((( جمهورية الضالع العظمى )))

[بوعمر]

جمهورية الضالع العظمى








مقدمة
لعمرك ما ضاقت بلاد بأهلها *** لكن أحلام الرجال تضيق









من خلال متابعاتي إبان حادثة سحب جهاز البث الخاص بقناة الجزيرة الفضائية في شهر مارس المنصرم ن كان موقع ( الضالع بوابة الجنوب ) هو أكثر المواقع الجنوبية العربية متابعة للحادثة ، فباسم الحرية ، واحترام الرأي والرأي الآخر ، وتحت سقف الديمقراطية وغيرها من التوصيفات أخذ ذلكم الموقع في تكريس مفاهيم الحريات ، وتابع الأعضاء في ذلكم المنتدى التواصل والتأييد لقناة الجزيرة في حالة تضامن أكاد أجزم أن لا أحد من المواقع الجنوبية العربية أو اليمنية عموماً تابعت الحادثة كما تابعها أؤلئكم ...

وحتى أني أتذكر أن أحدهم أرسل برسالة خاصة عبر موقعهم يحثنا بالتواصل مع الإعلامي /علي الظفيري والذي أهتم بالشأن اليمني من خلال هذه الحادثة ، ومع ذلك الاهتمام لم نكن يوماً نتصور بأن هذا الموقع تحديداً ( الضالع بوابة الجنوب ) أنه قادر على تحقيق مفاهيم الحرية واحترام الرأي ، وأنما حادثة الجزيرة الفضائية كانت مجرد موجة انتهزها القوم لعلها توصل لهم صوتاً ، ولعل رئيس نظام صنعاء يخشى من تضامنهم مع الجزيرة الفضائية فيعيد الجهاز إلى القناة ، ويرسل المراسلين إلى الثالوث ( العابث ) ليتابع الأحداث الجسام هناك ...

واحدة من معضلات الجنوب العربي اليوم هي أن بعضاً من العابثين يعتقدون بقدرتهم على استعادة أدوارهم السابقة ، سواء أكانت في إطار الحزبية ، أو غيرها من الأطر ، متناسين ومتجاهلين أن جيل القرن الحادي والعشرين ليس هو ذلكم الجيل الذي تابع التآمر على مشروع " الجنوب العربي " في العام 1963م ، فالزمن ليس هو ذلك الزمن ، والعقول ليست تلكم العقول ...

الحرية هي واحدة من مقاصد الحراك السلمي ، الحرية هي تعبير بشري فطري يوم تحالفنا معه لم نكن نحرص على مسألة تضاهي الحرية ، الحرية هي الخلاص من الاحتلال اليمني الجاثم على بلادنا ، والحرية هي في قدرة الشعب الجنوبي العربي والحضرمي في تصحيح التاريخ على أرضه وتحت سمائه ، مقصد الحرية هو سمو يتجاوز ترهات ، ويتجاوز عديد من الأفكار المحنطة ...

لن أستعين بمقارنة قد يتم تأويلها على غير ما تحتمل ، موقع ( منتديات صوت الجنوب العربي للحوار ) موقع خرج في العام 2005م على ما أتذكر ، وبرغم السنوات الطوال التي عرفناه فيها أصبح اليوم ساحة فكرية يفتخر كل جنوبي عربي بالانتماء إليها ، والحرص على متابعة ما يستجد على ساحتها السياسية ليس من أخبار ومتابعات وتخمينات بل من مقالات ودراسات وأبحاث يضعها النخبة الفكرية في هذا الجنوب العربي ، هذه حقيقة مجردة حاضرة في العام 2010م ، ولم تكن قطعاً موجودة في بدايات الموقع ...

قبل أشهر فوجئت بأحدهم يوجه نقداً لاذعاً إلى إدارة موقع ( منديات صوت الجنوب العربي للحوار ) ، وجاء أحد المشرفين وثبت ذلكم النقد ، وبرغم ما فيه من تجريح صريح إلا أن التداول حول حيثيات المضمون كان جاداً ، وأتذكر واحدة من مداخلات المشرفين كانت تعترف بكثير من المضامين ، ولم تكن تلكم الحالة غير حالة صحية تعكس المدى الذي لابد وأن يتحقق في تنمية الإنسان الجنوبي العربي ...

لم يتبدل في عقلية أؤلئك المستأثرين بكل شيء ، الشجاعة ، القوة ، الكرم ، الشهامة ، الأخلاص ، كل الخصال الحميدة فيهم ، وفينا الخيانة ، والعمالة ، والانهزامية ، والأجمل الدعوة إلى المناطقية ، هم في كفة ونحن جميعاً في كفة أخرى ، ولا شيء تبدل فيهم فهم يعاملون الآخرين من خلال عقليتهم ، فهم عسكر ، يفكرون بعقلية العساكر ، والعساكر لا يعرفون غير تنفيذ الأوامر ، هذه طبيعتهم وسلوكهم وما تبدل شيء ...

نعم ندعو إلى قيام ( دولة حضرموت ) على تراب حضرموت ، هذه دعوة الحضارم جيل يعقب جيل ، حتى في مفهوم الجنوب العربي سياسياً لم تكن حضرموت جزءاً من أجزاءه ، هذه واحدة من السياط التي تجلد أصحاب الخواء في المخ ، لنا هويتنا تماماً كما هم أهل الحجاز ، واهل نجد ، وأهل الشام والعراق ، لا يعيبكم الهوية اليمنية عليكم التعاطي مع واقعها ، وأن الجنوب العربي هو طوق يمكنه تخليصكم من يمنيتكم ، ولكنكم تصرون على أن جنوبكم هو يمني ونحن نقول لكم أننا حضرميين ولن نكون غير حضرميين ، فماذا أنتم أذن فاعلين ...؟؟؟

حضرموت بالنسبة للثالوث هي بقرة حلوب ، وهي تراث من الأشعار والألحان ، وهي مجرد تابعة لهم ، لا يحق لحضرموت أن تتطلع إلا لشيء كالسيد علي سالم البيض يقوده كل على طريقته ، أما غير البيض وتركيبته مرفوض في شرعهم لأن في ذلك خروج عن نطاقهم وأعرافهم ، ويحاولون ويسعون حثيثاً إلى تكرار ما فعله أسلافهم إفقاد حضرموت قوتها ، فالأسلاف زجوا بجيش البادية الحضرمي في حرب خاسرة واليوم أبناء حضرموت يخوضون ذات الحرب تحت عنوان " طيش الثالوث " ...

اليوم الخميس الخامس عشر من ابريل / نيسان 2010م ضاقت صدورهم ، فأوقفوا معرفنا ، لأننا ذكرنا حضرموت ، ولأننا ضاقت علينا الأرض بما رحبت منهم ومن تصرفاتهم ، جنوبنا العربي لا يردونه ، حضرموتنا لا يريدونها ، لابد وأن تكون حماراً ( وحاشك أخي القارىء الكريم ) تسير بما يضعونه على ظهرك ، وتردد ما يقولون ، هم الحراك ، وهم كل شيء ، ونحن لا شيء ، نعم ما تبدل شيء من الأسلاف والأحفاد ...

هؤلاء هم من يعيشون على وقائع الأزمات ، فعلوها تكراراً ، وتوجوها في يناير 1986م ، هذه العقلية المأزومة هي حالة لا يمكن التعاطي معها لأنها فطرت على هكذا ( لا أريكم إلا ما أرى ) ، فكيف يمكن التعاطي مع هكذا عقلية في وطن قادم ، عقلية مأزومة ، عقلية لا يمكنها أن تحيا في الحرية وإن هي دعت إليها ، وإن هي حتى أدعت أنها تناضل من أجلها ...














الضالع بوابة الجنوب .. اليمني