القرآن الكريم - الرئيسية - الناشر - دستور المنتدى - صبر للدراسات - صبر نيوز - صبرالقديم - صبرفي اليوتيوب - سجل الزوار - من نحن - الاتصال بنا - دليل المواقع - قناة عدن
عاجل |
الجزيرة مباشر | الجزيرة | العربية | روسيا اليوم | بي بي سي | الحرة | فرانس 24 | المياديين | العالم | سكاي نيوز | عدن لايف |
آخر المواضيع |
|
#1
|
|||
|
|||
ن تكون جنوبيــاً
أن تكون جنوبيــاً
بقلم : وجدي الشعبي السياسي برس / 09 ديسمبر 2009 قراءة في واقع الجنوب العربي من عام 1967م إلى اليوم أخي الجنوبي ما كذبوا حينما قالوا : إن التاريخ يعيد نفسه , ما الذي نراه اليوم ؟ إننا نرى تخبطاً من الكبار لا من الصغار, من الخاصة لا من العامة. لقد وحد الشارع الجنوبي الظلم , ورأيناه يخرج في صفوف منتظمة تنادي بإزالة الظلم , وتبديد الهيمنة , وتكسير عصا الطاعة, وترفع أعلام دولة الجنوب غير خائفة ولا آبهة , رافضة المستعمر , كاشفة أقنعة ممزقة صورة. فما إن ظهر الكبار – وحاشا الله أن يكونوا كباراً - حتى رأينا الشارع ينقسم , والجماهير تتقهقر , والمحتل يتبختر ’ فما الذي حصل؟ يا أبناء الجنوب : إن أعظم الشعوب من قرأ تاريخه , وأفاد من ماضية , وتجنب تكرير مآسيه , فهل عدتم إلى الماضي؟ هل قرأتم صفحات من تاريخ ما بعد الثورة؟ هل عرفتم لماذا نسينا حقبة الاستعمار الإنجليزي ولم ننسى حقبة ما بعد الثورة إلى اليوم ؟ لماذا ؟ أتدرون لماذا ؟ أجل لأن شهداء الثورة الذين قتلهم الإنجليز من أرض الجنوب قاطبة , لا يساوون شهداء قرية واحدة من قرى الجنوب ممن قتلوا على أيدي إخوانهم الذين حكموا بعد رحيل الإنجليز !, أتدرون ما الذي فعلوه في شعب الجنوب حكام ما بعد الثورة ؟ أجل نورد شيئاً من الإجابة على سبيل المثال لا الحصر , لقد سلبوا الهوية , لكن قبلها قتلوا في كل جنوبي تلك الروح الأبية , لقد جعلوا من الفضيلة تخلفاً ومن الرذيلة تقدماً , أنكروا على الجنوبي دينه , ومنعوا عليه قراءة تراثه , ودمروا كل دعائم ثقافته , ما الذي بقي له بعد ذلك ؟ بقي أن ابتاعوه في سوق النخاسة تحت زعم الوحدة "القومجية" , واستعادة ما سقط من الوحل من النظرية الشرقية. ومع ما عاناه هذا الجنوبي من سلب للهوية , وبيع تراثه والثقافة ثم إيراده في سوق المهانة والنخاسة , حاول النهوض من عثرته والتعويض لما حصل له في أثناء كبوته , وتذكر شهامته وأصول عروبته , فقال الإسلام يجب ما قبله , وعفى الله عما سلف. ورفع الجنوبي صوته عالياً أن هبوا يا أبناء الجنوب لنصرة قضيتكم وتحرير أرضكم , فا ستجاب شعب الجنوب , وتشابكت الأيادي , وتزاحمت الصفوف , وارتفعت الهامات , فما إن تزلزلت عروش المستعمر الجديد , وبدأت تنهار قواه , حتى ظهرت تلك القوى المأزومة , التي لم تستفد من ماضي , ولم تقرأ في حاضر , بل ظهرت وبدون حياء بتلك الأثواب البالية نفسها , وتلك العقول المجمدة المريضة ذاتها , إنه التاريخ يعيد نفسه ولا ريب..! ما زالوا بتلك الأشكال المقززة , والروائح النتنة , كأنهم ليسوا في هذا الكوكب يعيشون مع بقية البشر , هم أنفسهم بتلك الرؤيا العتيقة , كأنهم لم يلتفتوا يوماً إلى خلفهم , ولم يوجهوا ناظرهم لحظة إلى أمامهم. فبدلا من أن يقفوا لبرهة أمام ماضيهم المخجل , ويعتذروا لهذا الشعب الأبي , ويقبلوا أقدامه لعفوه عنهم , عادوا وبتلك الدناءة والانحطاط يتساومون على قضية هذا الشعب مع المحتل الجديد , ويبحثون عن ثمن زهيد كي يوثقوا العقد ويؤكدوا البيعة , من دون حياء يردعهم أو وازع ضمير. لكن شعب الجنوب بالمرصاد , يقول لهم إن شئتم الالتحاق بصفوف المقاومة والتحرير , فأهلاً وسهلاً بكم لكم ما لنا وعليكم ما علينا , وإن كنتم عدتم لبيع الجنوب الأرض والإنسان , والمساومة على قضاياه المصيرية , فهيهات هيهات لما تفكرون فشعب الجنوب استوعب الدرس جيداً , وأدرك ما يحاك حوله وله , فبئس الشعب شعب الجنوب , إن قبل الوقوع في المصيدة مرة أخرى وبئس الشعب إن خُدع بعد اليوم أو ضحك عليه. أيها الكبار وحاشا الله أن تكونوا كباراً , أغاضكم من شعب الجنوب أن رفع أعلام الجنوب خفاقة , أم غاضكم من الجنوب أن قال برع برع يا ستعمار , أم غاضكم أن قال لا للأدعياء والأوصياء على الجنوب بعد اليوم!! ما الذي جعلكم تفضلون إجهاض القضية الجنوبية بدلاً من أن تنصروها ؟ ألأنكم لستم رجال المرحلة أم أنكم ما عدتم تستطيعون العيش في غير تآمر على هذا الشعب الوفي ؟ إن شعب الجنوب لم يعد اليوم بحاجة إلى عقول بليدة , لم يعد بحاجة إلى نفوس مريضة , لم يعد بحاجة إلى جماعات معتوهة !! إن شعب الجنوب اليوم في أمس الحاجة إلى رجال عظماء فطروا على البناء والتنمية , معدنهم كريم , لا يعرفون أوحال الهدم والتآمر , إن شعب الجنوب اليوم بحاجة إلى عظماء لم يتربوا على الكذب والوهم , لم يشربوا من كأسات الشعارات الفارغة والمزايدات , إنهم في أمس الحاجة إلى من يعيد إليهم الأمل , من يصدقهم المعاملة ويبادلهم الوفاء , من يعيد لهم الهوية , من يرويهم من ثقافة ماضي أجدادهم "الأقحاح" ويعوضهم من ترف الحاضر , ويؤسس لمستقبلهم المجهول. إن شعب الجنوب يقول لكم أيها المعتوهون " المؤمن لا يلدغ من جحر واحد مرتين" فلم يعد هذا الشعب جاهلاً بما يجري اليوم , إنه على وعي كامل بما يدور في الساحة. فتوبوا إلى الله قبل الندم. فبعد هذا الخطاب إذا بقيتم على ما أنتم عليه , ليس لنا إلاَ أن نقول , صدق الشاعر العربي إذ قال: "من يهن يسهل الهوان عليه** ما لجرحٍ بميتٍ إيلامُ" اللهم إن شعب الجنوب قد بلغ اللهم فاشهد |
«
الموضوع السابق
|
الموضوع التالي
»
|
|
الساعة الآن 11:54 AM.