لعوذلي بين الفضلي الشيخ والميسري المحافظ-ضبط قواعد الصراع-

[نبيل العوذلي]

بسم الله الرحمن ارحيم
العوذلي بين الفضلي الشيخ والميسري المحافظ-ضبط قواعد الصراع-

اصطلح تاريخ الصراع الانساني كسنة حتمية بين البشر للصراع فيما بينهم
على الاتفاق على قواعد لضبط الصراع فيما بينهم بحيث نضمن اشباع رغبة البشر في الصراع تلك الرغبة التي اودعها الله تعالى في خلقه
(((وقلنا اهبطوا بعضكم لبعض عدو)))..فمثلا كان القتال الفردي التنافسي بين البشر كثيرا ما يؤدي الى فناء احد المتصارعين او كلاهما ..وصار لزاما تضبيط هذا الصراع فيما بين المتصارعين كأن تكون هناك اماكن يمنع ضربها وكأن يمنع استعمال بعض انواع الضربات....وهكذا حتى تاريخ الامم كما هو حاصل اليوم بعدم التعرض للاهداف المدنية او التنموية المتعلقة بحياتهم كالمستشفيات والمدارس...الخ
والاسلام جاء ايضا ليضبط قواعد الصراع والطتاب والسنه تقصل في هذه القواعد مثل قوله تعالى
﴿ وَلَوْلَا رِجَالٌ مُؤْمِنُونَ وَنِسَاءٌ مُؤْمِنَاتٌ لَمْ تَعْلَمُوهُمْ أَنْ تَطَئُوهُمْ فَتُصِيبَكُمْ مِنْهُمْ مَعَرَّةٌ بِغَيْرِ عِلْمٍ ﴾(الفتح:25).
فقد جعل الله تعالى احتمالية ان يتعرض احد من الابرياء المسلمين للاذى بغير علم بسبب ضرف القتال سببا لتأخير فتح مكة

ومنذ اول يوم وصلت فيه الى بلادي عدن ابين حتى باشرت الذهاب بمعدل شبه يومي الى زنجبار برفقة قريبي –مدير مدير زنجبار- متنقلا بين الشيخ طارق الفضلي والمحافظ احمد الميسري وبين اهل بلاد ابين من محاورا وناصحا ومثقفا ما استطعت الى ذلك سبيلا بقضية شعب الجنوب واحقيته في نيل حقوقه المزهوقه باستعادة دولته كما عبرنا عن ذلك في الوثيقة الصادرة عن الهيئة الشرعية للثورة السلمية لابناء الجنوب والذي نشرها الناشر لطفي شطارة بموقع عدن برس ونلت شرف عضويتها- أي الهيئة- انا وعدد من المشايخ والاساتذة والعلماء والمفكرين ونال العلامة الشيخ حسين بن شعيب شرف رئاستها...

لقد
كانت هناك نقاط حرجة متمثلة في اصرار السيد المحافظ ومع اقراره لي شخصيا بأن الانفصال كما يحلو له ان يصفه واقعا يريد ان يخففه الى احد الممكنات
الفيدرالية او
الانفصال عن تراض بدولة منفصلة لاتسبب المشاكل في المنطقة وهو اسوأ الحلول التي يراها قد تتقررمع تمسكه بموقفه الوحدوي الذي يقول سأموت عليه وهذه مسأله تخصه وحده
ولعل ابرز النقاط الحرجة التي كان السيد المحافظ يظهرها هي
الالفاظ المرددة في شعارات الجنوبيين مثل برع ياستعمار ..مع انني لا اجد غرابة في وصفنا لتواجد الاخوة الشماليين بهذه الطريقة التي تحدثنا عنها مرارا سوى انه استعمار وكما قلت في رؤيتي التي سطرتها تحت عنوان – الاجمال لتجربة اهل الجنوب – رسالة الى السيد الرئيس – ان الاستعمار كلمة وردت في القران {هو أنشأكم من الأرض واستعمركم فيها} [هود :61]. ...فتواجد الشماليين استعمار بلا شك وعلى النحو الحسن لانجد سوى شكرهم على ما يظنونه خيرا قد قدموه لنا ونقول لهم جزاكم الله الف خير فقد ادخلتم لنا كثير من الدين والاعراف الحسنة كما تقولون تلك التي اندرست فينا وسنكون ممنونين لهذا الصنيع اذا ما انسحبتم الى ارضكم وتركتم لنا شأننا وكفى الله المؤمنين شر القتال

المشكلة الاخرى التي كانت عند الصديق الميسري هي رفع علم الجنوب –اعانني الله تعالى ان اخففها عنده ..مع انه يقول –لما تجي دولتكم ارفعوا علمكم اما الان فممنوع-
هذا الصديق الذي ترثي لحاله المتمثل في كونه يريد ان يكون شمالي اكثر من الشماليين


الجانب الاخر الشيخ طارق الفضلي والذي اعجبني لما دخلت اليه مع الدكتور علي جار الله اليافعي والشيخ حسين بن شعيب حينما اجاب على سعادة الدكتور اليافعي بعد ان عرض عليه الدكتور ان يكون مكون آخر على غرار مكونات الحراك المتعددة ليكون مكونه كما يرى الدكتور احد المكونات والتي ستشكل حزبا سياسيا ينافس على بالانتخابات في دولتنا القادمة بأذن الله..فأجاب الشيخ طارق يادكتور –انا ما اصلح اكون رئيس لانني مش متطلع لذلك وقد ذممني قيادة الحراك ان لا انضم الى فصيل منهم لاكون مرجعا لهم وطالما كنت منذ ال18من عمري في افغانستان في لجنة اصلاح ذات البين واريد ان ابقى هكذا....
المشكلة هنا ان الشيخ الذي يجبرك على احترامه لبساطته وشجاعته هو تلك النشأة التي نبتت شخصيته عليها في جبال افغانستان ولازالت متعلقه في اقواله وافعاله في صراعه وبانت بوضوح في الاحداث
المتعلقة بزنجبار..كثيرا ما يتواضع لك معربا عن استعداده للتخلي عنها لصالح قضيته وهو ما نرجوه بأذن الله تعالى في هذا الشيخ الشجاع...والذي اكدت لي عدة جلسات معه الشعور بالاطمئنان العميق لما يقوله ويحمله من مبدأ - تحرير ارضه-


لاتستغربوا حينما تطالب اللجنة الامنية لمحافظة ابين بأقالة مدير مديرية زنجبار-قاسم شندق- لاعب نادي شمسان السابق لانه زار الشيخ طارق ببيته برفقتي ليمارس جزء من مسؤليته كمدير مديرية عاصمة محافظة ابين وعقد اتفاقا مع الشيخ رفعه بمقترح الى السيد المحافظ بعدم نزول وظهور العسكر خلال تشييع الجنازة ويضمن الشيخ سير التشييع بسلام وهو ما اعتمده المحافظ الميسري الرجل الذي يعشق التنمية والبناء والجد في ذلك..هذا الرأي رفضه المحافظ بشدة وقال –صلوا ع النبي هذا شيخ وهذا مدير مديرية وهناك توتر ولابد من تخفيف حدته لمصلحة المحافظه-

لقد ساد هذا المقترح الموقف وتم تشييع الجنازات الرمزية بسلام

تعلمك الاحداث انه لابد من الاتفاق على قواعد للصراع واقرار ثقافة الصراع فيما بيننا ...رمضان شهر تزود وهدنة ويعلم الله ما بعد رمضان نحن نصر على استعادة دولتنا بالطرق السلمية والطرف الاخر يرى الوحده احد اركان الاسلام ...ومع ذلك لابد من الاصطلاح على قواعد للصراع