القرآن الكريم - الرئيسية - الناشر - دستور المنتدى - صبر للدراسات - صبر نيوز - صبرالقديم - صبرفي اليوتيوب - سجل الزوار - من نحن - الاتصال بنا - دليل المواقع - قناة عدن
عاجل |
الجزيرة مباشر | الجزيرة | العربية | روسيا اليوم | بي بي سي | الحرة | فرانس 24 | المياديين | العالم | سكاي نيوز | عدن لايف |
آخر المواضيع |
#1
|
|||
|
|||
الانفصال عن الظلم ليس ارتدادا ( بقلم : صادق أمين)
الانفصال عن الظلم ليس ارتدادا ( بقلم : صادق أمين)
صنعاء – لندن " عدن برس " خاص : 12 – 10 – 2009 من نكد الأيام أن يجد الإنسان نفسه مضطراً في لحظات معينة للرد على السفهاء والجهلة على الرغم من أن المولى سبحانه وتعالى إمتدح أولئك النفر من الناس الذين أسماهم بعباد الرحمن حين إمتدح طريقة تعاملهم مع السفهاء بالتجاهل لهم وعدم الرد على سفاهاتهم حين قال (وعباد الرحمن الذين يمشون على الارض هوناً وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاماً) بمعنى أن تجنب الجدل مع السفهاء هو الأفضل، ولكن الوضع قد يكون مختلفاً عندما تنقلب الموازيين ويصبح السفهاء حكاماً ورؤساء ووزراء وأصحاب وجاهة وفي مواقع تخولهم إتخاذ قرارات تمس حياة ومصالح ملايين البشر. أقول هذا وأنا أتعجب من تصريحات السفيه علي عبدالله صالح الأخيرة والتي ساوى فيها بين دعاوى الانفصال السياسي الذي يطالب به أعداداً متزايدة من مواطني جنوب اليمن و بين الردة عن الإسلام والخروج من الملة. هكذا بكل بساطة يؤتى بالدين لاستخدامه في المماحكات السياسية وتسجيل النقاط على الخصوم السياسيين وتحريض الامة الجاهلة على أصحاب الحقوق الشرعية على اعتبارهم خارجون عن الملة لمجرد مطالبتهم بالحق الشرعي الأول ، حق تقرير المصير. المجادلة بالآيات القرآنية والأحاديث ليست ديدننا ولن تكون وسيلتنا لتحقيق الأهداف السياسية استخدام الدين كوسيلة لتحقيق مآرب وأهداف دنيوية. هذا السلوك كان ولايزال مسلك أصحاب المطامع والأهداف الرخيصة الطامعون بالسلطة التواقون الى الحكم بأي ثمن، يكفينا في هذا المقام كلمة علي بن أبي طالب – كرم الله وجهه – في نزاعه السياسي – وليس الديني – مع معاوية بن أبي سفيان في أيام الفتنة الكبرى حين بعث بإبن عمه عبدالله بن عباس ليفاوض معاويه وصحبه حين قال له: لا تجادلهم بالقرآن فإنه حمال أوجه، فالقرآن لم ينزل للمجادلة السياسية وإنما لهداية الناس جميعاً ولذل فإن إستشهادنا بالآيات لن يكون لتسجيل نقاط أو إثبات قضايا سياسية تحتمل الخلاف وإنما سنذكر في هذا السياق آية واحدة فقط وسنذكر معها موقفاً تاريخياً واحداً ونترك الحكم للقارئ المحايد الذي لا يشتري بآيات الله ثمناً قليلاً. قال الله تعالى في سورة هود الآية 113 (ولا تركنوا الى الذين ظلموا فتمسكم النار وما لكم من دون الله من اولياء ثم لا تنصرون) الاية واضحة ولا تحتاج الى تأويل أو طول نظر، فقد جاء في التفسير الكبير للرازي المسمى مفاتيح الغيب في تفسير هذه الاية ما يلي: "والركون هو السكون إلى الشيء والميل إليه بالمحبة ونقيضه النفور عنه. قال المحققون: الركون المنهي عنه هو الرضا بما عليه الظلمة من الظلم وتحسين تلك الطريقة وتزيينها عندهم وعند غيرهم ومشاركتهم في شيء من تلك الأبواب فأما مداخلتهم لدفع ضرر أو اجتلاب منفعة عاجلة فغير داخل في الركون، ومعنى قوله: { فَتَمَسَّكُمُ ٱلنَّارُ } أي أنكم إن ركنتم إليهم فهذه عاقبة الركون، ثم قال: { ومالكم مّن دُونِ ٱللَّهِ مِنْ أَوْلِيَاء } أي ليس لكم أولياء يخلصونكم من عذاب الله. ثم قال: { ثُمَّ لاَ تُنصَرُونَ } والمراد: لا تجدون من ينصركم من تلك الواقعة." الآية واضحة ولا تحتاج لكثير تفسير أو تأويل وإنما إستشهدنا بها ليطمئن من داخل قلبه الشك بأن الاختلاف السياسي قد يصل الى درجة الارتداد عن الدين ويعلم انه لو كان الامر كذلك لما أختلف معاوية وعلي خلافاً ذهب بهما الى ساحات القتال وليس فقط المناورات السياسية وهما من كبار الصحابة ممن عاشوا مع الرسول الكريم (ص) وتعلما منه مباشرة مبادئ الدين. دفع الظلم بكل الوسائل مطلباً ديني بالدرجة الاولى والآيات فيه كثيرة والفرار من الظلم بكل الوسائل مطلب شرعي كذلك أما الركون الى الظلمة فالآية المذكورة أعلاه قد كفت ووفت في التحذير من الرضا بسلوك الظالمين والسكوت عن مسالكم والقرب منهم، فالخلاص من الظلم والظالمون لا يعني الخروج من الدين والارتداد عنه بل العكس قد يكون صحيحاً، فالرضا بالظلم والسكوت عنه والرضا بسلوك الظالمين هو الارتداد – بالمعنى المجازي – عن مبادئ الدين التي تحرم الظلم وتحذر من مغبة الظلم والرضا به. لو كان الرضا بالظلم مشروعاً لما خرج الامام الحسين بن علي بن أبي طالب – رضي الله عنه – وهو حفيد رسول الله صلى الله عليه وسلم وابن علي وفاطمة مطالباً بالانفصال عن الظالم السكير يزيد بن معاوية. لو كان الانفصال السياسي إرتداداً عن الدين لفهم ذلك الحسين بن علي وهو من هو في العلم والورع ولرضى بحكم يزيد، ولكن من نكد الايام أن نجد سكيراً آخر مسلط على رقاب العباد يفتي لنا في الدين أثناء رقصه فوق رؤوس الثعابين. [فقط الأعضاء المسجلين والمفعلين يمكنهم رؤية الوصلات . إضغط هنا للتسجيل] |
«
الموضوع السابق
|
الموضوع التالي
»
|
|
الساعة الآن 04:13 PM.