الحزب الاشتراكي من الشيوعيه الى الشيعيه..لهذا نصر على فك ارتباط جنوبه عن شماله‏

[ابوشهد]

الداعية نبيل العوذلي : -






خليج عدن خاص :

بسم الله الرحمن الرحيم



الدفاع الذي تقوم به صحف يمنية ذات صبغة رسمية اليوم كصحيفة اخبار اليوم والشموع وصحف اخرى حتى صحيفة الصحوة التابعة لحزب الاصلاح عن الحزب الاشتراكي لاتحملنا كثيرا على الاستغراب ....في ظل معرفتنا بعمق الاتصال الثقافي لهؤلاء بثقافة العهد القديم التوراتية والتي يظهر انعكاسها على قراءتهم للواقع..ولكن المستغرب ان ينظم حزب التجمع اليمني للاصلاح زيارة للمنظر الاشتراكي ياسين سعيد نعمان زيارة لمقره في منطقة حي الثورة-القلوعة- ليلقي محاضرة للشباب الاصلاحي قبل اسبوعين ...هذا الدفاع يبعث على الانتباه والحذر من ان الحزب الاشتراكي اليمني بصورته الحالية لم يعد ممثلا حقيقيا لطموحات الجنوبيين



المسألة تمتد بدايتها الى الورقة التي قدمها ياسين سعيد نعمان ونشرتها صحيفة الثوري واوصى خلالها الى ضرورة الولوج في الحراك الجنوبي كضمان لقطع الطريق على اجندة مشروع تآمري قديم طالما وكما يقول ان القيادة السابقة للحزب الاشتراكي اليمني لفظته وقدمت التضحيات لافشاله وهوما يلزم من لوازم كلامه على ان القتل والتشريد والتطريد لاناس معينين طالما افرزت الصراعات السابقة نفيهم الى خارج الجنوب هو م عنده من قبيل النضال الوطني ضد هذا المشروع الاستعماري القديم الذي هو بشفافية- الجنوب العربي



ونحن نرى ان اليمنيين عامة باعتبار اقليم اليمن المتعارف عليه عند العرب وهو ما ما تيامن من الكعبة مثل اقليم الشام الذي فيه اليوم سوريا وفلسطين ولبنان والاردن ...هذا الاقليم –أي اقليم اليمن- قد تأثرت بعض الاماكن فيه بثقافة العهد القديم التوراتية ...لانه قبل مجيء الاسلام كان وكما قال النبي صلى الله عليه وسلم لمعاذ رضي الله عنه –انك ستقدم على قوم اهل كتاب-وهم اهل اليمن-فانقسم اقليم اليمن امام هذا القادم الجديد -الدين الجديد والكتاب الجديد والنبي الجديد-الى قسم انسلخ من ثقافة العهد القديم وعمل بثقافة العهد الجديد-الاسلام والقران- وقسم جمع بين ثقافة العهد القديم وثقافة العهد الجديد- وقسم ظل على ثقافة العهد القديم ...ولعل في ترجمة الشيخ حمد محمد الجاسر رحمه الله عن الهمداني لما اومأ رحمه الله الى ان اسم يعقوب ويوسف في نسب الهمداني رحمه الله وتكنيه بابن الحائك كما جاء عند طبقات الزيدية بانه حائك من حيكة ريدة ووصيته رحمه الله بان يقبر في ريدة البلدة التي يسكن فيها اليهود ما يكشف عن اوجه الاتصال بين ثقافة العهد القديم عند كثير من اليمنيين ليس فقط معنويا بل ايضا ماديا –نسبا ونفسا-وهو ما يبين لنا كيف انه قد صار لاقليم اليمن اماكن معينه يغلب عليها هذا الاتصال الحسي والمعنوي واماكن يضعف فيها هذا الاتصال حسيا ومعنويا ....وهو مايكشف عن اماكن يزداد فيها الصفاء الثقافي العربي واماكن يزداد فيها الصفاء الثقافي الاعجمي وهذه حقيقة لايستطيع احد انكارها ...ولكن المشكلة التي قد يقع فيها البعض هو حصر هذا الصفاء على جزء معين في الجنوب دون الشمال او في جزء معين من الشمال دون الجنوب ...وامام هذه النسب من التفاسير التاريخية لكل فريق بحيث يبرز نفسه على انه الاصل والاخر الفرع فندخل في دوامة الخلاف حول تلك النسبه من الاجتهاد في تفسير التاريخ يخرجنا عن جوهر قضيتنا وخلافنا مع اخوة الشمال والمنحصرة في انه قد كان هناك شيء اسمه جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية وشيء اسمه الجمهورية العربية اليمنية ودخلتا في اتفاق وحدوي ضمن شروط ..صار هناك خلاف وحرب على هذا الاتفاق في بداية التسعينات يحق لهذا الجزء المسمى بجمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية المطالبة باستعادة كيانها لان هذه الوحدة لم تكن اصلا متقررة منذ مئات السنين كون الانجليز عاش اكثر من مائة وثلاثين عاما والشمال شمال والجنوب جنوب ولما دخل الانجليزكانت السلطنات الفضلية لاكثر منذ القرن السابع عشر والعبدلية والعوذليه والقعيطيه والكثيرية ...الخ فالوحدة بالتالي لم تكن اصلية منذ الامامة الزيدية التي تزيد عن خمسمائة عام..

التوغل الشيعي في الحزب الاشتراكي اليوم بات واضحا ....فالمنافحة التي يقوم بها اعضاء الحزب الاشتراكي عن قضية الحوثيين واعتبارها جزء من نضال الحزب الاشتراكي اليمني يكشف عن اوجه تقارب بين الشيوعية والشيعيه قد لاحظه العديد من الكتاب والمفكرين ..

القرامطه ...المزدكيون ....الماركسيون...هناك اوجه اتصال لحلقات تربط بين الشيعيه والشيوعيه ....فعلي بن الفضل الثوري ينسبه الشماليون الى بلاد جيشان في العود من اسرة شيعية ذهب الى الكوفه...والماركسيون يعتبرون ان ثورته عنوان لاول ثورة اشتراكيه ...وقد بين الهمداني في كتابه صفة جزيرة العرب كيف لدى حديثه عن جيشان العود قائلا رحمه الله-ومن جيشان كان مخرج القرامطة ومن الجند-وهؤلاء يرون بالدورة التجديدية للتاريخ كما في التفسير المادي للتاريخ ويرون بعودة المجدد والملهم والحكيم ..وما تعظيمهم لعبدالفتاح اسماعيل واليوم لجار الله عمر سوى ايمانا بان هؤلاء رموز التجديد للحكمة والفلسفة ..لانهم يرون ان القيادة تكون من الشمال كالمهاجرين بينما يكون الجنوب محل الانصار الذين سينصرونهم لغزو الجزيربة العربية بحسب قراءاتهم النبوءاتيه للتاريخ ..

امام هذا الواقع الحقيقي لهذا التوغل الحاصل في الحزب الاشتراكي ثقافيا وعنصريا نطالب من اخواننا الاشتراكيين الجنوبيين التبرؤمن حزب الشمال الاشتراكي واعلان فك الارتباط تجردا للقضية الجنوبية وسوف يغنيهم الله تعالى من فضله في حالة احتجاجهم بان الحكومة تسلمهم ما يربوا من اربعين مليون ريال يمني سنويا وحوالي سبعه مليون كايجار لمقر الحزب بخور مكسر الذي صار اليوم جزء من جامعة عدن ...لان التجرد للقضية مهم جدا ومقدم على هذه الحجج التي يتعذرون بها





* نائب رئيس الهيئة الشرعيه للحراك الجنوبي السلمي