القرآن الكريم - الرئيسية - الناشر - دستور المنتدى - صبر للدراسات - صبر نيوز - صبرالقديم - صبرفي اليوتيوب - سجل الزوار - من نحن - الاتصال بنا - دليل المواقع - قناة عدن
عاجل |
الجزيرة مباشر | الجزيرة | العربية | روسيا اليوم | بي بي سي | الحرة | فرانس 24 | المياديين | العالم | سكاي نيوز | عدن لايف |
آخر المواضيع |
#1
|
|||
|
|||
اسامه الرنتيسي : جُنّت عدن
جُنّت عدن
أسامة الرنتيسي كل المعلومات القادمة من عدن، عاصمة اليمن الجنوبي سابقا، والمدينة الثانية ليمن الوحدة، تؤشر إلى أن الحراك الشعبي (وليس فقط الحراك الجنوبي) يسيطر على نصف ملامح الحياة في عدن، وعلى كل مدن الجنوب. في عدن تظاهرات يومية وعصيان مدني يشل الحياة في كل المرافق، حتى بات الجميع ينتظر الأيام المقبلة الحبلى بالمفاجآت، ولا أحد يدري إلى أين ستكون النهاية، بعد أن سقط العمر الافتراضي لوحدة الشطرين المتّحدين في العام 1990، لتكون أول حالة لوحدة اندماجية بين دولتين عربيتين بعد تفكك الوحدة المصرية- السورية في العام 1961، وثاني تجربة وحدوية عربية بعد دولة الإمارات التي أنجزت وحدتها في مطلع سبعينيات القرن الماضي. تسمع وجع الجنوبيين من أصدقاء لم تحفر بذور الفتنة في داخلهم بعد، لكنهم غير راضين عمّا آلت إليه الأوضاع، وكانوا يحلمون بيمن سعيد يترجم أحلام الوحدة بشفافية بين الشطرين. لكن منذ سنواتها الأولى، واجهت الوحدة اليمنية تحديات ومخاطر عدة. حيث لم تتمكن السلطة في صنعاء من دمج جيشي الشطرين الشمالي والجنوبي. ويتركز حديث الجنوبيين عن فساد ينخر في بنيان مؤسسات الدولة اليمنية، وعن سلوك غير وحدوي تمارسه السلطات اليمنية، كما أن نظرية الفرع والأصل، والشمالي المنتصر والجنوبي المندحر، وقوانين تنفذ في عدن، وأخرى تعطل في صنعاء، لاتزال تسيطر على عقلية صنّاع القرار في اليمن الموحد. عندما جاءت الوحدة صفّق لها الجميع، كما صفّق لها بحماس أكثر أبناء عدن، لكن الوحدة التي بدأت بحزبي المؤتمر الشعبي العام (التنظيم السياسي الوحيد في الشطر الشمالي قبل الوحدة) والاشتراكي (الحزب الواحد في الشطر الجنوبي قبل الوحدة)، سمحت بعد ذلك بتكوين الأحزاب بصفة عامة، فنشأت أحزاب عديدة؛ كان أهمها وأكثرها فاعلية حزب الإصلاح ذو التوجهات الدينية الواضحة، ومع أول انتخابات برلمانية تعددية أُجريت في اليمن العام 1993 برز حزب الإصلاح ككتلة ثانية من حيث الأهمية النسبية في الساحة السياسية اليمنية، وأصبح واضحاً أنه من الممكن الاستغناء عن الحزب الاشتراكي في أي صيغة ائتلافية حاكمة، وهذا ما حدث، ففقد الجنوبيون الناظم الحقيقي لحياتهم. ثمة مؤشرات تكشف عن أن هذه الأزمة تزداد خطورة يوماً بعد يوم؛ أولها وأهمها: التواصل الزمني لحركات الاحتجاج، وثانيها: ما يشير إلى اتجاه حركات الاحتجاج نحو العنف، والثالث: أن الشعارات المعادية للوحدة والمطالبة بالانفصال وعودة دولة مستقلة في الجنوب باتت أكثر تواتراً من ذي قبل، وأكثر قسوة في وصفها السلطة المركزية بسلطة الاحتلال. من ينكر أزمة الوحدة اليمنية الآن فهو كالنعامة التي تضع رأسها في الأرض حتى لا يراها أحد. في اليمن الآن تطورات كبيرة، وقعت خلال العام الماضي ولاتزال تتفاعل، وبغضّ النظر عن أن الحكم على موقف الشعب اليمني في الجنوب من الوحدة يبدو مفتقداً لأي استطلاعات دقيقة للرأي العام، فإن من الواضح أن هناك فئة باتت معارضة للوحدة تحت قيادة الحراك الجنوبي السلمي. لا ندري إن كانت الوحدة اليمنية مازالت قادرة على مواجهة التحديات الراهنة، غير أن استمرار تجاهل هذه التحديات أو مواجهتها بنهج خاطئ يمكن أن تكون له عواقب وخيمة، وفي المحصلة لا يمكن أن يُجر الناس إلى الجنة بالسلاسل، بل بالتفاهم والإقناع. يدي على قلبي، على وحدة اليمنيين، لكن عدن تعرف طرق الجنة، وتعرف أكثر من غيرها، متى يقال «لقد جُنّت عدن». أوان |
«
الموضوع السابق
|
الموضوع التالي
»
|
|
الساعة الآن 07:04 PM.