رساله من الرئيس البيض الى الأتحاد الأوربي ..!

[شاهين الجنوب]

رساله من الرئيس علي سالم البيض لرئيس الدوره الحاليه
للاتحاد الأوربي السيد هيرمان فان رومباي


تم هذا اليوم 11 من يناير تسليم رساله من السيد الرئيس علي سالم البيض موجهه الى رئيس الاتحاد الاوربي السيد هيرمان فان رومباي. وقد قام بتسليمها الاخوان خالد باحسن وجلال عمر الى مقر الاتحاد الاوربي في العاصه البلجيكيه بروكسل.
وتاتي هذه الرساله ضمن عدد من الرسائل التي يقوم الرئيس البيض بتوجيهها الى عدد من القيادات العالميه للتوضيح عن قضية الجنوب والانتهاكات ضد ابناءه, علاوة على ماتعانيه المنطقة من فوضى وعدم استقرار يتحمل نظام صنعاء المسئوليه الكامله عنها.
وفي سياغ رسالته هذه خاطب الرئيس علي سالم البيض الاتحاد الاوربي بما يلي:

بالنيابة عن الشعب في جنوب اليمن, أود ان اعبر عن امتناني العميق لاهتماماتكم الشخصيه بالتطورات الاخيره في المنطقه. ولقد كنتم بلاشك على علم بالوضع في جنوب اليمن, حيث ان الناس هناك يواجهون قمع وتهميش منهجي من قبل نظام صنعاء لم يسبق له مثيل منذٌ انتهاء الحرب في يوليو 1994.
لقد كان من الواضح انه منذٌ اعلان الوحده بين نظامي جمهورية اليمن الديمقراطيه والجمهوريه العربيه اليمنيه لم يعمل نظام صنعاء الفوضوي على ماتم الاتفاق عليه في اقامة الدوله المدنيه الحديثه, حيث سيادة القانون والديمقراطيه والمواطنه المتساويه وعلى حماية مصالحها. لكن لسؤ الحظ باتت الامور عكس ذلك. وانها لحقيقه راسخه بأن نظام صنعاء قد افسد الحياه السياسيه ونهب الموارد الوطنيه وقام بتعزيز دوره باستخدام الجماعات الارهابيه. وبذلك فأن هذا النظام قد نجح على البقاء في السلطه, في حين تصل البلاد الى حافة الانهيار.
أن جميع المؤشرات توحي بأن نظام صنعاء لم يتعلم الدرس من مغامراته السابقه. فأنه وبكل سخريه لايبالي بازمات بلاده, بل انه
استغل الاهتمام الدولي وبتاييده في الحرب ضد الارهاب بينما يتجاهل الاوضاع المتدهوره والقضايا الداخليه. وقد استغل نظام صنعاء ذلك بتوجيه قواته العسكريه صوب الجنوب بذريعة محاربة الارهاب بينما الحقيقه هي في ضرب الحراك السلمي الذي يطالب بتقرير مصير شعب الجنوب.
لقد شهدت الاسابيع الاخيره عدد من التطورات الخطيره في جنوب اليمن, والتي تتطلب التنبه من المجتمع الدولي, حيث القيام بالضربات الجويه على منطقة المعجله بمحافظة ابين بجنوب اليمن في 17 من ديسمبر 2009, وماتم في عدن من اعتداء على صحيفة الايام , حيث الاستخدام المفرط للقوه ( استخدام قذائف الآر بي جي والقنابل) ضد مقر الصحيفه ومنزل ناشريها, وانتهت باعتقال العديد منهم, كما تسببت في سقوط عدد من الضحاياء.

ونظرا لخطورة هذا الوضع فأننا نود الاشاره الى المسائل التاليه:

1- أن شعبنا في الجنوب قد عانى الكثير وفقد الكثير من ابناءه كضحايا للارهاب. فاكثر من مئه شخص في الجنوب اما قتلى اوجرحى برصاص هذه الجماعات الارهابيه المدعومه من قبل نظام صنعاء خلال الفتره الانتقاليه للوحده. وان بعض اولئك الذين نفذوا هذه الاعمال الارهابيه الجبانه من هم مدرجين ضمن القائمه الدوليه للارهاب, ومنهم المجموعه الارهابيه التي قامت بنسف المدمره الاميركبه كول في ميناء عدن في اكتوبر عام 2000. ومن اسمائهم: جمال النهدي, علي سنان الحارثي وجمال البدوي. ونحن بدورنا قد حذرنا المجتمع الدولي في ذلك الوقت عن مدى خطورة تلك الجماعات, ولكن نظام صنعاء لم يأبه بذلك بل وفر لها الدعم والحمايه ودون الحيلوله في تقديمهم للعداله.
2 - نجدد الادانه والاستنكار والرفض ضد تنظيم القاعدة الارهابي. وندعوا المجتمع الدولي الى التمييز بين النضال الوطني العادل للشعب في الجنوب من اجل تحقيق مطالبهم
المشروعه في تقرير المصير, واعمال التخريب التي عاده مايتم القيام بها من قبل زمره منحرفه. وان تلك الجماعات الارهابيه حتى وقت قريب كانت حليفاً لنظام صنعاء وضد شعب الجنوب والبلدان المجاوره, وضد المصالح الغرييه. لذا فاننا نطلب وبكل الحاح عدم ربط حراكنا السلمي مع مايجرى من حرب ضد الارهاب.
3- نعلن ان الحراك الجنوبي هو حراك سلمي, وشعب الجنوب يقف موحدا خلفه, حيث يعلن رفضه لكل الاعمال الارهابيه لتنظيم القاعده. واننا سوف نستخدم كل الوسائل في عزلهم وطردهم من اراضينا, ولن نسمح لاحد باستخدام بلدنا كقاعده لاعمال التخريب والارهاب والعنف. وفضلا عن ذلك فأننا نضم صوتنا الى صوت القوى الاقليميه والدوليه في احكام قبضتنا الحديديه ضد كل من تسول له نفسه في سفك دم الابرياء , وتعكير صفو الاستقرار الاقليمي والامن الدولي.
4- نحث بقوه المجتمع الدولي الى اتباع صوت العقل في معالجة المشاكل التي تواجه بلدنا. فالقوه العسكريه لايمكن وحدها تقوم بالقضاء على الارهاب. واننا نرى بأن الحل الفعلي لهذه المشاكل يبدا من خلال مواجهة تحليل المشاكل السياسيه التي حولت بعض المناطق الى بؤر للارهاب. وان المشاكل قد بدات بسبب الاستبداد الذي يمارسه نظام الحكم في صنعاء وذلك من خلال التحكم بمصير ومقدرات الامه, الى جانب التهميش والاقصاء ولاسيماء الممثلين الشرعيين في الجنوب, الذين وقعوا على اتفاقية الوحده طوعا في مايو 1990. ونعتقد ان الحل المتبادل يبداء من اعتراف المجتمع الدولي بقضية الجنوب, والعمل بشكل جماعي لحلها, حتى نستطيع الانضمام الى كل الاصوت التي تدعو الى تمثيل الجنوبيين في مؤتمر لندن, الذي دعى اليه رئيس الوزراء البريطاني جوردن برون, وذلك في نهاية يناير 2010, على اساس التمثيل على قدم المساواه مع الاطراف الاخرى, باعتبار ذلك عمل مشروعا في تمثيل الجنوب. وان تمثيل الجنوبيين في مؤتمر لندن لن يشكل الاعتراف بشرعية وعدالة قضيتهم, بل سيفتح عهدا جديدا بين الجنوب والمجتمع الدولي, وسوف يكون الجنوبيون ملتزمون بمعالجة مشاكلهم الخاصه. وان ذلك سيجعلهم قادرين على منع أن تصبح الجنوب بؤره للارهاب او نقطة انطلاق لتنظيم القاعده.
5- نؤكد لكم بأننا مع الانضمام للحمله الدوليه في مكافحة الارهاب, والوقوف بحزم في تجفيف منابعه اينما كانت. واننا اذ نعول على المجتمع الدولي في التفهم لقضيتنا والاعتراف بها, باعتبار ذلك هو المفتاح في استقرار المنطقه والقضاء على مصادر الارهاب.

اننا نتطلع الى اتاحة الفرصه لنا في مناقشة هذه المسائل مع ممثليكم.



الرئيس علي سالم البيض