قائمة الشرف



العودة   منتديات مركز صوت الجنوب العربي (صبر) للحوار > قسم المنتديات الأخبارية و السياسية > منتدى المقالات-البيانات- الدراسات > فرع الدراسات والأبحاث

القرآن الكريم - الرئيسية - الناشر - دستور المنتدى - صبر للدراسات - صبر نيوز - صبرالقديم - صبرفي اليوتيوب - سجل الزوار - من نحن - الاتصال بنا - دليل المواقع - قناة عدن

عاجل



آخر المواضيع

آخر 10 مواضيع : الأثنين القادم فعالية تأبين كبرى لـ«فقيد» الوطن اللواء د عبدالله أحمد الحالمي في عدن (الكاتـب : nsr - مشاركات : 0 - المشاهدات : 5358 - الوقت: 12:13 AM - التاريخ: 07-04-2024)           »          الرئيس الزبيدي يلتقي دول مجلس الأمن الخمس في الرياض (الكاتـب : د/عبدالله أحمد بن أحمد - مشاركات : 0 - المشاهدات : 19413 - الوقت: 03:28 PM - التاريخ: 11-22-2021)           »          لقاء الرئيس الزبيدي بالمبعوث الامريكي بالرياض ١٨ نوفمبر٢٠٢١م (الكاتـب : د/عبدالله أحمد بن أحمد - مشاركات : 0 - المشاهدات : 9172 - الوقت: 09:12 PM - التاريخ: 11-18-2021)           »          الحرب القادمة ام المعارك (الكاتـب : د/عبدالله أحمد بن أحمد - مشاركات : 0 - المشاهدات : 15698 - الوقت: 04:32 AM - التاريخ: 11-05-2021)           »          اتجاة الاخوان لمواجهة النخبة الشبوانية في معسكر العلم نهاية لاتفاق الرياض (الكاتـب : د/عبدالله أحمد بن أحمد - مشاركات : 0 - المشاهدات : 8998 - الوقت: 05:20 AM - التاريخ: 11-02-2021)           »          اقترح تعيين اللواء الركن /صالح علي زنقل محافظ لمحافظة شبوة (الكاتـب : د/عبدالله أحمد بن أحمد - مشاركات : 0 - المشاهدات : 8896 - الوقت: 02:35 AM - التاريخ: 11-02-2021)           »          ندعو لتقديم الدعم النوعي للقوات الجنوبية لمواجهة قوى الإرهاب (الكاتـب : د/عبدالله أحمد بن أحمد - مشاركات : 0 - المشاهدات : 8977 - الوقت: 08:52 AM - التاريخ: 10-31-2021)           »          التأهيل والتدريب (الكاتـب : د/عبدالله أحمد بن أحمد - مشاركات : 0 - المشاهدات : 8626 - الوقت: 04:49 AM - التاريخ: 10-29-2021)           »          الرئيس الزبيدي يجري محادثات مع وفد رفيع المستوى من الاتحاد الأوروبي (الكاتـب : د/عبدالله أحمد بن أحمد - مشاركات : 0 - المشاهدات : 8884 - الوقت: 12:56 PM - التاريخ: 10-27-2021)           »          تحرير ماتبقى من اراضي الجنوب العربي (الكاتـب : د/عبدالله أحمد بن أحمد - مشاركات : 0 - المشاهدات : 8925 - الوقت: 02:53 AM - التاريخ: 10-15-2021)

إضافة رد
 
أدوات الموضوع تقييم الموضوع طريقة عرض الموضوع
  #1  
قديم 06-05-2012, 06:24 AM
المدير الإداري و الفني
 
تاريخ التسجيل: Dec 2005
المشاركات: 706
قـائـمـة الأوسـمـة
افتراضي الرجعية الدينية الصائلة ليست من يقرر مصير الشعب الجنوبى - بقلم: احمد سالم ابو سلطان


مركز صوت الجنوب العربي (صبر) للإعلام والدراسات :

من افتى باهدار دم الاطفال والنساء والشيوخ ودم كل انسان جنوبى عربى واستحلاله ليس بغريب عليه اصدار فتوى جديدة ما انزل الله بها من سلطان تعزز الفتوى القديمة وتكمل ما اغفلته . فقد اباحت الفتوى القديمة الدم الجنوبى باسم الشيوعية ،
وهذه الفتوى الجديدة تقدم سببا جديدا للفتوى القديمة القائمة هو ان الوحدة فرض ، وهذا يعنى ضمنا وجوب محاربة الشعب الجنوبى باسم الاسلام . انه لمن الطبيعى ان تقدم عصابات الاحتلال مرة اخرى على انتاج خطاب دينى جديد قديم تحكمه روح الغزو

والعدوان والصياله ( الصيالة هى الوثوب على حق الغير ، ماله او دمه او عرضه . ولا يهم دين الصائل مسلم او غير مسلم انما يهم فعله الاجرامى الذى يقوم على العدوان ) . فهذه القوة الغازية الاجرامية تتذرع بالدين وتحاول تغطية سوءاتها وعدوانها به ، دون
ادنى ذرة من خجل لا من الله ولا من خلقه ، ودون ادنى ذره من خوف من الله او من خلقه ، بل تعتمد فى عدوانها على حبل من الغرب الصليبى !
(1)
الرجعية الدينية فى السياسة التى جسدها علماء الفيد والتكفير ( هم فى الاصل يمثلون كهنوت دينى رجعى يحتكر تفسير الدين ويضع احكامه - وفق مصالحه طبعا - ويلزم الاخرين به ، اى يؤمن مصالحه عبر الدين والتمظهر به ) تلك الرجعية تتمثل فى
العقلية التى تعتمد ، بشكل انتقائى مغرض ، على فكرة الامامة قديما . وفكرة الامامة ، بشقيها الامام المعصوم والامام الخليفة الذى يقوم مقام الرسول ، قد استوت على اصولها فى الدولة العباسية ، وهى تحتوى ضمنا الصراعات السياسية الدامية وما
تمخض عنها من جدل ، اى تلخص تاريخا من الصراع السياسى والاجتماعى . وبهذا تكون فكرة الامامة فكرة ايدلوجية تعكس موقفا سياسيا معينا . وقد استخدمت كل جماعة ايدلوجيتها فى الامامة فى تفسير الاحداث منذ بيعة السقيفة مرورا بالثورة على
عثمان ومقتله ومانتج عن ذلك من صراع دام ، وما تمخض عنه الصراع من قيام الدولة الاموية ثم العباسية .
ان حجر الاساس فى فكرة الامامة هى ان الامامة ولاية عامة يخضع لها دينا جميع المسلمين فى دار الاسلام . وان الامامة اصل من اصول الدين ، ولا دين الا بها . وكما عبر الماوردى : " ... فكانت الامامة اصلا استقرت عليه قواعد الملة " .
ومحصلة القول ان الامامة تنعقد بطريقين الاختيار او العهد . والاختيار تقوم به جماعة ( العدد الارجح خمسة ) ممن هم اهل للاختيار ، اى اهل العقد والحل ، لاختيار امام . وفكرة اختيار الامام تقوم فى جوهرها على اداء فروض الطاعة لمن يصلح للامامة .
فمهمة اهل العقد والحل فقط هى البحث عن الاصلح او الصالح ، ثم منحه الطاعة المطلقة ، اى البحث عمن يقوم مقام الرسول ليعطوه من انفسهم الطاعة ، وهذا هو واجبهم وليس حق لهم . وبعدها يصبح من بويع اماما مسؤلا امام الله لا امام من اختاره ولا امام
المسلمين ، ولا يحق لاحد محاسبته ، ويحق له محاسبة ومعاقبة الاخرين . والطريقة الاخرى لتنصيب الامام هى الولاية بالعهد ، فيعهد الامام القائم بالولاية لشخص من بعده ، وعلى الامة طاعته باعتباره الامام بعد وفاة من سبقه . ومن الطبيعى ان تكون الغلبة
لطريقة العهد عوضا عن الاختيار . وتم الجمع بين العهد والبيعة فمن عهد له وجبت بيعته . عندما تنعقد الامامة لشخص على جميع المسلمين طاعته ، ولا يحق لهم عزله الا بظهور الفسق عند البعض ، او اظهار الكفر عند البعض الاخر ( وعلماء المصلحة سيختارون
الفسق اوالكفر حسبما تقتضيه مصالحهم ) والمعنى فى المحصلة النهائية ان على المسلمين واجب اداء فروض الطاعة والولاء للشخص الذى تم اختياره اماما او عهد اليه بالامامه . ( فكرة عزل الامام الذى هذا صفته فكرة نظرية ، ولا سيما اذا كانت الامامة
وراثة ) . فالبيعة ، او الولاية بالعهد ، هى قيام من بايع ومن بويع له ، او من عهد ومن عُهد له ، بواجبهم فى القيام بعقد الامامة ، بموجبه ينتصب امام يخلف الرسول فى امته ويقوم بواجب الامامة كما حدده الشرع . فالبيعة ليست تمثيل للامة ولا عقد وكالة ،
بل واجب كفائى ، لتنصيب امام وعندما يفعلون ذلك فقد اسقطوا واجبا عليهم وخرجوا من الاثم ، وليس لهم اى حق على الامام ، وانما لله حق على الامام ، فاذا قام به وجب على الامة نصرته وطاعته . فالامة لا تسقط امامة الامام ، لانها ليست لها حق اساس فى
امامة الامام ، بل يسقطها عمله اذا ظهر منه الكفر او الفسق ( المعتزلة تقول بالفسق ، والخوارج يقولون بالكفر وعندهم الكبيرة كفر لا مجرد فسق ) .
وبمقارنة فكرة الامامة مع الفكر السياسى الحديث ، الذى هو اقرب الى روح الاسلام ، يمكن الوقوف على الحقيقة التالية : هناك تناقض بين واجب البيعة - اى اعلان الخضوع - لسلطة مطلقة ، وهو جوهر فكرة الامامة ، وبين حق منح السلطة ، وهو
جوهر فكرة السلطة اليوم ، حيث يمنح الشعب سلطته لوكيل له صلاحيات محدودة ، يخضع للرقابة والمحاسبة والعزل . هناك تناقض فى اسس الشرعية وماهيتها وطريقة اكتسابها . واذا كان الدين فى طرف فهو لا محالة فى طرف الشعب صاحب الحق الاصيل ،
وليس فى طرف الحاكم الوكيل ، ومع الاكثرية شرط الا تظلم الاقلية . وبالتالى مع الثورة التى تمثل الاكثرية حقيقة لا ادعاء وليس مع الحاكم . فيكفى الحاكم وشيوخه اربعة عشر قرنا من اختطاف الدين . وعند اعادة الامر الى حقيقته والى الامة سوف نحكم ان
على بن ابى طالب كان على حق لانه يمثل الاكثرية الساحقة وبالتالى يمثل الشرعية الحقيقية . وجاء الانقسام نتيجة الالتفاف على الشرعية الحقيقية برفع المصاحف فى صفين ، التى قسمت الامة الى اقسام متناحرة باسم الدين ، اذ لاول مرة يستغل الدين
بشكل حقيقى من قبل السياسة ، وبالتالى ذهب كل معسكر لايجاد شرعية لموقفه عبر تاويل الدين وتحولت الامة الى فرق ومذاهب .
ونحن نسأل اصحاب هذه الفتوى الضالة اليوم ، عندما خرجتم على رئيسكم على عبدالله صالح هل خرجتم عليه وفق فكرة الامامة بمختلف مذاهبها ( دون مذاهب الشعية من غير الزيدية ) : اى وفق المذهب الذى يقول بالخروج على من اظهر الكفر
الحقيقى ، او وفق المذهب الذى يقول بالخروج على من ظهر منه كفر الفسق ( الخوارج ) ، او وفق المذهب الذى يقول بالخروج على من ظهر منه الفسق ، دون ان يتعبر الفسق كفرا ( المعتزلة ) ، او وفق فكر العصر الحديث الذى يقرر ان السلطة ملك الشعب ؟
انهم يتقافزون من من قول الى اخر حسب مصالحهم ، بعد ان حرفوا مفهوم الشرعية الحقيقية ، وكما استقر عليه الفكر السياسى اليوم ، الى مفهوم البيعة المحرف الذى تقتضيه فكرة الامامة ، وجمعوا التناقض بين اسس الشرعية وما هيتها الذى لا يجتمع ،
حتى يستنى لهم القفز من مذهب الى اخر . ولكن بقى انصار رئيسهم المعزول على موقفهم من عدم الخروج لان هذا فى مصلحتهم . واتفق الجميع ، ويا للغرابة ، على الجنوب العربى . هل يملك احد اربعة اوجه واربع السن غير هؤلاء ؟
مانراه من كلا الفريقين المتصارعين هو خلط بين القديم والحديث ، ويأخذون ما يناسب مصالحهم ليدعم كل طرف شرعيته وسلامة موقفه . وهم باعتمادهم الانتقائى على القديم والحديث ، والمزاوجة الملفقة بينهما لجمع النقيضين ، يحاولون تكريس
استبدادهم وظلمهم وتجبرهم باسم الدين .
وطالما كان هدف الفريقين تكريس الظلم والعدوان فلا عجب عندئذ باسم الدين ان يتفقوا على الجنوب العربى . ويتعاملون مع الشعب الجنوبى وكأن صنعاء حاضرة الخلافة ، وكأن علماءها واهل الرأى فيها هم اهل الحل والعقد ، وما على الشعب
الجنوبى الا التسليم بخليفة المسلمين الذين ينصبونه فى عاصمة الخلافة صنعاء . ثم يأخذون من مفاهيم العصر الحديث ما يناسب مصالحهم ويسربلون به حقيقة الشرعية الدينية المزعومة الانتقائية ، ويحتجون بالصناديق وان السلطة ملك الشعب وان للشعب حق
فى اختيار حكامه وعزلهم بدون القيود القديمة ، وان القاعدة فى اللعبة الديمقراطية هى الاغلبية ، والاغلبية هم .

ورغم هذا فان العودة الى فكرة الامامة قديما باى نسخة من نسخها لا تعطى لهم اية شرعية : اين الخليفة الشرعى الذى يخضع له جميع المسلمين فى دار الاسلام الواحدة ؟ واين عاصمة الخلافة التى تحكم جميع دار الاسلام ؟ واين اهل الحل والعقد العدول
العلماء المؤتمنون الذين يخافون الله ويختارون الرجل الصالح الفاضل للخلافة ؟ ( اذا اعتبرنا الصورة النموذجية للامامة ) فاذا لم تعد الخلافة قائمة ولا الخليفة موجودا ، ولاتوجد دار واحدة موحدة للاسلام والمسلمين ولو حتى تحت حكم متغلب فاسق ظالم يعم
ظلمه الجميع دون تخصيص ، بأى حق يفتون ويقررون عن شعب وهم لا يمثلون الا انفسهم او شعبهم على اكبر تقدير .
اذا رجعنا الى التاريخ الاسلامى نجد ان تعدد الدول هو القاعدة ، وان الدولة العباسية انتهت الى دول ودويلات قبل ان تسقط على يد المغول فى 656 هـ ، بل كانت هناك دولتان اسلاميتان منذ نشوء الدولة العباسية وهى الدولة العباسية فى المشرق
والدولة الاموية فى الاندلس . وبالتالى فالامامة التى تعنى وجود امام واحد مطاع ودار اسلام واحدة كانت وليدة عصرها وانتهت بنهايته منذ اكثر من الف سنة ، وما بقى منها بعد ذلك هو شئ نظرى بفعل تحكم ايدلوجية الامامة التى اخرت الفكر السياسى
لدى المسلمين الى ان انتهبوا لانفسهم وهم بقية نخرة من مخلفات الماضى التعيقة . واثبت التاريخ ان الامامة ليست ركنا من راكان الدين ولا اصل من اصول الملة ولو كان كذلك معنى هذا ان الله انزل دينا متعذر التطبيق ، وحاشا لله . وهل يمكن ان ترتبط صحة
دين ، وصحة اسلام المسلمين ، بوضع سياسيى معين مثل ما تصوره ايدلوجية الامامة ؟

ان شعب الجنوب العربى من اكثر الشعوب تعطافا مع الوحدة العربية ، واى صيغة لوحدة الدول والشعوب الاسلامية ، ولن يستطيع احد ان يزاد علينا فى ذلك . ولكن وحدة اليوم لاعتنى انتاج الدولة الاموية والعباسية ، وشرعيتها لا تستند الى تلك
الشرعية ، بل وحدة تقوم على الشرعية الحقيقية ، وتراعى ضروف الحاضر ومصالح الشعوب وضمان حقوقها حتى لا يطغى شعب على شعب وقوم على قوم . ان وحدة عربية ، او اسلامية ، يجب ان تقوم على اسس الحاضر كما هى ، وارادات الشعوب ، لا
تراهات الفكر القديم وجدله العقيم وسجالاته الفارغة الذى يمثل عصر وتخلف عصره عن عصر اليوم . واستحضاره والركون اليه انما هو رجعية مقيتة ، رحعية مصالح ، او رجعية عقم فكرى وتخلف حضارى وذهنى . او كلاهما معا وعندها يكون الامر الادهى
.
الم يحن الوقت ان نعتق الاسلام من هذه التخرصات والتحكمات وهذا الاباطيل ليعود دين الله صافيا من شوائب الطغاة والمستبدين ومن علماء الغنيمة والتكفير الذين يلهثون وراء مصالحهم ؟

(2)
نعيش اليوم فى واقع جديد ، واصبح لكل شعب مسلم دولته ، والشرعية اليوم هى شرعية الشعوب ، لا فكرة الشرعية التى نشأت فى ظل الدولتين الاموية والعباسية القويتين والتى انعكست على فكرة الامامة . ففكرة الامامة تقوم على واقع
انتهى ولن يعود اطلاقا . ولا تمثل الدين ولا حتى ذرة من الدين ، بل كانت تمثل واقعا سياسيا معينا وتمثل محصلة صراع معروف .
ان لكل شعب اليوم دولته ، والدولة اليوم لم تعد مثل تلك الدولة القديمة ، بل دولة تكاد تتدخل فى كل شئ بمؤسساتها واجهزتها التى تقوم على اكتاف شعبها ، فهى تمثل شعبها بطريقة او باخرى لانها تنبع منه ، ومصالح الناس اليوم اختلفت فهى
مرتبطة ارتباطا وثيقا باجهزة الدولة ومؤسساتها . وعندما تأتى دولة اليوم كما هى قائمة باجهزتها ومؤسساتها وتسقط دولة اخرى فهى فى ذات الوقت واللحظة تحل نفسها ومصالحها ومصالح شعبها محل الدولة الاخرى ومصالحها ومصالح ذلك الشعب ،
وهذا هو الاحتلال الذى نتحدث عنه . وغزو العراق للكويت ليس ببعيد عنا ، وهو غزو دمر الكويت واسقط مصالح شعبها لحساب نظام ودولة اخرى وبالتالى لحساب شعب اخر ، وما حدث للجنوب العربى نفس ماحدث للكويت ، والفرق ان علماء العراق لم يفتون
بكفر الكويتين ، ولم يفتون ان وحدة العرق فريضة اسلامية باعتبار ان الكويت جزء لا يتجزا من العراق ، والفرق الاخر ، وهو شكلى لا جوهرى ، ان هناك تمويه للغزو السافر فى رابعة النهار تحت اسم وحده لم تتم حقيقة . وجاءت ( ج ع ى ) باجهزتها ، واهم
اجهزتها الجيش والامن والاستخبارات ، واحلت نفسها وشعبها محل الشعب الجنوبى لانها ببساطة اسقطت دولته . وعندما تسقط دولة شعب اليوم من دولة اخرى تسقط مصالحه وتجير فى التو واللحظة الى الدولة والشعب الاخر .
ان الحق الذى هو التعبير القانونى للمصلحة مرتبط بالاوضاع فى كل زمان ومكان . فهو ينبع من واقع الناس والشعوب ولا يهبط من الفضاء . واصبحت المصلحة اليوم الفردية والجماعية مرتبطة بالدولة الخاصة التى تمثل ذلك الشعب وتقوم على ارضه .
ولا يمكن ان تعبر دولة قامت فى ارض اخرى ولشعب اخر ، لا يمكن ان تعبر ، عن مصالح شعب اخر . ولذلك يحق لكل شعب ، فى ظل انقسام اليابسة اليوم الى شعوب ودول ، ان يقيم دولته التى تعبر عن مصالحة بكل حرية ، ولا يحق لاى دولة وشعب اخر
منعه من ذلك . فالدولة اليوم اصبحت ضرورة حيوية بدونها يتعرض وجود الشعب ومصالحه الى الخطر المحدق ، لانه بدون دولة يصبح نهبا للدول والشعوب الاخرى اكثر من اى وقت مضى فى التاريخ . فلقد مكن التطور العلمى والتكنلوجى سهولة التحرك
والغزو والتدمير والفتك . وهذا ما نعيشه عندما سقطت الدولة الجنوبية عبر خدعة لئيمة ، فقد اصبحت ارضنا نهبا مباحا لكل من هب ودب من القوى الغازية المتنفذة والتكفيرية والشركات العالمية ، واصبحت مرتعا للعصابات الاجرامية والارهابية وعصابات
المخدرات وشذاذ الافاق .
ان الدين جاء ليؤكد المصلحة والحق ، وأمر باقامة العدل . والمصلحة والحق والعدل ، وجميعها تعبيرات لحقيقة واحدة ، تحكمها ظروف الناس وعصرهم ومفاهيمه النابعة من اوضاعه وتطوره العلمى والفكرى والثقافى وحقائق اليوم ، فلايمكن القبول
بالعبودية اليوم ، وتعتبر فى ظروف العصر الراهن وطبيعة العلاقات الانسانية والاجتماعية والحقائق الاقتصادية جريمة انسانية غير مقبولة . وان المصالح السياسية والاجتماعية والاقتصادية اليوم للشعوب والناس مرتبطه بالدولة الحديثة ارتباطا حيويا ، واسقاط
دولة اى شعب هو اسقاط لكل الحقوق والمصالح الانسانية ، وهذا اسقاط للعدل ، وما خالف المصلحة والحق والعدل كما يفرض الواقع هو مخالف للدين . فما جاء الدين الا ليحمى مصالح وحقوق الناس وفق اوضاع عصرهم ، ويامر باعطاء كل ذى حق حقه
ويفرض ذلك ، اى يأمر اقامة العدل . كما يبيح ، بل يفرض حيانا حسب الوضع ، ان يدافع كل صاحب حق عن حقه وان يستشهد دونه .
ان الشعب الجنوبى اليوم فى دفاعه عن حقوقه ومصالحه ( وان اكبر هذه الحقوق والمصالح ، هو حق اقامة دولته المستقلة ، وهو حق جامع لكل الحقوق لانها تسقط بدونه ) ، وفى ظل احتفاظ الاخرين بدولهم ، انما يدافع عن حقوق مشروعة ومعه
الاسلام وجميع الشرائع السماوية والاعراف الانسانية . . وفى موقفه ودفاعه عن حقه فى اقامة دولته المستقلة لا يتناقض ابدا مع الاسلام ولا مع الضمير الانسانى . بل ان دفاعه ، بكل السبل المتاحة ، عن حقوقه وعن سيادته على ارضه وعن وجوده ، فى ظل
هذا الهجوم الشرس ، انما هو واجب دينى وفرض عين على كل مسلم جنوبى لانه بات مستهدفا فى نفسه ووجوده من عصابة باغية صائلة معتدية .
باى حق احتلت هذه العصابات ارضنا ومن اعطاها هذا الحق ؟ فلا يمثلون الخلافة الاسلامية ولا يمثلون اهل الحل والعقد ، وكل ما يمثلونه هو دولتهم ( ج ع ى ) فى حدودها المعروفة التى طغت وتجبرت واعتدت وصالت . فلا يحق لدولة العصابات
الاجرامية التكفيرية فرض نفسها علينا عبر مفاهيم قديمة هى منها براء فى الاساس ، حتى ولو سلمنا بها لما جاز لهم الاحتجاج بها علينا لانها مفاهيم لدولة خلافة مفترضة ، دولة العدل والمساواة ، يجب ان تقوم اولا ، بمشاركة جميع المسلمين ، حتى تمثل
المسلمين جميعا ، عندها يمكن الاحتجاج بها . ولو قامت هذه الدولة المفترضة لايصح فيها ان يغزو قوم ارض قوم اخرين وينهبون بلادهم . بل يبقى لكل ناس ارضهم ، ولكل قبيلة مرابعها ، ولا يجوز ان يبغي قوم على قوم ، ولا ان يطغى قوم على قوم {فَإِنْ
بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الْأُخْرَى فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي} [الحجرات : 9]
كل عدوان اليوم من شعب على شعب ، او دولة على دولة ، اقل ما يقال فيه انه صيالة . ودفع العدو الصائل وقتاله واجب .
ان الشعب الجنوبى العربى استنادا الى قضيته العادلة له مطلق الحق فى قول كلمته فى مصيره ، ولن تكون تلك الكلمة الا كلمة حق وعدل ، ولانها حق وعدل فهى من الدين . واعداء هذه القضية العدالة ، واى قضية عادلة ، انما هم اعداء الله ورسوله
ودينه {قَاتَلَهُمُ اللَّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ} [المنافقون : 4]

ملاحظة : عندما نقول رجعية دينية لانقصد ذات الدين ولكن الفكر الكهنوتى المتخلف الذى ينسب نفسه للدين . وعندما نقول ايدلوجية دينية لا نعنى العقيد الاسلامية ولا احكام الاسلام ، وانما نعنى الافكار العقائدية التى تزعم انها الدين واصول الدين وان من
خالفها خالف الدين وتحدد موقفها منه على اساس الايمان بايدلوجيتها .

احمد سالم ابو سلطان
4\6\2012
__________________
رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 06:43 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.4
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd
الحقوق محفوظة لدى منتديات مركز صوت الجنوب العربي (صبر) للحوار 2004-2012م

ما ينشر يعبر عن وجهة نظر الكاتب أو المصدر و لا يعبر بالضرورة عن وجهة نظر الإدارة