ومـــاتت امــــــي ...!!!

[فتحي بن لزرق]

الاهداء الى الاستاذ بجامعة عدن

د. حسين مثنى العاقل

قليلة هي المواقف في حياتنا التي تهزنا بقوة، تثير كل مكامن الروح فيناوربما ان ذهبنا الى الانتحاب لوجدنا النفس تمارسه بكل قوة ،في جنوبنا الغالي صارت القاعدة معكوسة وصارت المواقف والمشاهد التي تبكينا كثيرة وتؤلمنا اكثر وتجبرنا على ان نجتر الالم وان نقول لانفسنا "صبراً وبالله المستعان... ولاشيء غير فاطر السموات يمكن لنا ان نوكل اليه امرنا..

*كثيرة هي المرات التي وجدت فيها ادمعي تغار مقلي منذ انطلاق ثورة الجنوب الثانية كانت احداها حينما قُتل الطفل عبد الحكيم الحريري " بكيت وانا اقلب احد دفاتره المدرسية وصورة شخصية كتب على ظهرها عبارات تتصل باحلامه ...

*بكيت ايضاً حينما شاهدت والدة الشهيد منصورالمارمي في حالة اغماء تنادي على ابنائها الذي ازهقت روحه رصاص قوات الاحتلال في 21-مايو من هذا العام وسقطت الدموع لان "منصور" لن يعود البته والامر ان القتلة سيمرون بسلام ...

*في الجنوب قدر لنا ان نستجر الحزن خلف الحزن دونما ذنب البارحة وجدت ذات الادمع تغادر ذات المقل فالالم واحد والعذاب واحد والسبب كان هو اتصال هاتفي من احدى قرى الشعيب يقول لي فيه

_ فتحي والدة الدكتور حسين العاقل ماتت!!

ويذهب الصوت وابقى وحيداً تغادرني الذاكرة والخيال الى مدينة الظلم "صنعاء" هناك حيث تزج صنعاء ببطلنا خلف قضبان موحشة منذ شهور..

لم اتخيل شيء سوى تخيلي للدكتور وهو يتلقى خبر وفاة امه التي صارعت المرض منذ ان حط به الظالمون الرحال في سجون صنعاء...



* كنا في رمضان حينما زرت والدة د. العاقل بمستشفى البريهي وكانت في حال سيئة بالعناية المركزة ورغم سوء وضعها الا انها كانت تهذي ولا تطلب الارؤية ولدها حسين فلذة كبدها لكن احد ما لم يستجب لطلبهاولم يعرها اهتمام وزاد سقمها ومعه زاد حنينها الى رؤية اخرية لابنها ولكن دون جدوى غادرت حياتنا الفانيةدون ان تراه..

*لايشعر الظالمون بفداحة الالم الذي يتسببون فيه لكل من يظلمونهم ،ربما انكب بطلنا باكيا بعد ان تلى على مسامعه خبر رحيل والدته الكريمة لكن ياترى هل احس الظالمون بمدى فداحة هذا الالم ...

*عذراً دكتورنا العزيز عذراً اماه كلنا في الهم "جنوب" كلنا سواسية وهذه صنعاء الظالمة لم ينلنا منها الا كل سوء وعذاب ولم نرى منها الا مظالم كقطع الليل فلا نرجوا منها شيء...

*شهور طويلة كغيره من المئات من ابناء الجنوب يقبع دكتورنا في سجن لاتهمة حقيقية لا محاكمة ولا شيء سوى جدارن وباب حديد وقسوة سجان...

ربما ان بطلنا يردد هذه اللحظة ومعه نردد

أحنُ إلى خبز أمي

وقهوةِ أمي

ولمسةِ أمي ..







وتكبر فيَّ الطفولةُ

يوماً على صدر يومِ

و أعشق عمري لأني

إذا متُّ

أخجل من دمع أمي !







خذيني .. إذا عدتُ يوماً

وشاحاً لهدبكْ

وغطي عظامي بعشبٍ

تعمَّد من طهر كعبكْ

وشدِّي وثاقي..

بخصلة شعرٍ ..

بخيطٍ يلوِّح في ذيل ثوبك..

عساني أصيرُ إلهًا



إلهًا أصير ..



إذا ما لمستُ قرارة قلبك !









ضعيني إذا مارجعتُ

وقودا بتنور ناركْ

وحبل غسيل على سطح داركْ

لأني فقدت الوقوف

بدون صلاةِ نهاركْ







هرمتُ فردّي نجوم الطفولة

حتى اشاركْ

صغار العصافير ..

درب الرجوع ..

لعُشِّ إنتظارك !!

ولكن اسيرنا سيعود وستعود البمسة الى شفاهه دون ان تعود امه

رباه الشكوى لغيرك مذلة ...

وصبراً وبالله المستعان

**للتاريخ ((اسيرنا استاذ بجامعةعدن تهمته كتابة تقارير مدعم بالوثائق عن عمليات نهب البترول في الجنوب وتقاسم ابار النفط بين اساطين الاحتلال..))

[نازح الجنوب]

اقتباس   المشاركة الأصلية كتبت بواسطة فتحي بن لزرق الاهداء الى الاستاذ بجامعة عدن د. حسين مثنى العاقل قليلة هي المواقف في حياتنا التي تهزنا بقوة، تثير كل مكامن الروح فيناوربما ان ذهبنا الى الانتحاب لوجدنا النفس تمارسه بكل قوة ،في جنوبنا الغالي صارت القاعدة معكوسة وصارت المواقف والمشاهد التي تبكينا كثيرة وتؤلمنا اكثر وتجبرنا على ان نجتر الالم وان نقول لانفسنا "صبراً وبالله المستعان... ولاشيء غير فاطر السموات يمكن لنا ان نوكل اليه امرنا.. *كثيرة هي المرات التي وجدت فيها ادمعي تغار مقلي منذ انطلاق ثورة الجنوب الثانية كانت احداها حينما قُتل الطفل عبد الحكيم الحريري " بكيت وانا اقلب احد دفاتره المدرسية وصورة شخصية كتب على ظهرها عبارات تتصل باحلامه ... *بكيت ايضاً حينما شاهدت والدة الشهيد منصورالمارمي في حالة اغماء تنادي على ابنائها الذي ازهقت روحه رصاص قوات الاحتلال في 21-مايو من هذا العام وسقطت الدموع لان "منصور" لن يعود البته والامر ان القتلة سيمرون بسلام ... *في الجنوب قدر لنا ان نستجر الحزن خلف الحزن دونما ذنب البارحة وجدت ذات الادمع تغادر ذات المقل فالالم واحد والعذاب واحد والسبب كان هو اتصال هاتفي من احدى قرى الشعيب يقول لي فيه _ فتحي والدة الدكتور حسين العاقل ماتت!! ويذهب الصوت وابقى وحيداً تغادرني الذاكرة والخيال الى مدينة الظلم "صنعاء" هناك حيث تزج صنعاء ببطلنا خلف قضبان موحشة منذ شهور.. لم اتخيل شيء سوى تخيلي للدكتور وهو يتلقى خبر وفاة امه التي صارعت المرض منذ ان حط به الظالمون الرحال في سجون صنعاء... * كنا في رمضان حينما زرت والدة د. العاقل بمستشفى البريهي وكانت في حال سيئة بالعناية المركزة ورغم سوء وضعها الا انها كانت تهذي ولا تطلب الارؤية ولدها حسين فلذة كبدها لكن احد ما لم يستجب لطلبهاولم يعرها اهتمام وزاد سقمها ومعه زاد حنينها الى رؤية اخرية لابنها ولكن دون جدوى غادرت حياتنا الفانيةدون ان تراه.. *لايشعر الظالمون بفداحة الالم الذي يتسببون فيه لكل من يظلمونهم ،ربما انكب بطلنا باكيا بعد ان تلى على مسامعه خبر رحيل والدته الكريمة لكن ياترى هل احس الظالمون بمدى فداحة هذا الالم ... *عذراً دكتورنا العزيز عذراً اماه كلنا في الهم "جنوب" كلنا سواسية وهذه صنعاء الظالمة لم ينلنا منها الا كل سوء وعذاب ولم نرى منها الا مظالم كقطع الليل فلا نرجوا منها شيء... *شهور طويلة كغيره من المئات من ابناء الجنوب يقبع دكتورنا في سجن لاتهمة حقيقية لا محاكمة ولا شيء سوى جدارن وباب حديد وقسوة سجان... ربما ان بطلنا يردد هذه اللحظة ومعه نردد أحنُ إلى خبز أمي وقهوةِ أمي ولمسةِ أمي .. وتكبر فيَّ الطفولةُ يوماً على صدر يومِ و أعشق عمري لأني إذا متُّ أخجل من دمع أمي ! خذيني .. إذا عدتُ يوماً وشاحاً لهدبكْ وغطي عظامي بعشبٍ تعمَّد من طهر كعبكْ وشدِّي وثاقي.. بخصلة شعرٍ .. بخيطٍ يلوِّح في ذيل ثوبك.. عساني أصيرُ إلهًا إلهًا أصير .. إذا ما لمستُ قرارة قلبك ! ضعيني إذا مارجعتُ وقودا بتنور ناركْ وحبل غسيل على سطح داركْ لأني فقدت الوقوف بدون صلاةِ نهاركْ هرمتُ فردّي نجوم الطفولة حتى اشاركْ صغار العصافير .. درب الرجوع .. لعُشِّ إنتظارك !! ولكن اسيرنا سيعود وستعود البمسة الى شفاهه دون ان تعود امه رباه الشكوى لغيرك مذلة ... وصبراً وبالله المستعان **للتاريخ ((اسيرنا استاذ بجامعةعدن تهمته كتابة تقارير مدعم بالوثائق عن عمليات نهب البترول في الجنوب وتقاسم ابار النفط بين اساطين الاحتلال..))

سلمت يداك .. وهذا ثمن غالي يدفعه الشرفاء في الداخل

رحمة الله على الشهيدة والدة المعتقل في سجون الاحتلال الدكتور حسين مثنى العاقل ويلهم ذويها وأبنها الصبر والسلوان .. وإنا لله وإنا اليه راجعون