مدينة أو لاية آخرى, و عندما سألتهم عن السبب قالوا لي أنهم كغثاء السيل لكن وجودهم مثل عدمهم,أي أنهم لا يقوموا بمساعدة المغتربون الجدد, من حيث الإرشاد و التعليم و العمل ,الخ..., و سألت إن كن لديهم مقرات أو أحزاب أو نوادي حيث يجتمعون, لكن للأسف كان الرد بلا. قلت لنفسي دعني أجرب معهم, فكما تعلمون أن أصابع اليد الواحدة تختلف أحجامها فمابالك بالإنسان لإخية الإنسان, و فعلا و جدت فرص عمل مع بعض أفراد الجالية الشمالية أو اليمنية كما يحب البعض, كان شيخا صاحب متجر في مدينة آخرى غير المدينة التي أعيش بها مع أفراد عائلتي, قابلت الشيخ و قال لي أنة لايبيع الخمور, قلت الحمدلله خير و بركة,قال لي أن دوام العمل من الساعة 06:00 صباحا حتى الساعة 09:00 مساء,قلت لابأس أنا قد المسوؤلية, مرت الأيام حتى إكتشفت شئيا لم أتخيلة من هذا الشيخ الجليل الذي يدعي أنة إنسان محافظ و يعبد الله و يتقية و يحب عمل الخير و و و.... لقد كان يبيع سجائر محشية بالمخدرات و لمن؟؟ لبعض طلبة المدرسة التي تقع بجانب المتجر, و حين قمت بسؤالة لما تفعل هذا الأمر, قال لي إنها تجارة و هؤلا يدفعون بسخاء لكي يتخدروا, قلت لة إذا أنا خارج من العمل و ابحث عن شخص آخر أما أنا فلا. تركت العمل و لم يكن معي مبلغ يكفيني للمعيشة أو حتى عمل آخر, رجعت لمدينتي مجددا و من ثم وجدت عملا في إحدى المتجار و كان صاحبة أيضا من الشمال, كان شابا صالحا لايبيع الخمور و لا المخدرات و عملت معة لعدة أيام قليلة, حيث إكتشفت أنة شخص محب للعنجهية, يقول لي أن هذا المتجر مثل المعسكر, يعني أريد منك أن تعمل من الساعة 07:00 صباحا حتى الساعة 08:00 مساء و إن كنت تريد أن تأكل عليك بإحضار أكلك معك و إن كنت تريد أن تصلي قفل المتجر لمدة 3 دقائق و إن كنت تريد أن تستخدم الحمام فحاول قدر المستطاع أن لا تستخدم الحمام أكثر من 2 في اليوم و مش أكثر من 3 دقائق, فقلت لة كفى الله المؤمنيين شر القتال و أنا تارك العمل و ابحث عن شخص آخر. و لم تمر أيام قليلة حتى وجدت عمل في مستودع و لكن في مدينة آخرى تبعد حوالي 8 ساعات بالقطار, و عملت هناك لمدة أشهر قليلة حيث كان عملي هو توزيع الحلويات للمتاجر و خصوصا للمتاجر اليمنية, و لكني قد صدمت عندما رأيت أن متاجر اليمنيين في تلك المدينة معظمها تابعة لهم, بل أزيدكم من الشعر بيت حيث جميع ملاك تلك المتاجر يبيعون الخمور, بل يلصقون عل جدران المحل صور نساء كاسيات عاريات, و كأن كل تلك الأمور لم تكن كافية لتصدمني, بل إنني في طريقي لتوزيع البضائع وجدت منطقة شبة خالية من السكان, شبة صحراء, الجو حار جدا و البيوت قليلة جدا و تصاميمها تدل على أن تلك المنطقة هي منطقة فقراء, و كان علي أوزع الطلبية لإحدى اليمنيين, و بينما كنت أبحث عن العنوان إذ بي أرى المتجر على مقربة من إحدى الجبال و لا يوجد أي بيت بجانبة, و قلت لنفسي أهذا البيت مسكون و لا كيف, أنا مش ناقص, المهم أنني دخلت للمتجر فإذا بي أرى شخصا نحيف الجسد متكئ على الأريكة و يخزن قات و يشاهد التلفزيون و خاصة قناة اليمن, المهم بعد السلام و التحية و التعارف بداء يسألني عن ماهيتي و عن رأي في منجزات الوحدة اليمنية, و أنا كنت صريحا معة في الحقيقة في هذا الموضوع, حيث تطرقت عن الفساد المتفشي في البلاد, و أثناء حديثي بهذا الأسلوب بداء الأخ الشمالي يسألني عن مسكني في عدن و عن عنواني بالتحديد, فقلت لنفسي لعنة الله عن حكومة صنعاء إلى هذا الأمر و صل إلى أن يرسلوا (القعاميص) إلى آخر الدنيا لكي يعرفوا من معهم و من ضدهم. القسم الرابع - الإستقلال لقد شاهد شعب الجنوب كلمة السيد الرئيس/ علي سالم البيض حفظة الله, على شاشات التلفاز و الذي أسهم في تعزيز مسيرة النضال السلمي لدى الحراك الجنوبي, فبظهور البيض و العطاس أصبح لدى شعب الجنوب العربي من يمثلهم لدى الأمم المتحدة و العالمين العربي و الإسلامي و الدولي, و نحن الأن ننتظر الفرج من عند الله عز و جل, و ماعلى أهلي و شعبي في الجنوب إلإ الصبر و التضرع لله و تواصل فعل المسيرات السلمية التي تهز أركان نظام صنعاء كل يوم, إنها فعلا لثورة حتى النصر و رحمة الله على شهدائنا الكرام, و تحية لإبائنا و أخواننا المسجونيين لدى سجون الإحتلال اليمني, و إن بشائر النصر قد بزغت للأحرار, و مالصبر إلإ صبر ساعة. بقلم الكاتب / إبراهيم الناجي التعديل الأخير تم بواسطة إبراهيم الناجي ; 06-13-2009 الساعة 08:03 AM |
«
الموضوع السابق
|
الموضوع التالي
»
|
|
الساعة الآن 06:14 PM.